القابلية للديسكو !


قبل أن يأتي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الجزائر يوم 25 أوت 2022 ميلادية، حدثت عواصف وزوابع سياسية داخل الجزائر وخارجها على سلم البوليتيك  نتيجة تصريحاته التي استهدفت دولة الشهداء والتي جاءت بعد أن افترقت أغلبية الشعب التي كانت تصنع الحراك الشعبي.


خاض الخائضون والخائضات في السياسة والتاريخ والعلاقات الدولية لاسيما بعد قطع العلاقات الديبلوماسية مع  المغرب، وأصبح بعضهم يتحدى السلطات أن تقطع علاقاتها مع فرنسا كما فعلت مع نظام المغرب...بل أن تستلم بعض الناشطين الذين جعلوا من أرض فرنسا منصة لإطلاق هجوماتهم على أركان النظام. 

جاءت ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت في مدينة وهران الباهية...وتنفس معها الجزائريون والجزائريات الصعداء من خلال العروض والنشاط الذي قدمته فرق مختلفة،  بعدما اختنقوا كغيرهم من الشعوب بفيروس كورونا وتداعياته...

اهتموا بالوفود الرياضية وما تقوله هذه الأخيرة عن الجزائر وضيافتها وكذا وسائل اعلام دولهم  وافتتحت ساحات بوهران لبعث سهرات الراي... وبدأ التسويق لثقافة القابلية للديسكو وخصص للحدث أناس من أقطار شتى مهمتهم: الدعاية مقابل التمتع بأيام استجمام وسهرات مدفوعة ودراهم منتهية.


تم استغلال الحدث الرياضي أحسن استغلال من طرف النظام وخدمه وجيئ بالمغني ويليام المدعو (dj snake) وهو من أم جزائرية وأب فرنسي وقام بفيديو كليب عن استديو الفن الذي يشرف عليه المدعو بوعلام  بمدينة وهران ويدعى Disco Maghreb  هذا الأخير أي الديسكو كان وراء الدعاية لثلة من المغنين  كالشاب خالد، مامي،  حسني...الخ.


 اشتعلت بعدها مواقع التواصل حيث تعدت أغنيته اشطح اردح 80 مليون مشاهد وبدأ المحللون والمحللات يدافعون عن فرضياتهم...فمنهم من اعتبر ذلك دعاية لفن الراي ومدينة وهران، ومنهم من يرى بأنها دعاية للسياحة، ومنهم من يرى بأنها باب للتطبيع ومنهم من يرى بأن أجهزة أمنية وراء العمل...الخ.


اتضح الان بعد مجيئ الرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون وتنقله لمدينة وهران وتخصيصه الزيارة لهذا الأستديو  والقيام بفيديو قصير يوجه فيه رسالة للمغني وليام أو ديجي سنيك الذي يعيش في أمريكا أن القابلية للديسكو حصلت ولم يكن العمل اعتباطيا ولا مناسباتيا بل كان مدروسا وتقف وراءه جهات عليا.

الرئيس الفرنسي كان تركيزه منذ خطابه عن الشباب  ....و يتفق مع النظام الجزائري في مجموعة من النقاط أولاها منع الإسلاميين من الوصول الى السلطة وقطع الطريق أمام الإسلام السياسي...كما أعلن في وقت سابق بن جامان ستورا الذي كلفه ماكرون بإدارة ملف الذاكرة وهو من أصل يهودي مولود شرق الجزائر.


في وهران استقبل الرئيس الفرنسي  بعض الفنانين وعلى رأسهم الزهوانية وهو يحمل ألبوم المغني الراحل الشاب حسني الذي تم قتله بدم بارد في التسعينيات ولايزال مقتله الى اليوم يحمل عدة علامات استفهام.

القابلية للديسكو في الجزائر إذا  أصبحت واقعا يراه الناس بالعين المجردة. 

مخطئ من يحاول التقليل من زيارة ماكرون أو اختياره كمال داود ، واختياره  الديسكو.  مخطئ من يحاول رسم بطولات لبعض الهاتفين وان تو ثري ... فالقابلية للديسكو تعم أغلب الولايات وشرائح من الشعب الجزائري  أصبحت لا تفكر الا فيما يخدم مصالحها وهي منقطعة تماما عن الشأن العام ومواقع التواصل مع تأثيرها الا أن الواقع يختلف عن المواقع.

نورالدين خبابه 28 أوت 2022 

إرسال تعليق

[facebook]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget