عندما يختصر اللقاء 24 سنة من الغربة في لحظات!
لم يكن مجرد لقاء عابر، بل كان لحظة مكثفة التهم فيها الزمن 24 سنة من الغربة، وأعادها إليّ في ثوانٍ معدودة. لأول مرة، ألتقي بابنة أخي التي تركتها رضيعة لم تتجاوز الشهرين، وها هي اليوم أمامي، شابة أنهت دراستها الجامعية في الطب، متزوجة، وفي عينيها ملامح لم أعد أميزها بين الماضي والحاضر.
شعرت وكأنني أقلب ألبومًا قديمًا، لكن بدلاً من صور متتالية، وجدت صورتين فقط: الأولى لطفلة نائمة في سريرها، والثانية لامرأة تقف أمامي بثقة، تحمل شهادة طبية وحياة كاملة لم أكن جزءًا منها. كيف يمكن للزمن أن يكون بهذه القسوة، أو ربما بهذه السحرية، حيث يختصر ربع قرن في لحظة خاطفة؟