Articles by "أراء ساخنة"


تحول فضاء الأنترنت في السنوات الأخيرة ، سيما منذ هروب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي،  الى متنفس كبير للعائلات الجزائرية بالتحديد على اختلافها ... وهذا نتيجة  لعدة عوامل، منها ما تعلق  الأمر بالغلق  الذي مارسته السلطات الجزائرية على الشعب...ومنها ماتعلق الأمر بالبحث والتنقيب عما جرى أثناء المأساة ،في ظل اعلام  لا يخضع الى احتكار السلطة... وكذا التلاعب بإرادة الشعب في مواعيد مختلفة ... التي دفعت الى الطلاق البائن،   واللامبالاة، وفي أحسن الأحوال الى الصمت المحير...

كما أن الضغوطات النفسية اليومية، دفعت بالكثيرين سواء في الداخل أو في الخارج الى استعمال هاته المواقع كنوع من الاسترخاء  والافراغ  والترفيه.


أعرف أنني أستفز نفوسا مريضة بهذا العنوان ، سيما فئة العبيد... وأدق ناقوسا لم يألف دقه المداهنون ... وأعرف أنني تجاوزت الخطوط الصفراء والحمراء وكل الأعراف الديبلوماسية التي وضعها فراعنة العصر... ولكنني غير مقتنع بقانون الغابة الذي ساد هاته السنوات الأخيرة في الجزائر، حيث أصبحت تصفية الحسابات على الهواء، القوي فيها يأكل الضعيف، الى درجة أن احتار الفضلاء والعقلاء والشرفاء وأولي الألباب...

لقد تمردت عن لغة المجاملات والمديح منذ صغري، وسللت سيفي من غمده يوم أن أعطيت لي الفرصة في الأنترنت، لضرب أعناق كل الذين يشاركون في تضليل الشعب، في الدوائر الموبوءة بكوليرا الفساد...بنشر الحقيقة والتوجيه الصحيح.

وها أنذا أحاول مرة أخرى أن أطرق من خلال هاته العبارات المتواضعة الرؤوس العفنة، التي أوصلت البلاد والعباد الى هذا الوضع المتردي الذي لم تعشه الجزائر من قبل... حيث أصبحت الجزائر مسخرة تتسلى بها الشعوب في الفضاءات المختلفة...

ماذا تريدني أن أقول عن أبي بكر الجزائري؟

عندما سمعت خبر وفاة الداعية الجزائري، أبو بكر جابر الجزائري رحمه الله...اعتقدت للوهلة الأولى أنها مجرد دعاية، أو اشاعة كسابقاتها...فهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها عن وفاته في وسائل الاعلام،  ولمن أراد أن يتأكد من غير العارفين لهذا الأمر، فليسأل محرك البحث غوغل...

مباشرة  بعد تأكدي من خبر الوفاة، نشرت الخبر على احدى صفحات التواصل، دون اثارة...

قرأت تعليقات كثيرة لجزائريين بعد أن شاع خبر الوفاة، منهم من يوجه عتابا للسلطات الجزائرية... ومنهم من يقدم لومه لعامة الشعب ...ويسأل: أين أنتم يامن تقيمون الدنيا ولا تقعدونها للتفاهات، فيما لا تحركون ساكنا لموت عالم جليل؟  ومنهم من يسأل: كيف لا تعلن السلطات الجزائرية الحداد لموت عالم جزائري قدم حياته لخدمة الاسلام، وفي المقابل، أقامت هاته السلطات الحداد على المغنية  وردة الجزائرية، وعلى فيدال كاسترو... وآخرين...؟ وهناك أسئلة كثيرة طرحت حول الموضوع... لست مضطرا لذكرها.

سألني أحد المعلقين: لماذا لم تولي هذا العالم الجليل  حقه، وأنت الذي تتحدث عن النملة عندما تبول في غابة الأمازون؟

إن أحسنت الظن بهذا الشخص ...فهو لا يعرفني، و يجهل ما أقوم به من نشاطات... ولو كان يعرفني حق المعرفة ماطرح السؤال ... والجواب هنا ليس لهذا الشخص، بل هو فرصة لتوجيه بعض الرسائل لمن يهمهم الأمر.

أفرزت الساحة السياسية في الجزائر ثلاثة تيارات، بعد التجربة الأولى من التعددية التي عاشتها الجزائر، وكان ذلك نتيجة الانفتاح المؤقت الذي جاء بعد أحداث أكتوبر كتنفيس محتوم.

 التيارات التي أفرزتها المرحلة قبل عملية الاغراق التي تعرضت لها الجزائر، الى درجة أن كفر معظم الجزائريين بالعمل الحزبي، هي التيار الوطني الذي قادته جبهة التحرير الوطني ممثلة في زعيمها عبدالحميد مهري، والتيار العلماني الذي قادته جبهة القوى الاشتراكية ممثلة في زعيمها حسين آيت أحمد، والتيار الاسلامي الذي قادته الجبهة الاسلامية للإنقاذ ممثلة في زعيمها عبدالقادر حشاني (بعد ادخال علي بن حاج وعباسي مدني السجن).

كنت قد نشرت مقطع فيديو لجزائري، يقطن مدينة من المدن الجزائرية بشرق البلاد، وأعتقد أنني لست الأول، يصفع طفلا افريقيا محتاجا، أسقطته الصفعة أرضا...وجعلته يصرخ دون توقف... وجعلت من يرى المشهد من أصحاب القلوب الرحيمة يبكي على حال الجزائر في الوقت الراهن.

من كان حوله من ضعاف النفوس، كان يقهقه، وكأن هذا التصرف الارهابي يدعو للقهقهة، بدل أن يبكي هذا المُخدّر... ويتأمل الآية الكريمة: "وأمّا السّائل فلا تنهر".

رأيت مشاهد أخرى لجزائريين ضد جزائريين، والحسرة تقطع أحشائي، رأيتهم كيف يضربون بعضهم دون شفقة وكيف يعتدون على بعضهم كذلك...

تصريحات مدير الأمن الجزائري عبد الغني هامل عشية الاعلان عن اقالته عبر وسائل الاعلام، تفيد: بأن هناك جهات عليا في قيادة الجيش، دون أن يُسمّيها، تدخلت في مجرى قضية الكوكايين بوهران، التي أحتجز فيها كما أعلن أكثر من 7 قناطير من الكوكايين، ناهيك عن أجهزة مختلفة استخدمت للتغطية عن هذه الجريمة الكبرى. ومارست ضغوطات على بعض الشخصيات قصد اسكاتها، أو ابعادها حتى تسير هذه القضية في الاتجاه الذي يريده أصحاب القرار.

ما إن تم الاعلان عن اقالة مدير الأمن عبد الغني الهامل...سارع الانتهازيون والضباع... بالترويج لخبر الاقالة...مهللين ومكبرين لنصر لم يصنعوه.

انكسار أمّة وتضميدها بين سقطة المصري محمد صلاح وصعود المالي مامادو غاساما !
كم كانت صدمتي كبيرة وأنا أتابع تعليقات مختلفة ، حول ردة فعل الجمهور العريض في الوطن العربي  الكبير ، بعد اصابة  اللاعب المصري محمد صلاح...شفاه الله، والذي يلعب لفائدة فريق ليفاربول ....وكذا التأثر البالغ  لانهزام فريقه وفوز ريال مادريد بالكأس...وعدم الاكتراث في المقابل  لما يجري في الأمة من كوارث  تشيب لها الولدان...وكأن كسر لاعب يفوق عند هؤلاء القوم  انكسار أمة؟

احترت في البداية لاختيار عنوان المقال، كيف سأخطه، هل لكسر محمد صلاح...؟ أم لانكسار الأمة التي تترنح تحت ضربات الجهل والتخلف واللامبالاة والتبذير والظلم...؟
وبينما كنت أجمع شتات ألفاظي وألملمها من التيهان ،شاع فيديو في الأنترنت  بفرنسا  لأخ مالي يدعى  مامادو غاساما...والذي جعلني أعيد لكلماتي وعباراتي  ألف حساب.

فبعدما كان مقالي يتجه الى العتاب  عما يجري في الأمة من كوارث، والى اين وصلت الرداءة في أمة اقرأ...
سمعت صحفيا وعلى قناة فضائية مصرية ، وعوض أن يكتم غيظه راح يدعو المصلين في رمضان أن يدعو في صلاة الفجر أن ينتقم الله من لاعب في ريال مادريد الذي تسبب في كسر المصري محمد صلاح...وكأن هذا اللاعب لو فاز بالكأس كما فاز بها زين الدين زيدان وبن زيمة...كان سيجلب الكأس لمصر مثلما جلبها زيدان وبن زيمة للجزائر؟

وأنت تقرأ تصريحات ياسف سعدي على صحيفة الشروق،  وإن كانت تصريحاته  ليست وليدة اليوم، من أن الشهيد وأحد أبطال ثورة التحرير الجزائرية، محمد العربي بن مهيدي، لم يطلق ولا رصاصة واحدة تجاه الجيش الفرنسي...وأنت تبحث في ذكراه.
تستنبط مدى تأصل الجهل والرعونة، وضيق الأفق،   ومحدودية الفكر لدى  ياسف سعدي ومن لف لفه.
 هذا الأخير، الذي يتحدث عن ذاته في التصريحات المتلفزة وكأنه بطل مغوار...؟ فيما يوزع صكوك الخيانة  والجبن  على بعض من كانوا معه...في  غياب قادة الثورة الحقيقيين.


قم ترى يا بوعمامة، فحفيدتك في وهران تبيع الخردوات في عهد الوزيرة بن غبريط !

كم كانت صدمتي ودهشتي... وأنا أشاهد مقاطع مصورة في موقع اليتيوب، لحفيدة الشيخ بوعمامة،  وهو بطل من أبطال المقاومة الشعبية في الجزائر إبان فترة الاحتلال الفرنسي "لمن لا يعرفه"...
تُظهر السيدة  صفية بوعمامة   في وضع بائس، وفي سنّ متقدم. تقتات من  الخردوات في أحد الأحياء المهترئة والفقيرة  بمدينة وهران ...
وما زاد من حسرتي  واستغرابي، أنها التقت كبار المسؤولين في الجزائر عدة مرات، طمعا في ايجاد دعم لها، وكان طلبها الوحيد: الحصول على سكن لائق يقيها ومن معها من حرّ الشمس وزمهرير الصقيع.

تذكرت زيارة لاعب كرة القدم زين الدين زيدان، وحفاوة الاستقبال الذي حظي به ، ولقائه بالرئيس بوتفليقة عندما كان يتكلم ليلا ونهار في التلفزة، وأخاه السعيد وهو يعرض عليه خدماته...
تساءلت في نفسي: أين نحن بعد أكثر من 50 عاما من الاستقلال المزعوم، وإلى أين تسير الجزائر؟

أتعطى  الوزارات والمديريات الى بعض أبناء الخونة، الذين وقفوا ذات مرة وقفة المشارك المباشر، في إعدام الجزائريين  وفي دعم الاحتلال؟

استمعت قبل قليل، اليوم الإثنين 26 فيفري 2018،  في موقع اليتيوب، الى برنامج نشطه الصحفي قادة بن عمار على قناة الشروق، مع مليكة معطوب...غابت عنه نعيمة صالحي لأسباب تعرفها. الشيء الذي استنبطته من  هذا الحوار...هو بعض المغالطات التي جاءت بها السيدة مليكة معطوب، أودّ أن أطرح بعضًا منها.

مغالطات يردّدها الكثير من الإخوة القبائل  ولا أقول الأمازيغ ،عندما تطرح قضية الاستفتاء لحلّ النزاع ،بغض النظر عن النتيجة. كيف لي أن أستفتي في أمّي؟ وتعني  السيدة مليكة معطوب أو غيرها ،لغة الأم. وفرق واسع يا سيدة مليكة بين لغة الأم  واللغة الوطنية.

ماذا لو كتب ياسمينة خضرا  أو كمال داود بالعربية ؟

يستغرب البعض من الجزائريين خاصة والعرب عامة، في فرنسا- ويطرحون الكثير من علامات الاستفهام والتعجب حول الحديث حولهما، سيما في بعض الأوساط الثقافية الفرنسية...وكأنهما يعيبان على فرنسا تشجيعها لهما بعبارة أخرى...؟
كان الأجدر بمن يطرحون هذه الأسئلة وعلامات التعجب والاستنكار حولهما... أن يطرحوها على أنفسهم،   سواء كانوا سلطة أو معارضة، وسواء كانوا من فئة المثقفين أو من عامة الناس...وأن يندبوا ليلا ونهارا.

الفتنة في الجزائر والفطنة في السويد !

ما أجمل اللغة العربية وما أبلغ سحر بيانها، فبمجرد حرفين التصقا "كن" هناك قدرة خارقة تسير الأكوان، لا يعرف مدلولها الا من وُهب الحكمة ونزعت على عينيه الغشاوة.
لو أردنا أن نخط تمهيدا  قبل أن نتطرق الى موضوعنا ، لقلنا  أن العجائب والغرائب في اللغة العربية تكمن بين حرف وآخر وقصص وحكايات يمكن سردها.

فلو أراد عارف باللغة والتاريخ شرح كلمة العرب، لألف كتبا حولها وظل يدرسها  للأجيال في الأطوار المختلفة... ولو أضاف آخر نقطة فوق العين  لألف مجلدات ومسرحيات عن الغرب، ولو أراد  ثالث الحديث من خلال تقديم الباء على الراء "العبرية" لألف أفلاما ومسلسلات تاريخية وظلت تلهج بها الألسن وتقام حولها المهرجانات.
فلا شكّ أنّ هناك سرّ عجيب  يقف وراء هذه اللغة العربية، لا يعرفه الاّ من عشقها، وأصابته سهام حبّها وجعلته يتغزل بالكلمات ويصنع منها الأدب، ويعزف عن أوتارها ويستخرج منها المقامات وينثر بها القصائد والحكم.
اليوم حديثي حول الفتنة في الجزائر والفطنة في السويد... وبين الكلمتين علم وجهل، وتقدم وتخلف، وفطنة وفتنة باختصار.

لعلكم تابعتم ما يجري من مهازل في الجزائر قبل أيام، ولاحظتم كيفية التخبط وتضارب التصريحات، فقد أعلن أحدهم أن "الجزائر أحسن من نيويورك" وآخر "الجزائر خير من السويد" ولوكانا ممن يدفعون من قوت أولادهم لإطعام الفقراء، ويساهمون من بنات أفكارهم  في رفع الغبن على الشعب لكان كلامهم جائز.


يعلم الله أنني كنت ضدّ تعيينك كرئيس للمجلس الأعلى للدولة السابق رفقة خالد نزار ومساعديه في وقتها، سواء الذين ظهروا في وسائل الإعلام أم الذين اختاروا العمل وراء الستار، وكنت من بين المواطنين غير المُعترفين بحكمك، وكنت على يقين أنك ستوضع في الأرشيف أو يكون مصيرك مثل بوضياف…

إنّ بعض الجهلة اتهموني وقتها بأنني ضد العائلة الثورية، ومن المُشوّشين، بل من المُحرّضين على الفوضى، ومنهم من أراد إدخالي السجن بوشايات كاذبة لدى مصالح الأمن…



ما سأرويه لكم في هذا المقال المختصر، ليس من نسج الخيال، ولا محاولة  مني لتشويه صورة فرنسا، ولا سردًا لقصص عن حقبتها الاستعمارية المسعورة، وما فعلته في الجزائر، وافريقيا، في القرن الماضي ...

بل هو  واقع معاش في فرنسا الحالية، حيث الحضارة  والمدنية،  والعدل والمساواة، والأخوة والتسامح...وحقوق الإنسان.

في القديم قالوا: عش تسمع، وها نحن اليوم نعيش ونسمع ونرى...

قال أحد العلماء الجزائريين من الذين نحتوا أسماءهم، أترك لكم اكتشاف اسمه وتحليل معانيه: " بين العرب والغرب نقطة"...وفي النقطة عجائب وغرائب. قالوا: هواري بومدين سرق الثورة الجزائرية و لم يطلق ولا رصاصة واحدة خلال الثورة التحريرية، ولو كان من قادة الثورة كما يزعم، لكان من مجموعة ال 22 أو من مجموعة 6 ... وجيش الحدود بلاء عظيم أصيبت به الأمة الجزائرية. قالوا: هواري بومدين هو من احتقر قادة الثورة في الاستقلال وهمشهم. قالوا أنه سن 19 جوان كيوم وطني.

عبارات تستفز العقول، ومفارقة يلاحظها الناس بالعين المجردة وليست من قبيل الخيال أو التصور، وأقوال تترجم في المستقبل إذا لم تفهم في حينها.

كنت قبل سنوات، وفي إحدى الحوارات التي كنت أنشطها كل أسبوع على إذاعة وطني الرقمية، قلت: أنّ الطبيب في الجزائر أصبح محتاجا الى طبيب، و الدواء أصبح محتاجا الى دواء، والمعلم أصبح محتاجا الى معلم، والامام أصبح محتاجا الى إمام، والمقتصد أصبح محتاجا الى مقتصد، والمربي أصبح محتاجا الى مربي... ولم أكن أبالغ وقتذاك، ولا أتجنى على الحقيقة كما قد يفهم السذج، بل وصفت المشهد القاتم بما يحمله...

كنت أسأل أحد المهاجرين المتقاعدين عند عودته من الجزائر: كيف هي الأوضاع؟ فيقول لي وهو يتألم ويتأوه: كل شيء يوجد في البلد الاّ شيء واحد، فأقول له: وما هو؟ فيقول لي : الشعب !

عندما ترى دولا كيف كانت الى وقت قريب وكيف أصبحت،  مثل سنغافورة وماليزيا ....وتقارن بينها وبين الجزائر، وتسأل نفسك في حيرة : هل تمتلك  هذه الدول الإمكانيات التي بحوزة الجزائر سواء ما تعلق الأمر بشساعة الأراضي أو بخصوبتها، أو بالمياه الجوفية، أو الطقس، أو المعادن، أو الإمكانيات البشرية و المادية ... ؟ترى بأن هذه الدول لا تمتلك ربع ما تمتلكه الجزائر .
 وعندما تراها قطعت أشواطا في مجالات عديدة، سواء تعلق الأمر بالعمران أو بالعدالة الاجتماعية، أو في الصحة والتعليم أو الاتصالات أو النقل  أو في البيئة ...الخ ....




 ينتابك الحزن والأسى لما وصلت اليه الجزائر ، وما وصل اليه أبناؤها من يأس واحباط  ...حتى وصل الأمر بشباب في مقتبل العمر، يحرقون أنفسهم أو يقطعون البحار طمعا في لقمة العيش...

بعد شرب (حليب) التيس في الجزائر، ترقبوا شرب بول الكلاب والحمير !
يقول المثل الجزائري: همّ يضحك وهم يبكي !

عشية 2018، حيث تحتفل بعض الأمم التي تعرف قيمة مواطنيها، بما توصلت اليه من تكنولوجيا في مجالات مختلفة، ومن إنجازات في عدة تخصصات...وتعتزم استقبال السنة الجديدة بمشاريع مغرية...تطلّ علينا قناة النهار...في واحدة؛ تحدثنا عن اكتشاف (حليب) التيس لمعالجة العقم، والسرطان، والأخرى، عن اكتشاف دجاج أسود...لعلاج عدة أمراض مستعصية، عجز العلم حتى الآن أن يجد لها علاجا...ووصل سعر الدجاجة الى سعر سيارة !وبيضها الى سعر كبش العيد... ! وفي وقت يتحدث الناس عن التقشف وعن الأزمة المالية...وعن العلم والتطور !


اللاّت و العزّى وعين الفوارة !

استيقظت اليوم على خبر محاولة جزائري، هدم تمثال عين الفوارة، والذي يتوسط مدينة سطيف التي تقع شرق الجزائر  "لمن لا يعرفها"...ويقال أن ناحته قام بنحته أثناء فترة الاستعمار لا يذاء المسلمين هناك...حيث أن  المرأة المنحوتة  تبدو عارية وتبرز  مفاتنها...ويضطر شاربوا الماء من النافورة للركوع...وهناك من يتوضأ ويذهب للصلاة...

بعد رؤية مشهد محاولة الهدم من زوايا مختلفة، لاحظت رشق هذا الرجل الملتح و الذي نجهل هويته لحد كتابة هذه الأسطر، بالحجر وبالعصي والهراوات...  وكأنه شيطان مارد اعتدى على إحدى المقدسات؟ وقد وصل الحد ببعض من كانوا هناك لضربه ضربات قاتلة، كما يظهر في الفيديو المنشور على صفحة المصالحة الجزائرية بالفيس بوك لمن أراد مراجعته، وكأن إزهاق روح بشرية أهون عند هؤلاء من هدم تمثال؟

وقد تناولت العديد من القنوات الفضائية هذا الحدث، وبدأت في استطلاع آراء المواطنين هناك، وقد استمعت لبعض من تم استجوابهم حول الفعل، وحزّ في نفسي أن أسمع تلك الاجابات المليئة بالأغاليط، والتي تدل على جهل أصحابها بالتاريخ، وتظهر في المقابل الوطنية الزائفة.

عبارة كنا نسمعها من القابض في الحافلة le receveur وهو ينادي المسافرين عند الزحمة بفرنسية مكسرة : أفانسي لاريان avancer en arrière تقدم الى الوراء...و يعني: هناك أماكن في الوراء لا تتركوها شاغرة أيها السادة، عمّروها حتى تتركوا أمكنة للآخرين.
للأسف خانه التعبير، فالتقدم لا يكون الا للأمام عادة . ومع أن تعبيره كان خاطئا الاّ أنه كان مفهوما يستجيب له الناس.


كلام القابض في الحافلة "الخاطئ ولو بنية حسنة " أردت أن أستعيره وأن أجعله نظرية سياسية... طالما أن تراكم التخلف وانتشاره، وتشجيع الرداءة، وتدعيم الترقيع هو السائد ...

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget