Articles by "المنظار"

بداية: كمواطن جزائري أعيش فوق تراب فرنسا... أتمنى من كل قلبي أن تنعم كلّ الشعوب بالأمن والاستقرار، وأنقل تعاطفي الى عائلات الضحايا، وأترحّم على كلّ المسلمين والمسلمات الذين يموتون كل يوم في صمت، بعيدا عن وسائل الاعلام  في مناطق مختلفة من العالم.

انّ الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو  هو ردّ فعل حول نشر رسومات تخصّ محمدا صلى الله عليه وسلّم ...وهذا ليس قولي ، بل قول أحد الذين شاركوا في هذه العملية، في تسجيل صوتي منشور أجراه شرطي... يبدوا أنه كان بعد تطويق المكان... كما تبنى تنظيم القاعدة في اليمن هذه العملية بعدها في تسجيل مصور منشور... "الاعتراف سيد الأدلة".

عندما انطلقت شرارة الفتنة في الوطن العربي واستعر حريقها، كان الانتهازيون يطيرون فرحاً ويتسابقون لحجز المواقع الأولى، لتحريف عملية التغيير عن مسارها.

كنت متوجسا كغيري من الجزائريين مما ستؤول اليه الأمور، في غياب الوعي الجماعي والرؤية الاستراتيجية الثاقبة، وفي ظل الضبابية والاختراق الفاضح، الذي وصل الى درجة أن أصبح عملاء الأنظمة معارضين شرفاء...وسميت الربيع العربي بـ "الشهيلي العربي".

كان ركاب الأمواج وهواة التزلج  في المياه العكرة،  وسراق التضحيات...  قد اصطفوا في صعيد واحد وأعلنوا توبة جماعية، الى درجة أن اختلط على الناس الموالي من المعارض ...

أعتقد جازمًا أنّ الأفلام السينمائية في العالم مهما كانت جودتها، ومهما بلغ مُخرجوها من تكوين، ومهما كانت التقنيات والتأثيرات المستخدمة، ومهما  وصل محترفو البرامج من مهارات، ومهما صُرفت فيها الأموال...

 ومهما وصل كُتّاب سيناريوهاتها من حبك وسرد...  لن ترقى الأفلام مجتمعة الى السينما التي أصبحت حلقاتها تجري على الهواء في الجزائر دون تكاليف وسيناريوهات معدة... والشعب يتفرج لها...

عندما أطلقت مصطلح "الشهيلي العربي" على ما سمي حينذاك "الربيع العربي"، كنت أدرك أن الاتجاه الذي يسير فيه الحراك، لا يخدم الشعوب ولا يؤدي الى التغيير المنشود، بقدر ماهو إجهاض لعملية التغيير نفسها... وسيقودنا التصادم الى تحطيم الأوطان بلدًا بعد آخر، إذا لم تكن هناك استفاقة وتأطير صحيح وعمل جماعي منظم.

وقتها، لم يستوعب الكثير من المتابعين لنشاطاتي ماكنت أرمي له، وكان من بينهم من ساروا في طريق المواجهة... وكنت أعلم أن الأمر يحتاج الى وقت...لأن الغضب سيتم امتصاصه مع مرور الأيام، وشعاري : الأيام بيننا.

بعد أن تمّ الانقلاب على الرئيس المصري محمد مرسي، وحدث ما حدث في مصر من قتل وتشريد واعتداء وسجن وتهجير....وبعد إخراج المرزوقي في تونس من قصر الرئاسة ووضع القايد السبسي الذي بلغ من العمر عتيا مكانه ... هناك من بدأ يستفيق من نومه ويعض على أصابعه...

الجزائر: رشيد نكاز بالفرنسية، ونقاز بالعربية، والقفز على الحقائق.
نقاز- بالعربية: الذي يقفز.

طلب مني أحد الإخوة الجزائريين أن أدلو برأيي كتابيا ، لما وقع لرشيد نقاز بالعربية، ونكاز بالفرنسية لمن يفهم بين السطور ... ودون أن أطيل ... إليكم رأيي المتواضع.

من المبادئ التي تعلمتها وأعلنتها مرارًا... والتي أؤمن بها... محاربة العنف والتمييز ..وبالتالي: لن أزكي أي عملِ عنيف، سواء صدر ضد رشيد نكاز بالفرنسية، أو ضد علي بن حاج... أوضدّ قطة أو كلب في غابة الأمازون.... 

ما قام به رشيد نكاز بالفرنسية مؤخرا من خلال ذهابه الى بيت عمار سعداني في فرنسا... هو تعدّ صارخ على حرمة بيت مهما كان قاطنها... وقد تعدى رشيد نكاز عدة مرات على الخصوصية التي لا تبيحها القوانين في فرنسا، مثل التصوير ونشر الفيديوهات على المباشر بغير إذن.

لست بصدد إعلان خبر وفاة بوتفليقة الرّسمي، الذي سيُعلن عنه في القنوات والصحف... رغم أنف البلطجية ولاعقي ما تبقى في الصحون ...ريثما يتم الاتفاق على خليفته، وتتم تحضيرات جنازته بالشكل الذي كان يتمناه...إنما أحدثكم عن موقفي من وفاة بوتفليقة.

بوتفليقة مات: يوم أن أعطيت له الفرصة سنة 1999  بعد استقالة  الجنرال اليمين زروال وانسحاب ستة مرشحين ...حيث همّش الطاقات والكفاءات،  وولّى معه أصحاب بني نعم  ومن باعوا ذمتهم على حساب الجزائر...مع استفاقة بعضهم في وقت متأخر.

بوتفليقة مات: يوم أن اغتال  شخصيات وطنية  مرموقة، من العمل السياسي،  كان يمكن لها أن تلعب دورا كبيرا في استقرار الوطن ونهضته ...من أمثال: محمد الصالح يحياوي، عبد الحميد مهري، حسين آيت أحمد،  مولود حمروش ...رشيد بن يلس، يحيى عبد النور، أحمد طالب الابراهيمي، زهور ونيسي...علي بن محمد، عبد الرحمان شيبان ... وغيرهم من رجال وحرائر الجزائر.

إلى من يلهون الناس بالبوركيني وغيره من المواضيع المفتعلة في مواقيت حساسة  لتلهية الشعوب  قصد إبعادها عن القضايا المصيرية وقصد التغطية على مشاريع كبرى:

دعوني أبدأ من النهاية. العبد الضعيف يعيش في فرنسا ويعرف كيف يفكر الفرنسيون ولو نسبيا،  من خلال  أنه يعيش على أرضها، وليس كمن يسمع الأخبار  مقصوصة أو مركبة أو محرّفة وموجهة...

لست هنا بصدد الدفاع عن فرنسا ولا عن مصالحها وأهدافها...  فلها من الإمكانيات والوسائل ما يجعل بعض الرؤساء الذين يحكمونكم  في أوطان مسلمة يُقبّلون الأيادي...  وأعتقد  أنه لا يخفى عليكم ذلك.

من إمرأة تستصرخ و امعتصماه فتجيش الجيوش من أجلها... الى امرأة تعاقب بسب نشرها صورة في الجزائر لرئيس بالفوتوشوب !

فخامته وجلالته… مصطلحات دخيلة على ثقافة الشعب الجزائري ...تغزو الخطابات وأصبحت سياسة للتملق والتزلف ...بل وصل الأمر لمعاقبة تاركها في بعض المواقع ... هكذا هو الحال...

قولوا لي بربكم: كيف تدان شابة جزائرية فقيرة يتيمة في تلمسا ن، بسبب صورة مصمّمة بالفوتوشوب، تسيء حسب زعمهم الى فخامة رئيسهم، فيما يُبرأ أكبر المجرمين في الجزائر، ويجدون الحصانة... بل يمرحون ويسرحون ويتبخترون وينهبون المال العام، ويشربون آبار البترول، ويسفون الأراضي جهارًا نهارًا بالهكتارات ...والعسس من حولهم يحرسونهم ،والأئمة يفتون لهم، وأهل التضليل يجملونهم بمناسبة وبغير مناسبة.

كنّا نسمع في قديم الزمان عن النخوة العربية، فاذا ما نادت امرأة وامُعتصماه؛ تحرّك جيش عَرمْرم من أجلها ...ودفع العدوّ الثمن غاليا ولُقّن درساً حول الشرف العربي...
سمعنا عن كبار الشعراء من العرب قبل البعثة المحمدية وقبل ظهور البترول والغاز الصخري... ولازالت الآذان تُطربُ لسماع أشعار امرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى ... وغيرهم من فطاحلة الشعر... وسمعنا عن أبو القاسم الشابي، محمد العيد آل خليفة ...أحمد شوقي...

كنا نسمع في الأدب العربي عن مصطفى لطفي المنفلوطي ، طه حسين ،العقاد ، الابراهيمي، توفيق الحكيم ،عبد الرحمان الكواكبي...
كنا نسمع أيضاً أيام جمال عبد الناصر وهواري بومدين ...عن الفن العربي قبل أن يُمسخ؛ أم كلثوم ،فريد الأطرش ،عبد الحليم حافظ، وديع الصافي، فيروز، اسمهان، فهد بلان، سميرة توفيق، وردة الجزائرية...وكثير من القامات الفنية التي لا يستطيع أن يشملها مقالي...


عبد الله غيث، محمود ياسين ، مصطفى العقاد...كنا نسمع عن الفكر وعن الفلك وعن الفلسفة والتاريخ وعن الرياضيات و في الرياضة و التمثيل والرسم وووو . أناس نحتوا أسماءهم بالمرجان واللؤلؤ...

في كثير من الأحيان أُحمّل نفسي ما لا تطيق...أشعر بالملل وأفكّر في الانزواء و الابتعاد نهائيا عن الأنترنت وعن تحمّل المزيد من المسؤوليات... أقطع اتصالاتي ...أفكر في ذاتي، في عائلتي، في صحّتي...

وبينما أطالع بعض الردود والتعاليق... أشعر بالقرف، أشعر بأن ترك الساحة هو انتصار للمحتالين والمضلّلين وبائعي الأوهام، هو انتصار لأولئك الذين يسعون ليل نهار لإسكات صوت الحقّ الذي بدأ يزأر حتى لا تتضح حقيقتهم...

هو انتصار لأعداء الوطن لكي يواصلوا نهبهم وخيانتهم، هو انتصار لمن يراهنون على فشلنا، يغيظهم أي نجاح وتسعدهم أية نكسة...


هو انتصار لكثير من الحركات الهدّامة التي تعمل بلا انقطاع، لتجعل منا أجساما بالية وأوطانا للمتعة ، هو انتصار للرداءة، انتصار لفعل الشرّ...


عرّت الأحداث الكثير ممّن كانوا يزعمون أنّهم مع مشروع المصالحة الوطنية وفضحتهم، وأكدت  أنهم طُلاّب كراسي وأصحاب أهواء ورياء ومصالح خاصة ،لاغير.

 يتحيّنون الفرص لتصفية الحسابات ،ومهما كانت الشعارات التي يرفعونها و نتائج التغيير التي يتوهمونها، فإنّ المصالحة الحقيقية ستبقى هي الحلّ الدائم،وسيعود مراهقوا السياسة الذين يزعمون ربح الوقت والنظرة الثاقبة ويتهمون غيرهم بالتثبيط  الى مشروع المصالحة ولو بعد حين، وسيخسرون  كلّ الوقت الذي قضوه في الحلقة المفرغة، ظنا منهم أنهم أضاعوه،وريما سيجدون أنفسهم متسللين بعلم أو بدونه ،ناهيك عن الانزلاقات التي ستترتب عن تسرّعهم وجرّاء عدم التحكّم في الجماهير الغاضبة، التي إذا لم تجد من يؤطرها تأطيرا صحيحا، فانها ستحرق الاخضر واليابس.


لقد أثبت التاريخ بما لا يدع مجالا للشك من خلال ما عاشته الجزائر من أزمات ونكبات، سواء كانت من طرف الاحتلال أو بسبب الهزّات السياسية والاجتماعية المتعاقبة أو من خلال الكوارث الطبيعية... أنه على الجزائريين إذا ما أرادوا أن يقهروا عدوهم ويكون لهم شأن في العالم، أن يتّحدوا.

 فهناك الكثير من القواسم المشتركة التي تجمعهم من تاريخ ودين ولغة، وأن يتواضع بعضهم لبعض وأن يقدموا المصلحة العامة على المصلحة الحزبية الضيقة أو الجهوية أو الفئوية أو حتى الخاصة، وأنه لابد في النهاية من تعايش سلمي ومن توافق حول كبريات الأمور.

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget