Articles by "جراح"

وطني : ها أنذا أرقن حروفي بدموع كانت محبوسة،  وأحاسيس كانت مكبوتة  ، وأفكار كانت تهتز داخل كياني ولم  تجد الفضاء الذي تُنثر فيه .

وطني : كنت تئن و تشكو  من عقوق أبنائك ، غير راض بالوحل الذي  ساقنا الأنذال اليه  ـ فها أنذا أحاول أن أميط اللثام  وأسدل ستار الغيوم التي كانت تغطيك ، وأذيب الدماء الجامدة ، لأستريح من عبء الآهات  التي كانت  تؤرقني ، وصدمات كرصاص غُرست بين أضلعي،  أقتلعها من خلال هذه العبارات  ، لأمحو جذور الوصاية التي أريد لها أن تسود في سمائك .

 وطني : ها أنذا أتمتم لك عبر هذه الفقرات وأهمس بعضا من حبك الذي  ارتويت به من خلال الفطرة السليمة . وطني: أنا بعيد عن أرضك المحفورة في ذاكرتي ، أقر  بأنك تسيح كل يوم في خيالي ، ولا أستح ان قلت لك أنا خجول أمام مقامك البهي.


على كتفي الرئيس هواري بومدين !

دموع طفلة كانت سببا في كتابة هاته  الأسطر، ما أتمناه هو أن تكون على قيد الحياة.
طفلة حركت مشاعري وجعلت قلمي يسيل  دون حبر، و كلماتي تئن وتصرخ على لوحة المفاتيح.

طفلة ليست ككل الأطفال، صغيرة بسنّها لكنها عجوز بكلماتها، ليست عجوزا كما هم عجائزنا في الحكومات المُتتالية لقصر نظرهم وحركتهم، ولاهي عاجزة عن التعبير كما هو يزيد زرهوني، الذي يتأتئ في كلامه ولا يستطيع أن يأتي بجملة مفيدة خالية من الأخطاء، حتى بلهجة الدارجة، التي تعرفها الدجاجات إذا نودين بها.

إنها عجوز بحكمتها وفطنتها وفطرتها السليمة التي جعلتها تلك الفتاة الجزائرية التي تغار على رئيسها وتحزن، وهي التي دفعتني دفعاً لأذكر الناس بها ،لست أدري هل لا زالات تعيش في هذا الزمان أم ماتت غيظا من ذهاب الرئيس الراحل هواري بومدين رحمه الله؟

ما أنا هنا براهب، ولا أنا بطالب ودّ لفرنسا، ولا أنا طالب شهرة، ولا أنا هنا أبحث عن مجد ضاع مني، ولا عن مكانة بين الكتّاب...بل لأعبر عمّا أشعر به ولربّما أعبّر بلسان الموجوعين مثلي. إنّه حبّ بلادي يا سادة، الذي يلين الحديد ، والألم الذي يعتصر القلب،  وأنا أرى خيرات بلادي  تُنهب، وطاقاته تبدّد، وكفاءاته تهمّش، ولسان حال الكثيرين من الشباب: أكلوها.

قبل أن أقدم الى فرنسا، تربيت على كره الاستعمار الفرنسي الغادر ككل الجزائريين، وعلى حبّ المجاهدين الشرفاء، والشهداء...  وقبل أن يكن ببيتنا تلفاز، تربّيت على القصص  والروايات،  التي كانت تحكيها أمي   رحمها الله  لي مع إخوتي ،عندما كنا نتغطى بغطاء واحد، ونأكل في إناء واحد...وكنا نعيش بطريقة تقليدية ككلّ أبناء القرية والمنطقة الشرقية ، قبل أن يفترق الجمع.

عرفت بعضًا من مشايخ القرية التي أنحدر منها، وبعض الأمهات...وكأنهم مصابيح انطفأت وحلّ بعدها الظلام...وجوههم تضيء نورًا من كثرة الورع والوقار...

لا يتحدثون في الدين ولا في الدنيا بأقوالهم... فالدين الذي قرأنا عنه في الكتب وتعلمنا بعضًا منه في المدارس... كان يسري  في أفعالهم اليومية، سواء تعلق الأمر  بالعبادات أو بالمعاملات...

قليلوا  الكلام ، كثيروا  الأفعال...لم يكن أحد  منهم يوصينا أو يأمرنا بشيء  ويفعل النقيض... أو كان يحتم علينا شيئا من الفضائل عن طريق القوة...

كنا نتأسى بأفعالهم التي نلمسها في ملبسهم ومأكلهم ومشربهم وفي تعاملاتهم المختلفة...ومع كلّ الذي كنا ولا نزال نقوم به ، لم  نطبق عشر ما كانوا يقومون به.

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget