متى ينتقل لمّ الشمل في الجزائر من الوعود إلى الوفاء بالعهود؟
ظلت قضية "لمّ الشمل" في الجزائر لسنواتٍ طويلة موضوعًا حاضرًا في الخطابات السياسية، وعبارةً تتكرر في المناسبات الوطنية والمحافل الرسمية، وكلما مرّت سُحب أو لاحت في الأفق بوادر عواصف، أو اشتعلت أزمة دولية وحروب انعكست تداعياتها على المستضعفين، دون أن يلمس الجزائريون حقيقتها على أرض الواقع بشكلٍ ملموس وكافٍ.
ورغم إيمان الجميع بضرورة الوحدة والتضامن انطلاقًا من الهمّ المشترك، إلّا أنّ الفجوة بين الوعود والتطبيق العملي بقيت واسعة، ما يطرح أسئلة جوهرية: متى تصبح هذه القيمة الوطنية واقعًا ملموسًا في حياة الجزائريين؟ ومتى تنتقل من خانة الشعارات المؤقتة والموسمية إلى مرحلة الفعل الجاد؟
إنّ لمّ الشمل ليس قرارًا سياسيًا عابرًا، بل مسار طويل يحتاج إلى إرادة حقيقية، ووفاءٍ بالعهود، ومقاربة مجتمعية شاملة، تبدأ بحوارٍ صادق وتنتهي بمصالحة شاملة تعالج جذور الصراعات على السلطة والانقسام، وتُداوي آثار المأساة التي كادت أن تدمر أسس الدولة الجزائرية. فهل حان الوقت فعلًا لتجاوز مرحلة الكلام إلى مرحلة الفعل، وللانتقال من الشعارات إلى تجسيد مشروع الوحدة الوطنية على أرض الواقع، بشكلٍ جدّي ومستدام، عربونًا لوفاء من ضحّوا ولأجل مستقبل الأجيال القادمة؟