Articles by "غمزات"


في القديم، قبل أن أعيش في أوربا، وأتعامل مع الأوربيين في أماكن مختلفة... كنت أسمع من الأقارب والأصدقاء والمعارف... عبارة ربما هي منتشرة في أماكن مختلفة، حول حياة الكلاب... وارتباط هذه العبارة، كان ولا يزال مقترنا بالهموم والأحزان والمعيشة الضنك...فيقال عن فلان أو علان...: والله فلان يعيش حياة الكلاب...أي متشرد باختصار...

عندما قدمت إلى أوربا، أول ما صادفته؛ البحث عن كلاب مفقودة أو مخطوفة أو مسروقة... وصاحب الاعلان، يضع صورة كلبه في أنفاق الميترو، وفي الجدران، والمحطات... ورقم هاتفه، وربما جواز سفره... بالإضافة الى مكافئة مالية تعطى لمن عثر عن الكلب المبحوث عنه...

كنّا نسمع في قديم الزمان عن النخوة العربية، فاذا ما نادت امرأة وامُعتصماه؛ تحرّك جيش عَرمْرم من أجلها ...ودفع العدوّ الثمن غاليا ولُقّن درساً حول الشرف العربي...
سمعنا عن كبار الشعراء من العرب قبل البعثة المحمدية وقبل ظهور البترول والغاز الصخري... ولازالت الآذان تُطربُ لسماع أشعار امرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى ... وغيرهم من فطاحلة الشعر... وسمعنا عن أبو القاسم الشابي، محمد العيد آل خليفة ...أحمد شوقي...

كنا نسمع في الأدب العربي عن مصطفى لطفي المنفلوطي ، طه حسين ،العقاد ، الابراهيمي، توفيق الحكيم ،عبد الرحمان الكواكبي...
كنا نسمع أيضاً أيام جمال عبد الناصر وهواري بومدين ...عن الفن العربي قبل أن يُمسخ؛ أم كلثوم ،فريد الأطرش ،عبد الحليم حافظ، وديع الصافي، فيروز، اسمهان، فهد بلان، سميرة توفيق، وردة الجزائرية...وكثير من القامات الفنية التي لا يستطيع أن يشملها مقالي...


عبد الله غيث، محمود ياسين ، مصطفى العقاد...كنا نسمع عن الفكر وعن الفلك وعن الفلسفة والتاريخ وعن الرياضيات و في الرياضة و التمثيل والرسم وووو . أناس نحتوا أسماءهم بالمرجان واللؤلؤ...

في كثير من الأحيان أُحمّل نفسي ما لا تطيق...أشعر بالملل وأفكّر في الانزواء و الابتعاد نهائيا عن الأنترنت وعن تحمّل المزيد من المسؤوليات... أقطع اتصالاتي ...أفكر في ذاتي، في عائلتي، في صحّتي...

وبينما أطالع بعض الردود والتعاليق... أشعر بالقرف، أشعر بأن ترك الساحة هو انتصار للمحتالين والمضلّلين وبائعي الأوهام، هو انتصار لأولئك الذين يسعون ليل نهار لإسكات صوت الحقّ الذي بدأ يزأر حتى لا تتضح حقيقتهم...

هو انتصار لأعداء الوطن لكي يواصلوا نهبهم وخيانتهم، هو انتصار لمن يراهنون على فشلنا، يغيظهم أي نجاح وتسعدهم أية نكسة...


هو انتصار لكثير من الحركات الهدّامة التي تعمل بلا انقطاع، لتجعل منا أجساما بالية وأوطانا للمتعة ، هو انتصار للرداءة، انتصار لفعل الشرّ...

لا تتعجبوا بداية من عنوان هذا المقال، فالكلمة التي سقتها هي دارجة جزائرية،   يُردّدها الآلاف من الجزائريين  والآتية من رحم اللّغة الفرنسية التي هيمنت على المدرسة في الجزائر ردحا من الزمن.  ولعلّكم سمعتم أن وزيرة التربية في الآونة الأخيرة "بن غبريط" تودّ أن تُدرّس هذه اللّجهة الهجينة  لتلاميذ الابتدائي وما عليكم اذن  الاّ أن تتحملوا هذه الاساءة  اللغوية المتعمدة.

كثر الحديث عن العربية وعن العرب في المدّة الأخيرة الى درجة أنّ التخلف  أصبح حسب البعض أصله عربيا ... لقد استغل أعداء العربية والاسلام التقليديين ما يحدث في الوطن العربي من مآسي وباتوا يصيحون  في كل واد: أخطونا يالعرب ...ويلصقون كل الارهاب  بالعربية ...

والحقيقة في الجزائر التي لا يعرفها الكثير من شباب اليوم، أنه لولا القرآن  ورعاية الهية  تدخّلت ما بقي للعربية حرف واحد يُنطق.

انّ المدرسة الجزائرية دُمّرت أثناء فترة الاحتلال، و بعد الاستقلال كانت تفتقر الى المعلمين والأساتذة... وكانت نسبة الأمية متفشية بشكل رهيب.  ومن كانوا يقرأون اللغة العربية، هم من درسوا في الكتاتيب والزوايا أو من سافروا الى دول عربية ...

انّ ظاهرة داعش في العالم اليوم اذا ما تلازمت بالإرهاب: فهي نتيجة حتمية لسياسة الاستبداد والهيمنة، والكيل بمكيالين، والتعذيب والسجن والنفي والتضليل، والعنصرية والاسلاموفوبيا، وكلّ أنواع التفنن في احتقار الارادة الانسانية للشعوب، التي مارستها الأنظمة المستبدة "المدعومة من طرف دول الغرب" على الشعوب المستضعفة، التي كانت ولاتزال تطالب بحقها المشروع في العدالة والعيش الكريم.

فالناظر الى عملية الاعدام البشعة التي تعرّض لها الطيّار الأردني معاذ الكساسبة، يُدرك أنّ هذه العملية، ماهي الاّ ردّ فعل جنوني يعبّر عن مدى التذمر ومدى الغضب الذي وصل اليه من نفذوا هذه العملية الوحشية، التي لم ترع حقا للإنسان ولا احتراما للشرائع السماوية ولا القوانين الدولية.


عرّت الأحداث الكثير ممّن كانوا يزعمون أنّهم مع مشروع المصالحة الوطنية وفضحتهم، وأكدت  أنهم طُلاّب كراسي وأصحاب أهواء ورياء ومصالح خاصة ،لاغير.

 يتحيّنون الفرص لتصفية الحسابات ،ومهما كانت الشعارات التي يرفعونها و نتائج التغيير التي يتوهمونها، فإنّ المصالحة الحقيقية ستبقى هي الحلّ الدائم،وسيعود مراهقوا السياسة الذين يزعمون ربح الوقت والنظرة الثاقبة ويتهمون غيرهم بالتثبيط  الى مشروع المصالحة ولو بعد حين، وسيخسرون  كلّ الوقت الذي قضوه في الحلقة المفرغة، ظنا منهم أنهم أضاعوه،وريما سيجدون أنفسهم متسللين بعلم أو بدونه ،ناهيك عن الانزلاقات التي ستترتب عن تسرّعهم وجرّاء عدم التحكّم في الجماهير الغاضبة، التي إذا لم تجد من يؤطرها تأطيرا صحيحا، فانها ستحرق الاخضر واليابس.


لا يمكن أن يتحقق مشروع المصالحة ولا التغيير المنشود إلا إذا كانت هناك قوة إعلامية مستقلة عن كل التأثيرات والتجاذبات، متمثلة في قناة فضائية وبعض الصحف معها على الخط، وقوة شعبية منظمة لها إستراتيجية واضحة المعالم، تؤطرها نخبة من الحكماء ويشارك في تجسيدها الشجعان والمخلصون للقضية من أصحاب الإرادات والعزائم، وبهما فقط نستطيع أن نُحدث التغيير. 

ولإعداد البرامج والعمل الميداني الدؤوب والطرح الراقي، الذي تُشارك فيه كل الكفاءات العلمية الخيّرة التي من شأنها أن تُساهم في نهضة فكرية، وعلمية، وصناعية، يكون الشباب هو عمودها، لا بد أن نجمع كل الأفكار والتصورات من الآن، وأن نستفيد من كل القدرات والتجارب والخبرات، وأن نفتح الآفاق، وأن نعيد الأمل إلى الشباب الذين دخلوا خط اليأس، بسبب البطالة والتهميش، والظلم الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي، ونشرك كل الأدمغة والعقول التي هاجرت اختيارا أو قسراً.

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget