إلى المتخفين وراء رئيس الحكومة المؤقتة بن يوسف بن خدة، الطاعنين في هواري بومدين:
قبل أن أبدأ حديثي، بودي أن أوضح مسألة في غاية الأهمية وهي:
يجب التفريق بين قيادة الأركان لجيش التحرير الوطني الممثلة في هواري بومدين ، والذي لم يعين من قبل رئيس منتخب ولو نسبيا، وفي دولة مؤسسات تنعم بالادارة والاتصالات والنقل والاعلام ...كما هو الحال اليوم.
بل كانت تواجه الاحتلال بوسائل محدودة، من قاعدة خلفية على الحدود التونسية. تشرف على التنظيم والتدريب والتسليح والتخطيط... فرضتها طبيعة الحرب، بدليل وجود خط شال وموريس...اللذين أنشِئا بغرض منع دخول السلاح، ومنع تدفق المجاهدين للأراضي الجزائرية...يكفي أن هناك آلاف من الشهداء سقطوا بسبب الخط اللّعين.
كما أن هواري بومدين تم تعيينه من قيادات في الثورة وعلى رأسهم عبد الحفيظ بوصوف وبن طوبال اللذين هما من مجموعة 21 +1 أو مجموعة 22. بعدما عجز كريم بلقاسم ومن بعده محمدي السعيد في تنظيم المجاهدين ... والخلافات التي كانت بينهم...ويكفي الرجوع الى اجتماع العقداء الذي ظل لأكثر من 90 يوم.
وبين قيادة الأركان التي يوجد مقرها في العاصمة الجزائرية حاليا، والمتهمة من قبل شرائح من الشعب بعد اغتيال هواري بومدين سنة 1978 بأنها صانعة الرؤساء وتمنع الشعب أن يستعيد سلطته لاسيما بعد الانقلاب المشئوم سنة 1992 على الرئيس الشاذلي بن جديد، ودخول الجزائر في أتون حرب قذرة لازلنا لم نتخلص من تداعياتها الى اليوم.
يربط بعض الناس حكم هواري بومدين بحكم قايد صالح وخالد نزار...ولا يفرقون بين قيادات الجيش...مع أن الفرق واضح وضوح الشمس كما أسلفت.
إذا تحدثنا عن الشرعية، فيجب أولا أن نحدد : أي شرعية نقصد؟ هل هي الشرعية الشعبية؟ أم الدستورية أم التاريخية؟ أم الثورية؟ أم الدينية؟ ولنفترض أنها الثورية بحكم طبيعة الثورة، وبحكم أن الحديث عن يوسف بن خدة...
الحكومة المؤقتة غير شرعية...بدليل أنها لم تنتخب في المجلس الوطني للثورة الذي جاء بعد انعقاد مؤتمر الصومام، ويكفي ماذا حدث لعبان رمضان الذي أعدم بالمغرب سنة1957، وانعقاد مؤتمر بالقاهرة مراجعة لمقررات الصومام.
ولم تنبع من ارادة شعبية...بدليل أنها لم تنشأ عن طريق الانتخابات....كما أن الدولة الجزائرية لم تؤسس بعد.
فرحات عباس وبن خدة لم يكونا لا في مجموعة 21 +1 ولا في مجموعة 5 +1...اللذان فجرا الثورة. فمن أين جاءتهم الشرعية الثورية بربكم؟
والذين يتهمون هواري بومدين قائد جيش التحرير الذي كان يخوض المعارك، بأنه لم يطلق رصاصة واحدة وكان يقيم في تونس... ماهي العمليات التي قام بها بن خدة وفرحات عباس ومن معهم ، وأين كانا يقيمان طيلة الثورة وأين كان يقيم كريم بلقاسم...؟
وكيف قبض على العربي بن مهيدي بالعاصمة، وأعدم تحت التعذيب في الوقت الذي أصبح غيره يتطلع للمناصب وللشرعية؟
بالإضافة إلى ذلك: المفاوضات مع فرنسا التي كان يقودها فرحات عباس في البداية. ألم يُصرّح فرحات عباس والتصريح موجود ومنشور بأن عبان رمضان اتصل به شهر ماي سنة 55، أي بعد أشهر فقط من اندلاع الثورة بغرض وقف الثورة ؟
لماذا قام مجموعة من الشباب بتفجير الثورة ؟ لماذا لم يبقوا يناضلون سياسيا في حزب مصالي الحاج؟
اتفاقيات ايفيان التي وقع عليها كريم بلقاسم في حكومة يوسف بن خدة، رهنت الجو، بدليل أن هناك مطارات لفرنسا ومنها مطار بشار ... والبحر، بدليل بقاء قاعدة المرسى الكبير تحت النفوذ الفرنسي الى غاية أن جاء هواري بومدين وحرّرها... وسمحت للتجارب النووية بدليل ماحدث في الصحراء الجزائرية...كما أن الاستفتاء كان مشروطا بالتعاون مع فرنسا...
انّ يوسف بن خدة انسحب غاضبا من مؤتمر طرابلس سنة 1962 لأنه تفاوض مع الفرنسين ومعه كريم بلقاسم، وحضّروا مجلسا كان يقوده عبد الرحمان فارس بمشاركة فرنسيين في الحكم...وكان مقدمة لتسليم السلطة...إلى جهة مقبولة فرنسيا وأمريكيا. فيما كان هواري بومدين ومعه أحمد بن بلة مرفوضين والوثائق بحوزتنا كدليل. قبل أن ينقلب عليهم هواري بومدين مع أحمد بن بلة ويخلطا حساباتهم.
لقد قرّر بن يوسف بن خدة ومعه كريم بلقاسم ابعاد هواري بومدين من قيادة الاركان عشية الاستقلال وفقا لنفس المخطط المتعلق بالحكم...وطلب بن خدة من الجيش التمرد على القيادة. غير أن الجنود وقادة الولايات تمردوا عن الحكومة المؤقتة التي لم يكن يوسف بن خدة يتحكم حتى في عناصرها، بدليل خلافه مع أحمد بن بلة. ولذلك حدث التمرد فيما بعد في منطقة القبائل بعد أن فشلوا في الوصول الى السلطة وأصبحوا يلقبون جماعة تلمسان "نسبة للإجتماع" بجماعة وجدة.
المجلس التأسيسي...الذي انعقد في الجزائر: شارك أغلبهم فيه وكانوا أعضاء فيه بالانتخابات، والذي أعطى القيادة إلى فرحات عباس ...ثم استقال...مثلما انسحب ايت أحمد وكريم وغيرهم...
فعن أي شرعية يتحدثون ؟
ألم يكن محمد خيضر وفرحات عباس ومحمد شعباني مع أحمد بن بلة ؟ ألم يدخل هواري بومدين إلى الجزائر العاصمة بعد شهرين من الاستقلال فيما كانوا هم يتسابقون الى العاصمة طمعا في الاستيلاء عليها؟
ألم يكونوا يتسابقون كلهم الى الحكم؟ لماذا أسس بن خدة حزب الأمة في التسعينيات، ولم يحصل حتى على مقعد واحد؟
لماذا أسس كريم بلقاسم حزبا مع عميرات سنة 67 في نفس العام الذي هجمت اسرائيل على مصر واحتلت جزء من الاراضي العربية، وكانت الجزائر مشاركة هناك في الحرب ضد اسرائيل بأمر من هواري بومدين؟ وهو العام الذي تمت فيه محاولة الانقلاب على هواري بومدين للإنتقام منه ثم محاولة اغتياله بعد أشهر؟ ألم يشارك عمهم لخضر في الانقلاب ولماذا ذهب إلى لبنان ياترى ؟
لماذا أسس آيت أحمد حزبا وترشح للرئاسيات سنة 1999؟ لماذا أسس محمد بوضياف حزبا وأصبح رئيسا بدون انتخابات سنة 1992 وقبل بحكم الجنرالات؟
أزيد ؟
نورالدين خبابه 07 فيفري 2020
إرسال تعليق