Articles by "غمزات"



ما سأرويه لكم في هذا المقال المختصر، ليس من نسج الخيال، ولا محاولة  مني لتشويه صورة فرنسا، ولا سردًا لقصص عن حقبتها الاستعمارية المسعورة، وما فعلته في الجزائر، وافريقيا، في القرن الماضي ...

بل هو  واقع معاش في فرنسا الحالية، حيث الحضارة  والمدنية،  والعدل والمساواة، والأخوة والتسامح...وحقوق الإنسان.

كنت في الصغر أتساءل في نفسي، بعدما سمعت أحد الأحاديث يُروى، بأن الإسلام سيعُمّ العالم باسره، سواء كان ذلك بذلّ ذليل أو بعزّ عزيز.

كنت أتساءل : ماهي الكيفية والوسائل التي سيدخل بها الاسلام البيوت؟ وهل سيدخل عن طريق السّيف أم عن طريق الإقناع، وكيف إذا كان دخوله عن طريق الجبر والاكراه... أن يحاسب الله عباده؟ كان تساؤلي منطقي، ولايزال لمن أراد أن يبحث ويعرف ...

كان ذلك قبل انتشار القنوات الفضائية عبر الأقمار الصناعية، وقبل تعميم الأنترنت في العالم...وبقي السؤال يراودني... الى أن اقتحمت الأنترنت وبدأت أحبو فيها كالطفل، قبل أن يشتد عظمي. أما اليوم، فقد زال ذلك التساؤل من مخيلتي، وأصبحت أرى بعين اليقين ما كان يبدو لي غامضا.

اللغة العربية في الجزائر بين الرفض والفرض

نشأتُ في عائلة مُحافظةٍ ولم يكن ذلك اختياري، كماهي طبيعة الانسان...عندما يولد. ومن حظي أن جدّتي قبائلية، ولسوء حظي أنها توفيت قبل أن أرها مثلها مثل جدي العربي...رحمهما الله.

ما حفظته من والدي الذي تربى يتيما رحمه الله، هو أنه عندما يذكرها يبكي...ولا أزال أحتفظ بعقد زواجها من جدي رحمهما الله، مخطوط بالعربية، جدّي  أحمد الذي كان ينتمي الى عائلة عريقة في المنطقة، حيث كان أبوه قاضيا مشهورا ومن عائلة العلم والفقه، ولها ارتباط وثيق بجمعية العلماء المسلمين... وأحد أفراد العائلة كان مفتيا في ولاية سطيف وفي الشرق الجزائري وكل السطايفية يعرفونه ..."الشيخ الطاهر"  توفي في الثمانينيات فقط ...ولا فخر.

فزواج جدتي بجدي لم يكن اعتباطيا، بل كانت له حسابات وله جذور ، لأن جدتي أيضا رحمها الله "حفصة"، كانت من عائلة مقاومة ولكن ليست بمفهوم مقاومة اليوم.

ما ذنبي وأنا لم أختر جدّي وجدّتي، ولم أختر أبي وأمي، ولم أختر تربيتي ولا إسمي، ولا المكان الذي ولدت فيه، ولم أختر لون بشرتي ولا لغتي ولا إخواني ولا أخوالي... بل فرضوا علي فرضا ، هل أرفضهم ؟

تربيت في بيئة كان الحياء فيها طاغيا، فلم أسمع أحد من الجيل الذي لحقت به ينادي زوجته باسمها... وكان كلهم وبدون استثناء في القرية التي أنحدر منها، إما ينادون زوجاتهم بالمكان الذي ينحدرون منه...فيقال مثلا: المنصورية، الزبيرية، القبائلية، الميساوية، العلوية...الغيلاسية...المخلوفية...السعيدية...الحسناوية...  أو ينادونهم بأسماء آبائهم ، ابنة العربي، ابنة سالم ... الخ.


كمواطن جزائري، أود أن أدلي برأيي في موضوع الأمازيغية، التي تم ترسيمها في الدستور واقرارها كلغة وطنية وتعميمها في الجزائر دون استفتاء، وكذا اقرار يناير كيوم وطني للاحتفال برأس السنة الأمازيغية كما جاء في وسائل الاعلام اليوم، ونسب المرسوم الى بوتفليقة... الذي لم نسمع صوته منذ 2012. صادف هذا القرار الارتجالي يوم وفاة هواري بومدين. ويبقى السؤال مطروحا لماذا أختير هذا القرار في هذا اليوم طالما أن بوتفليقة محسوب على بومدين؟

مبدئيا ليست لدي أية عقدة من تعلم أية لغة في العالم، وليست لدي أية عقدة للتعرف على ثقافات الآخرين، بل بالعكس أرى في ذلك ثراء ثقافيا ولغويا، يفتح عيناك على كثير من الموضوعات لكي تراها من زوايا مختلفة وبنظارات مختلفة وبألوان مختلفة وتتذوقها بألسنة مختلفة.


اللاّت و العزّى وعين الفوارة !

استيقظت اليوم على خبر محاولة جزائري، هدم تمثال عين الفوارة، والذي يتوسط مدينة سطيف التي تقع شرق الجزائر  "لمن لا يعرفها"...ويقال أن ناحته قام بنحته أثناء فترة الاستعمار لا يذاء المسلمين هناك...حيث أن  المرأة المنحوتة  تبدو عارية وتبرز  مفاتنها...ويضطر شاربوا الماء من النافورة للركوع...وهناك من يتوضأ ويذهب للصلاة...

بعد رؤية مشهد محاولة الهدم من زوايا مختلفة، لاحظت رشق هذا الرجل الملتح و الذي نجهل هويته لحد كتابة هذه الأسطر، بالحجر وبالعصي والهراوات...  وكأنه شيطان مارد اعتدى على إحدى المقدسات؟ وقد وصل الحد ببعض من كانوا هناك لضربه ضربات قاتلة، كما يظهر في الفيديو المنشور على صفحة المصالحة الجزائرية بالفيس بوك لمن أراد مراجعته، وكأن إزهاق روح بشرية أهون عند هؤلاء من هدم تمثال؟

وقد تناولت العديد من القنوات الفضائية هذا الحدث، وبدأت في استطلاع آراء المواطنين هناك، وقد استمعت لبعض من تم استجوابهم حول الفعل، وحزّ في نفسي أن أسمع تلك الاجابات المليئة بالأغاليط، والتي تدل على جهل أصحابها بالتاريخ، وتظهر في المقابل الوطنية الزائفة.



لو أجرى استفتاء شعبي في شمال الجزائر أو جنوبها وفي شرقها أو غربها حول وحدة الشعب ومقدساته، وحول تصالح الجزائريين فيما بينهم، بل لو أجرى الاستفتاء في الأماكن التي يزعم دعاة الانفصال أنهم يمثلونها، ما اختار الشعب الجزائري طريقا غير طريق الوحدة.
فوحدة الوطن والتعايش السلمي هما بمثابة عيش السمكة في الماء بالنسبة للشعب الجزائري.
إنّ المواطن الجزائري بفطرته يكره الظلم ويكره الاحتقار، ويُحب اللحمة ويحب الألفة والعدل والأخوّة والتسامح...
شعب عجز المُستعمر عن تقسيمه ، فاستعمل معه كل الوسائل الشيطانية لإبعاده عن معتقداته، وحاول تنصيره وقطع لسانه بقوة الترهيب والترغيب، لكن المستعمر خرج صاغرا في النهاية تاركا عملاءه يقومون بمهمة التقسيم.

لا أعتقد أن جزائريًا عاقلاً أمينًا... لا يستطيع التفريق بين المراحل الثلاثة التي عنونت بها مقالي.

وأنت تقرأ أو تسمع  بعض المدعين لمعرفة تاريخ الجزائر من عدة نواحي، وهم يضللون شبابا  تائها "وأنا هنا لا أعني البتة المؤرخين ولا العارفين بالتاريخ"،  بل أعني فئة من المدعين لمعرفة التاريخ...تصل الى قناعة بأن هؤلاء المرضى وكأنهم يعيشون كوكبا آخر.


إبليس معروف كما عرفه القرآن ولا نضيع أوقاتنا للتعريف به فيكفي الإشارة للبيب يفهم، إنما حديثي عن أنيس. فالأنيس كلمة تدعو إلى الأنس والى الأمان واللطف، وقد تأنسه وتأمنه عندما يكون الإسم مطابق للمسمى.
لقد تسمى أنيس الذي نريد أن نتحدث عنه في موضوعنا هذا، ونريد في النهاية أن نطرح هذا التساؤل المنطقي بعد أن نعطي أمثلة ونترك الحكم في النهاية للقارئ أن يحكم بنفسه، من خلال ما يقرأه كل يوم لأنيس ، وبدون إطالة نتعوذ بادئ ذي بدء بالله من إبليس وشره ومكره ونفثه وهيا بنا لإعطاء لمحة عن أنيس فلعل من هم على شاكلته يبلغونه هذه الكلمات.

هو إذن أنيس رحماني مدير جريدة الشروق الحالي ، عرفنا جريدته الآن في وقت ما بخطها الوطني وهاهي تتحول إلى جريدة استئصاليه كباقي الجرائد المعروفة بخطها منذ أن وصل إلى قيادتها أنيس الذي كان يعمل في جريدة الخبر كصحفي وهو المعروف بأخباره الأمنية وتعليقاته الصحفية ومصادره المقربة والموثوقة والمؤكدة.


استبشر السذّج من أبناء الشعب الجزائري عند سماعهم لخبر نشرته إحدى صحف المخابرات الجزائرية قبل عام 2010 مسيحية، يفيد أن يزيد زرهوني وزير الدفاع وقائد الأركان الحقيقي لحكم بوتفليقة... ذهب إلى آل سعود لآداء فريضة الحج، مثلما ذهب إليها بوش ورقص له بعض مفتيهم... 

وكان السذّج يعتقدون أن يزيد زرهوني سيلتحي ويضع طاقية الحاج ويلبس قميص نصف الساق ويصبح من المُرتّلين للقرآن ومن الذين يقومون الليل ويحيون السنة، ويصبح من الصائمين الزاهدين ومن الذين يعشقون العطر والكحل والسواك ويداومون على الصلاة في المساجد... فإذا بيزيد المولود بوجدة مثلما هو مولود رئيسه... يُخيب آمالهم ويساهم في رفع درجة السكري والانتحار بطرقه المتنوعة.

منذ عودة الحاج زرهوني من دولة آل سعود، ضاعف استفزازه للشعب، وكأنه ذهب ليُسلّم على إبليس بدل أن يرجمه، وذهب ليصلي عليه بدل أن يلعنه، وذهب ليعلن له ولاءه...
زرهوني الذي منذ أن وصل بوتفليقة إلى الحكم عبر النافذة، ساهم في خنق الحريات وأنا واحد من الذين تضرروا من سياسته وأحد ضحاياه. لم نسمع يوما أنه آذى مسيحيا أو يهوديا في الجزائر، بل ما سمعناه أنه تم اعتماد اليهودية بصفة رسمية.

"ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"، كانت هي تلكم مقولة الثائر الجزائري ،الشهيد بإذن الله، محمد العربي بن مهيدي ،أحد قادة الثورة الجزائرية التاريخيين وأحد أعمدتها ، من الذين خلّدوا أسماءهم ونحتوها بذهب ولؤلؤ. هاهي مقولته تنتقل من فرد إلى جماعة ،ومن زمان إلى زمان، حتى أصبحت مضرب الأمثال لدقتها ومرجعا للتغيير، ولأنها ببساطة خرجت من قلب مؤمن ولسان صادق ، فإنها أتت أكُلَها بإذن ربّها.
وهاأنذا اليوم، أحاول تجديدها وإطلاقها في الأنترنت ،مع فارق كبير بين الشخصيتين وبين التاريخين .

تاريخ ؛ رفع فيه السلاح محمد العربي بن مهيدي في وجه المستعمر الفرنسي وأطلق رصاصته وحكمته عندما سُئل في بداية الظروف الصعبة التي أحاطت ببداية الثورة، والتي احتضنها الشعب فيما بعد وأحدث المفاجأة ، وتاريخ، يحمل فيه فلاّح بتعبير الخبيثين قلما كان محبوسا ،يقذف  بفكرته عبر لوحة المفاتيح الغرباء عن الشعب ،وهم الذين جثموا على جسم الأمة واستفادوا من الإستقلال الذي لم يصنعوه، فهم الجبناء الذين التحقوا بالثورة أيام الإستقلال.

عدد لا يستهان به من الجزائريين والجزائريات، يقرأون الكتب أو ربما يؤلفونها، ويقومون بالتحليلات  بوسائل مختلفة، والنظريات، وينشطون الملتقيات والمؤتمرات والموائد المستديرة... ويحضرون الخطب والمواعظ ... ومنهم من يحدثك عن الاستشراف والمستقبليات  وكأنه عالم بما سيحدث... ويهملون في المقابل  قراءة الواقع الذي يحياه الناس !

فيما مضى، كان المغتربون الجزائريون يعملون بشكل عام في فرنسا، قبل أن يلجئوا الى دول أخرى، وطيلة العام  يجمعون ما استطاعوا،  وعند عودتهم الى الجزائر  يشرعون في تشييد البناءات المختلفة، ومنهم من يعود الى حياة الصغر حيث الطبيعة وحياة البدو والريف، ومنهم من يشيد القصور في بعض الولايات ...بمعنى أن عيشهم في فرنسا وعيونهم تُحدّق في الجزائر، أو بعبارة أخرى، أجسامهم في فرنسا وقلوبهم تسوح في الجزائر.

لعل القارئ أو المشاهد للعنوان سيسارع هو أيضا لاكتشاف سر قد غاب عنه أو للفضول الذي دعاه، ما أتمناه فقط هو أن لا يخيب ظنه فينا في النهاية وأن لا يصطدم بالحقيقة المرة التي نود إيرادها له من خلال بعض الرسائل غير المشفرة هذه المرة.
كما نطلب منه إحضار الأسبرين أو كأس من الليمون قبالة الجهاز حتى لا يصاب بالصداع ونتسبب له في أزمة جراء ما يقرأه ويطالعه ويشاهده.

لو أردنا شرحا لمفردة الاكتشاف لوجدنا بأنها تعني كل ما هو جديد، وكل ما هو مُتوصل إليه من خلال الأبحاث والنظريات... فالمركبات الفضائية، والقمر، والمريخ، والطب، والحياة وتحت الأعماق ... الخ.


رشيد نكاز: الجايح تليق بك !

في بداية مقالي : كلمة جايح أنت من أطلقها على نفسك وكلامك موثق بالصوت والصورة  وبالتالي، لا تلمني أيها الجايح إن عنونت مقالي   بذلك، فكما يقال : الاعتراف سيد الأدلة.

أيها النقاز الجايح: كيف لانسان تهشم أنفه، وصمّت أذنه، وأخذ الركل على الدبر حتى ثمل، كما اعترف بذلك وهو يعد عدد الضربات واللكمات، أمام مرأى مئات الآلاف من الجزائريين ومن غير الجزائريين.... ولم يستطع أن يدافع عن نفسه ولو بعضة جزائرية...تعبر عن الأنفة الجزائرية...
 ويأتي اليوم هذا الجايح يرفع شعار الدفاع عن الجزائريين والجزائريات ويحاول أن يخرجهم الى الشارع ... ويتهجم عنهم بقوله: الشعب جايح  وحقير؟
صدقت يانقاز الجايح وأنت الكذوب. صدقت عندما لقبت نفسك بالجايح فأنت فعلا جايح وجبان كمان كما يقول الاخوة المصريون...
أما الشعب الجزائري فهو شعب صبور ولكن عندما يثور لا أحد يمكنه أن يوقفه ،والدليل في ذلك ما يعترف به الأعداء. الشعب الذي أخرج الحلف الأطلسي لايخشى الجثث المحنطة.

تعلّمنا من أساتذتنا "أنّه من لم يمت بالسيف مات بغيره، تعدّدت الأسباب والموت واحد".

هاهم بعض جنرالات الجزائر الذين كانوا يُصدّرون الرّعب، وكانوا أربابا فوق الأرض ،ترتعد لهم الفرائس وينحني لهم الخدم ،وهم الذين فعلوا بالشعب الجزائري ما فعله فرعون بشعب مصر، يغادرون القصور الفاخرة واحدا تلو الآخر مثل السلسلة التي تفكّكت، وينتقلون إلى القبور المظلمة واللّعنات تلاحقهم في كل مكان، ولسان حال الكثيرين مناّ يقول:

أراحنا الله منكم ومن تبعكم وإلى اللقاء بعد حين أمام المحكمة التي لا تغادر كبيرة ولا صغيرة" وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ ،ويقول يا ليتني ..."

يقال "أن الشيء إذا زاد عن حدّه انقلب إلى ضدّه".لقد تلازم لدى المواطن الجزائري اسم الجنرالات بالمافيا والسرقة والرشوة والفساد والقتل والاضطهاد والتعذيب والتنكيل... وكل الأشياء السلبية الموجودة فوق الأرض، حتى التصق في ذهنية الجزائري أنك عندما تذكر اسم جنرال، فيجب عليك أن تتعوذ بالله وكأنك تتحدث عن شيطان رجيم وليس على إنسان في قلبه الرحمة.


كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ "صدق الله العظيم
 أبتاه؛ فراقك آلمني وقطّع أحشائي، ولم يعد للساني أن ينطق، ولولا أنني موقن بأنني سألتحق بك عاجلا أو آجلا لما استطعت أن أسكت لحظة لفراقك وأنا أبكيك.

أبتاه أيها اليتيم؛ لقد نشأت في اليتم فلا أب ولا خال ولا عمّ وجدته في صغرك، ولم تترعرع كما ترعرعنا نحن أبناؤك في حضنك وفي كنف حنانك وتحت غطاء برنوسك الناصع بالبياض الطاهر.

قولوا ما شئتم سواء بالتمتمة أو بالنميمة أو بالكتابة بأسماء مستعارة... فآراؤكم أيها الكتاب تحت الطلب ، لم يعد المواطن الجزائري الحرّ الأصيل يلقي لها بالا...فهي بمثابة المفرقعات التي يطفئها الماء.

لقد ولى زمن الاحتكار للمعلومة يا حدة بلا حزام، وزمن التوجيه الأوحد والخاطئ من بيت عكنون، وزمن التشويه والتضليل و فرض الآراء من خلال الكتاب بلوحة التحكم عن بعد، وزمن الترويج للإشاعة وصنع الرأي العام حولها... وولى زمن تحريف الصوت والصورة ولم يعد حكرا على المسمّى زورا ،نظاما، ولا على زبانيته... وولى زمن العجرفة وصناعة الألقاب لأبطال من كارتون.

حدة بلا حزام: أضربت عن الطعام واختارت موعد الحملة الانتخابية كتاريخ لحملتها، وحجتها أن النظام الجزائري منعها من الاشهار لمدة شهرين كاملين وضيق عليها، مما اضطرها لتخفيض أعداد من السحب بل حتى عدد الصفحات وأرغمها على الاستدانة لتخليص الموظفين في جريدتها... !

الوجوه الممسوخة: هي الوجوه التي ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن أصحابها انقلبوا 360 درجة، دون الاعلان للرأي العام أنهم أخطأوا وضلّوا الطريق.

نفس الوجوه التي كانت بالأمس القريب، تلفق التهم للأبرياء وتكيل لهم العداء، وتنشر الاشاعات والأباطيل... وتضع السمّ الزعاف في المناسبات المختلفة... وأوصلت أبناء الجزائر وأبناء العائلات الى المشانق والإعدامات، والموت البطيء في السجون والمعتقلات، وفي أحسن الأحوال اللجوء أو الأمراض المختلفة...

نفس الوجوه التي فكّكت الأسرة بإثارة الشحناء والبغضاء بين أبناء العائلة الواحدة... وساهمت في الطلاق وفي العنوسة، والتسرب المدرسي، والمخدرات...


نفس الوجوه : هي من شوهت المسجد الذي كان يعتبر المدرسة ، وحطمت المدرسة بالميوعة، وحطمت الاقتصاد  بالفساد، وحطمت الروح بالشعوذة، وحطمت الثقافة بالانحراف...

كان أغلب الجزائريين قبل أن يصل ولد عباس وغيره من الوصوليين إلى رتبة طبيب وأمين عام للحزب، "كما يصرح بذلك" ، معروفون بأنفتهم وشهامتهم... يأكلون الشعير الآتي من الحقول، ويشربون الماء من معدنه الأصيل والرأس مرفوع في السماء.... لا يعرفون العلاج في المستشفيات سواء في الداخل أو في الخارج .

وقتها كان الطبيب طبيب، والفلاّح فلاح، والسقيم سقيم، والدّواء دواء. قبل أن تحلّ الكارثة ويصبح الطبيب يحتاج الى من يعالجه ويُغذّيه بمادة السيروم، والدواء يحتاج الى من يداويه، و الإمام يحتاج إلى من يرشده ويوجهه، والشرطي يحتاج الى من يحرسه ويحميه، والقاضي يحتاج الى من ينصفه، والاعلامي يحتاج الى من يرفع انشغالاته، والأستاذ يحتاج الى يعلمه والأم تحتاج الى من يُربيها ...

الكثير من السذّج انطلت عليهم الحيل وأصبحوا يُخرّبون بيوتهم بأيديهم وينوبون على أعدائهم في الكثير من القضايا، بل منهم من يزعم

 أنه يقود المعارضة ويوهم الناس على أنه زعيم القوم وصاحب الكلمة الأخيرة، وما هو في حقيقة الأمر إلاّ بيدق يقوم كل مرّة بالتنفيس على النظام كلّما ضاق به الحال علما أو جهلا، ومنهم من يخدم أعداء الوطن ويعتقد بأنه حاميها مع أنه من حراميها.

في بداية الثمانينات دعاني أحد الضباط لبيته لحضور وليمة عائلية، وقبل تناول الغداء جلسنا في الصالون، لم أكن أعرف وقتها الكثير، لفت انتباهي لون كتاب أحمر يشبه المجلد، وكنت أعتقد أنه لترجمة الفرنسية إلى اللغة العربية، أخذته بعفوية قصد معرفة بعض المفردات وإذا بي أجده كتاب يحمل أسرارا خطيرة، لم أتذكر بالضبط عنوانه وكان محتواه حول أسرار عسكرية إسرائيلية.

في فرنسا عام 2002، تعرّضت إلى امتحان وابتلاء كبيرين، وكِدْت أن أرسب فيهما لولا عناية إلَهية أمدّتني بالصّبر والاحتساب...

التقيت شيخاً رثّ الثياب يحمل عصا... تعرّفت عليه من خلال الإقامة التي كانت تجمعنا. كان يراقب حركاتي وسكناتي بدقة المجرّب والخبير...وذات يوم دخلت المطبخ المشترك لأحضّر وجبة الغداء، وعند جلوسي لتناول الغداء في نفس القاعة، أي مطعم ومطبخ، جاءني شخص من مدينة بالغرب الجزائري يقطن في نفس المكان. فاجئني بحديث لم أسمعه في حياتي...لم أكن أعرف  سبب مجيئه إلى قاعة المطعم ومخاطبتي بذلك المستوى المتدني... قال لي: انهض، اندهشت من تصرّفه وحدّقت فيه، فكرّرها صارخا:قلت لك: انهض... فقلت له: لماذا؟  لم أكن أفهم ما يريد، لأنه لم يسبق وأن تناقشت معه..كأنه أصيب بالجنون، قال: هذا مكاني، فقلت له يا رجل: هل تعي ما تقول؟ فقال: نعم ،قلت لك انهض ولا أريد أن أطيل معك، انهض وانتهى الأمر... فقلت له أريد أن أفهم منك، هل أنا في مسكنك أو في مطعمك لا قدّر الله، وهل اعتديت عليك؟ فقال: هذا كرسي أجلس عليه منذ عشرين سنة ولا أريد أن أراك جالساً عليه...

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget