Articles by "رؤية"


بفطرتي ودون تكوين سياسي، وجدت نفسي معارضا لهذا النظام القائم، لأنه ليس في مستوى تطلعات الشعب الجزائري، الذي قدّم تضحيات كبرى من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية، ولأنّ الظلم ترفضه الطبيعة الإنسانية. أحببت أن أطلب منك أيها القارئ أن تظلم أيّ شيء تريد، حتى ولو كان جمادا، أمام طفل رضيع أو حتى حيوان، وسترى النتيجة ماثلة أمامك.

كنت في صغري أطرح الكثير من التساؤلات، غير أنّني لم أكن أجد لها أجوبة شافية، إلاّ عندما تعلّمت وكبرت وتزوجت وأنجبت وسافرت وهاجرت وعاشرت... وأتذكر يوما وأنا في السنة الرابعة من التعليم الابتدائي، كان أحد معلميّ ممّن درسوا في جامع الزيتونة بتونس أيام زمان، توفي رحمه الله، وكان الدرس في التربية الإسلامية حول الصحابي الجليل عمر الفاروق رضي الله عنه، وما كنت أعرفه عن الإسلام وقتها هو حفظ القرآن بدون تفسير والصلاة دون فقه بعينه.

أتذكر أنني سألت معلمي سي عبد الله رحمه الله، وقلت له لماذا نقرأ عن عدالة عمر ولا نراها مُجسّدة في واقعنا؟ فتنهّد هنيهة وتحسّر وتوقف عن الدرس، وجاءني إلى مقعدي وقال لي: من علمك هذا السؤال؟


ينطبق ما نقوله في هذا المقال على كثير من الدول سيما منها التي  تُلقّب بدول العالم الثالث، ولكن طالما قرّرت أن أخصّص جُلّ جهدي نحو بلدي الجزائر، فسأكتفي بضرب أمثلة واسمعي يا جارة.

منذ أن فتحت عيناي وتعرّفت على معنى الاستثمار، أسمع الكثير من الناس يتحدّثون عن الاستثمار ودائما ما يقرنون الاستثمار في كلامهم بجانبه المادي، وإذا أردت مناقشتهم في هذا الموضوع  الهام والإستراتيجي  تجدهم يعنون الاستثمار الأجنبي.

وكأنّ الاستثمار المحلّي لا مكان له من الإعراب. بمعنى: أن يُفتح المجال للشركات الأجنبية أن تلج أرض الجزائر وتعطى لها جميع التسهيلات، فتُباع لها الأراضي بدنانير رمزية، أو تُمنح لها بالمجّان، مقابل أن تمضي عقودا حتى ولو كانت هذه العقود كاذبة.وقد يتفاجأ القارئ غير العارف بما يجري ويعتبر حديثي تحاملا أو مبالغة، والعارفون بخبايا الأمور يدركون بأنّ إمضاء بعض الصفقات هو للاستهلاك الإعلامي ليس إلّا.

الكثير من السذّج انطلت عليهم الحيل وأصبحوا يُخرّبون بيوتهم بأيديهم وينوبون على أعدائهم في الكثير من القضايا، بل منهم من يزعم

 أنه يقود المعارضة ويوهم الناس على أنه زعيم القوم وصاحب الكلمة الأخيرة، وما هو في حقيقة الأمر إلاّ بيدق يقوم كل مرّة بالتنفيس على النظام كلّما ضاق به الحال علما أو جهلا، ومنهم من يخدم أعداء الوطن ويعتقد بأنه حاميها مع أنه من حراميها.

في بداية الثمانينات دعاني أحد الضباط لبيته لحضور وليمة عائلية، وقبل تناول الغداء جلسنا في الصالون، لم أكن أعرف وقتها الكثير، لفت انتباهي لون كتاب أحمر يشبه المجلد، وكنت أعتقد أنه لترجمة الفرنسية إلى اللغة العربية، أخذته بعفوية قصد معرفة بعض المفردات وإذا بي أجده كتاب يحمل أسرارا خطيرة، لم أتذكر بالضبط عنوانه وكان محتواه حول أسرار عسكرية إسرائيلية.

الاستيقاظ الممنوع هو ليس الاستيقاظ الطبيعي من النوم، وإنما الاستيقاظ من السكرة الدائمة، والتضليل والتخلّف والإلهاء والعاطفة و...

ومن يمنعون الناس من الاستيقاظ هم من يقومون بحشو العقول سواء بالمذهبية الضيقة أو الطائفية الممقوتة أو الحزبية التي تخدم العصبيات، والأهواء باسم الإسلام أو باسم الديمقراطية، أو بالوطنية الزائفة التي تدغدغ العواطف وتخدم المصالح والفئات والاشخاص، أو باسم الحضارة والتمدّن...

لقد أرادت الأنظمة الفاسدة المفسدة لشعوبها، أن تظل هائمة نائمة وأن لا تستيقظ أبدا من سباتها، وكلّما حاولت أن تستيقظ وأن تصحو وتنهض، سارعت هذه الأنظمة لإبقائها في حالة النوم، وكل من صحا وأراد إيقاظ صاحبه من نومه اتّهم بالإرهاب وبالتحريض والزندقة والتخلّف والرجعية و... وحيكت ضدّه كل أنواع التهم حتى يُمنع من الحديث والتواصل مع من يعتبرهم نيام...


ظهر في الآونة الأخيرة بعض الطفيليين على صفحات الفاسبوك واليوتيوب ، سيما بعد هروب بن علي... ويمكن لأي محقق أو منصف أن يتأكد من تاريخ تسجيلاتهم و تعليقاتهم.

ظهر الجبناء  بمظهر الأبطال...كمن هو قط ويظهر بمظهر الأسد...  وتحولوا بدعم  من جهات  تفضل العمل في الظلام ...أغلبها تكتب بأسماء مستعارة ... تدعمهم بالتعليقات وبالإعجاب بمجرد أن يصبوا تعليقا ...قصد التأثير على مجرى الأحداث وصنع رأي معين حول قضية محددة... وإلهاء الناس حول قضايا رئيسية.

مقولة كنّا نردّدها ونحن صغارًا... نطلقها على المغفل و الساذج والأحمق.

تذكرت هذه المقولة وأنا أتابع شريطًا مسجلاً لسعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الذي اختفى صوته منذ سنوات ولم يعد يُسمع، في خرجة غير معتادة له وفي شهر رمضان والناس صياما، يتضامن مع رشيد بوجدرة في محنته الكبيرة مع قناة النهار، التي يفضل أن يطلق عليها البعض أوصافا مثل: قناة الانهيار أو قناة الحمار أو قناة الاستحمار... ومعه أناس آخرون ينسبون أنفسهم الى فئة النخب والمثقفين...

تحركت الآن ضمائرهم بعدما كانت مُجمّدة في مواقف تتفجر منها الأحجار وتخرج الينابيع، ومعهم جحافل من المصورين يغطونهم بكاميرات مختلفة .

فرضًا أنك التقيت بشخصين في فترات مختلفة، أحدهما  أصبحت تحبّه والاخر لا،  ، وقد ساهم كلّ منهما في تغيير مزاجك.
شخصُُ ذكّرك بحدث سعيد، و الآخر ذكّرك بحدث مؤلم...فكيف أصبح شعورك يا ترى تلك اللحظة مع الشخص الذي اصبحت تحب ؟ ومع الشخص الذي أصبحت لا تطيق النظر اليه؟
من الطبيعي جدّا أنك ستفرح للشخص الذي أصبحت تحبّ، ولكن   من غير الطبيعي أن تعيش جوّا مشحونا بالغضب  والاحباط  والنمطية كلما رأيت ذلك الشخص الذي ذكّرك بالحادث المأساوي!

فما مردّ ذلك الشعور والكره للشخص الذي لم يؤذيك؟ وما مردّ الحب للآخر حتى لو كان لا يريد لك الخير؟ ولماذا كلّما حدث لك نفس الشيء مع آخرين تغير مزاجك وشعورك؟
 لاشك أنك  تجهل بعض الاجابات حول تساؤلات معينة، فإليك الجواب:

باستخدام  الخبرة التي قدمتها لك مستخدما  ما تعلمته من علم الادراك في قراءة الشعور الذي انتابك في الحالتين. اعتمدت على أن الذاكرة كمخزن للأحداث  وهذا شيء أقرّه العلماء والدارسون.
واعادة فتح  الذاكرة  لا يتم دائما بطريقة إرادية  كما قد تتخيل فأحيانا يتم فتحها بطريقة لا ارادية منك.
فبمجرد أن ترى صورة أو شبها يتغير مزاجك ويؤثر ذلك عليك لان بذاكرتك ما يشبهه ولان عملية التعرف والقراءة والتحليل تجرك قبل المعرفة على البحث. وأعطيك مثالا: كم  صادفت من شخص في حياتك سواء هو من بدأ بالاتصال أو أنت الذي اتصلت به...؟

انّ ظاهرة داعش في العالم اليوم اذا ما تلازمت بالإرهاب: فهي نتيجة حتمية لسياسة الاستبداد والهيمنة، والكيل بمكيالين، والتعذيب والسجن والنفي والتضليل، والعنصرية والاسلاموفوبيا، وكلّ أنواع التفنن في احتقار الارادة الانسانية للشعوب، التي مارستها الأنظمة المستبدة "المدعومة من طرف دول الغرب" على الشعوب المستضعفة، التي كانت ولاتزال تطالب بحقها المشروع في العدالة والعيش الكريم.

فالناظر الى عملية الاعدام البشعة التي تعرّض لها الطيّار الأردني معاذ الكساسبة، يُدرك أنّ هذه العملية، ماهي الاّ ردّ فعل جنوني يعبّر عن مدى التذمر ومدى الغضب الذي وصل اليه من نفذوا هذه العملية الوحشية، التي لم ترع حقا للإنسان ولا احتراما للشرائع السماوية ولا القوانين الدولية.


لقد أثبت التاريخ بما لا يدع مجالا للشك من خلال ما عاشته الجزائر من أزمات ونكبات، سواء كانت من طرف الاحتلال أو بسبب الهزّات السياسية والاجتماعية المتعاقبة أو من خلال الكوارث الطبيعية... أنه على الجزائريين إذا ما أرادوا أن يقهروا عدوهم ويكون لهم شأن في العالم، أن يتّحدوا.

 فهناك الكثير من القواسم المشتركة التي تجمعهم من تاريخ ودين ولغة، وأن يتواضع بعضهم لبعض وأن يقدموا المصلحة العامة على المصلحة الحزبية الضيقة أو الجهوية أو الفئوية أو حتى الخاصة، وأنه لابد في النهاية من تعايش سلمي ومن توافق حول كبريات الأمور.


لا يمكن أن يتحقق مشروع المصالحة ولا التغيير المنشود إلا إذا كانت هناك قوة إعلامية مستقلة عن كل التأثيرات والتجاذبات، متمثلة في قناة فضائية وبعض الصحف معها على الخط، وقوة شعبية منظمة لها إستراتيجية واضحة المعالم، تؤطرها نخبة من الحكماء ويشارك في تجسيدها الشجعان والمخلصون للقضية من أصحاب الإرادات والعزائم، وبهما فقط نستطيع أن نُحدث التغيير. 

ولإعداد البرامج والعمل الميداني الدؤوب والطرح الراقي، الذي تُشارك فيه كل الكفاءات العلمية الخيّرة التي من شأنها أن تُساهم في نهضة فكرية، وعلمية، وصناعية، يكون الشباب هو عمودها، لا بد أن نجمع كل الأفكار والتصورات من الآن، وأن نستفيد من كل القدرات والتجارب والخبرات، وأن نفتح الآفاق، وأن نعيد الأمل إلى الشباب الذين دخلوا خط اليأس، بسبب البطالة والتهميش، والظلم الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي، ونشرك كل الأدمغة والعقول التي هاجرت اختيارا أو قسراً.

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget