حقيقة محمد الوالي

مقال يكشف حقيقة محمد الوالي كما عرفه الكاتب، وكيف استُغل اسمه ومنشوراته لإشعال الفتنة بين العرب والقبائل، مع توثيق سيرته الحقيقية حتى وفاته.

لم أكن أريد العودة للحديث عن محمد الوالي رحمه الله، لولا استغلال منشوراته، وتعديل بعضها، وحذف مناشير أخرى، من طرف أناس لم يكن أحدٌ منهم يعرف اسمه الحقيقي ولا صورته...

واستغلّوا، بعد موته الذي يبقى محلَّ تحقيق، عداءَه للإخوة القبائل، متخفّين خلف قضية "الزواف"، ونسبوا إليه أعمالًا لا علاقة له بها، بل كان يجهلها ولا يعرف عنها شيئًا. ولمن أراد أن يتأكد فليسأل الأخ أحمد شوشان الذي كان على تواصل معه قبل أن يفترقا وقبل الإعلان عن وفاته... كل هذا للتخفّي باسمه، وإلصاق ما تقوم به هذه العصابات بالمجهول.

وكذلك أُعيد بعث منشورات كانت تُنشر على صفحته، للنفخ في فتنة بين العرب والقبائل، من أجل خدمة جهاتٍ يخدمها التمزّق، وأيضًا لإبعاد عامة الناس عن متابعة الشهادات التي تفضح العصابات وتمنع وحدة الجزائريين.

ولذا وجب توضيح بعض النقاط، وسأعود إلى الموضوع ربما لاحقًا، وأنشر بعض التسجيلات التي تؤكد كلامي، حتى أدحض الكثير من الأكاذيب والأغاليط التي نُسجت حول محمد الوالي.

بعد حواري مع كريم مولاي سنة 2010، وكذلك تسجيلات بن سديرة التي أرسلها لي من سلطنة عُمان قبل أن يقيم في بريطانيا، ونشرتها له على اليوتيوب، اتصل بي محمد الوالي يسأل عن كريم مولاي بحكم أنه يسكن في غلاسكو، وكنتُ أشك في البداية أنه مخبر.

لم أعره اهتمامًا، واتصل بي ثانيةً عشية نوفمبر 2011، يوم حاورتُ النقيب حسين أوقنون المدعو "هارون" على إذاعة وطني، وأعطاني رقم هاتفه، وطلب مني أن أتصل به، ولم أفعل.

أعاد محمد الوالي الاتصال بي، وطلب مني أن أتوسط له للحديث مع أحمد  شوشان، لأن شوشان - حسب قوله - لا يرد على اتصالاته، وأخبرني أنه من المتابعين للحوارات، ومنبهر بالمعلومات التي ننشرها، وأنه يتعلم. فاقترحتُ عليه المشاركة معنا، فقال لي إنه غير مفوَّه ولا يُحسن التعبير، ويفضّل الاكتفاء بالاستفادة.

اتصلت بالأخ شوشان وأخبرته بالأمر... وفي أحد الأيام سنة 2012 اتصل بي زهير سرّاي وأخبرني أن شخصًا يهاجمني على صفحته، بعد حواري مع عبد الحق لعيايدة.

شنّ محمد الوالي هجومًا كاسحًا على عبد الحق لعيايدة في قضية المطار، وتأكدتُ أن الشخص يمكن أن تكون له علاقات بجهةٍ أمنية أزعجتها الشهادات والحوارات التي كنا نجريها، وتريد هزّ العلاقة بيني وبين الأخ شوشان.

انقطعت حرارة الاتصال بيني وبين الأخ شوشان بعد أحداث 2011 في الجزائر...

سنة 2014 التقيتُ بالأخ شوشان في بريطانيا عند إصدار كتاب "المصالحة الجزائرية"، وبعد سلسلة من الحوارات التي كنتُ أجريها على إذاعة وطني، ألحّ عليّ الإخوة الذين كانوا في تواصل معي أن أضع حدًّا للشائعات والقيل والقال حول منشورات المدعو الوالي، الذي ظنّ بعضهم أنه شوشان، وأحيانًا أنا. وصراحة فوجئتُ بوقوف الأخ شوشان معه والدفاع عنه عدة مرات... فاتصلتُ بالأخ شوشان، وممّا قاله لي: "ما تديرش عليه".

الشيء الذي أستطيع تأكيده هو أن بعض الأشياء كان يأخذها محمد الوالي من الأخ شوشان ويتبنّاها، ولا علاقة له بها، ومنها مثلًا: شخصيات عسكرية، ومن بين هؤلاء ضباط كانوا مع شوشان، منهم من هو قائد ناحية...

ومنها معلومات كنّا نحن من ناقشها ومن نشرها، سواء على منتدى "بلا حدود" أو موقع اليوتيوب أو إذاعة وطني.

ومنها معلومات تم تسريبها له من طرف جهةٍ تدخل في إطار تهيئة الأوضاع للمرحلة التي ظهر فيها علي غديري و... و...، وكاد جهاز المخابرات الذي يقوده الجنرال توفيق أن يستعيد المبادرة...

وقد تحدّث الأخ شوشان في تسجيل مفصّل عن علاقته بمحمد الوالي وشرح ظروفه قبل أن يتم قطع المعلومات عنه. وقد ذهب بن سديرة إلى المكان الذي كان يقطن فيه محمد الوالي رحمه الله، وهو ما يثبت أنه كان مجرد "حَرّاق" ويحتاج إلى من يتكفّل به.

الشيء المؤكد أن محمد الوالي، بعد نشره معلومات أمنية على صفحته كانت تصدر من جهاز عسكري، كان الهدف منها توجيه البوصلة، لكن الجهة التي كانت تزوّده بالمعلومات ربما خسرت المعركة، وبالتالي انقطع عنه المدد، وبقي محمد يصارع إلى غاية إعلان وفاته.

ربي يرحمه، وربي يخفّف عنه.

خلاصة القول: محمد الوالي لا علاقة له بنشر الوعي ولا بـ"هندسته"، الله يرحمه، ولا يعرف شيئًا عن الأزمة الجزائرية.

الذين ساهموا في نشر الوعي حول الأزمة الجزائرية والمأساة: موقع حركة الضباط الأحرار، موقع "الهقار"، موقع "ألجيريا ووتش"، منتدى "بلا حدود"، إذاعة وطني، والشهادات، ومنها شهادة الأخ شوشان وسمراوي. هؤلاء هم الذين شرحوا الأزمة، وإذاعة وطني... والتسجيلات موثقة ومنشورة.

هذه المعلومات تحصلنا عليها من عائلة محمد الوالي بطرقنا الخاصة:

الوالي محمد من مواليد 1973 ببلدية حجاج، ولاية مستغانم. متحصّل على شهادة ليسانس في البيولوجيا من جامعة مستغانم. اشتغل بعد إتمام الخدمة الوطنية سنة 1998 كرئيس لمصلحة الإيواء والنقل بجامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم، إلى غاية 2001، حيث غادر الجزائر إلى كندا، ثم إلى فرنسا، ثم إلى بريطانيا، واستقرّ بغلاسكو إلى أن فارق الحياة يوم 13 أوت 2018 بسرطان في المعدة، حسب تقرير الأطباء. دُفن بمسقط رأسه يوم الجمعة 17 أوت 2018.

نورالدين خبابه 20 ماي 2019

إرسال تعليق

[facebook]

أرسل رسالة نصية

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget