لماذا صمد النّظام الجزائري وتشتّت المعارضة ؟
بفطرتي ودون تكوين سياسي، وجدت نفسي معارضا لهذا النظام القائم، لأنه ليس في مستوى تطلعات الشعب الجزائري، الذي قدّم تضحيات كبرى من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية، ولأنّ الظلم ترفضه الطبيعة الإنسانية. أحببت أن أطلب منك أيها القارئ أن تظلم أيّ شيء تريد، حتى ولو كان جمادا، أمام طفل رضيع أو حتى حيوان، وسترى النتيجة ماثلة أمامك.
كنت في صغري أطرح الكثير من التساؤلات، غير أنّني لم أكن أجد لها أجوبة شافية، إلاّ عندما تعلّمت وكبرت وتزوجت وأنجبت وسافرت وهاجرت وعاشرت... وأتذكر يوما وأنا في السنة الرابعة من التعليم الابتدائي، كان أحد معلميّ ممّن درسوا في جامع الزيتونة بتونس أيام زمان، توفي رحمه الله، وكان الدرس في التربية الإسلامية حول الصحابي الجليل عمر الفاروق رضي الله عنه، وما كنت أعرفه عن الإسلام وقتها هو حفظ القرآن بدون تفسير والصلاة دون فقه بعينه.
أتذكر أنني سألت معلمي سي عبد الله رحمه الله، وقلت له لماذا نقرأ عن عدالة عمر ولا نراها مُجسّدة في واقعنا؟ فتنهّد هنيهة وتحسّر وتوقف عن الدرس، وجاءني إلى مقعدي وقال لي: من علمك هذا السؤال؟