Articles by "نظرات"


عثرت على كلام  في بعض الصفحات وبعض المداخلات التي أرسلت لي...لجزائريين لا يفقهون شيئا في السياسة، و منهم من  يقدم نظام العراق وليبيا وسلطة بريمر وفلسفة  برنار هنري ليفي  كنماذح للمرحلة الانتقالية،  بغرض تخويف الشعب الجزائري  من الحرب الدائرة هناك. وبطريقة أخرى،  اللعب على دغدغة الذاكرة الجماعية لإحياء صورة المأساة في الجزائر في مخيلة الناس وتذكيرهم بالجراح بشكل آلي، كنت قد أفردته بموضوع منذ سنوات...ويدخل في إطار التلاعب بالذاكرة والحرب النفسية...ولكن يخفي على الناس تأييد هؤلاء للجنرالات في حربهم خلال التسعينيات.

بعد أيام من الآن، يحي الجزائريون الذكرى الأولى  للحراك  الشعبي،  الذي انطلق يوم 22 فيفري 2019، نتيجة اقدام الموالين للرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة تقديمه للترشح بالنيابة لعهدة خامسة وهو عاجز عن الحركة والكلام.

 وقد حدثت في العهدة  الرابعة تناقضات وتخبطات وقرارات ... جعلت الجزائريين والجزائريات يعبرون عن غضبهم واستيائهم ورفضهم في احتجاجات مختلفة،  شارك فيها الأطباء والأساتذة ... وحالة تسيب شهدتها عدة قطاعات ... وكان ذلك مقدمة للحراك الذي نحياه.

إنها المرة الأولى في تاريخ الجزائر، التي يتواصل فيها الحراك لمدة عام كامل وبشكل سلمي. ومع تقلبات الطقس بين الحرارة والبرودة،  والاختراق الايديولوجي، وإحياء النعرات، والتخويف والتشويه الذي تمارسه بعض العصابات،  وأنواع الضغط المختلفة...

تحية للإخوة الأمازيغ الأحرار بكل اللغات واللهجات، وتحية خاصة للإخوة الذين كانوا على تواصل معي لسنوات على إذاعة وطني.

أنا مقتنع بوحدة اللغة...واللغة الوطنية التي أؤمن بها هي اللغة العربية.
اللغات الأخرى تترك للمقتنع بها إختيارا وليس  تحت الاكراه. من أراد أن يتحدث بالفرنسية فله، ومن أراد أن يتحدث بالأنجليزية فله، ومن أراد اختيار لغة أخرى فله. مع الأخذ بعين الحسبان التأطير والأساتذة والامكانيات ووووو.

بخصوص الأمازيغية: مقتنع بأن الأمازيغة كلغة وطنية لا توجد.  ومن قال ذلك فليعطينا دليلا أو كتبا أو أبحاث ودراسات مكتوبة بحرفها دون مساعدة من لغات أخرى حتى تكون لنا مرجعا. الذي كان يراد له حسب رأيي  هو تكوين لغة جديدة من عدة لهجاب منطوقة كالقبائلية، التارقية، الشاوية، المزابية، الشنوية...الخ  قصد توحيدها... وهذا تعدي في الحقيقة على اللهجات وتعطيل لها لأنها ستبقى أبد الآبدين دون توحيد.

مرّت ثمانية أشهر على بداية الحراك الذي انطلق في الجزائر، وكان الحراك نتيجة تراكمات مختلفة أدت في مجملها الى ضرب الطوق على بعض رؤوس العصابة التي كانت تتحكم في مصير الشعب وترهن مستقبله الى أجل غير مسمى وأرغمتهم على التراجع.

واستعاد الشعب الجزائري إلى حدّ ما  حرية المبادرة وتمكن من هدم حاجز الخوف  بعدما كانت الدولة العميقة تستثمر فيه وتربطه بالمأساة الوطنية وتوظفه  وقتما شاءت وكيفما أرادت وبالوسائل التي تحددها للبقاء في السلطة واستغلال ثروات الجزائر المختلفة.

وظن الشعب الجزائري أن السلطة العسكرية الجديدة ستواكب الحراك وتحقق حلم الشهداء في إرساء  معالم نهضة لطالما حلم بها الشعب لاسيما وأن تصريحات قيادة الأركان وعدت الشعب أنها ستواكب الحراك وتطبق حرفيا مطالب الشعب.

كنت أودّ التطرّق لهذا الموضوع الشائك في الأيام الأولى من الحراك الذي جاء كنتيجة... ولكن ارتأيت أن أترك عامل الوقت ليبث في بعض القضايا ويعرّي الانتهازيين والوصوليين والمتلوّنين وبائعي الأوهام على حقيقتهم، ويظهر في المقابل أصحاب الرأي الثاقب والرؤية السديدة، وأصحاب المبدأ وأصحاب القضية، ومن يضعون المصلحة العليا فوق كل الاعتبارات مهما كانت الاختلافات.

كذب من يقول أن الحراك في الجزائر انتهى بمجرّد تدخّل قيادة الجيش وفرض الأمر الواقع وذلك بتحديد موعد الانتخابات وتهيئة الظروف لمرشح بعينه... أو سينته بمجرّد انتخاب رئيس أو برلمان.

قبل أن يخرج المتظاهرون فرادى وجماعات يوم 22 فيفري 2019، كان معظم الجزائريين ساخطين من الوضع المتردّي الذي أصبحت تعيشه الجزائر لاسيما بعد إصابة الرئيس بوتفليقة سنة 2013 بجلطة دماغية ...وصراع العصب الذي لم يعد خافيا... وكانت صورة الجزائر في العالم المسوقة مع الأسف الشديد في وسائل الاعلام المحلية والدولية  مختصرة في وضع بوتفليقة وهو على كرسي متحرك...

لقد تعاظم الفساد في فترة مرضه، وتضاربت المصالح، واحتار المواطن في تلك القرارات التي كانت تصدر من حين لآخر...ولم يجد تفسيرا شافيا لها وبقي يطرح السؤال بإصرار: من يعين ومن يقيل في الجزائر ومالذي يجري؟ 

وصدم الجزائريون والجزائريات من تعيين شخص على رأس وزارة السياحة وإقالته في مدة لا تزيد عن 48 ساعة...اضافة الى تعيين عبد المجيد تبون على رأس الحكومة. هذا الأخير أعلن أنه سيحارب الفساد فإذا بإقالته تنزل كالصاعقة في أقل من شهرين...ناهيك عن اعطاء المشاريع والصفقات هنا وهناك...وآخرتها تصريح  مدير الأمن عبد الغني هامل، "من يريد محاربة الفساد عليه أن يكون نظيفا"...قبل أن يقيل بساعة أو ساعتين.

انتشر في المدة الأخيرة مصطلح الدولة العميقة بالجزائر، لكن الأغلبية  من الجزائريين  بمن فيهم بعض النخب لا يعرفون  الدولة العميقة  كيف نشأت وكيف تتعامل وماهي أهدافها؟
وبقي  عامة الناس يطرحون أسئلة موضوعية  في ظل التناقضات  والتخبط الذي ظهر الى العلن  بمرض الرئيس بوتفليقة: من يحكم الجزائر والى أين نسير؟


ولذلك أصبح  لزاما الكتابة في هذا الموضوع وتبسيطه لعامة الناس حتى يتسنى لهم أخذ  فكرة عنه وحتى يتمكنوا من الاجابة عن الأسئلة التي تدور بخواطرهم ويعرفون ماهي المعيقات التي تواجه المسؤولين المتعاقبين على الحكم وتمنعهم من تجسيد بعض المشاريع،  وكذا الحركات التي تعمل على التغيير ثم تخترق وتنقسم وتفشل ويذهب ريحها...ويأخذ الطامحون للكرسي ما نكتبه بعين الاعتبار حتى لا يقعوا فريسة لهاته الدولة العميقة أو رده بالحجة والبرهان.

كثرت في الآونة الأخيرة الاتهامات المتبادلة بين أطراف مختلفة، سواء عن حسن نية أو بسوء نية، حول اجراء الانتخابات الرئاسية في الجزائر والمحددة يوم 4 جويلية 2019، بين من يرى أنها مناسبة لنيل الشرعية ولو كانت منقوصة تسمح للرئيس المنتخب أن يباشر الاصلاحات الضرورية والتغيير المطلوب، ويفوت بذلك الفرصة على المتآمرين في الداخل والخارج، وبين من يراها مناسبة أخرى لتجديد الواجهة والتلاعب بمصير الشعب والاستمرار في الحكم وتمديد كيان الدولة العميقة الذي تم غرسه في مؤسسات الدولة، ولهذا وجب علينا تفكيك بعض الألغام التي زرعت في الطريق حتى نأمن شرها وشرّ من وضعوها، ونجنب شعبنا الجزائري والوطن مزيدا من التعفين وتضييع فرصة تاريخية للتغيير قد لا تتكرر بعد أجيال.

يجب التمييز أولا بين الانتخابات في الوضع الطبيعي العادي والانتخابات في الوضع غير الطبيعي وغير العادي. فالانتخابات في الوضع الطبيعي العادي هي وسيلة حضارية لنيل شرعية التمثيل الحقيقي،أما في الوضع غير الطبيعي وغير العادي،هي وسيلة لنيل شرعية منقوصة ووهمية تُسيّر الأزمة ولا تعالجها.

الصراع في الجزائر بين سلطة حائرة وشعب ثائر !

ليس مغازلة للشعب الجزائري فأنا منه وكفى، ولا دغدغة للعواطف، بل بصوته الثائر المدوي الذي ظل وفيا لمبادئه رغم المحن، وعلى مرّ السنين وهو يدعو الى تغيير حقيقي في الجزائر وتجسيد السيادة الحقيقية على كل الأصعدة، دون انتقام ولا تصفية حسابات.. بل بتغيير يحقق النهضة المنشودة ويجعل الجزائر في مصاف الدول الكبرى ويحقق أحلام الشهداء.
إنّ ما يجري في الجزائر من حراك هذه الأيام ولو أن انطلاقته كانت تطرح عديد التساؤلات... قبل أن يفلت هذا الحراك من قبضة الدولة العميقة التي لاتزال ترقبه وتحاول توظيفه، لم ينطلق من ذاته، بل كان نتيجة لتراكمات مختلفة... وكان في البداية يهدف الى توقيف العهدة الخامسة فقط لاستبدال شخصية عبد العزيز بوتفليقة بشخصية من جهاز الدولية العميقة.

لقد تغيرت الأوضاع بشكل متسارع ومخيف أحيانا...فإذا لم تكن هناك قيادة رشيدة تؤطر الحراك، غير متورطة في الدماء والفساد الأخلاقي والصراعات السياسية... وتكون نابعة من صلب الشعب ولم تتقلد أية مسؤولية لاسيما في فترة التسعينيات، وموقفها واضح وصريح من الانقلاب على الارادة الشعبية سنة 1992... والانقلابات بشكل عام وما يجري في الوطن العربي الكبير من مآسي... وتدرك مآلآت التحولات الاقليمية والدولية وتأثيرها على الجزائر لاسيما ما تعلق بمخطط الشرق الأوسط الجديد... وتعرف جيدا تلك المخططات التي تهدف الى تقسيم البلاد وتعرف كيف تتعامل مع الحركات العنصرية... فإن الجزائر تسير الى المجهول.

سيناريوهات رئاسيات 2019 في الجزائر  !

تصريحات وزارة الدفاع الوطني الجزائرية في بيان لها على موقعها بتاريخ 30 ديسمبر 2018، الذي كان موجها بالأساس الى بعض المتقاعدين ممن أعلنوا صراحة عن رفضهم للعهدة الخامسة، ومنهم من أعلن ترشحه لخوض غمار الرئاسيات، مفادها أن الوزارة هي من لها الحق في رفض التمديد وليس المتسكعون في شوارع وأزقة الفيسبوك، الذين لم يستطيعوا الوصول الى قيادة الجيش عندما كانوا تحت الخدمة.

 بالتالي فأن مسألة الانتخابات الرئاسية بين قوسين، ستجري في موعدها في شهر أبريل 2019 تحت حماية وزارة الدفاع إذا ما رغب جناح الرئاسة في ذلك، وليس كما كان يروج المرضى والبائعون للأوهام الذين وصفهم بيان وزارة الدفاع.

تجديد مقاعد مجلس الأمة تزامنا مع نشر بيان وزارة الدفاع الوطني دليل اضافي أن دار لقمان لا تزال على حالها وأن الأمور تسير بنفس الاتجاه. فالذين عملوا على تثبيت معاذ بوشارب في المجلس الشعبي الوطني هم أنفسهم من عينوه بعد تنحية جمال ولد عباس وهم من ضمنوا تلك النتائج.

إذا، لا أحد يمنع حاشية بوتفليقة من الاستمرار في الحكم الا الموت، أو حركة شعبية ستفرض نفسها على أرض الميدان وليس من خلال التبراح على القنوات الفضائية. (التبراح لمن لا يفهمه هو صياح بعض المدّاحين في الأسواق باستخدام البنادير).

عمار غول وغيره ممن أعلنوا عن مبادرات عن التوافق أو الاجماع أو لم الشمل، كل هذه المبادرات مصدرها واحد ومخرجها واحد وهدفها منع التغيير وسحب المبادرة من أصحابها الحقيقيين.

السعيد بوحجة، والبحث عن حجة لتمديد الوضع في الجزائر !


يتساءل الكثيرون في الجزائر، لا سيما المتابعون  للشأن السياسي... عن سرّ الحملة الشعواء التي شنها ولد عباس، الأمين المعين على رأس جهاز جبهة التحرير الوطني، على السعيد بوحجة.وتحريك الموالين لمحيط بوتفليقة، للضغط عليه من أجل تقديم استقالته بحجج واهية، حتى يتسنى لهم ترتيب الأوراق  التي من الممكن أن تختلط عليهم في أية لحظة.

اختلفت الأسماء والمواضيع في الجزائر الاّ أن الهدف والمحتوى واحد، وهو كرسي الرئاسة.
انه إختلاق قضايا مختلفة لتجييش الشباب المحبط واليائس والعاطل ...والذي لا يعرف في أغلبه ما جرى أثناء المأساة الجزائرية ولا يعرف حيثياتها، ولا يعرف الصراعات السياسية التي تمتد الى فترة الاحتلال وتداعياتها... ولا يعرف كيف يستدرج وكيف يستغل ...وكيف توظف القضايا وكيف يتم الهاؤه في أوقات محددة ... ولهذا يتم استعمال شباب كالزيوت و الشحوم التي تحترق لتسهيل عمل ما، يقوم به تقنيو الحروب...وحسبه إذا أراد الاستفادة من التجارب المريرة أن يسأل عن شباب في التسعينيات كيف تم تدميرهم.

أيها الجزائريون أيتها الجزائريات:

يامن تؤمنون بالأفكار البناءة ولا تستصغرون قدر الرجال. قد أرحل عن هاته الدنيا في أية لحظة، وهذا ليس توقعا  أو يأسا ...وإنما يقين أؤمن به، وأحمله في كياني منذ آمنت بربي.

وصيتي إليكم أيها الجزائريون  أيتها الجزائريات، وأنا حي،  وحيث أتمتع بكل قواي العقلية قبل أن يباغتني الموت، هي: أن تتصالحوا فيما بينكم...وأن تتعاونوا على بناء الجزائر التي حلم بها الأحرار والحرائر... وفق مشروع مجتمع جديد اسميته "المصالحة".


من مؤتمر الصومام الى مؤتمر الجزائر !

قام بعض الشباب الجزائري من المتحمسين، وأخذوا  زمام المبادرة من  يد الزعيم الجزائري مصالي الحاج، وفجروا الثورة في أول نوفمبر سنة 1954 .
هاته الثورة، أربكت فرنسا ومن سار معها، بعنصر المفاجأة... وجعلها تعمل ما في وسعها لوأد الثورة في مهدها، أو على الأقل تحريفها عن مسارها أو اختراقها وشيطنتها كما تبين ذلك في محطات عديدة...ويكفي الاشارة لقضية لابلويت.

بعد عامين من اندلاع ثورة التحرير ... عاشت الجزائر بعد انعقاد مؤتمر الصومام  في 20 أوت 1956 منعرجا خطيرا... ترتبت عنه نتائج وخيمة كما سيأتي بعد حين.
وكاد أن يؤدي هذا المنعرج  ...الى رهن الجزائر الى  أجل غير مسمى، لو لا تفطن  بعض المخلصين من أبناء الجزائر، وانقاذ الثورة من مخالب المستعمر الذي لم يفوت فرصة الا ووضع بصماته فيها، من خلال التضليل والاختراق والاغراء وشراء الذمم.

أقول: المنعرج الخطير... لأن بعض ماجاء في قرارات المؤتمر منافي  للنهج الثوري المعلن آنذاك،  وأعني تحديدا ..."اعطاء الأولوية للسياسي على العسكري"...

أفرزت الساحة السياسية في الجزائر ثلاثة تيارات، بعد التجربة الأولى من التعددية التي عاشتها الجزائر، وكان ذلك نتيجة الانفتاح المؤقت الذي جاء بعد أحداث أكتوبر كتنفيس محتوم.

 التيارات التي أفرزتها المرحلة قبل عملية الاغراق التي تعرضت لها الجزائر، الى درجة أن كفر معظم الجزائريين بالعمل الحزبي، هي التيار الوطني الذي قادته جبهة التحرير الوطني ممثلة في زعيمها عبدالحميد مهري، والتيار العلماني الذي قادته جبهة القوى الاشتراكية ممثلة في زعيمها حسين آيت أحمد، والتيار الاسلامي الذي قادته الجبهة الاسلامية للإنقاذ ممثلة في زعيمها عبدالقادر حشاني (بعد ادخال علي بن حاج وعباسي مدني السجن).

بعد شرب (حليب) التيس في الجزائر، ترقبوا شرب بول الكلاب والحمير !
يقول المثل الجزائري: همّ يضحك وهم يبكي !

عشية 2018، حيث تحتفل بعض الأمم التي تعرف قيمة مواطنيها، بما توصلت اليه من تكنولوجيا في مجالات مختلفة، ومن إنجازات في عدة تخصصات...وتعتزم استقبال السنة الجديدة بمشاريع مغرية...تطلّ علينا قناة النهار...في واحدة؛ تحدثنا عن اكتشاف (حليب) التيس لمعالجة العقم، والسرطان، والأخرى، عن اكتشاف دجاج أسود...لعلاج عدة أمراض مستعصية، عجز العلم حتى الآن أن يجد لها علاجا...ووصل سعر الدجاجة الى سعر سيارة !وبيضها الى سعر كبش العيد... ! وفي وقت يتحدث الناس عن التقشف وعن الأزمة المالية...وعن العلم والتطور !


بفطرتي ودون تكوين سياسي، وجدت نفسي معارضا لهذا النظام القائم، لأنه ليس في مستوى تطلعات الشعب الجزائري، الذي قدّم تضحيات كبرى من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية، ولأنّ الظلم ترفضه الطبيعة الإنسانية. أحببت أن أطلب منك أيها القارئ أن تظلم أيّ شيء تريد، حتى ولو كان جمادا، أمام طفل رضيع أو حتى حيوان، وسترى النتيجة ماثلة أمامك.

كنت في صغري أطرح الكثير من التساؤلات، غير أنّني لم أكن أجد لها أجوبة شافية، إلاّ عندما تعلّمت وكبرت وتزوجت وأنجبت وسافرت وهاجرت وعاشرت... وأتذكر يوما وأنا في السنة الرابعة من التعليم الابتدائي، كان أحد معلميّ ممّن درسوا في جامع الزيتونة بتونس أيام زمان، توفي رحمه الله، وكان الدرس في التربية الإسلامية حول الصحابي الجليل عمر الفاروق رضي الله عنه، وما كنت أعرفه عن الإسلام وقتها هو حفظ القرآن بدون تفسير والصلاة دون فقه بعينه.

أتذكر أنني سألت معلمي سي عبد الله رحمه الله، وقلت له لماذا نقرأ عن عدالة عمر ولا نراها مُجسّدة في واقعنا؟ فتنهّد هنيهة وتحسّر وتوقف عن الدرس، وجاءني إلى مقعدي وقال لي: من علمك هذا السؤال؟

قولوا ما شئتم سواء بالتمتمة أو بالنميمة أو بالكتابة بأسماء مستعارة... فآراؤكم أيها الكتاب تحت الطلب ، لم يعد المواطن الجزائري الحرّ الأصيل يلقي لها بالا...فهي بمثابة المفرقعات التي يطفئها الماء.

لقد ولى زمن الاحتكار للمعلومة يا حدة بلا حزام، وزمن التوجيه الأوحد والخاطئ من بيت عكنون، وزمن التشويه والتضليل و فرض الآراء من خلال الكتاب بلوحة التحكم عن بعد، وزمن الترويج للإشاعة وصنع الرأي العام حولها... وولى زمن تحريف الصوت والصورة ولم يعد حكرا على المسمّى زورا ،نظاما، ولا على زبانيته... وولى زمن العجرفة وصناعة الألقاب لأبطال من كارتون.

حدة بلا حزام: أضربت عن الطعام واختارت موعد الحملة الانتخابية كتاريخ لحملتها، وحجتها أن النظام الجزائري منعها من الاشهار لمدة شهرين كاملين وضيق عليها، مما اضطرها لتخفيض أعداد من السحب بل حتى عدد الصفحات وأرغمها على الاستدانة لتخليص الموظفين في جريدتها... !


ينطبق ما نقوله في هذا المقال على كثير من الدول سيما منها التي  تُلقّب بدول العالم الثالث، ولكن طالما قرّرت أن أخصّص جُلّ جهدي نحو بلدي الجزائر، فسأكتفي بضرب أمثلة واسمعي يا جارة.

منذ أن فتحت عيناي وتعرّفت على معنى الاستثمار، أسمع الكثير من الناس يتحدّثون عن الاستثمار ودائما ما يقرنون الاستثمار في كلامهم بجانبه المادي، وإذا أردت مناقشتهم في هذا الموضوع  الهام والإستراتيجي  تجدهم يعنون الاستثمار الأجنبي.

وكأنّ الاستثمار المحلّي لا مكان له من الإعراب. بمعنى: أن يُفتح المجال للشركات الأجنبية أن تلج أرض الجزائر وتعطى لها جميع التسهيلات، فتُباع لها الأراضي بدنانير رمزية، أو تُمنح لها بالمجّان، مقابل أن تمضي عقودا حتى ولو كانت هذه العقود كاذبة.وقد يتفاجأ القارئ غير العارف بما يجري ويعتبر حديثي تحاملا أو مبالغة، والعارفون بخبايا الأمور يدركون بأنّ إمضاء بعض الصفقات هو للاستهلاك الإعلامي ليس إلّا.

الكثير من السذّج انطلت عليهم الحيل وأصبحوا يُخرّبون بيوتهم بأيديهم وينوبون على أعدائهم في الكثير من القضايا، بل منهم من يزعم

 أنه يقود المعارضة ويوهم الناس على أنه زعيم القوم وصاحب الكلمة الأخيرة، وما هو في حقيقة الأمر إلاّ بيدق يقوم كل مرّة بالتنفيس على النظام كلّما ضاق به الحال علما أو جهلا، ومنهم من يخدم أعداء الوطن ويعتقد بأنه حاميها مع أنه من حراميها.

في بداية الثمانينات دعاني أحد الضباط لبيته لحضور وليمة عائلية، وقبل تناول الغداء جلسنا في الصالون، لم أكن أعرف وقتها الكثير، لفت انتباهي لون كتاب أحمر يشبه المجلد، وكنت أعتقد أنه لترجمة الفرنسية إلى اللغة العربية، أخذته بعفوية قصد معرفة بعض المفردات وإذا بي أجده كتاب يحمل أسرارا خطيرة، لم أتذكر بالضبط عنوانه وكان محتواه حول أسرار عسكرية إسرائيلية.

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget