Articles by "خواطر"

 

هكذا كنا نحيي المولد النبوي الشريف في قريتنا خلال السبعينيات والثمانينيات!

يُطلّ علينا يوم المولد كالبدر في الليلة الظلماء.

يحلّ في قريتنا كضيف اشتقنا لرؤيته وأتى ليزورنا زيارة خاطفة ،يحمل معه البشارات. نحضر أنفسنا للقائه ولا نفوت الفرصة.  يحمل معه طابعا خاصا وطعما لم أتذوق حلاوته في حياتي، ورائحة فقدت شمّها خارج القرية.

 لست أدري مالذي تغير- الزمن أم الأشخاص؟ السماء أم الأرض أم العقليات والسلوكات؟ أم فقدنا نكهته لأننا فقدنا كثيرا من الأحبة أم بسبب الفلفسات؟

قبل أن أبدأ حديثي عن مجموعة أولاد عبد الواحد، أعرف أن هناك بعض المتفيقهين... ولذلك يجب أن يعلم من يقرأ كلامي أن ما أصفه واقع عايشناه وليس عقيدة نحملها...فيجب التفريق بين المسألتين...وما أقوم به يدخل في إطار التدوين للأحداث...لاسيما والكتابة في المنطقة تكون شبه نادرة.

لم أكن أعرف شيئا عن قبيلة أولاد عبد الواحد برأس الوادي، ولاية سطيف سابقا، ولاية برج بوعرريج حاليا.  كيف اختارت  تلك البقاع كموطن لها ... ؟ ولا عن أصولها ومعتقداتها وخلفياتها... ولا عن تشابه الأسماء للقبائل العربية التي سكنت قلعة بني حماد  وتحصنت فيها وامتد حراكها  إلى أم البواقي ...ومنهم من سكن فرجيوة ولاية ميلة. وأذكر:  أولاد تبان، أولاد حناش، أولاد مخلوف، أولاد سالم، أولاد سيليني...الخ. وكل ما أتذكره  وأنا طفل صغير عن أولاد عبد الواحد ... كنا نطير فرحًا  عند قدومهم إلى قرية الدشرة التي أنحدر منها ...

كم هي ذاكرة الانسان مليئة بالأحداث والذكريات...؟ وكم هو مفيد الغوص في بعض التفاصيل و إخراج جزء منها الى السطح، وفتح الملفات التي أكلها الصدأ لاسيما إذا كانت تذكرنا بأجواء سعيدة...وأناس نعزهم ونفتقدهم.

وكم هو مستحسن اليوم في ظل الحجر الصحي وعهد كورونا ... تخيل تلك المشاهد  ونفخ الروح فيها من جديد وعرضها، سواء عبر الصور أو سماع تلك الأصوات وهي تطرق الآذان ؟ والعمل على تراكمها لاعادة تلك الأوقات المفعمة بالمحبة والأخوة... والهروب من الواقع المليئ بالخيبات.

وكم هي العودة الى تلك الفطرة والبساطة والتواضع... مريحة، حيث البراءة والصفاء ...فلا تصنع ولا مُراءاة ...و بعيدا عن عفن السياسة والمقالب والتكالب على الدنيا الفانية والغدر...؟

رجل ذو بصيرة، أصيب بإعاقة جسدية في رجليه  ولكنه لم يستسلم لتلك الاعاقة أبدا، وراح  يتحدى الواقع الذي فرض عليه في القرية التي كان يقطنها وينافس الأصحاء بفرض نفسه كشخصية لا غبار عليها،  وتزوج وأنجب رجالا منهم الصحفي ومنهم حافظ للقرآن... وهو من كان يعيل العائلة إلى غاية مرضه ووفاته.
 رجل ينحني له الصبر،  ويحتضنه الحنين،  ويأتيه الوفاء حبوا، ويُحييه ضباط القرية...ويأتيه الرياضيون وهم مذعنون لسلطته.

 ذاك هو عمي مسعود الذي كان يرحب بنا في دكانه، الذي تعدت قيمته المعنوية كبرى الشركات العالمية... ويصنع لنا مما حباه الله من إرادة فولاذية، أحذية رياضية كنا  نتباهى بها أمام القرى الأخرى  في فترة السبعينيات وحتى منتصف الثمانينيات. إرادة يلين لها الحديد.

أحاول أن أصف دكانه الذي كنت أحفظه عن ظهر قلب،  لأرسم في مخيلات من لم يعيشوا جيلنا كيف كنا نحيا بوسائل البساطة والتواضع دون تصنع ولا تكلف،  وكيف كانت القناعة  تملأ البيوت  قبل أن يحل الجشع ... وينفلت العقد.
وأحاول أن أدغدغ  عقول من عاشوا تلك السنوات...علهم يستعيدوا من الذاكرة الايجابية بعض الذكريات...يشحنون بها  طاقاتهم التي أكلتها الحداثة المصطنعة.

اقتربت منّي وعلامات الارتباك على محياها وفي  مقلتيها دمعُ...
تنهّدت حتى ارتسمت أضلاعها  على فستانها، وكادت أن تخرج رئتيها  وأمعاءها،  ثم تراجعت خطوة  واستعادت برهة بعض أنفاسها و ابتسمت، فظهر بلعومها وكاد أن يلتصق مع اللسان والأسنان...جاءت هبّة ريح فحركت شعرها...

طلبت مني أن أعيرها  عشرا  من الصبر ومن الفصاحة والبصيرة، حتى تستشرف السنة القادمة.

صاحت باتجاه الجماهير في الداخل والخارج  فوق شرفة بتغطية من عشرات القنوات ... وهي تحمل علما  ثلاثي الألوان  تنعبث منه رائحة المسك  -

تنادي:  كيف لك أن تصبر على الصبر؟ كيف يحسّ الاحساس؟ وكيف يسكن الوطن صاحبه ؟ وكيف يحنّ الحنين؟

لست هنا  يا أخي بصدد اعطاء درس في التربية الاسلامية أو حتى المدنية، أو لأقدّم لك  موعظة، أو ألقي عليك خطبة جمعة فوق المنابر التي تنوح... و تشتكي من غياب نبرة الصدق، وتئن  من كثرة النفاق... وتبكي على فراق زمن الفطرة.

أحرك بالكلمات الرؤوس الصدئة، والقلوب التي اسودّت وتفحّمت  وأصبحت أشد قسوة من الحجارة... لست بمعلم  أعطيك الدروس ولست بإمام جاء ليفتيك،  ولا طبيبا  جاء ليفحصك، أو مفتشا جاء ليرسّمك ... بل  طالب من طلبة مدرسة الحياة...يبعث لك رسالة عتاب عبر هذا الأثير  ويذكرك بما قصرت.


عنوان لخاطرة تولّدت تحت الصدمة، وليست أغنية لأم كلثوم.
هجرتك: نتيجة ربما لموقف اتخذته أنت مني أو اتخذته أنا منك ...يستحق منك حسن التأمل والتدبر...قبل أن تفكر آلاف المرات  في الهجر.لا تسأل عن مصدر الكلمات التي ستقرأها، فقائلها ربما قد مات وها هو الآن يلقنك درسا من مدرسة الحياة ! أنت  تعرفه ولا تحتاج الى مرشد يدلك عنه أو ساحر يفك طلسمة المفردات.

اسأل عن مغزى الكلمات المنحوتة داخل لحمك ودمك... ان كانت فيك بعض ذرات الفحولة و البشر ...وحاول أن تستذكر معي بعد الانتهاء من القراءة  تمتماته  أو تمتماتها في أذنك...لترى الدنيا بألوان قزحية.استفد إن شئت من الرسائل قبل أن يملأ الدود بطنك والتراب فمك،  وتصبح   خبرا بعد عين... اخبر بها من تحب أو لا تحب،  فكلكم آت موعده.

أبناء عشيرتي ودوّاري... أيّها المدمنون على حبّ الزعامة والمشيخة والظهور في المواسم والمناسبات ... أصهاري، بني عمومتي ومن تحرّككم العصبيات  والمصالح  والعنتريات، على حساب المصالح العليا للوطن... أعلن لكم اليوم عن ترشحي بشكل رسمي،  وقبل أن أشرع وإياكم في الحملة الدعائية  لصالحنا، و التي سنحطم بها خصومنا لعهود، ونشفي بها غليلنا لعقود... سأشرح لكم أسباب ترشحي.

نظرا لإلحاحكم الشديد، المبني على العصبية والرجعية والتفاخر بالأموال والأنساب، وتجسيدا لمبدأ الرياء وانفصام الشخصية الذي يحكمكم... ونزولا عند رغبة أعيان عرشنا الكبير،  هذا العرش الذي لن يتنازل عن سيادته  وريادته... مادامت رؤوسكم خاوية...  واستجابة لنداء الجهل والتخلف...   الذي ارتوت به الأرض  الجزائرية  المسكينة  سيما في السنوات الأخيرة.
أنتم المزلوطون والمزلوطات، المرحيون والمرحيات من أبناء الشعب: أنتم الراغبون في الحرقة...المشجعون للحسد ،المحبون للخصومة والبغض والانتقام ... أنتن اللائي يقضين أوقاتهن في الحمامات وعند العودة في المسلسلات المدبلجة ويرقصن على أنغام الكبت، أنتم الذين تقضون أوقاتكم في المقاهي والملاهي... هذه فرصتكم.

وطني : ها أنذا أرقن حروفي بدموع كانت محبوسة،  وأحاسيس كانت مكبوتة  ، وأفكار كانت تهتز داخل كياني ولم  تجد الفضاء الذي تُنثر فيه .

وطني : كنت تئن و تشكو  من عقوق أبنائك ، غير راض بالوحل الذي  ساقنا الأنذال اليه  ـ فها أنذا أحاول أن أميط اللثام  وأسدل ستار الغيوم التي كانت تغطيك ، وأذيب الدماء الجامدة ، لأستريح من عبء الآهات  التي كانت  تؤرقني ، وصدمات كرصاص غُرست بين أضلعي،  أقتلعها من خلال هذه العبارات  ، لأمحو جذور الوصاية التي أريد لها أن تسود في سمائك .

 وطني : ها أنذا أتمتم لك عبر هذه الفقرات وأهمس بعضا من حبك الذي  ارتويت به من خلال الفطرة السليمة . وطني: أنا بعيد عن أرضك المحفورة في ذاكرتي ، أقر  بأنك تسيح كل يوم في خيالي ، ولا أستح ان قلت لك أنا خجول أمام مقامك البهي.

عرفت بعضًا من مشايخ القرية التي أنحدر منها، وبعض الأمهات...وكأنهم مصابيح انطفأت وحلّ بعدها الظلام...وجوههم تضيء نورًا من كثرة الورع والوقار...

لا يتحدثون في الدين ولا في الدنيا بأقوالهم... فالدين الذي قرأنا عنه في الكتب وتعلمنا بعضًا منه في المدارس... كان يسري  في أفعالهم اليومية، سواء تعلق الأمر  بالعبادات أو بالمعاملات...

قليلوا  الكلام ، كثيروا  الأفعال...لم يكن أحد  منهم يوصينا أو يأمرنا بشيء  ويفعل النقيض... أو كان يحتم علينا شيئا من الفضائل عن طريق القوة...

كنا نتأسى بأفعالهم التي نلمسها في ملبسهم ومأكلهم ومشربهم وفي تعاملاتهم المختلفة...ومع كلّ الذي كنا ولا نزال نقوم به ، لم  نطبق عشر ما كانوا يقومون به.

في كثير من الأحيان أُحمّل نفسي ما لا تطيق...أشعر بالملل وأفكّر في الانزواء و الابتعاد نهائيا عن الأنترنت وعن تحمّل المزيد من المسؤوليات... أقطع اتصالاتي ...أفكر في ذاتي، في عائلتي، في صحّتي...

وبينما أطالع بعض الردود والتعاليق... أشعر بالقرف، أشعر بأن ترك الساحة هو انتصار للمحتالين والمضلّلين وبائعي الأوهام، هو انتصار لأولئك الذين يسعون ليل نهار لإسكات صوت الحقّ الذي بدأ يزأر حتى لا تتضح حقيقتهم...

هو انتصار لأعداء الوطن لكي يواصلوا نهبهم وخيانتهم، هو انتصار لمن يراهنون على فشلنا، يغيظهم أي نجاح وتسعدهم أية نكسة...


هو انتصار لكثير من الحركات الهدّامة التي تعمل بلا انقطاع، لتجعل منا أجساما بالية وأوطانا للمتعة ، هو انتصار للرداءة، انتصار لفعل الشرّ...

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget