القصة الرابعة : عملية الماجن وتوقيفي من العمل سنة 1994 !

قصص من الواقع فترة التسعينيات

قبل أن أقرر الهجرة

القصة الرابعة : عملية الماجن وتوقيفي من العمل سنة 1994 !

مثلما تحدثت في وقت سابق عن العمل في مدينة برج الغدير لظروف وكذا ابتعادي عن الفندقة والسياحة...لأسباب ربما سيأتي شرحها.
رضيت أن أشتغل في ثانوية برج الغدير... وكنت وقتها أمرر ورقة الحضور والغياب بالتناوب مع شخص يدعى لخضر كما اشتغلت بالمكتبة وكنت من يحضر الشهادات المدرسية...لفترة.

احتاج طاقم متوسطة برج الغدير المسماة عن الشهيد عبد الكريم العقون وهي المتوسطة التي درست فيها فترة المتوسط ...مرافقا للطلبة الذين كانوا يتناولون وجبة الغداء هناك كون أن الثانوية لم تتوفر بعد على مطعم...فذهبت لاشتغل كمبعوث من طرف الثانوية.
وفي أحد الأيام من سنة 1994 : وقعت عملية مسلحة بحي الماجن كنت أجهل تفاصيلها وإلى اليوم والله أعلم بذلك...وبينما كنت قادما الى العمل من مقر سكني ... وأمام مقهى حميميد المدعو الستوب...تفاجأت بوجود قوات الدرك ووجود سيارة من نوع 504 بيضاء اللون في المنعرج باتجاه غيلاسة والزجاج مكسر...
فترددت في المشي وبقيت أخاطب نفسي: هل أذهب الى العمل أم أعود؟ وكان وقتها أي شك يمكن أن يؤدي بحياتك.

كنت تحت الرقابة كما سبق لي وأن قلت في القصة السابقة من طرف أعوان الشرطة بسبب وقوفي الى جانب رئيس البلدية موسى شلاخ والنائب عبد الرشيد بولعواد المنتخبين بأغلبية ساحقة وكذا وقوفي ضد عصابة الانقلاب.



ذهبت الى العمل وكنت حذرا من عملية استدراجي أو توريطي في القضية...
بمجرد دخولي العمل بدأ الحديث عن العملية...وكان وقتها شخص يدعى بلفقاس سعيد اعترف أمامي أنه هو من سلم مسدسا للدرك وكان يتفاخر بذلك...كما أن عبد الحميد دهيمات وأمامي قال أنه شاهد داخل فرقة الدرك شخصا يتم تعذيبه وتعريته ...

فكنت أشتغل في صمت وحذر...وبينما نحن كذلك فإذا بقوات الجيش والدرك يحيطون مكان المتوسطة وبدأ الحديث عن جمال زياني وأخاه نورالدين الذي كان ضابطا في الشرطة...
وكانا يسكنان بمحيط المتوسطة مع أبيهما ...وسمعنا الصراخ هناك...فيما بعد أخبرني الأخ عيسى بتيش الذي تم اختطافه وسرقة سيارته 505 ولم يظهر عليه الى يوم الناس هذا أي خبر ...كيف أجابت أم جمال زياني دركيا مسكها من شعرها وهي المجاهدة وزوجة رئيس قسمة المجاهدين السابق بالبلدية...

أكثر المجموعة من الحديث عن جمال زياني وموسى شلاخ وبدأوا في سبهما واتهمامها زورا وبهتانا أمامي... ومما قالوه أنهم أمسكوا بجمال...وكنت وقتها متيقن أنه غادر البلدية...فقلت لأحدهم أمسكوا بالشعر أو التبن...
وكمعلومة للوافدين الجدد: جمال زياني كان أول رئيس مكتب على مستوى الدائرة برج الغدير للجبهة الاسلامية للانقاذ وهذا سنة 1989 وكانت تربطني به علاقات جيدة...فقد اشتغلنا مع بعض قبل أن يصبح موسى شلاخ رئيسا للبلدية..وقبل ظهور الانتهازيين... وقتها كان عبد الرزاق تهامي نائبا بالبلدية وفي فترة من التراخي... أعطيت الحديقة التي تتوسط المدينة لناصر لمطروش قبل أن يستعيدها مروش...الخ.

ربع ساعة مرّ من حديثي مع المجموعة حول جمال فإذا بالمدعو الحاج تواتي الذي كان وقتها نائبا لرئيس المخزن للمتوسطة مع عبد الوهاب لزيار...وأصبح رئيس بلدية غيلاسة فيما بعد ... يبلغني أن مدير المتوسطة يطلب مني المغادرة فورا. فقلت له لماذا ؟ فرفض إعطائي الجواب. "والحاج من أقاربي من جهة الوالدة، مع التحفظ"...
ذهبت الى المدير بنفسي فقال لي: من فضلك لا أريد أي كلام وكان من مدينة الحمادية.
عدت الى الثانوية فجاءني عبد الحفيظ خبابه المدعو عبودة باستدعاء من الشرطة، و كان وقتها يعمل مقتصدا وكان الناظر عمار خبابه، وقتها مدير الثانوية هو المدعو رزيق من بسكرة...

ذهبت الى محافظة الشرطة أين وجدت عدة اتهامات تنتظرني ومن بينها الاشادة بالارهاب .
قبل أن أصعد مكتب التحقيق الذي ظل لساعات ...بقيت عدة ساعات في قاعة الانتظار كنوع من التعذيب النفسي...وكنت أستمع لأحدهم وهو يقول، سيتم وضعه في السجن لمدة شهر أو شهرين وبعدها ينظر في قضيته...ولم أكن أعلم بعدها سبب استدعائي للشرطة نظرا للتخلاط الموجود آنذاك.

جاء ضابط يدعى سليم واصطحبني الى مكتبه وأول شيء خاطبني به واش جيت يالشيكور؟
وكان بالقرب منه أحد أعوان الأمن المدعو أحمد فراح وهو نفسه من حظر معي تشميع مقر حركة الوفاء والعدل بعدها سنة 2000 وكان على صلة بالمدعو نذير دهيمات الذي كان سائقا للشاحنةوعلى صلة بالمجموعة.

ولمعرفة من يقف وراء استدعائي للشرطة قلت للضابط المدعو سليم: انتظر ياسيدي هناك عدة أسماء وألقاب متشابهة وأنا أود أولا معرفة هل أنا الشخص المعني بالاستدعاء وبعدها قل ما شئت...وكان سؤالي كافي لمعرفة المؤامرة.
صرخ في وجهي وقال: أنت نورالدين خبابه الي قلت لهم تحكموا الشعر...وأنت الذي تشتغل في الثانوية ووووو.

فعرفت مصدر الوشاية والتهم ...وتنبهت للمكيدة التي نصبت ضدي من طرف المجموعة التي كانت تتشكل من عبد الحميد دهيمات، سعيد بلفقاس، ومنهم من مات ومنهم من هو مصاب بالعقم وووو ، وقد أمضوا تقريرا جماعيا وأرسلوه الى الدرك والشرطة...وكادوا يدخلوني السجن لولا العناية الالهية.

وما أتذكره أن ضابطا كان يحمل مسدسا في المكتب ويهددني وبالحرف قال لي المدعو سليم: إما تصعد الى الجبل فنقتلك أو تبلع فمك.
وبعدها تم توقيفي بشكل نهائي من الثانوية سنة 1994 في نفس السنة حيث دبرت لي قضية أخرى...كنت أحد ضحاياها وأوقفوني من العمل زورا وبهتانا.

نورالدين خبابه 22 جويلية 2019

إرسال تعليق

[facebook]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget