Latest Post


في سياق الجدل الدائر حول مخرجات القمة العربية التي ستُعقد في العراق، لا سيما ما يتعلق بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، برزت أصوات جزائرية تتخفى بثوب الوطنية الزائف، تنادي الرئيس عبد المجيد تبون عبر مواقع التواصل بعدم حضور القمة العربية خوفًا على سلامته، وتشير بأصبع الاتهام إلى دولة عربية بأنها وراء مقتل الرئيس الراحل هواري بومدين، مع أن الرئيس وقتذاك حضر قمة جبهة الصمود والتصدي في دمشق، وليس في العراق. كما أن وزير الخارجية أحمد طالب الإبراهيمي أخبرني شخصيًا أن الألم الذي أصابه شعر به قبل أن ينزل من الطائرة.

وفي وقت ظهر تسجيل للرئيس المصري جمال عبد الناصر، المعروف بمناصرته للجزائر والقضايا العربية، وفيه إيحاءات ضد الرئيس الجزائري هواري بومدين، وكأن ناصر يشكو من خذلان عربي، مع أن الجزائر في عهد هواري أعطت شيكًا على بياض وقّعه الرئيس في روسيا. وفي الوقت الذي تُستهدف فيه سوريا بنيران الاحتلال الإسرائيلي التي وصلت حدّ القصر الجمهوري، ناهيك عما يحدث في محيطنا الإقليمي.


وأنا أتابع نقاشًا على قناة فضائية، استفزني النقاش، لاسيما وأن الطرف الحقيقي غائب... واستمر المشاركون في تقديم تفسيرات وانتقادات ونشر لأغاليط حول المسلمين في فرنسا، وعليه أردت أن أقدم هذا التوضيح.

إن الاعتراف بالإسلام كدين رسمي في فرنسا مع رفض مظاهره الأساسية كالحجاب والأضحية والاحتفال بالعيد وصلاة الجمعة، يُبرز تناقضًا صارخًا يعكس إشكالية حقيقية في فهم مفهوم الحرية والتعددية. هذا الموقف يطرح سؤالًا جوهريًا: هل تريدون إسلامًا على مقاسكم؟ وهل هناك رغبة فعلية في قبول الآخر؟ أم أن المسألة تتعلق فقط بترويضه وإعادة تشكيله وفق منظوركم الثقافي؟


ظلت قضية "لمّ الشمل" في الجزائر لسنواتٍ طويلة موضوعًا حاضرًا في الخطابات السياسية، وعبارةً تتكرر في المناسبات الوطنية والمحافل الرسمية، وكلما مرّت سُحب أو لاحت في الأفق بوادر عواصف، أو اشتعلت أزمة دولية وحروب انعكست تداعياتها على المستضعفين، دون أن يلمس الجزائريون حقيقتها على أرض الواقع بشكلٍ ملموس وكافٍ.

ورغم إيمان الجميع بضرورة الوحدة والتضامن انطلاقًا من الهمّ المشترك، إلّا أنّ الفجوة بين الوعود والتطبيق العملي بقيت واسعة، ما يطرح أسئلة جوهرية: متى تصبح هذه القيمة الوطنية واقعًا ملموسًا في حياة الجزائريين؟ ومتى تنتقل من خانة الشعارات المؤقتة والموسمية إلى مرحلة الفعل الجاد؟

إنّ لمّ الشمل ليس قرارًا سياسيًا عابرًا، بل مسار طويل يحتاج إلى إرادة حقيقية، ووفاءٍ بالعهود، ومقاربة مجتمعية شاملة، تبدأ بحوارٍ صادق وتنتهي بمصالحة شاملة تعالج جذور الصراعات على السلطة والانقسام، وتُداوي آثار المأساة التي كادت أن تدمر أسس الدولة الجزائرية. فهل حان الوقت فعلًا لتجاوز مرحلة الكلام إلى مرحلة الفعل، وللانتقال من الشعارات إلى تجسيد مشروع الوحدة الوطنية على أرض الواقع، بشكلٍ جدّي ومستدام، عربونًا لوفاء من ضحّوا ولأجل مستقبل الأجيال القادمة؟

 


لم يكن مجرد لقاء عابر، بل كان لحظة مكثفة التهم فيها الزمن 24 سنة من الغربة، وأعادها إليّ في ثوانٍ معدودة. لأول مرة، ألتقي بابنة أخي التي تركتها رضيعة لم تتجاوز الشهرين، وها هي اليوم أمامي، شابة أنهت دراستها الجامعية في الطب، متزوجة، وفي عينيها ملامح لم أعد أميزها بين الماضي والحاضر.

شعرت وكأنني أقلب ألبومًا قديمًا، لكن بدلاً من صور متتالية، وجدت صورتين فقط: الأولى لطفلة نائمة في سريرها، والثانية لامرأة تقف أمامي بثقة، تحمل شهادة طبية وحياة كاملة لم أكن جزءًا منها. كيف يمكن للزمن أن يكون بهذه القسوة، أو ربما بهذه السحرية، حيث يختصر ربع قرن في لحظة خاطفة؟


مقدمة

لطالما لعبت الرموز دورًا حاسمًا في تاريخ الأمم والشعوب؛ فبينما جسّد بعضها القوة الإلهية المطلقة، كما هو الحال مع عصا موسى، حمل بعضها الآخر رمزية المقاومة والتحرر في مواجهة الغزو والاستغلال والهيمنة والطغيان.

وفي مقارنة غير تقليدية، يمكننا استحضار صورة فرعون في زمن سيدنا موسى عليه السلام وطريقة تعامله مع بني إسرائيل، ومقارنتها بسياسات دونالد ترامب تجاه القضية الفلسطينية. وفي المقابل، تبرز شخصية يحيى السنوار، الذي استُشهد في معركته ضد الاحتلال الصهيوني وجرائم الإبادة التي تعرّض لها الشعب الفلسطيني.

يتزامن ذلك مع دعوات ترامب لترحيل أهل غزة إلى مصر والأردن، مما يجعله امتدادًا لنموذج السلطة المطلقة أو الاستبداد، في مقابل عصا موسى وعصا السنوار، كرمزين للمقاومة والتحدي. فما الذي يجمع بين هذه الشخصيات والرموز؟ وما الدلالات التي يمكن استنتاجها من هذا التقابل اللافت؟


بين وهم الحرية وحقيقة الأسر

قد تبدو هذه العبارة صادمة ومذهلة بل ومؤذية في ظاهرها، لكنها تحمل بين جنباتها مفارقة عميقة يعيشها كثيرون منا، سواء في البلدان العربية والإفريقية التي يرمز لها بالاستبداد والشمولية أو حتى في أوروبا وأمريكا وأستراليا التي توصف بأنها رمز للتقدم والتحرر. كيف يمكن لشخص حرٍّ أن يشعر بالسجن بينما يرى الأسرى ينالون حريتهم؟ أليس هذا تناقضًا في المنطق؟ ربما، لكنه تناقض يعبّر عن حقيقة مريرة وشعور غريب يتملك الإنسان ويدعو أصحابه إلى التدبر والتفكير.

الحرية.. أكثر من مجرد غياب القيود

الحرية، أيها السادة، ليست مجرد غياب القيود الجسدية، بل هي إرادة وفعل وقدرة على التأثير، وسيادة فوق كل هذا واستقلال. إنها ليست مجرد الحق في التحرك جسديًا، بل الحق في اتخاذ القرارات، في تغيير الواقع، في الرفض والمقاومة، في إيجاد معاني جديدة لحياة الإنسان. عندما ينجح شعب يرزح تحت الاحتلال لعقود، محاصر جوًا وبرًا وبحرًا، محاط بجدران إسمنتية وبكاميرات مراقبة تصور النملة عند حراكها، ومحروم من أبسط الحقوق، في فرض معادلة تفضي إلى تحرير أسراه عبر مقاومة يحتار فيها العقلاء، وعندما لا يستسلم ولا يخون ويصمد رغم الإبادة التي يتعرض لها، وعندما لا يساوم رغم المغريات... فإن ذلك يعبّر عن قوة الإرادة والبصيرة والصبر والانتصار على القيود المفروضة عليه. فيما تبيع فئات في مجتمعات أخرى ذممها مقابل الفتات وتصبح أسيرة للشهوات والأهواء.

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget