Articles by "أراء ساخنة"

مرّت ثمانية أشهر على بداية الحراك الذي انطلق في الجزائر، وكان الحراك نتيجة تراكمات مختلفة أدت في مجملها الى ضرب الطوق على بعض رؤوس العصابة التي كانت تتحكم في مصير الشعب وترهن مستقبله الى أجل غير مسمى وأرغمتهم على التراجع.

واستعاد الشعب الجزائري إلى حدّ ما  حرية المبادرة وتمكن من هدم حاجز الخوف  بعدما كانت الدولة العميقة تستثمر فيه وتربطه بالمأساة الوطنية وتوظفه  وقتما شاءت وكيفما أرادت وبالوسائل التي تحددها للبقاء في السلطة واستغلال ثروات الجزائر المختلفة.

وظن الشعب الجزائري أن السلطة العسكرية الجديدة ستواكب الحراك وتحقق حلم الشهداء في إرساء  معالم نهضة لطالما حلم بها الشعب لاسيما وأن تصريحات قيادة الأركان وعدت الشعب أنها ستواكب الحراك وتطبق حرفيا مطالب الشعب.


عاد الحديث في الجزائر مجددا عن الانتخابات الرئاسية كخيار أسلم للتغيير، في ظل الحراك الذي تشهده الجزائر منذ تاريخ 22 فيفري 2019، والذي جاء كنتيجة حتمية لتراكمات سلبية كان مفجرها دعاة العهدة الخامسة للرئيس المخلوع.

وبدأ الخوض في الإنتخابات الرئاسية على مستويات مختلفة لإيجاد خليفة ينهي الفراغ الذي تركه نظام الحكم بشغور منصب الرئيس المقعد، بعد إفشال تاريخ الانتخابات المقرر في أفريل وجويلية من هذا العام 2019.

وبدأت عملية الاستقطاب والتجاذبات، والمشاحنات ... فهناك من يقترح وهناك من يرفض، وهناك من يشترط، وهناك من يندد ويحتج وهناك من يصرخ وهناك من يبكي حظه...وهناك من يزايد وهناك من ينتهز الفرصة وهناك من لا يعبأ بما يجري.

واحتدم الصراع بين من يرى أن المشارك في الانتخابات الرئاسية في ظل الأوضاع التي تعيشها الجزائر... خائن يجب الاقتصاص منه، وهناك من يرى أن المقاطع لها في ظل الأوضاع التي تعيشها الجزائر خائن يجب الاقتصاص منه...

واحتار الكثير من الناس أي قرار صحيح يسلكونه لتجنبيت البلاد المزيد من الصدام... في ظل اعلام منحاز ومضلل وغير موضوعي... تحكمه خلفيات وأطماع ... وفي ظل وضع أمني معقد ومتأزم تشهده المنطقة ...ناهيك عن تداعيات الأزمة الاقتصادية على جيب المواطن وعيشته... وفي ظل هيمنة دولية واضحة، دون أن ننسى تسابق الانتهازيين للتموقع تماشيا مع الواقع الجديد الذي فرضه الحراك بعد سجن بعض رؤوس الدولة العميقة...

في كل مناسبة من المناسبات التي  مرت بها الجزائر وتمر بها...لا يخلو حديث بعض الساسة والاعلاميين ومتناولي الشأن العام  عن هواري بومدين، والصاق تهمة الاغتيالات والانقلابات السياسية به وتبرئة خصومه في المقابل... ونظريتهم كانت ولاتزال مبنية على أنه لو طبقت مقررات الصومام التي تعطي الأولوية للسياسي على العسكري والداخل على الخارج  ...وجسدت على أرض الميدان لما وصلت الجزائر الى هذا المستوى من الفساد والانحراف.

لم يجف تراب قبر عياش محجوبي، الذي توفي في قرية أم الشمل بولاية المسيلة في ظروف غامضة داخل أنبوب. وظل معظم الجزائريين صغارا وكبارا يترقبون انقاذه...علهم يستعيدون بصيصا من الأمل الضائع في ظل الاحباط المستشري وتفاقم اليأس وانسداد الأفق... ففارق الحياة.
و لحقه أحد الشيوخ من نفس الولاية...وقد سقط في بئر...و من بعدهما شباب في مقتبل العمر ابتلعتهم حفرة في ولاية الأغواط...

وها نحن نستيقظ هذا الأسبوع على خبر فقدان محمد عاشور، أحد أعوان الحماية المدنية بولاية البويرة وهو في العشرينات من عمره، كان يسهر على فك الاحتقان وتسريح المياه التي تجمعت ... فجرفته المياه ورمت به الى المجهول.

ولاتزال الى حد كتابة هذه الأسطر فرق الانقاذ مجندة تبحث عنه ومنهم غطاسون، وكلاب مدربة مساعدة للبحث، ولسنا ندري ماذا تحمل الأيام القادمة من مفاجئات، لاسيما وأن أمواج البحر العاتية أصبحت تخرج لنا مرة وأخرى شبابا أرادوا الهجرة الى الضفة الأخرى بحثا عن أمل، وتلقي بهم الى الشواطئ...

أي وضع هذا الذي نحياه؟ إذا كان الطبيب في الجزائر الذي هُشم رأسه يا سادة، بعدما خرج يطالب بحقوقه ... يبحث عن طبيب يداويه ويشدّ من أزره ويخيط جراجه الغائرة، ويمده بمادة السيروم ليتغذى بها ويواجه تلك الصدمات...
وإذا كان القاضي في الجزائر يبحث عمن ينصفه، والاعلامي الذي يخرج لتغطية حدث، ويرفع انشغالات أصحابه الذين يحتجون عن أوضاعهم...يجد نفسه مقيدا بالسلاسل والأغلال ويساق الى الزنازين...ومن ثمة يخوض اضرابا عن الطعام كي يرفع انشغالاته...


الاحتفال بيناير وذكرى الإنقلاب في الجزائر !

ارتبط الاحتفال بيوم يناير  هذه السنة،   بذكرى الانقلاب  على الارادة الشعبية سنة 1992  في الجزائر. وكأن من اختار  تاريخ اعلان استقالة  الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد عبر التلفزة،  في نشرة الثامنة مساء،  أراد أن يكون يوم 12 جانفي، يوما للإحتفال والبهجة والسرور والعطلة...؟

ياله من تشابه بين ذكرى الانقلاب في الجزائر،  ونحر صدام حسين فجرا يوم عيد  الأضحى في العراق !
لا تقولوا لي أن  ذكرى الانقلاب في الجزائر وتزامنها بالاحتفال بيناير مجرد صدفة...فالذين اختاروا هذا التاريخ وترسيمه يوم ذكرى وفاة هواري بومدين أيضا ...وفي  ذكرى  اعدام  عبان رمضان... لم يكن صدفة !
وذكرى  الانقلاب في الجزائر  تزامنت مع  ما كان يجري في العراق في حرب الخليج وارتباطها بالسعودية وبما يجري في الشرق الأوسط ليس صدفة !
لا تقولوا لي أن ذهاب علي بن حاج وعباسي مدني الى العربية السعودية ولقاء الملك فهد، والى العراق ولقاء صدام حسين أيضا كان مجرد صدفة ! لا تقولوا لي أن عباسي مدني عندما صاح في العاصمة: أين أنت يا مجلس الأمن، مجرد صدفة ! لا تقولوا لي أن الذين بدأوا التدريبات القتالية وتحضير قوائم من المتطوعين في ملعب 5 جويلية بحضور أحد أقارب خالد الاسلامبولي  للذهاب الى العراق...كان مجرد صدفة... !  لاتقولوا لي أن مايحدث في سورية والجزائر ومصر وليبيا مجرد صدفة ! لا تقولوا لي أن علي بن حاج ذهب الى وزارة الدفاع بالبذلة العسكرية مجرد صدفة !


النّاظرُ لما يجري في الجزائر منذ الانقلاب على الإرادة الشعبية التي أفرزت فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ، برئاسة عبد القادر حشاني رحمه الله، بأغلبية المقاعد في البرلمان سنة 1991م، وفوز كلّ من جبهة القوى الاشتراكية بقيادة آيت أحمد، وجبهة التحرير الوطني بقيادة عبد الحميد مهري بعدها، وما صاحب قرار توقيف المسار الديمقراطي المشئوم من تداعيات، يُدرك تمام الإدراك بأن فئة من المُتنفذين العملاء، تريد أن تفرض واقعا على الشعب الجزائري من خلال استعمال عامل الوقت بقوة الترهيب تارة و بسياسة شراء الذّمم من خلال الترغيب تارة أخرى، ولا تهُمّها مصلحة الشعب.

نحن الآن على مشارف العشرين سنة ولا تزال الأمور كما هي عليه، بل تزداد تعفّناً وتفاقماً من يوم إلى آخر، وما العملية التي أودت بحياة أكثر من 20 عسكريا البارحة

سيناريوهات رئاسيات 2019 في الجزائر  !

تصريحات وزارة الدفاع الوطني الجزائرية في بيان لها على موقعها بتاريخ 30 ديسمبر 2018، الذي كان موجها بالأساس الى بعض المتقاعدين ممن أعلنوا صراحة عن رفضهم للعهدة الخامسة، ومنهم من أعلن ترشحه لخوض غمار الرئاسيات، مفادها أن الوزارة هي من لها الحق في رفض التمديد وليس المتسكعون في شوارع وأزقة الفيسبوك، الذين لم يستطيعوا الوصول الى قيادة الجيش عندما كانوا تحت الخدمة.

 بالتالي فأن مسألة الانتخابات الرئاسية بين قوسين، ستجري في موعدها في شهر أبريل 2019 تحت حماية وزارة الدفاع إذا ما رغب جناح الرئاسة في ذلك، وليس كما كان يروج المرضى والبائعون للأوهام الذين وصفهم بيان وزارة الدفاع.

تجديد مقاعد مجلس الأمة تزامنا مع نشر بيان وزارة الدفاع الوطني دليل اضافي أن دار لقمان لا تزال على حالها وأن الأمور تسير بنفس الاتجاه. فالذين عملوا على تثبيت معاذ بوشارب في المجلس الشعبي الوطني هم أنفسهم من عينوه بعد تنحية جمال ولد عباس وهم من ضمنوا تلك النتائج.

إذا، لا أحد يمنع حاشية بوتفليقة من الاستمرار في الحكم الا الموت، أو حركة شعبية ستفرض نفسها على أرض الميدان وليس من خلال التبراح على القنوات الفضائية. (التبراح لمن لا يفهمه هو صياح بعض المدّاحين في الأسواق باستخدام البنادير).

عمار غول وغيره ممن أعلنوا عن مبادرات عن التوافق أو الاجماع أو لم الشمل، كل هذه المبادرات مصدرها واحد ومخرجها واحد وهدفها منع التغيير وسحب المبادرة من أصحابها الحقيقيين.

كان الرئيس الرّاحل هواري بومدين رحمه الله عندما يتحدث في خطاباته، بلغته البسيطة التي يفهمها أغلب الشعب الجزائري بل شعوب مجاورة، يسبق فعله قوله، وعندما يريد الإعلان عن شيء ينفذه ويعطيه بعد ذلك الصبغة الرسمية على مستوى الإعلام. 

ذهب بومدين وأعيى من بعده بقراراته الجريئة ومواقفه البطولية، التي سجلها التاريخ في كثير من القضايا العربية والإسلامية بل حتى العالمية، ويكفي أن نضرب مثالا واحدا وهو "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة" جاء من بعده رؤساء حكموا الشعب لا بإرادته ولا بإرادتهم، وأوصلوا البلاد والعباد إلى وضع كارثي، وأصبح الرئيس وكأنه يعيش في قارة أخرى ولا علاقة له بالشعب وبما يجري حوله.

لو أعطيت مكشطة متسخة لصبي،  وطلبت منه أن ينظف  مكانا وصل الى درجة كبيرة من العفن لضحك عليك بفطرته وقال لك: إنّ المكشطة متسخة يا هذا وليس من المنطق ولا من العقل ولا من الحكمة أن أنظف مكانا بمكشطة متسخة... ناولني مكشطة نظيفة أستطيع أن أنقي بها هذا المكان المتعفن، وناولني المطهرات حتى أقضي على الميكروبات التي تتكاثر في هذا المكان  وتعطي رائحة كريهة، حتى أضمن على الأقل توقيف تكاثرها...وأخلص المحيط من درن هذه الفضلات وهاته النفايات.
إذا كان هذا الحال بتنظيف مكان محدود الرقعة،  فكيف الحال يا ترى  بتنظيف وطن بحجم قارة، عشعش فيه الفساد  وتراكم  وتغوّل وأصبح الفساد منظومة تسيره عصابات، نخرت جميع المؤسسات دون استثناء، وتحاول أن تقضي على بلد بإسره؟

أعرف مسبقا أن المصطلح جارح...فليسمح لي الشرفاء والأحرار في الجزائر، وكل من يحمل مثقال ذرة من حبه للجزائر، فقد بلغ السيل الزبى ، فأنا لا أعنيهم بل أعني صنفا من الذين غاب وعيهم، وتخدرت عقولهم ومداركهم،  وتاهوا في هذا العالم الجديد... وأصبحوا يشوهون صورة الجزائر في العالم، من خلال تصرفاتهم الرعناء وعملهم الرخيص...و جعلوا من الجزائر أضحوكة  تتسلى به الأمم .  

لقد  ظهر في الآونة الأخيرة  نوع جديد ، من فئة العبيد، في تذللهم وخنوعهم، ولعقهم للأحذية، والقيام بالتقبيل والتهليل... بل والانحناء بعدما كان الجزائري علامة مسجلة في العالم لا يركع الا لخالقه.

أطلب من عائلة الصحفي السعودي جمال خاشقجي بداية أن تسمح لي  لعدم استشارتها في استعارة لقب العائلة  في موضوع سياسي يخص الجزائر. وهذا الموضوع هو ليس اساءة للعائلة كما ربما يٌفهم   ولا للصحفي...

لست مع تصفية الصحفي جمال خاشقجي بالطريقة التي تمت بها تصفيته، وقطع لحمه وعظمه بالمنشار. هاته الطريقة  التي تعبر عن مدى الحقد والضغينة التي وصل اليها قاتلوه... ولست مع قتله بأي طريقة أخرى حتى ولو كانت بالعطور والورود...

وأعتقد من خلال متابعتي لعدة مداخلات وتحليلات وآراء كان يقوم بها جمال خاشقجي،  وهي منشورة ومتاحة للجميع في مواقع الآنترنت لاسيما موقع اليتيوب ...أن  كلامه كلام موضوعي وعقلاني...ولا يستدعي قتله بتلك الطريقة الجنونية. و إن أعمت سكرة الغضب قاتليه عاجلا  فإنهم سيعودون لنصائحه آجلا  أو سيحل بهم ما حذره منهم الصحفي جمال خاشقجي.

المتتبع لما يجري في الجزائر من رداءة في الإعلام،  وحتى الأنترنت... ونزيف على كل المستويات وفي كل المؤسسات بما فيها مؤسسة الجيش...  وينظر الى حالة الاحباط التي انتشرت في المجتمع، نظرا لطول الأزمة وعدم ايجاد حل شافي... والى  الهجرة الجماعية على قوارب الموت، التي لم تستثن حتى الرضع والحوامل..
ويعاين استقالة  الأغلبية في المجتمع، وحالة التيهان التي تعرفها فئات كثيرة، وكذا  اللاّمبالاة ... والأنانية والتباغض... والحسد الذي تضاعف بشكل مهول...

وعزوف الشباب، الذي يعتبر هو القلب النابض لأية أمة، عن النشاط السياسي،  الذي  لم تشهده  الجزائر حتى وقت الاحتلال...وهجرة الأسرة الى المواقع ...بدل التواصل الأسري...ناهيك عن هجرة الكفاءات... وحالة التهميش والظلم الذي تتعرض له فئات ومناطق، ناهيك عن الجهوية والمحاباة...
و العمليات الاجرامية التي تطالعنا عليها الصحف والقنوات، وحالة الشرخ والطعن في الأعراض  الذي لم تسلم منه أي جهة  ... يطرح الكثير من علامات الاستفهام والتعجب : إلى أين تتجه الجزائر؟

مع أن النقد في بعض الأحيان يثير الاحباط والاشمئزاز  في الأنفس، خاصة إذا لم يكن الوقت ملائما ... الا أنه مفيد في بعض جوانبه لا سيما ما تعلق بالتنبيه والوخز،  ويجعل الانسان يراجع حساباته مرات ومرات قبل  أن يتناول أي موضوع آخر.
 وهو بمثابة المراقب والمقوم  والمرآة،  خاصة إذا كان نقدا بنّاءًا وموضوعيا ويصدر من طرف أناس هدفهم هو الاصلاح وليس الافساد ، من منطلق علم ومعرفة وتجربة... وليس بعقلية خالف تعرف .

كنت قد كتبت في الماضي مقالا عنوانه - الجزائر: من ثورة نوفمبر الى ثورة البيتزا والشاورما...ولم أكن متجنيا  عندما قلت ذلك...  بل  وصفت الواقع  كما هو في الجزائر...دون تزييف  ودون عملية تجميل كما يفعل الموالون الذين يتسترون عن الباطل ويزخرفونه،   ونبهت الى الواقع الأليم الذي أصبحنا نعيشه، حيث أصبحت شرائح من المجتمع  مع الأسف تميل إلى ملء  البطون  بدل ملء  العقول  بالفكر والمعلومات التاريخية التي تتعلق بثورة الجزائر... وشعارهم:  "لما يشبع البطن يقول للرأس غني لي" ...

بمناسبة ذكرى أول نوفمبر 2018 أعلن طلاقي مع اللجوء السياسي.

 اضطررت للهجرة في ذكرى عيد الاستقلال، وها أنذا أعلن عن رغبتي في العودة  في ذكرى اندلاع الثورة التحريرية. كم هو مؤلم أن أضطر للهجرة  الى فرنسا، التي احتلت بلدي لأكثر من قرن .... وأترك كذلك أولادي وهم يبكون...وأترك والدي على فراش الموت، وقد توفي ولحقته أمي ولم أحضر جنازتهما...ومات من بعدهم المئات ممن أعرفهم من أهل البلدة والقرى المجاورة  وولدت أجيال من بعدي...

كم هو مؤلم أن تجد الأمن والأمان وسط الكفرة والمشركين، وتشتري  منهم وعينك مغمضة، ولا ترتاح في المقابل الى من يتشدقون بالاسلام.

اخترت ذكرى  عيد الاستقلال لهجرتي  سنة 2001  بعد أحداث القبائل  المؤلمة... كتعبير امتعاض مني  وسخط  على الأوضاع التي كانت تعيشها الجزائر...ومنعي من النشاط السياسي ، ورسالة  متعمدة موجهة الى من كانوا  ولايزالون يتشدقون بالاستقلال.

هناك صنف من الناس لا يفقهون ما تقوم به من نقاشات وتعليقات... ولا ما تقوله، ويطلقون أحكاما جائرة وظالمة ضدك، بحيث يؤولون كلامك في غير محله ...ويتهمونك ... دون أن يحدثوك دقيقة في حياتهم أو يعرفوا أصلك وأهدافك...بسبب جهلهم ومحدودية فكرهم، وضيق أفقهم، ورعونة طبعهم، وانحراف سلوكهم...وقصر نظرهم وانحيازهم للغريزة والحسد والحقد والانتقام. ويلزمهم الأمر تجارب وسنوات حتى يستطيعوا استيعاب ما تفكر فيه.

عاد الحديث هذه الأيام عن الأقفال، لاسيما أقفال الحب التي كانت ولاتزال توضع في بعض العواصم الغربية على الجسور، تعبيرا عن الوفاء للحبيبة أو المحبوب...بعد أن قام

برلمان البلطجية في الجزائر ومنطق البغال !

أعذروني أيها الاخوة  في البداية على هذا التعبير العنيف والجارح في نفس الوقت، وهاته المصطلحات  المستفزة التي تعمدتها، لمخاطبة الرؤوس العفنة والوجوه الممسوخة التي تعدت المألوف ..فقد بلغ السيل الزبى.

 حيث جعل هؤلاء البغال، من البلد مسخرة في العالم بتصرفاتهم الرعناء ، وحولوا الوطن الذي كان يرمز الى الأنفة والعزة، وكان يلقب بقبلة الثوار ... الى بلد يحتقر فيه المجاهد ويغلق الباب في وجهه، كوشاية  واعلان ولاء لرجل مشلول ومقعد  يحتضر ... استنفذ وقته ويطمع في وقت أجيال تجاوزته بسنين ضوئية علما ومعرفة ولياقة... وفيما تفتح الأبواب للمخنثين فكريا.

كم كنت أتأذى وأنا أقرأ تقارير أنيس رحماني المعنونة بالأمنية والخبير الأمني بعدها، والمملوءة بنشر الضغينة والحقد بين أبناء الوطن الواحد، والانحياز للعصابة التي اختطفت الدولة الجزائرية الفتية من التيار الوطني الأصيل، لمّا كان أنيس رحماني يكتب في صحيفة الخبر اليومية...قبل أن يتحول الى صحف أخرى.

وكم كان مقتي له وهو ينفخ نار الفتنة التي كادت أن تأتي على الأخضر واليابس في الجزائر، لولى لطف الله ورزانة بعض السياسيين والدعاة. بتحريضه وانحيازه لجهة ضد أخرى... بعيدا عن المهنية التي تتطلب الموضوعية في الطرح، والصدق، والأمانة، والانحياز للحقيقة، وليس لجهة على حساب الحقيقة.

وكم كان غضبي شديد عندما أراه يتظاهر بالوطنية، وهو يشتغل بغباء منقطع النظير عند أعدائها... ويتلذذ بمعاناة جزائريين، ذنبهم الوحيد أنه انتخبهم الشعب واختارهم أمناء على صوته... تحول اليوم أنيس رحماني من موظف كان يستعمله جهاز المخابرات الذي كان يقوده الجنرال توفيق... الى مدير قناة فضائية. هاته الأخيرة التي ظهرت في الساحة الاعلامية هي وشبيهاتها بعد أن ظهر ما يسمى بالربيع العربي...الذي أطلقت عليه منذ البداية: الشهيلي العربي...واحتدام الصراع بين أجنحة السلطة ...

السعيد بوحجة، والبحث عن حجة لتمديد الوضع في الجزائر !


يتساءل الكثيرون في الجزائر، لا سيما المتابعون  للشأن السياسي... عن سرّ الحملة الشعواء التي شنها ولد عباس، الأمين المعين على رأس جهاز جبهة التحرير الوطني، على السعيد بوحجة.وتحريك الموالين لمحيط بوتفليقة، للضغط عليه من أجل تقديم استقالته بحجج واهية، حتى يتسنى لهم ترتيب الأوراق  التي من الممكن أن تختلط عليهم في أية لحظة.

شبهتك بالطفل الرضيع، لأن كلامي لن تستوعبه الا بعد أن تصل الى مرحلة الرشد. "أي بعد عشرين عاما من الآن".

 يا ولدي: لو كانت الأمور تقاس بأن صاحب الأغلبية هو الذي يسير في الطريق الصحيح، ما قال الله  تعالى في محكم تنزيليه: "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله". ولما قال: "وكثير منهم فاسقون"...وقال: "وأغلبهم لا يعلمون"...وقال: تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى...الخ.


يا بني: لو كانت الأمور تقاس بأن الأغلبية هي التي تسير في الطريق الصحيح، لما خرج رجال معدودون على الأصابع وأعلنوا الثورة...

عنونت مقالي بالذي قرأتموه أعلاه، والعنوان ليس تجنيا على محمد شعباني ولا سخرية،  ولا استفزازا لعائلته ومحبيه، بل لأن رواية أصغر عقيد في العالم أمر مبالغ فيه،   والرواية تحتاج الى تمحيص وتبيان،  لاسيما إذا كان من هم وراء رواية العقيد الأسطورة،  يحطون من قدر من سبقوا محمد شعباني في النضال وفي الريادة... لحسابات ضيقة.

لا ينبغي ترديد كذبات تاريخية، فالواقع منطقيا وعقليا يكذبها.  وصنع أمجاد لأناس لم يتركوا شيئا منجزا  في التاريخ ، غير لعب دور الضحية ...مقابل شخصيات   قضى أصحابها حياتهم كلها في خدمة الجزائر...مهما لفق الملفقون .

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget