Latest Post

 


لم يكن مجرد لقاء عابر، بل كان لحظة مكثفة التهم فيها الزمن 24 سنة من الغربة، وأعادها إليّ في ثوانٍ معدودة. لأول مرة، ألتقي بابنة أخي التي تركتها رضيعة لم تتجاوز الشهرين، وها هي اليوم أمامي، شابة أنهت دراستها الجامعية في الطب، متزوجة، وفي عينيها ملامح لم أعد أميزها بين الماضي والحاضر.

شعرت وكأنني أقلب ألبومًا قديمًا، لكن بدلاً من صور متتالية، وجدت صورتين فقط: الأولى لطفلة نائمة في سريرها، والثانية لامرأة تقف أمامي بثقة، تحمل شهادة طبية وحياة كاملة لم أكن جزءًا منها. كيف يمكن للزمن أن يكون بهذه القسوة، أو ربما بهذه السحرية، حيث يختصر ربع قرن في لحظة خاطفة؟


مقدمة

لطالما لعبت الرموز دورًا حاسمًا في تاريخ الأمم والشعوب؛ فبينما جسّد بعضها القوة الإلهية المطلقة، كما هو الحال مع عصا موسى، حمل بعضها الآخر رمزية المقاومة والتحرر في مواجهة الغزو والاستغلال والهيمنة والطغيان.

وفي مقارنة غير تقليدية، يمكننا استحضار صورة فرعون في زمن سيدنا موسى عليه السلام وطريقة تعامله مع بني إسرائيل، ومقارنتها بسياسات دونالد ترامب تجاه القضية الفلسطينية. وفي المقابل، تبرز شخصية يحيى السنوار، الذي استُشهد في معركته ضد الاحتلال الصهيوني وجرائم الإبادة التي تعرّض لها الشعب الفلسطيني.

يتزامن ذلك مع دعوات ترامب لترحيل أهل غزة إلى مصر والأردن، مما يجعله امتدادًا لنموذج السلطة المطلقة أو الاستبداد، في مقابل عصا موسى وعصا السنوار، كرمزين للمقاومة والتحدي. فما الذي يجمع بين هذه الشخصيات والرموز؟ وما الدلالات التي يمكن استنتاجها من هذا التقابل اللافت؟


بين وهم الحرية وحقيقة الأسر

قد تبدو هذه العبارة صادمة ومذهلة بل ومؤذية في ظاهرها، لكنها تحمل بين جنباتها مفارقة عميقة يعيشها كثيرون منا، سواء في البلدان العربية والإفريقية التي يرمز لها بالاستبداد والشمولية أو حتى في أوروبا وأمريكا وأستراليا التي توصف بأنها رمز للتقدم والتحرر. كيف يمكن لشخص حرٍّ أن يشعر بالسجن بينما يرى الأسرى ينالون حريتهم؟ أليس هذا تناقضًا في المنطق؟ ربما، لكنه تناقض يعبّر عن حقيقة مريرة وشعور غريب يتملك الإنسان ويدعو أصحابه إلى التدبر والتفكير.

الحرية.. أكثر من مجرد غياب القيود

الحرية، أيها السادة، ليست مجرد غياب القيود الجسدية، بل هي إرادة وفعل وقدرة على التأثير، وسيادة فوق كل هذا واستقلال. إنها ليست مجرد الحق في التحرك جسديًا، بل الحق في اتخاذ القرارات، في تغيير الواقع، في الرفض والمقاومة، في إيجاد معاني جديدة لحياة الإنسان. عندما ينجح شعب يرزح تحت الاحتلال لعقود، محاصر جوًا وبرًا وبحرًا، محاط بجدران إسمنتية وبكاميرات مراقبة تصور النملة عند حراكها، ومحروم من أبسط الحقوق، في فرض معادلة تفضي إلى تحرير أسراه عبر مقاومة يحتار فيها العقلاء، وعندما لا يستسلم ولا يخون ويصمد رغم الإبادة التي يتعرض لها، وعندما لا يساوم رغم المغريات... فإن ذلك يعبّر عن قوة الإرادة والبصيرة والصبر والانتصار على القيود المفروضة عليه. فيما تبيع فئات في مجتمعات أخرى ذممها مقابل الفتات وتصبح أسيرة للشهوات والأهواء.


جفَّ القلم، وتلعثم  اللّسان، ارتبكت النظرة ،شرد الذهن وتاه الفكر. عيناي تحاولان السّباحة وسط الأحلام، وأسناني تصطكّ من هول هدير الطائرات ودوي الصواريخ وانفجار القنابل،  وفرار العصافير والطيور  ونعيق الغربان ، وهدم المآذن ، ورعب الأطفال وآهات كبار السنّ. 

تبعثرت الكلمات، وتجمَّدت المشاعر والأحاسيس. وها أنا ذا أحاول جمع شتات المفردات لأصوغ جملة قد تحمل بعضًا من صمودكم، وتُشير إلى الخذلان الذي واجهتموه وسط إعلام عربي  غبي ينشر الخنوع ويتظاهر بالنهضة  ويقتل المروءة ويخصي الفحول ويروج للدياثة ببيع الأوهام.

الجزائرفوبيا وكيف نواجهها؟

الجزائرفوبيا هو مصطلح يعبر عن ظاهرة مشابهة للإسلاموفوبيا أو العربوفوبيا التي كتبت عنها منذ أكثر من عشر سنوات. قد يتقاطع المصطلحان في بعض الجوانب، إذ يشيران إلى ظاهرة الخوف أو الكراهية أو التحيز السلبي تجاه فئة أو قومية معينة.

 في حالة الجزائرفوبيا، يتوجه هذا التحامل ليس ضد السلطة أو النظام في الجزائر فقط، بل ضد الجزائر كدولة والشعب الجزائري وهويته الوطنية.


بدأت حملة شعواء ضد المقاومة الفلسطينية من طرف الغرب المتصهين، إذ يُعمل على قدم وساق لربطها بالإرهاب كما فعلوا من قبل معها ومع حركات أخرى، مع أنّ ثمّة فارقاً شاسعاً بين المقاومة والإرهاب، حيث لم نر (على سبيل المثال) حركة حماس تقوم بهجومات وعمليات قتل في أميركا أو فرنسا أو بريطانيا أو ألمانيا أو إيطاليا أو في السعودية والإمارات...
وساندت هذه الدعاية بعض الأنظمة المدعومة من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، وبعض الحركات التي تلبس عباءة الدين تاريخيًا وحاضرًا. وسقط في الفخ (مع الأسف) من انطلت عليهم العاطفة والجهل بالتاريخ والدين في البداية، حيث ربطوا قتل الأطفال الفلسطينيين وتدمير البيوت والمساجد بفعل حركة حماس يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، ومنهم من حملهم تداعيات الهجوم لتحميل حماس المسؤولية، بل وصل بعض مشايخهم إلى إصدار فتاوى تحرّم الخروج عن الحكّام، مع أنّ تأسيس أنظمتهم بدأ بالخروج على من سبقوهم، ومنهم من قتل بعض أفراد عائلته وانقلب عليهم.

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget