العقيد محمد شعباني: أصغر عقيد أم أكبر كذبة جزائرية في العالم !

العقيد محمد شعباني هواري بومدين

عنونت مقالي بالذي قرأتموه أعلاه، والعنوان ليس تجنيا على محمد شعباني ولا سخرية،  ولا استفزازا لعائلته ومحبيه، بل لأن رواية أصغر عقيد في العالم أمر مبالغ فيه،   والرواية تحتاج الى تمحيص وتبيان،  لاسيما إذا كان من هم وراء رواية العقيد الأسطورة،  يحطون من قدر من سبقوا محمد شعباني في النضال وفي الريادة... لحسابات ضيقة.

لا ينبغي ترديد كذبات تاريخية، فالواقع منطقيا وعقليا يكذبها.  وصنع أمجاد لأناس لم يتركوا شيئا منجزا  في التاريخ ، غير لعب دور الضحية ...مقابل شخصيات   قضى أصحابها حياتهم كلها في خدمة الجزائر...مهما لفق الملفقون .

 إذا كنا فعلا نريد  خدمة الحقيقة وتنوير الرأي العام  بالمعلومات الحقيقية....و  تدوين التاريخ الناصع، ومحاربة التضليل والجهوية المقيتة... فعلينا بالدليل والحجة...وأن نترك التأريخ لأهله. إذا أراد مقربوا محمد شعباني  أن يجعلوا من شعباني أسطورة، فليس من اللائق أن يكون ذلك على حساب الحقيقة والتاريخ. أخبرونا  أن  محمد شعباني أصغر عقيد في العالم...وإذا أردنا أن نتدبر الأمر  جزائريا فقط بعيدا عن العالم وتشعباته...دعونا نتساءل بموضوعية وبالأرقام والتواريخ:

إذا كان محمد  شعباني مولود سنة 1934 حسب مقربيه وحسب وثائق الحالة المدنية... وحزب الشعب الذي كان يرأسه مصالي الحاج  تم حلّه سنة 1939، معنى ذلك أن محمد شعباني كان عمره 5 سنوات.... إذن فحقيقة أن محمد شعباني كان مناضلا في حزب الشعب، كذبة كبرى...لا يصدقها الا جاهل بالتاريخ. وإذا كانت مجازر 8 ماي 1945 التي حدثت في سطيف وقالمة وخراطة...فمعنى ذلك أن محمد شعباني كان عمره 11 سنة...وعقله لا يمكنه أن يستوعب  ما يجري حوله، لا سيما وأن فرنسا كانت متحكمة في البلد منذ 1830  وتضرب عليه حصارا قويا...ناهيك عن تدمير نسيج المجتمع الجزائري من عدة جهات والشعوذة التي لم تتوقف تداعياتها الى اليوم.

إذا كانت الثورة انطلقت سنة 1954 ...فمحمد شعباني كان عمره وقتها 20 سنة...لم يحضر لا لمجموعة 22   ولا مجموعة 6 مع أنه كان داخل الوطن. لماذا لم يلتحق محمد شعباني بالثورة ويلبي نداءها في 1 نوفمبر 1954  وذهب الى قسنطينة ليدرس؟ أم لم يكن على علم بالموضوع؟ الى غاية  1956 وهو يدرس بمقر جمعية العلماء... كما يُردّد ...حيث انتقل من الصف الابتدائي ببسكرة الى  مكان الجمعية، والتي كانت تحت أعين الفرنسين... بلا  شك؟

 وفي هذه المرحلة، كان الشيخ البشير الابراهيمي خليفة عبد الحميد ابن باديس مطارد ويعيش  في مصر. فهل يعقل منطقيا أن ينتقل شاب في العشرين من عمره بمستوى الابتدائي؟ ويذهب الى الدراسة بقسنطينة في جمعية، ومن ثم تطلق عليه ألقاب كبرى لا تتطابق مع الحقيقة؟ دعونا نقرأ له الأعذار بحكم طبيعة الحرب والثورة.

محمد شعباني التحق بجيش التحرير إذن بعد مغادرته قسنطينة سنة 1956 وقد تجاوز  سنه 22 سنة... في 20 أوت سنة  1956 انعقد مؤتمر الصومام والذي أحدث في مقرراته "الولاية السادسة" التي كان يقودها سي الحواس... هذا الأخير  استشهد في مارس 1959 رفقة العقيد عميروش في عملية تحتاج الى تنقيب.

منذ شهر مارس والى غاية جويلية سنة 1959 خلف الطيب الجغلالي سي الحواس... وقد استشهد  الطيب الجغلالي  في ظروف غامضة، لم تظهر  حقيقتها الى حد كتابة هاته الأسطر...وهناك أسئلة كثيرة حول الموضوع وتحتاج الى أجوبة منطقية وموضوعية. فلماذا يتم محو اسم الطيب الجغلالي والحديث فقط عن محمد شعباني؟ أم أن الأمر فيه إن وأخواتها...؟

سنة 1959  كان عمر محمد شعباني  25 سنة...كيف أصبح شعباني عقيدا خلال 3 سنوات من التحاقه بالثورة؟
من هو الذي عينه قائدا على المنطقة السادسة؟ ومن هو الذي رقاه خلال 3 سنوات من التحاقه بالثورة من  أبسط رتبة الى أعلى رتبة في الجيش ومالهدف من ذلك؟ من كان يقود الحكومة التي تم تعيينها بعد مقررات الصومام  وقتها ؟ ومن هو وزير الدفاع؟ أين درس محمد شعباني وماهي الكليات التي تخرج منها... ليصبح عقيدا في لمح البصر؟

كل مايعرفه محمد شعباني هو ما تعلمه في المسجد الذي لا علاقة له بتخطيط الحرب ولا بخوض المعارك.... لا سيما وأن المدرسة كانت شبه منعدمة. وكل من تدربوا لخوض المعارك، تدربوا خارج الجزائر. اذا كان محمد شعباني مولود  سنة 1934، وهواري بومدين مولود سنة 1932...فبومدين كان قائدا للجهة الغربية سنة 1957 بعد استشهاد العربي بن مهيدي وانتقال عبد الحفيظ بوصوف الى الخارج...فلماذا لا يطلق لقب  أصغر عقيد  على هواري بومدين ويطلق على شعباني سنة 1959؟

لماذا تتم الاشادة بدراسة شعباني في جمعية العلماء  مع أن ابن باديس توفي سنة 1940، والابراهيمي كما أسلفت كان في مصر، وفي الوقت ذاته يتم احتقار هواري بومدين الذي درس في جامعة الأزهر ودخل الجزائر على سفينة معبأة بالسلاح؟ألم يحفظ هواري بومدين القرآن وهو في صباه؟ لماذا يتم اصطناع حرب بين بومدين وشعباني، ومن يقف وراء هذا الدجل ولفائدة من؟

أليس كلاهما ناطق بالعربية ويدين بالإسلام؟ أليس كلاهما كان ضد فرنسا؟ أليس كلاهما ساند تولي أحمد بن بلة الحكم سنة 1962، ضدّ من حاولت فرنسا تعيينهم من التيار المعادي لشعباني وبومدين وبن بلة وجمعية العلماء والخط العربي...؟

نورالدين خبابه 23 سبتمبر 2018

إرسال تعليق

[facebook]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget