Articles by "جراح"

أحمد، أو حمّود كما كان يُدلّعه أبواه  وأهله ومن يعرفونه،  ومحمّد، أو حمّادي كما كان يُدلّعه أبواه وأهله ومن يعرفونه...غادرانا إلى غير رجعة ـ في ظروف حرجة وحرقة شديدة ألمت بالعائلة والأقارب وكل من عرفهما.

 بكيناهما والألم يعتصر قلوبنا والحسرة تقطع أحشائنا... فأحمد أو حمّود؛ غادرنا وقد قتلته عصابة من بلدية الحمادية ضواحي برج بوعريريج شهر ديسمبر 2008،  وظلت العائلة والجيران وأهل المدينة في هلع شديد،  يبحثون عنه لمدة أسبوع بعدما اختفى عن الانظار... إلى أن وجدوه مكبّلا بأسلاك في بركة ماء ... وقد قتلته العصابة غدرًا وحقدًا وحسدًا...بعدما استدرجته واستعطفته لينقل لها  مريضا ... فسرقت منه سيارته وطعنته في الخاصرة بطعنة غادرة ومسمومة.

أول مرة التقيت فيها هشام عبود كان ذلك عن طريق الصدفة  يوم حضور محاكمة  الجنرال خالد نزار للملازم حبيب سوايدية بمحكمة باريس بتهمة التشهير. تقدم هشام عبود  نحوي ويطلب مني أن أعطيه عودا من الكبريت لإشعال سيجارة فقلت له: آسف لا أدخن.  تعجب وقال لي ساخرا:  سبحان الله هذه المحنة التي مرّت بها البلاد وأنت لا تدخن؟ ابتسمت  وقلت له:  هذا دليل على الصمود فضحك ...تحدثنا قليلا... ثم انصرف ؟ كنت أعتقد أنه جاء كشاهد  في القضية لاكتشفت بعدها أنه جاء للمتابعة وكان هذا قبل أن يصدر كتابه مافيا الجنرالات  وقبل أن يعود بصفقة. ويومها حضر المحاكمة عقيد آخر اسمه " ع ب " كان يحضر هو الآخر لنشر كتاب ... وعاد الى الجزائر بعد حصوله على صفقة" كما بلغني ".

ماكنت لأتخلف عن زيارتك ومساعدتك بما أستطيع لو كنت في الجزائر. وماكنت أتخلف  عن مكالمتك! سمعت مؤخرا من طرف الأخ عابدين عقيدة الذي اتصلت به قصد تعزيته في وفاة عمه وعمته، وسألت بعدها أخي الأصغر مني سنا الذي زارك وتألم لوضعك...وأخبرني ابن خالتك صالح في مكالمة عن حالك الذي تدهور.

كنت ولاأزال أعتبرك أخي حتى لو لم تلدك أمي، لأننا تربينا في نفس البقعة الجغرافية وتقاسمنا في فترة البراءة...نبزة المطلوع، واللعب في الطويلة... واصطدنا مع بعض أنواعا من العصافير... وأنشأنا  مع بعض مرات ومرات القلتة في الواد...وكنا نتمتع بقفزاتك وسباحتك ... وتسابقنا  جريا وعلى الدواب...وتنافسنا في ألعاب كثيرة...ومنها القيبان، وظلت العلاقة أخوية  بيننا الى غاية أن رحلتم من الدشرة والى عاصمة الولاية برج بوعرريج،  وكم تألمت لذلك...دون تفاصيل وانقطع الاتصال بكم منذ هجرتي المحتومة إلى الخارج.

إنّ مجزرة سركاجي كارثة حقيقية. قُتِلَ فيها مالا يقل عن 118 شخصًا، عكس العدد الذي صرّح به النظام وهو: 93 قتيلاً. والدليل في ذلك، أنّ مجزرة سركاجي نُسبت إلى الأخ بوعكاز الذي كان من بين المحكوم عليهم بالإعدام ! ومن الغرائب أنّ اسمه غير موجود في عداد القتلى، لمن لا يعرفه: هو ابن عقيد في الجيش !

الأغرب هو أنّ 17 قتيلا موضوعون تحت علامة مجهول (X)، والمعلوم أن كلّ سجين عندما يدخل السجن توضع له البصمات، ويتمّ تصويره، ولديهم كلّ المعلومات بشأنه !السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تمّ إخفاء هذه الأسماء؟ ولصالح من؟ كان من المفترض أن أكون أنا وعبد القادر حشاني رحمه الله شاهدان رئيسيان في مجزرة سركاجي، كون أنَّنَا كُنّا نقوم بوساطة بين النّظام والسُّجناء، يبقى السؤال مطروحاً: لماذا لم نُستدْعَ إلى المحاكمة ؟

لو لم يفر أبي الى المغرب، كان سَيُقْتَلُ مباشرة بعد الثورة من طرف أحمد بن بلة، سنة 1964، حيث وقعت مشاكل بينهما داخل السجن بفرنسا. "كان محكومًا عليه بالإعدام" !
للتوضيح: اتصل عبد العزيز بوتفليقة بوالدي داخل السجن بفرنسا مبعوثا من طرف هواري بومدين، حيث عرض عليه هذا الأخير  دعمه لإيصاله إلى الرئاسة، غير أن أبي رفض، فيما قبل أحمد بن بلة  بالمهمة، ولو رفض حينها، لما وصلنا إلى هذه النتائج الكارثية ! لم يكن أبي يتفق مع سياسة فرنسا، فهو لا يحب الفرنسيين وهم لا يحبونه أيضا، لقد فرّ من عنابة إلى فرنسا ثم إلى المغرب، وأخذ معه أخي الأكبر خير الدين الذي توفي في الثمانينيات. فمسألة الصراعات قديمة !

دخلتُ السّجن وخرجت منه، وسأسرد عليكم تجربتي وبعض الحقائق دون أن أخوض في التفاصيل.
لن أحدثكم في هذا الباب عن السّجن العسكري، الذي كان تحت رحمة الجمهورية التي أنشأها خالد نزار "وزير الدفاع السابق"، وسأحدّثكم فقط عن السجن المدني الذي يمثل وزارة العدل في الدولة التي ترفع شعار المدنية وحقوق الإنسان.
كنت ضابطا برتبة نقيب في القوّات الخاصة، أين تخرّج الآلاف من العسكريين على يدي، منهم من وصل إلى رتبة عقيد، ومنهم من أصبح برتبة جنرال في الوقت الحالي ! لم أكن أحتاج إلى إعادة التربية من طرف أعوان هم بحاجة إليها !

كان محكوما عليّ بثلاث سنوات سجن، بعد محاكمتي  في المحكمة العسكرية ببشار في إطار جنحة، وهذه الجنحة ليست  مُصنّفة في إطار قانون العقوبات الجنائي. قضيت سنة كاملة من العقوبة التي سُلطت عليّ.

سنة 1995 كان سني 15 سنة ، كنت مهدّدا من طرف الإرهابيين من أبناء حيي .عند وصول الساعة 6 مساء كان يخيم الرّعب على كافة أنحاء العاصمة ، كان الجوّ مخيفا حقا .

كان بعض الاسلاميين من جيراني لهم علاقة بالعمل المسلح وعددهم ثلاثة . كانوا يريدون تجنيدي لصالحهم قصد التجسس على بعض الجيران و لأعطيهم بعض المعلومات حول من يعملون لصالح النظام من ضباط وشرطة وجمارك ...الخ

قتلا اثنان أما الآخر لست أدري هل مازال على قيد الحياة؟ هم من جيراني ولا أستطيع ذكر اسميهما لظروف شخصية وعائلية.

لم أقبل بالمهمة وغادرت المنزل خوفا على حياتي ،توجّهت بعدها الى ولاية تلمسان أين قضيت عاما أو يزيد ثم عدت الى العاصمة الجزائر ،كانت طرق الاتصال صعبة وقتذاك ولم أكن أقدر على التواصل الا بشق الأنفس نظرا لظروفي.

غادرت الجزائر سنة 1999 الى فرنسا ، كانت نفسيتي مضطربة جدا نظرا للأهوال التي عشتها في منطقة غليزان. كانت كوابيس كثيرة تزعجني وتطاردني وتسرق النوم والابتسامة والأحلام مني .

أردت بهذه الشهادة المتواضعة كمواطن يغار على بلده أن أصفي ضميري وأن أخفف عن نفسي من عبء المأساة ، وأن أترك هذه الشهادة بين أيديكم، علّها تساهم في توضيح الخط الأبيض من الأسود.

بعد التعذيب الذي تعرّضت له في سجن سطيف، وبعد العمليات التي أجريت لي في المستشفى نتيجة الإصابات بالرّصاص، نُقلت في سيارة إسعاف إلى سجن تازولت دون محاكمة.

كانت ثلاث حافلات مملوءة بالمساجين، أغلبهم من أنصار الجبهة الاسلامية للإنقاذ، تمّ نقلهم من سجن سطيف الى هناك.

عند وصولنا: كان في استقبالنا حرّاس السّجن، يقفون مقابل بعضهم بعضا في رواق على شكل صليب، ويحملون قضبانا حديدية يضربون بها المساجين... المحظوظ فينا من وصل إلى الساحة واقفا !

أثبتت الشهادات المتواترة براءة النائب حسين عبد الرحيم، من عملية تفجير المطار التي حدثت في أوت 1992، "وَاتُّهِمَ بِهَا ". وأجمع أصحاب الشهادات بأنّ جهات أخرى هي من يَقِفُ وراء العملية ...حسين عبد الرحيم: فاز بالانتخابات التشريعية بدائرة بوزريعة ممثلا عن الجبهة الاسلامية للإنقاذ، سنة 1991. وأُعْدِمَ في بلدية تازولت التّابعة لولاية باتنة شرق الجزائر، بعد عامٍ من الحُكم الذي صدر ضدّه، وكان قبلها يقبع في سجن لومباز الذي تركته السلطات الاستعمارية ...

لا أخفي سرًّا إذا قلت أنّ من أنصار أحمد طالب الابراهيمي سنة 1999 أثناء جمع التوقيعات وأثناء الحملة الانتخابية...  مناضلون في الجبهة الاسلامية للإنقاذ وقيادات كذلك.

عندما أعلن أحمد طالب الابراهيمي عن رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية سنة 1999 ...تقدمت بمفردي  لمساعدته في جمع التوقيعات على مستوى ولاية برج بوعرريج ولم أكن أبدًا أفكر أن أكون رئيسا للجنة لا على مستوى البلدية ولا على مستوى الولاية... أو أطمح لتقلد منصب حال فوزه أو أتطلع لأن أكون عنصرا في حركته أو أبحث عن موقع أو مكانة...

الشخص الوحيد الذي دار بيني وبينه نقاش حول موضوع  دعم أحمد طالب الابراهيمي  وقتها قبل إقدامي على جمع التوقيعات هو أخي الأكبر الذي كان منتميا الى حزب جبهة التحرير الوطني وكان ممتعضا  حينها  من اختطاف الحزب من طرف أشخاص غرباء عن الخط الأصيل للجبهة لاسيما بعد الذي جرى للدكتور عبد الحميد مهري رحمه الله في المؤامرة الأمنية المشهورة ...وكانت استقالته  من الحزب جاهزة.

لست عائدا للجزائر بعد عامي هذا 19 من الهجرة المحتومة ... لتأسيس حزب أو حركة أو لاقامة ندوة صحفية أتباهى بها أمام الصحافة … فقد كفرت بالتحزب منذ تجربتي مع أحمد طالب الابراهيمي سنة 1999.

ولست عائدا لمنافستكم على السلطة فإني أعلم يقينا أنك خارج منها وأن الوصول اليها لا يتم الا عبر حماية الدبابة والبارجة والصاروخ... وإني أخاف من حملي الثقيل يوم أن أقف وحيدا عاريا أمام الله فكيف بمن يحمل عبء أمة ؟

ياقايد صالح: ليست لي بنوك في سويسرا ولا قصور في الامارات ولا فضائيات ولا جاه ... بل لا أمتلك الا قلما وصوتا مبحوحا ولا أزال أمشي راجلا .

قبل أن أقرر الهجرة

القصة الرابعة : عملية الماجن وتوقيفي من العمل سنة 1994 !

مثلما تحدثت في وقت سابق عن العمل في مدينة برج الغدير لظروف وكذا ابتعادي عن الفندقة والسياحة...لأسباب ربما سيأتي شرحها.
رضيت أن أشتغل في ثانوية برج الغدير... وكنت وقتها أمرر ورقة الحضور والغياب بالتناوب مع شخص يدعى لخضر كما اشتغلت بالمكتبة وكنت من يحضر الشهادات المدرسية...لفترة.

احتاج طاقم متوسطة برج الغدير المسماة عن الشهيد عبد الكريم العقون وهي المتوسطة التي درست فيها فترة المتوسط ...مرافقا للطلبة الذين كانوا يتناولون وجبة الغداء هناك كون أن الثانوية لم تتوفر بعد على مطعم...فذهبت لاشتغل كمبعوث من طرف الثانوية.
وفي أحد الأيام من سنة 1994 : وقعت عملية مسلحة بحي الماجن كنت أجهل تفاصيلها وإلى اليوم والله أعلم بذلك...وبينما كنت قادما الى العمل من مقر سكني ... وأمام مقهى حميميد المدعو الستوب...تفاجأت بوجود قوات الدرك ووجود سيارة من نوع 504 بيضاء اللون في المنعرج باتجاه غيلاسة والزجاج مكسر...
فترددت في المشي وبقيت أخاطب نفسي: هل أذهب الى العمل أم أعود؟ وكان وقتها أي شك يمكن أن يؤدي بحياتك.

كنت تحت الرقابة كما سبق لي وأن قلت في القصة السابقة من طرف أعوان الشرطة بسبب وقوفي الى جانب رئيس البلدية موسى شلاخ والنائب عبد الرشيد بولعواد المنتخبين بأغلبية ساحقة وكذا وقوفي ضد عصابة الانقلاب.

قبل أن أقرر الهجرة -القصة الثالثة: جواز السفر و الارهابي !


قبل أن أحدثكم عن جواز السفر  وتهمة الارهابي التي تم اصطناعها في مخفر شرطة برج الغدير ضدي من طرف عون أمن... مع أنني لم أنتم الى أي جماعة مسلحة ولم أحمل سلاحا...والناس لايزالون أحياء وبإمكانهم أن يشهدوا ضدي...ذنبي أنني انتخبت على رئيس بلدية الفيس موسى شلاخ وناصرته وكذا النائب عبد الرشيد بولعواد...وقمت كغيري بالاحتجاجات في ولاية برج بوعرريج ضد الاعتداء على الارادة الشعبية بعد توقيف الانتخابات ووقفنا ضد الانقلاب وزمرة الانقلابيين  بصدورنا العارية.

قبل أن أقرر الهجرة...

كانت الجزائر تعيش مرحلة صعبة من تاريخها وعلى وقع المجازر والمفخخات. كنا نستيقظ أيام اليمين زروال ولا يعرف أحدنا هل يمسي...؟ كان الشعار المتداول "الذي لم يمت عهد زروال لن يموت أبدا"...كان سيف الحجاج يطال المعارضين بسبب أو آخر ...لا سيما بعد تعثر الحوار مع قيادة الجبهة الاسلامية للإنقاذ على خلفية عثور رسالة علي بن حاج وقويسمي.

وأنا نازل من القرية التي أنحدر منها "الدشرة" في سيارة النقل الريفي التي كان يقودها أحد الأقارب "عبد القادرخبابة" ...وعلى بعد 1 كلم من أمام الصفية لمحت سيارة الشرطة من نوع نيسان بيضاء اللون ... فوق الجسر عند مدخل برج الغدير فعلمت أن هناك حاجز...ومن قوة حدسي قلت لابن العم عبد القادر...سيتم ايقافنا...فقال لي: دعك يارجل وعلى ما يوقفونا...؟ قلت له: سيوقفونا زكارة...قال يا رجل دعك من هذا الكلام...


قصص واقعية حدثت معي في الجزائر أثناء التسعينيات قبل أن أقرر الهجرة !

القصة الأولى : الدابة والمجزرة!

ذهبت الى عاصمة الولاية برج بوعرريج،  قادما من دائرة  برج الغدير أين أشتغل، لأسدد فاتورة الهاتف الخاص بمحلي الكائن بحي السعادة ببرج الغدير نهاية التسعينيات... وعند عودتي من الولاية  الى القرية التي أنحدر منها... تفاجأت بالأعداد الهائلة من قوات الشرطة والدرك والحرس البلدي  والجيش ووجود مدرعة مقابل البيت... وجموع من المواطنين...وعائلتي في حيرة كبيرة  وأبنائي الصغار في حالة رعب. ومباشرة بعد إطلالتي وأنا نازل بطريق المسجد المحاذي لمسكننا... صوّب الجميع أعينهم إتجاهي وكأني بهم يقولون: ها هو أتى...

وداعا أصيل بلالطة يا ابن العائلة الأصيلة !

لم أكن أعرفك يا أصيل من قبل  لسبب واحد وهو أنني منذ 18 سنة وأنا بالهجرة المحتومة...فقد تركتك وأنت لاتزال طفلا صغيرا.

عندما سمعت خبر الوفاة في وقت متأخر من اليل يوم 10 فيفري 2019  عبر موقع الفيسبوك ، لم أكن أعلم  يا أصيل أنك أحد أفراد العائلة الكبيرة في ولاية برج بوعرريج.

وبعد أن تأكدت من خبر الوفاة، وتأكدت  أن أصيل من عائلة بلالطة التي هي في الأصل  مع عائلة خبابه عائلة واحدة  متفرعة وجدنا واحد...

في الوقت الذي نسمع فيه تحريفا للحقائق التي يراها الناس بالعين المجردة في وضح النهار، وكتابة أساطير وخزعبلات لأشباه الكتاب، والترويح لها عبر وسائل الإعلام المختلفة "سيما الفضائيات والصحف ودور النشر" والجعل من مجاهيل ومن وشاة  ظاهرة اعلامية ...نسمع خبر رحيل واحد من أعلام الجزائر في العصر الحديث- المؤرخ الدكتور أبو القاسم سعد الله.ربما منكم من لايعرفه سيما من شباب ناس ملاح سيتي  ودزاير ميوزيك ولذلك  يمكن لأحدكم أن يستعين بمحركات البحث للإطلالة على سجله والدراسات والأبحاث التي قدمها والمجلدات التي كتبها سواء عن تاريخ الجزائر والحركة الوطنية أو عن الثقافة والشعر أو حتى ترجمات لكتاب مشاهير.

كان الراحل أبو القاسم سعد الله رحمه الله  يعمل بعيدا  عن وسائل الإعلام  وترك من ورائه كتبا  ومراجع ستتناقلها الأجيال  الواعية  وستذكره في المناسبات والمحافل بلاريب.لقد رفض المسؤولية والاستوزار وفضل أن يبقى أستاذا في الجامعة ومؤرخا وباحثا ... لأن هدفه لم يكن الشهرة ولا البحث عن  الأضواء والريع المنته ، بل كان رجلا يحمل قضية وطنية و  يعمل لها من خلال تربية النشء ، وهو موقن بأن مايزرعه سيتم قطافه ولو بعد حين.


النّاظرُ لما يجري في الجزائر منذ الانقلاب على الإرادة الشعبية التي أفرزت فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ، برئاسة عبد القادر حشاني رحمه الله، بأغلبية المقاعد في البرلمان سنة 1991م، وفوز كلّ من جبهة القوى الاشتراكية بقيادة آيت أحمد، وجبهة التحرير الوطني بقيادة عبد الحميد مهري بعدها، وما صاحب قرار توقيف المسار الديمقراطي المشئوم من تداعيات، يُدرك تمام الإدراك بأن فئة من المُتنفذين العملاء، تريد أن تفرض واقعا على الشعب الجزائري من خلال استعمال عامل الوقت بقوة الترهيب تارة و بسياسة شراء الذّمم من خلال الترغيب تارة أخرى، ولا تهُمّها مصلحة الشعب.

نحن الآن على مشارف العشرين سنة ولا تزال الأمور كما هي عليه، بل تزداد تعفّناً وتفاقماً من يوم إلى آخر، وما العملية التي أودت بحياة أكثر من 20 عسكريا البارحة

بعد 18 سنة من هجرتي المحتومة، حيث ضيعت على نفسي وعلى عائلتي الكثير...
 قرّرت وأنا في كامل قواي العقلية أن أجعل ذكرى 1 نوفمبر 2018  مناسبة لوضع حد لمعاناتي النفسية، التي ترتبت بعد  إقدامي  على طلب اللجوء السياسي مكرها،  ذات جويلية.  تفاصيل لجوئي سأرويها في كتاب منفرد.

كانت  ذكرى أول  نوفمبر لهذا العام إشراقة جديدة على شخصي المتواضع وعلى عائلتي،  حيث استعدت فيها جواز سفري الأخضر القديم...

و ياله من شعور جعل ابني يرقص ويزغرد...كيف لا، وهو الذي كان لا يشعر  بالفرحة في المناسبات المختلفة التي مرت، وهو يرى أباه  مكسور الخاطر ولا يتذكر  من طفولته معي الا حبة دلاع  وعدته بها ومن ثم لم يراني الا بعد سنوات.

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget