بداية: لست هنا بصدد إعطاء درس في الديبلوماسية، أو في ثقافة التعايش وحُسن الجوار... إنما كمواطن، وكناشط اعلامي وسياسي متابع للشأن الجزائري بالخصوص...أحاول أن أبعث برسائل إلى من يهمهم الأمر من المخلصين، بعد الضجة التي حدثت حول تصريحات وزير الخارجية الجزائري "عبد القادر مساهل" بخصوص المغرب ... وأعلن عن موقفي لفائدة الشعبين، بدل الانسياق وراء الوطنية الزائفة...
طالما يغيب الرأي الموضوعي في مثل هذه الحالات، نظرا للعصبية التي لاتزال تتحكم مع الأسف في الأنفس، يقع الكثيرون ضحية تضليل من خلال الاعلام الموجّه، سواء المغربي منه أو الجزائري... ارتأيت أن أدلو برأيي المتواضع كمستقل ، حتى يستطيع المتابعون لنشاطاتي بناء مواقفهم من خلال تنوع الآراء.
كتوضيح للقارئ والمتابع للشأن الجزائري والمغاربي... أنا من المؤمنين والعاملين للمصالحة في المغرب الكبير، وفي الوطن العربي والعالم... وبالتالي لن يكون موقفي الا في هذا الاتجاه، طالما أن القضية لا تخص شخصا بعينه أو حزبا ...ولن أنساق الى التغريدات المغرضة.
المتابع لتصريحات وزير الخارجية الجزائري "عبد القادر مساهل"، حول اقتصاد المغرب، يدرك مسألة وحيدة وهي: أن النظامين في المغرب والجزائر، يسعيان بكل ما أوتيا من قوة للبقاء في الحكم بعيدا عن مصلحة الشعبين. وما يقومان به في أوقات محدّدة هو خلق عدو خارجي للتأثير على الرأي العام وتوجيهه الوجهة التي يريدون.
اذا نظرنا بعين الواقع، ومحّصنا من الناحية الواقعية والمنهجية تصريحات عبد القادر مساهل، وجدناها تأتي في ظرف صعب تمرّ به الجزائر والمغرب على حد سواء. حيث صرّح الوزير الأول أحمد أويحيى قبل أيام بعظمة لسانه، وأمام الجزائريين قبل غيرهم ، أننا وصلنا الى كارثة و قال :"وصل السكين العظم".
كما أن المغرب يعيش اضطرابات في الريف منذ مدّة، بالإضافة الى الصراع الدائم حول قضية الصحراء والبوليزاريو، ناهيك عما يقع على الحدود من تهريب...دون أن ننسى الصراعات الدموية في ليبيا وفي منطقة الساحل...
من حقنا أن نسأل كجزائريين: هل الأجدر هو أن نركز على بناء اقتصادنا في الجزائر، وإنقاذ بلدنا من فتنة أخرى مؤشراتها باتت عديدة، أم الأولى هو الدخول في شجار مع النظام المغربي، وإلهاء الشعبين بمزيد من هدر الأوقات في حرب كلامية؟
وهل الهروب من الواقع التعيس الذي تترجمه قوافل الحراقة، سيؤمن مستقبل الجزائر، أم سيدفع بها الى المجهول؟
إذا كان اقتصاد النظام المغربي قائم على الحشيش يا سيادة الوزير عبد القادر مساهل، فمن حقنا أن نسأل كمواطنين: وهل اقتصاد الجزائر في عهد بوتفليقة قائم على ماء زمزم ؟
ما لفرق بين تجارة المخدرات وتجارة المسكرات؟ إذا كانت المخدرات في المغرب تعتبر علامة عالمية للمدمنين، فإن خمر سيدي ابراهيم في الجزائر يعتبر أيضا ماركة في السوق العالمية ...حسب متناولي الخمور. صدق المثل الشعبي الجزائري الذي يقول : "المذبوحة تضحك على المسلوخة".
إذا كانت دولة المغرب آوت عبد الحق لعيايدة وابن عباسي مدني ومن جعلوا من المغرب قاعدة خلفية لخوض حربهم في فترة التسعينيات بعد الانقلاب ، فإنها أيضا آوت بوتفليقة الذي حكم الجزائر بعدها، ومن قبله أحمد بن بلة وجماعة وجدة، وتأسس فيها جهاز المالغ الذي حكم الجزائر، وآوت محمد بوضياف...الذي جاء به العسكر وقت اندلاع الفتنة ، وقتل في عنابة ولاتزال قضيته لغزا الى اليوم.
إذا كانت كلمة مغربي عيبا في الجزائر، فمتى ينته مسلسل أبناء وجدة في الجزائر؟
انّ الجزائر والمغرب محتاجان الى الاستقرار، وعدم الوقوع في الفخ الذي يريده المتربصون بالمنطقة في إطار الشرق الأوسط الجديد، لبناء دولة جديدة على أساس عرقي، والسلام.
نورالدين خبابه 22 أكتوبر 2017
إرسال تعليق