انكسار أمّة وتضميدها بين سقطة المصري محمد صلاح وصعود المالي مامادو غاساما !

تكريم مامادو غاساما من طرف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد انقاذه طفلا وكسر اللاعب الدولي المصري محمد صلاح

انكسار أمّة وتضميدها بين سقطة المصري محمد صلاح وصعود المالي مامادو غاساما !
كم كانت صدمتي كبيرة وأنا أتابع تعليقات مختلفة ، حول ردة فعل الجمهور العريض في الوطن العربي  الكبير ، بعد اصابة  اللاعب المصري محمد صلاح...شفاه الله، والذي يلعب لفائدة فريق ليفاربول ....وكذا التأثر البالغ  لانهزام فريقه وفوز ريال مادريد بالكأس...وعدم الاكتراث في المقابل  لما يجري في الأمة من كوارث  تشيب لها الولدان...وكأن كسر لاعب يفوق عند هؤلاء القوم  انكسار أمة؟

احترت في البداية لاختيار عنوان المقال، كيف سأخطه، هل لكسر محمد صلاح...؟ أم لانكسار الأمة التي تترنح تحت ضربات الجهل والتخلف واللامبالاة والتبذير والظلم...؟
وبينما كنت أجمع شتات ألفاظي وألملمها من التيهان ،شاع فيديو في الأنترنت  بفرنسا  لأخ مالي يدعى  مامادو غاساما...والذي جعلني أعيد لكلماتي وعباراتي  ألف حساب.

فبعدما كان مقالي يتجه الى العتاب  عما يجري في الأمة من كوارث، والى اين وصلت الرداءة في أمة اقرأ...
سمعت صحفيا وعلى قناة فضائية مصرية ، وعوض أن يكتم غيظه راح يدعو المصلين في رمضان أن يدعو في صلاة الفجر أن ينتقم الله من لاعب في ريال مادريد الذي تسبب في كسر المصري محمد صلاح...وكأن هذا اللاعب لو فاز بالكأس كما فاز بها زين الدين زيدان وبن زيمة...كان سيجلب الكأس لمصر مثلما جلبها زيدان وبن زيمة للجزائر؟

في الوقت ذاته يُسلخ الفلسطينيون فرادى وجماعات، ويذبح السوريون فرادى وجماعات، ويحرق اليمنيون فرادى وجماعات، ويباد الليبيون فرادى وجماعات...ناهيك عن دول أخرى ...مثل بورما وما أدراك مابورما... فيما عين هذا الصحفي على روسيا وماأدراك ماروسيا التي ستستقبل بعد أيام، نهائيات كأس العالم وما أدراك ما هذا العالم...

 العالم الذي تقتل فيه شعوب فيما تطير شعوب  أخرى فرحا لمشاركاتها في هذه الكأس، اللهم لا حسد. صدق المثل الشعبي الجزائري الذي يقول: الناس لاهية بالناس والقط لاهي بالرأس.

جاء فيديو الأخ المالي مامادو، ولو أن هناك من يشكك في من يقف خلفه... أظهر مامادو أن الأمة لايزال فيها الخير، خاصة وأنه إذا ماذكرت افريقا، تلازم لدى الكثير من العنصريين...والحاقدين... مرض الكوليرا، التيفوئيد، السيدا...الجفاف...الفقر...

صعد الأخ مامادو الى الطابق الرابع وأنقذ طفلا كادت أن تكون سقطته مُميتة...وبهذا الفعل الانساني الحضاري والبطولي ...  لم ينقذ مامادو هذا الطفل من الممات فحسب...بل رفع من معنويات الأمة  المنكسرة اللهم الا من أعمى الله بصره ...رغم المنغصات والمثبطات...وأوضح  بأن الأمة لازال فيها الأحياء والأبطال ...وأوضح للعنصريين في فرنسا بأن هذا الأسود يتمتع بقلب أبيض.
وطرح انقاذه لهذا الطفل عشرات الأسئلة...

ماذا لو كان الطفل أسودا وأبوه دون وثائق، وكان في المقابل شخص أشقر وعيناه زرقاوتين ومعه خليلته؟ هل سيصعد مكان مامادو وينقذ الطفل الأسود؟ وماذا لو كان مكان مامادو سائح فرنسي في افريقيا وكان نفس المشهد؟ ولكم فقط أن تعيدوا النظر في كثير من الصور المنشورة في الأنترنت...كيف استقبل لاجئ سوري، وكيف التقطت صورة طفل ونسر ينتظره أو طامة كبرى... وأم ورضيعها أو كلب ينهش فلسطيني؟

مع أنني ضد أن يكسر اللاعب المصري الأخ محمد صلاح ،وتمنياتي  له بالشفاء العاجل، الا أن التعامل مع مصابه من طرف بعض الصحفيين والجمهور... أظهر انكسارا  كبيرا في الأمة ... إلا أن وقفة مامادو ضمدت هذا الكسر وأبانت أن الأمة لايزال فيها الخير الى أن تقوم الساعة.

نورالدين خبابه 30 ماي 2018

إرسال تعليق

[facebook]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget