Articles by "الحراك"

لا أحد من الجزائريين العاقلين قال أن الرئيس الأول "للجمهورية الجزائرية الناشئة سنة 1962 " أحمد بن بلة تم انتخابه بطريقة نزيهة وشفافة وفي ظل تنافس شريف مع منافسيه...وفي المقابل: لا يُنكر أحد ممن عايشوا بداية الاستقلال أن فرحات عباس هو أول من فاز بالانتخابات في المجلس التأسيسي الأول قبل أن يُدفع الى الاستقالة.

لا أحد من العارفين والعارفات بتاريخ الجزائر ومن عايش الستينيات...يُنكر أن الرئيس "هواري بومدين" لم يصل الى السلطة سنة 1965 بانقلاب عكسري...

لا أحد من الجزائريين يُنكر أن الرئيس الشاذلي بن جديد لم يتم اختياره سنة 1979 من قبل قيادة الجيش لحسابات سياسية وعلى رأس من اختاروه مدير المخابرات آنذاك" قاصدي مرباح"...

لا أحد من قادة الأحزاب والمسئولين المتعاقبين أنكر بالأدلة أن الجبهة الاسلامية لللإنقاذ لم تفز بالانتخابات البلدية سنة 1990 والانتخابات التشريعية سنة 1991...

دعوني في البداية أبدأ حديثي بهذه النكتة الجزائرية لمن لا يعرفها ...
في منطقة من مناطق البلاد الثرية بتنوعها الفكري والثقافي والجغرافي والتاريخي وووو  ... يحكى أن رجلا رأى سوادا من بعيد يتحرك...  فقال لصاحبه وهو يراهنه: إنها عنزة. قال صاحبه: إنه غراب... وظلا يتناقشان في الموضوع وكل منهما يُصرّ على رأيه إلى غاية  أن طار الغراب.  فقال الرجل لصاحبه: ألم أقل لك إنه  غراب؟  ومع  الحقيقة التي أصبح يراها بالعين المجردة...  تمسك الرجل برأيه لخشونة رأسه...وقال له: إنها عنزة.  فقال الرجل: يا صاحبي العنزة لا تطير- ما بك؟  فقال له: إنها عنزة ولو طار السواد..

هذا المنطق هو السائد للأسف في الجزائر منذ زمن طويل.  فرغم المأساة الجزائرية التي حصدت أرواح أكثر من 200 ألف قتيل ناهيك عن المختطفين واللاجئين وتداعيات المأساة التي لم نتخلص منها بعد بسبب الزعامات والمشيخة والفتاوى والصراع على الحكم...هاهي مؤشرات مأساة أخرى تلوح في الأفق بعناوين أخرى.

مرّت ثمانية أشهر على بداية الحراك الذي انطلق في الجزائر، وكان الحراك نتيجة تراكمات مختلفة أدت في مجملها الى ضرب الطوق على بعض رؤوس العصابة التي كانت تتحكم في مصير الشعب وترهن مستقبله الى أجل غير مسمى وأرغمتهم على التراجع.

واستعاد الشعب الجزائري إلى حدّ ما  حرية المبادرة وتمكن من هدم حاجز الخوف  بعدما كانت الدولة العميقة تستثمر فيه وتربطه بالمأساة الوطنية وتوظفه  وقتما شاءت وكيفما أرادت وبالوسائل التي تحددها للبقاء في السلطة واستغلال ثروات الجزائر المختلفة.

وظن الشعب الجزائري أن السلطة العسكرية الجديدة ستواكب الحراك وتحقق حلم الشهداء في إرساء  معالم نهضة لطالما حلم بها الشعب لاسيما وأن تصريحات قيادة الأركان وعدت الشعب أنها ستواكب الحراك وتطبق حرفيا مطالب الشعب.


عاد الحديث في الجزائر مجددا عن الانتخابات الرئاسية كخيار أسلم للتغيير، في ظل الحراك الذي تشهده الجزائر منذ تاريخ 22 فيفري 2019، والذي جاء كنتيجة حتمية لتراكمات سلبية كان مفجرها دعاة العهدة الخامسة للرئيس المخلوع.

وبدأ الخوض في الإنتخابات الرئاسية على مستويات مختلفة لإيجاد خليفة ينهي الفراغ الذي تركه نظام الحكم بشغور منصب الرئيس المقعد، بعد إفشال تاريخ الانتخابات المقرر في أفريل وجويلية من هذا العام 2019.

وبدأت عملية الاستقطاب والتجاذبات، والمشاحنات ... فهناك من يقترح وهناك من يرفض، وهناك من يشترط، وهناك من يندد ويحتج وهناك من يصرخ وهناك من يبكي حظه...وهناك من يزايد وهناك من ينتهز الفرصة وهناك من لا يعبأ بما يجري.

واحتدم الصراع بين من يرى أن المشارك في الانتخابات الرئاسية في ظل الأوضاع التي تعيشها الجزائر... خائن يجب الاقتصاص منه، وهناك من يرى أن المقاطع لها في ظل الأوضاع التي تعيشها الجزائر خائن يجب الاقتصاص منه...

واحتار الكثير من الناس أي قرار صحيح يسلكونه لتجنبيت البلاد المزيد من الصدام... في ظل اعلام منحاز ومضلل وغير موضوعي... تحكمه خلفيات وأطماع ... وفي ظل وضع أمني معقد ومتأزم تشهده المنطقة ...ناهيك عن تداعيات الأزمة الاقتصادية على جيب المواطن وعيشته... وفي ظل هيمنة دولية واضحة، دون أن ننسى تسابق الانتهازيين للتموقع تماشيا مع الواقع الجديد الذي فرضه الحراك بعد سجن بعض رؤوس الدولة العميقة...

كنت أودّ التطرّق لهذا الموضوع الشائك في الأيام الأولى من الحراك الذي جاء كنتيجة... ولكن ارتأيت أن أترك عامل الوقت ليبث في بعض القضايا ويعرّي الانتهازيين والوصوليين والمتلوّنين وبائعي الأوهام على حقيقتهم، ويظهر في المقابل أصحاب الرأي الثاقب والرؤية السديدة، وأصحاب المبدأ وأصحاب القضية، ومن يضعون المصلحة العليا فوق كل الاعتبارات مهما كانت الاختلافات.

كذب من يقول أن الحراك في الجزائر انتهى بمجرّد تدخّل قيادة الجيش وفرض الأمر الواقع وذلك بتحديد موعد الانتخابات وتهيئة الظروف لمرشح بعينه... أو سينته بمجرّد انتخاب رئيس أو برلمان.

لست عائدا للجزائر بعد عامي هذا 19 من الهجرة المحتومة ... لتأسيس حزب أو حركة أو لاقامة ندوة صحفية أتباهى بها أمام الصحافة … فقد كفرت بالتحزب منذ تجربتي مع أحمد طالب الابراهيمي سنة 1999.

ولست عائدا لمنافستكم على السلطة فإني أعلم يقينا أنك خارج منها وأن الوصول اليها لا يتم الا عبر حماية الدبابة والبارجة والصاروخ... وإني أخاف من حملي الثقيل يوم أن أقف وحيدا عاريا أمام الله فكيف بمن يحمل عبء أمة ؟

ياقايد صالح: ليست لي بنوك في سويسرا ولا قصور في الامارات ولا فضائيات ولا جاه ... بل لا أمتلك الا قلما وصوتا مبحوحا ولا أزال أمشي راجلا .

اعتاد الجزائريون على الانتخابات المزورة وتغييب ارادة الشعب منذ فترة  الاحتلال الفرنسي للجزائر. وقد شارك الجزائريون أفرادا وجماعات تحت سلطة الاحتلال اعتقادا منهم أنهم سيغيرون القناعات، ويصنعون وعيا عاما يساعدهم في دفع الاحتلال للقبول بمطالبهم سياسيا  وفي نهاية الأمر فلتت زمام المبادرة من أيديهم وحلّت لغة الرشاش والبندقية والسكين البوسعادي بعد اندلاع ثورة التحرير، ودخلت الجزائر مرحلة استعادة المبادرة عن طريق القوة.

قبل أن يخرج المتظاهرون فرادى وجماعات يوم 22 فيفري 2019، كان معظم الجزائريين ساخطين من الوضع المتردّي الذي أصبحت تعيشه الجزائر لاسيما بعد إصابة الرئيس بوتفليقة سنة 2013 بجلطة دماغية ...وصراع العصب الذي لم يعد خافيا... وكانت صورة الجزائر في العالم المسوقة مع الأسف الشديد في وسائل الاعلام المحلية والدولية  مختصرة في وضع بوتفليقة وهو على كرسي متحرك...

لقد تعاظم الفساد في فترة مرضه، وتضاربت المصالح، واحتار المواطن في تلك القرارات التي كانت تصدر من حين لآخر...ولم يجد تفسيرا شافيا لها وبقي يطرح السؤال بإصرار: من يعين ومن يقيل في الجزائر ومالذي يجري؟ 

وصدم الجزائريون والجزائريات من تعيين شخص على رأس وزارة السياحة وإقالته في مدة لا تزيد عن 48 ساعة...اضافة الى تعيين عبد المجيد تبون على رأس الحكومة. هذا الأخير أعلن أنه سيحارب الفساد فإذا بإقالته تنزل كالصاعقة في أقل من شهرين...ناهيك عن اعطاء المشاريع والصفقات هنا وهناك...وآخرتها تصريح  مدير الأمن عبد الغني هامل، "من يريد محاربة الفساد عليه أن يكون نظيفا"...قبل أن يقيل بساعة أو ساعتين.

انتشر في المدة الأخيرة مصطلح الدولة العميقة بالجزائر، لكن الأغلبية  من الجزائريين  بمن فيهم بعض النخب لا يعرفون  الدولة العميقة  كيف نشأت وكيف تتعامل وماهي أهدافها؟
وبقي  عامة الناس يطرحون أسئلة موضوعية  في ظل التناقضات  والتخبط الذي ظهر الى العلن  بمرض الرئيس بوتفليقة: من يحكم الجزائر والى أين نسير؟


ولذلك أصبح  لزاما الكتابة في هذا الموضوع وتبسيطه لعامة الناس حتى يتسنى لهم أخذ  فكرة عنه وحتى يتمكنوا من الاجابة عن الأسئلة التي تدور بخواطرهم ويعرفون ماهي المعيقات التي تواجه المسؤولين المتعاقبين على الحكم وتمنعهم من تجسيد بعض المشاريع،  وكذا الحركات التي تعمل على التغيير ثم تخترق وتنقسم وتفشل ويذهب ريحها...ويأخذ الطامحون للكرسي ما نكتبه بعين الاعتبار حتى لا يقعوا فريسة لهاته الدولة العميقة أو رده بالحجة والبرهان.

كثرت في الآونة الأخيرة الاتهامات المتبادلة بين أطراف مختلفة، سواء عن حسن نية أو بسوء نية، حول اجراء الانتخابات الرئاسية في الجزائر والمحددة يوم 4 جويلية 2019، بين من يرى أنها مناسبة لنيل الشرعية ولو كانت منقوصة تسمح للرئيس المنتخب أن يباشر الاصلاحات الضرورية والتغيير المطلوب، ويفوت بذلك الفرصة على المتآمرين في الداخل والخارج، وبين من يراها مناسبة أخرى لتجديد الواجهة والتلاعب بمصير الشعب والاستمرار في الحكم وتمديد كيان الدولة العميقة الذي تم غرسه في مؤسسات الدولة، ولهذا وجب علينا تفكيك بعض الألغام التي زرعت في الطريق حتى نأمن شرها وشرّ من وضعوها، ونجنب شعبنا الجزائري والوطن مزيدا من التعفين وتضييع فرصة تاريخية للتغيير قد لا تتكرر بعد أجيال.

يجب التمييز أولا بين الانتخابات في الوضع الطبيعي العادي والانتخابات في الوضع غير الطبيعي وغير العادي. فالانتخابات في الوضع الطبيعي العادي هي وسيلة حضارية لنيل شرعية التمثيل الحقيقي،أما في الوضع غير الطبيعي وغير العادي،هي وسيلة لنيل شرعية منقوصة ووهمية تُسيّر الأزمة ولا تعالجها.

الصراع في الجزائر بين سلطة حائرة وشعب ثائر !

ليس مغازلة للشعب الجزائري فأنا منه وكفى، ولا دغدغة للعواطف، بل بصوته الثائر المدوي الذي ظل وفيا لمبادئه رغم المحن، وعلى مرّ السنين وهو يدعو الى تغيير حقيقي في الجزائر وتجسيد السيادة الحقيقية على كل الأصعدة، دون انتقام ولا تصفية حسابات.. بل بتغيير يحقق النهضة المنشودة ويجعل الجزائر في مصاف الدول الكبرى ويحقق أحلام الشهداء.
إنّ ما يجري في الجزائر من حراك هذه الأيام ولو أن انطلاقته كانت تطرح عديد التساؤلات... قبل أن يفلت هذا الحراك من قبضة الدولة العميقة التي لاتزال ترقبه وتحاول توظيفه، لم ينطلق من ذاته، بل كان نتيجة لتراكمات مختلفة... وكان في البداية يهدف الى توقيف العهدة الخامسة فقط لاستبدال شخصية عبد العزيز بوتفليقة بشخصية من جهاز الدولية العميقة.

لقد تغيرت الأوضاع بشكل متسارع ومخيف أحيانا...فإذا لم تكن هناك قيادة رشيدة تؤطر الحراك، غير متورطة في الدماء والفساد الأخلاقي والصراعات السياسية... وتكون نابعة من صلب الشعب ولم تتقلد أية مسؤولية لاسيما في فترة التسعينيات، وموقفها واضح وصريح من الانقلاب على الارادة الشعبية سنة 1992... والانقلابات بشكل عام وما يجري في الوطن العربي الكبير من مآسي... وتدرك مآلآت التحولات الاقليمية والدولية وتأثيرها على الجزائر لاسيما ما تعلق بمخطط الشرق الأوسط الجديد... وتعرف جيدا تلك المخططات التي تهدف الى تقسيم البلاد وتعرف كيف تتعامل مع الحركات العنصرية... فإن الجزائر تسير الى المجهول.

"ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"، كانت هي تلكم مقولة الثائر الجزائري ،الشهيد بإذن الله، محمد العربي بن مهيدي ،أحد قادة الثورة الجزائرية التاريخيين وأحد أعمدتها ، من الذين خلّدوا أسماءهم ونحتوها بذهب ولؤلؤ. هاهي مقولته تنتقل من فرد إلى جماعة ،ومن زمان إلى زمان، حتى أصبحت مضرب الأمثال لدقتها ومرجعا للتغيير، ولأنها ببساطة خرجت من قلب مؤمن ولسان صادق ، فإنها أتت أكُلَها بإذن ربّها.
وهاأنذا اليوم، أحاول تجديدها وإطلاقها في الأنترنت ،مع فارق كبير بين الشخصيتين وبين التاريخين .

تاريخ ؛ رفع فيه السلاح محمد العربي بن مهيدي في وجه المستعمر الفرنسي وأطلق رصاصته وحكمته عندما سُئل في بداية الظروف الصعبة التي أحاطت ببداية الثورة، والتي احتضنها الشعب فيما بعد وأحدث المفاجأة ، وتاريخ، يحمل فيه فلاّح بتعبير الخبيثين قلما كان محبوسا ،يقذف  بفكرته عبر لوحة المفاتيح الغرباء عن الشعب ،وهم الذين جثموا على جسم الأمة واستفادوا من الإستقلال الذي لم يصنعوه، فهم الجبناء الذين التحقوا بالثورة أيام الإستقلال.

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget