Articles by "رؤية"

من خلال تجربتي المتواضعة كمناضل من أجل جزائر جديدة  يحدوها الأمل ويسودها العدل والحق والقانون، لي الحق أن أدلي برأيي في قضايا مختلفة تهم بلادي... لاسيما  إذا كان الأمر يتعلق بالدستور. وقد عبرت عن امتعاضي عند التلاعب به عدة مرات. 

من خلال مطالعتي لمواد الدستور الذي يراد تعديله مرة أخرى .. لاحظت أن الدستور  هو نفسه دستور2016 ، سواء صيغت بعض المواد أو أضيفت أخرى ...تطرح  عدة علامات استفهام لاسيما وأنها أتت في ظروف تشهدها الجزائر والوضع الاقليمي وحتى الدولي...وليس دستور الجزائر الجديدة الذي نطمح له. 

قبل أن أتحدث عن إثراء الحراك في الجزائر، لابدّ من مقدّمة حتى ولو كانت مؤلمة لبعض الانتهازيين وراكبي الأمواج،  لاسيما وأنها تذكرهم بماضي قريب،  كانوا فيه  أداة  للقتل، وتشريد أسر ومناطق بأكملها،  ومنهم من حقق أموالا على حساب آهات الآخرين، وأي مهنة  وأيّ شرف لمن يتغذى من الدّماء والدّموع!

كنت ولا فخر من الداعين لتبني المصطلح الجديد "الحْـــَراكْ" ، وهي كلمة تم اشتقاقها من الحركة... في الندوات المتعلقة بالتغيير في الجزائر، التي كنت أديرها ، بدل مصطلح الثورة،  وفي كتاباتي وتعلقياتي...

 وهذا لتفويت فرصة شيطنة الاحتجاجات التي استأنفت  في جانفي 2011.
وكان جزء من تلك الاحتجاجات مفتعل لخدمة  الدولة العميقة وأهدافها، كافتعال جزء من أحداث أكتوبر 1988...للتحكم في مسار الاحتجاجات، والقيام بتغييرات لا تُلبّي في الأصل طموحات الشعب، بل تهدف لمنع التغيير وتنفير الشعب من خلال التخويف النفسي باستعمال المأساة، واستبدال الواجهة.

بعد أيام من الآن، يحي الجزائريون الذكرى الأولى  للحراك  الشعبي،  الذي انطلق يوم 22 فيفري 2019، نتيجة اقدام الموالين للرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة تقديمه للترشح بالنيابة لعهدة خامسة وهو عاجز عن الحركة والكلام.

 وقد حدثت في العهدة  الرابعة تناقضات وتخبطات وقرارات ... جعلت الجزائريين والجزائريات يعبرون عن غضبهم واستيائهم ورفضهم في احتجاجات مختلفة،  شارك فيها الأطباء والأساتذة ... وحالة تسيب شهدتها عدة قطاعات ... وكان ذلك مقدمة للحراك الذي نحياه.

إنها المرة الأولى في تاريخ الجزائر، التي يتواصل فيها الحراك لمدة عام كامل وبشكل سلمي. ومع تقلبات الطقس بين الحرارة والبرودة،  والاختراق الايديولوجي، وإحياء النعرات، والتخويف والتشويه الذي تمارسه بعض العصابات،  وأنواع الضغط المختلفة...

في ظل التعتيم الاعلامي  الممارس على الشرفاء في الجزائر وفي الخارج، سواء عن جهل أو عن علم... من قبل الاعلام العمومي، وكذا الاعلام الخاص الواقع تحت ابتزاز السلطات الحالية، نتيجة  ماقام به من دور لاأخلاقي قبل إزاحة بوتفليقة.

بغرض منع الخطاب المعارض لتوجه السلطة الحالية، و بغية فرض سياسة الأمر الواقع على الشعب  لتعيين رئيس منقوص الشرعية يُكمل المهمة التي حددتها  قيادة الجيش بالطاء والباء والقاف.
ظهر إعلام معاكس متطرف يجهل الجزائريون في معظمهم من يقف وراءه ... وفي أغلبه خارج عن سيطرة السلطة الحالية لاعتبارات مختلفة ...ولا يعرف الممارسون له ماذا سيترتب عما يقومون به  ولصالح من يشتغلون...؟
وفي ظل الاقصاء والتهميش و غياب الوعي الخاص بمعرفة الحركات الهدامة التي تتابع أدق التفاصيل وتعرف مالا يعرفه الجزائريون...وتسعى لتطبيق أجندتها وفق مخططاتها لتوسّع جديد...
وجب التنبيه لبعض المسائل حتى يأخذها من بيدهم الأمر والنهي بعين الاعتبار، وحتى لا يسقط الجهلة و السذج وأصحاب الوطنية المغشوشة  في فخاخ المتربصين والانتهازيين.

دعونا أولا نعود الى الوراء قليلا حتى نربط واقعنا وحاضرنا بماضينا القريب بغية فهم ما الذي جرى ويجري؟ وماذا يجب أن نحافظ عليه وما الذي يجب اجتنابه؟

دعوني في البداية أبدأ حديثي بهذه النكتة الجزائرية لمن لا يعرفها ...
في منطقة من مناطق البلاد الثرية بتنوعها الفكري والثقافي والجغرافي والتاريخي وووو  ... يحكى أن رجلا رأى سوادا من بعيد يتحرك...  فقال لصاحبه وهو يراهنه: إنها عنزة. قال صاحبه: إنه غراب... وظلا يتناقشان في الموضوع وكل منهما يُصرّ على رأيه إلى غاية  أن طار الغراب.  فقال الرجل لصاحبه: ألم أقل لك إنه  غراب؟  ومع  الحقيقة التي أصبح يراها بالعين المجردة...  تمسك الرجل برأيه لخشونة رأسه...وقال له: إنها عنزة.  فقال الرجل: يا صاحبي العنزة لا تطير- ما بك؟  فقال له: إنها عنزة ولو طار السواد..

هذا المنطق هو السائد للأسف في الجزائر منذ زمن طويل.  فرغم المأساة الجزائرية التي حصدت أرواح أكثر من 200 ألف قتيل ناهيك عن المختطفين واللاجئين وتداعيات المأساة التي لم نتخلص منها بعد بسبب الزعامات والمشيخة والفتاوى والصراع على الحكم...هاهي مؤشرات مأساة أخرى تلوح في الأفق بعناوين أخرى.

كنت أودّ التطرّق لهذا الموضوع الشائك في الأيام الأولى من الحراك الذي جاء كنتيجة... ولكن ارتأيت أن أترك عامل الوقت ليبث في بعض القضايا ويعرّي الانتهازيين والوصوليين والمتلوّنين وبائعي الأوهام على حقيقتهم، ويظهر في المقابل أصحاب الرأي الثاقب والرؤية السديدة، وأصحاب المبدأ وأصحاب القضية، ومن يضعون المصلحة العليا فوق كل الاعتبارات مهما كانت الاختلافات.

كذب من يقول أن الحراك في الجزائر انتهى بمجرّد تدخّل قيادة الجيش وفرض الأمر الواقع وذلك بتحديد موعد الانتخابات وتهيئة الظروف لمرشح بعينه... أو سينته بمجرّد انتخاب رئيس أو برلمان.

اعتاد الجزائريون على الانتخابات المزورة وتغييب ارادة الشعب منذ فترة  الاحتلال الفرنسي للجزائر. وقد شارك الجزائريون أفرادا وجماعات تحت سلطة الاحتلال اعتقادا منهم أنهم سيغيرون القناعات، ويصنعون وعيا عاما يساعدهم في دفع الاحتلال للقبول بمطالبهم سياسيا  وفي نهاية الأمر فلتت زمام المبادرة من أيديهم وحلّت لغة الرشاش والبندقية والسكين البوسعادي بعد اندلاع ثورة التحرير، ودخلت الجزائر مرحلة استعادة المبادرة عن طريق القوة.

قبل أن يخرج المتظاهرون فرادى وجماعات يوم 22 فيفري 2019، كان معظم الجزائريين ساخطين من الوضع المتردّي الذي أصبحت تعيشه الجزائر لاسيما بعد إصابة الرئيس بوتفليقة سنة 2013 بجلطة دماغية ...وصراع العصب الذي لم يعد خافيا... وكانت صورة الجزائر في العالم المسوقة مع الأسف الشديد في وسائل الاعلام المحلية والدولية  مختصرة في وضع بوتفليقة وهو على كرسي متحرك...

لقد تعاظم الفساد في فترة مرضه، وتضاربت المصالح، واحتار المواطن في تلك القرارات التي كانت تصدر من حين لآخر...ولم يجد تفسيرا شافيا لها وبقي يطرح السؤال بإصرار: من يعين ومن يقيل في الجزائر ومالذي يجري؟ 

وصدم الجزائريون والجزائريات من تعيين شخص على رأس وزارة السياحة وإقالته في مدة لا تزيد عن 48 ساعة...اضافة الى تعيين عبد المجيد تبون على رأس الحكومة. هذا الأخير أعلن أنه سيحارب الفساد فإذا بإقالته تنزل كالصاعقة في أقل من شهرين...ناهيك عن اعطاء المشاريع والصفقات هنا وهناك...وآخرتها تصريح  مدير الأمن عبد الغني هامل، "من يريد محاربة الفساد عليه أن يكون نظيفا"...قبل أن يقيل بساعة أو ساعتين.

انتشر في المدة الأخيرة مصطلح الدولة العميقة بالجزائر، لكن الأغلبية  من الجزائريين  بمن فيهم بعض النخب لا يعرفون  الدولة العميقة  كيف نشأت وكيف تتعامل وماهي أهدافها؟
وبقي  عامة الناس يطرحون أسئلة موضوعية  في ظل التناقضات  والتخبط الذي ظهر الى العلن  بمرض الرئيس بوتفليقة: من يحكم الجزائر والى أين نسير؟


ولذلك أصبح  لزاما الكتابة في هذا الموضوع وتبسيطه لعامة الناس حتى يتسنى لهم أخذ  فكرة عنه وحتى يتمكنوا من الاجابة عن الأسئلة التي تدور بخواطرهم ويعرفون ماهي المعيقات التي تواجه المسؤولين المتعاقبين على الحكم وتمنعهم من تجسيد بعض المشاريع،  وكذا الحركات التي تعمل على التغيير ثم تخترق وتنقسم وتفشل ويذهب ريحها...ويأخذ الطامحون للكرسي ما نكتبه بعين الاعتبار حتى لا يقعوا فريسة لهاته الدولة العميقة أو رده بالحجة والبرهان.

كثرت في الآونة الأخيرة الاتهامات المتبادلة بين أطراف مختلفة، سواء عن حسن نية أو بسوء نية، حول اجراء الانتخابات الرئاسية في الجزائر والمحددة يوم 4 جويلية 2019، بين من يرى أنها مناسبة لنيل الشرعية ولو كانت منقوصة تسمح للرئيس المنتخب أن يباشر الاصلاحات الضرورية والتغيير المطلوب، ويفوت بذلك الفرصة على المتآمرين في الداخل والخارج، وبين من يراها مناسبة أخرى لتجديد الواجهة والتلاعب بمصير الشعب والاستمرار في الحكم وتمديد كيان الدولة العميقة الذي تم غرسه في مؤسسات الدولة، ولهذا وجب علينا تفكيك بعض الألغام التي زرعت في الطريق حتى نأمن شرها وشرّ من وضعوها، ونجنب شعبنا الجزائري والوطن مزيدا من التعفين وتضييع فرصة تاريخية للتغيير قد لا تتكرر بعد أجيال.

يجب التمييز أولا بين الانتخابات في الوضع الطبيعي العادي والانتخابات في الوضع غير الطبيعي وغير العادي. فالانتخابات في الوضع الطبيعي العادي هي وسيلة حضارية لنيل شرعية التمثيل الحقيقي،أما في الوضع غير الطبيعي وغير العادي،هي وسيلة لنيل شرعية منقوصة ووهمية تُسيّر الأزمة ولا تعالجها.

الصراع في الجزائر بين سلطة حائرة وشعب ثائر !

ليس مغازلة للشعب الجزائري فأنا منه وكفى، ولا دغدغة للعواطف، بل بصوته الثائر المدوي الذي ظل وفيا لمبادئه رغم المحن، وعلى مرّ السنين وهو يدعو الى تغيير حقيقي في الجزائر وتجسيد السيادة الحقيقية على كل الأصعدة، دون انتقام ولا تصفية حسابات.. بل بتغيير يحقق النهضة المنشودة ويجعل الجزائر في مصاف الدول الكبرى ويحقق أحلام الشهداء.
إنّ ما يجري في الجزائر من حراك هذه الأيام ولو أن انطلاقته كانت تطرح عديد التساؤلات... قبل أن يفلت هذا الحراك من قبضة الدولة العميقة التي لاتزال ترقبه وتحاول توظيفه، لم ينطلق من ذاته، بل كان نتيجة لتراكمات مختلفة... وكان في البداية يهدف الى توقيف العهدة الخامسة فقط لاستبدال شخصية عبد العزيز بوتفليقة بشخصية من جهاز الدولية العميقة.

لقد تغيرت الأوضاع بشكل متسارع ومخيف أحيانا...فإذا لم تكن هناك قيادة رشيدة تؤطر الحراك، غير متورطة في الدماء والفساد الأخلاقي والصراعات السياسية... وتكون نابعة من صلب الشعب ولم تتقلد أية مسؤولية لاسيما في فترة التسعينيات، وموقفها واضح وصريح من الانقلاب على الارادة الشعبية سنة 1992... والانقلابات بشكل عام وما يجري في الوطن العربي الكبير من مآسي... وتدرك مآلآت التحولات الاقليمية والدولية وتأثيرها على الجزائر لاسيما ما تعلق بمخطط الشرق الأوسط الجديد... وتعرف جيدا تلك المخططات التي تهدف الى تقسيم البلاد وتعرف كيف تتعامل مع الحركات العنصرية... فإن الجزائر تسير الى المجهول.

المتتبع لما يجري في الجزائر من رداءة في الإعلام،  وحتى الأنترنت... ونزيف على كل المستويات وفي كل المؤسسات بما فيها مؤسسة الجيش...  وينظر الى حالة الاحباط التي انتشرت في المجتمع، نظرا لطول الأزمة وعدم ايجاد حل شافي... والى  الهجرة الجماعية على قوارب الموت، التي لم تستثن حتى الرضع والحوامل..
ويعاين استقالة  الأغلبية في المجتمع، وحالة التيهان التي تعرفها فئات كثيرة، وكذا  اللاّمبالاة ... والأنانية والتباغض... والحسد الذي تضاعف بشكل مهول...

وعزوف الشباب، الذي يعتبر هو القلب النابض لأية أمة، عن النشاط السياسي،  الذي  لم تشهده  الجزائر حتى وقت الاحتلال...وهجرة الأسرة الى المواقع ...بدل التواصل الأسري...ناهيك عن هجرة الكفاءات... وحالة التهميش والظلم الذي تتعرض له فئات ومناطق، ناهيك عن الجهوية والمحاباة...
و العمليات الاجرامية التي تطالعنا عليها الصحف والقنوات، وحالة الشرخ والطعن في الأعراض  الذي لم تسلم منه أي جهة  ... يطرح الكثير من علامات الاستفهام والتعجب : إلى أين تتجه الجزائر؟


الزواف لمن لا يعرفهم: جيش أنشأته "سلطات فرنسا المحتلة" واستخدمته في احتلالها للجزائر ولبسط نفوذها... وعرقه دساس لايزال ينشط الى اليوم بأقنعة جديدة ومختلفة... مرتبط أساسا بالعمالة للأجنبي والخيانة للوطن ، ومحاربة اللغة العربية والاسلام والتاريخ والمقدسات، ومهاجمة الرموز الوطنية.

من يعتقد أن أحداث أكتوبر التي وقعت في الجزائر العاصمة وفي عدد من الولايات ...كانت عفوية، وهي التي جاءت بالحريات... فقد أخطأ التشخيص.

من خلال تتبع كرونولوجيا الأحداث، التي جرت في الجزائر وفي العالم ...ابتداء من سقوط الدولة العثمانية على الأٌقل، واتفاقيات سايكس بيكو... مرورا بالحرب العالمية...نلاحظ أن هناك صراعات لاتزال تلقي بظلالها الى اليوم...فما يحدث اليوم في سوريا وليبيا  واليمن ... ما هو الا حلقة من مسلسل طويل وامتداد لتلك الحروب.

السعيد بوحجة، والبحث عن حجة لتمديد الوضع في الجزائر !


يتساءل الكثيرون في الجزائر، لا سيما المتابعون  للشأن السياسي... عن سرّ الحملة الشعواء التي شنها ولد عباس، الأمين المعين على رأس جهاز جبهة التحرير الوطني، على السعيد بوحجة.وتحريك الموالين لمحيط بوتفليقة، للضغط عليه من أجل تقديم استقالته بحجج واهية، حتى يتسنى لهم ترتيب الأوراق  التي من الممكن أن تختلط عليهم في أية لحظة.

أيها الجزائريون أيتها الجزائريات:

يامن تؤمنون بالأفكار البناءة ولا تستصغرون قدر الرجال. قد أرحل عن هاته الدنيا في أية لحظة، وهذا ليس توقعا  أو يأسا ...وإنما يقين أؤمن به، وأحمله في كياني منذ آمنت بربي.

وصيتي إليكم أيها الجزائريون  أيتها الجزائريات، وأنا حي،  وحيث أتمتع بكل قواي العقلية قبل أن يباغتني الموت، هي: أن تتصالحوا فيما بينكم...وأن تتعاونوا على بناء الجزائر التي حلم بها الأحرار والحرائر... وفق مشروع مجتمع جديد اسميته "المصالحة".


من مؤتمر الصومام الى مؤتمر الجزائر !

قام بعض الشباب الجزائري من المتحمسين، وأخذوا  زمام المبادرة من  يد الزعيم الجزائري مصالي الحاج، وفجروا الثورة في أول نوفمبر سنة 1954 .
هاته الثورة، أربكت فرنسا ومن سار معها، بعنصر المفاجأة... وجعلها تعمل ما في وسعها لوأد الثورة في مهدها، أو على الأقل تحريفها عن مسارها أو اختراقها وشيطنتها كما تبين ذلك في محطات عديدة...ويكفي الاشارة لقضية لابلويت.

بعد عامين من اندلاع ثورة التحرير ... عاشت الجزائر بعد انعقاد مؤتمر الصومام  في 20 أوت 1956 منعرجا خطيرا... ترتبت عنه نتائج وخيمة كما سيأتي بعد حين.
وكاد أن يؤدي هذا المنعرج  ...الى رهن الجزائر الى  أجل غير مسمى، لو لا تفطن  بعض المخلصين من أبناء الجزائر، وانقاذ الثورة من مخالب المستعمر الذي لم يفوت فرصة الا ووضع بصماته فيها، من خلال التضليل والاختراق والاغراء وشراء الذمم.

أقول: المنعرج الخطير... لأن بعض ماجاء في قرارات المؤتمر منافي  للنهج الثوري المعلن آنذاك،  وأعني تحديدا ..."اعطاء الأولوية للسياسي على العسكري"...

اللغة العربية في الجزائر بين الرفض والفرض

نشأتُ في عائلة مُحافظةٍ ولم يكن ذلك اختياري، كماهي طبيعة الانسان...عندما يولد. ومن حظي أن جدّتي قبائلية، ولسوء حظي أنها توفيت قبل أن أرها مثلها مثل جدي العربي...رحمهما الله.

ما حفظته من والدي الذي تربى يتيما رحمه الله، هو أنه عندما يذكرها يبكي...ولا أزال أحتفظ بعقد زواجها من جدي رحمهما الله، مخطوط بالعربية، جدّي  أحمد الذي كان ينتمي الى عائلة عريقة في المنطقة، حيث كان أبوه قاضيا مشهورا ومن عائلة العلم والفقه، ولها ارتباط وثيق بجمعية العلماء المسلمين... وأحد أفراد العائلة كان مفتيا في ولاية سطيف وفي الشرق الجزائري وكل السطايفية يعرفونه ..."الشيخ الطاهر"  توفي في الثمانينيات فقط ...ولا فخر.

فزواج جدتي بجدي لم يكن اعتباطيا، بل كانت له حسابات وله جذور ، لأن جدتي أيضا رحمها الله "حفصة"، كانت من عائلة مقاومة ولكن ليست بمفهوم مقاومة اليوم.

ما ذنبي وأنا لم أختر جدّي وجدّتي، ولم أختر أبي وأمي، ولم أختر تربيتي ولا إسمي، ولا المكان الذي ولدت فيه، ولم أختر لون بشرتي ولا لغتي ولا إخواني ولا أخوالي... بل فرضوا علي فرضا ، هل أرفضهم ؟

تربيت في بيئة كان الحياء فيها طاغيا، فلم أسمع أحد من الجيل الذي لحقت به ينادي زوجته باسمها... وكان كلهم وبدون استثناء في القرية التي أنحدر منها، إما ينادون زوجاتهم بالمكان الذي ينحدرون منه...فيقال مثلا: المنصورية، الزبيرية، القبائلية، الميساوية، العلوية...الغيلاسية...المخلوفية...السعيدية...الحسناوية...  أو ينادونهم بأسماء آبائهم ، ابنة العربي، ابنة سالم ... الخ.


كمواطن جزائري، أود أن أدلي برأيي في موضوع الأمازيغية، التي تم ترسيمها في الدستور واقرارها كلغة وطنية وتعميمها في الجزائر دون استفتاء، وكذا اقرار يناير كيوم وطني للاحتفال برأس السنة الأمازيغية كما جاء في وسائل الاعلام اليوم، ونسب المرسوم الى بوتفليقة... الذي لم نسمع صوته منذ 2012. صادف هذا القرار الارتجالي يوم وفاة هواري بومدين. ويبقى السؤال مطروحا لماذا أختير هذا القرار في هذا اليوم طالما أن بوتفليقة محسوب على بومدين؟

مبدئيا ليست لدي أية عقدة من تعلم أية لغة في العالم، وليست لدي أية عقدة للتعرف على ثقافات الآخرين، بل بالعكس أرى في ذلك ثراء ثقافيا ولغويا، يفتح عيناك على كثير من الموضوعات لكي تراها من زوايا مختلفة وبنظارات مختلفة وبألوان مختلفة وتتذوقها بألسنة مختلفة.

لا أعتقد أن جزائريًا عاقلاً أمينًا... لا يستطيع التفريق بين المراحل الثلاثة التي عنونت بها مقالي.

وأنت تقرأ أو تسمع  بعض المدعين لمعرفة تاريخ الجزائر من عدة نواحي، وهم يضللون شبابا  تائها "وأنا هنا لا أعني البتة المؤرخين ولا العارفين بالتاريخ"،  بل أعني فئة من المدعين لمعرفة التاريخ...تصل الى قناعة بأن هؤلاء المرضى وكأنهم يعيشون كوكبا آخر.

عدد لا يستهان به من الجزائريين والجزائريات، يقرأون الكتب أو ربما يؤلفونها، ويقومون بالتحليلات  بوسائل مختلفة، والنظريات، وينشطون الملتقيات والمؤتمرات والموائد المستديرة... ويحضرون الخطب والمواعظ ... ومنهم من يحدثك عن الاستشراف والمستقبليات  وكأنه عالم بما سيحدث... ويهملون في المقابل  قراءة الواقع الذي يحياه الناس !

فيما مضى، كان المغتربون الجزائريون يعملون بشكل عام في فرنسا، قبل أن يلجئوا الى دول أخرى، وطيلة العام  يجمعون ما استطاعوا،  وعند عودتهم الى الجزائر  يشرعون في تشييد البناءات المختلفة، ومنهم من يعود الى حياة الصغر حيث الطبيعة وحياة البدو والريف، ومنهم من يشيد القصور في بعض الولايات ...بمعنى أن عيشهم في فرنسا وعيونهم تُحدّق في الجزائر، أو بعبارة أخرى، أجسامهم في فرنسا وقلوبهم تسوح في الجزائر.

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget