الوجوه الممسوخة !

المنافقون والمنافقات والسياسة في الجزائر

الوجوه الممسوخة: هي الوجوه التي ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن أصحابها انقلبوا 360 درجة، دون الاعلان للرأي العام أنهم أخطأوا وضلّوا الطريق.

نفس الوجوه التي كانت بالأمس القريب، تلفق التهم للأبرياء وتكيل لهم العداء، وتنشر الاشاعات والأباطيل... وتضع السمّ الزعاف في المناسبات المختلفة... وأوصلت أبناء الجزائر وأبناء العائلات الى المشانق والإعدامات، والموت البطيء في السجون والمعتقلات، وفي أحسن الأحوال اللجوء أو الأمراض المختلفة...

نفس الوجوه التي فكّكت الأسرة بإثارة الشحناء والبغضاء بين أبناء العائلة الواحدة... وساهمت في الطلاق وفي العنوسة، والتسرب المدرسي، والمخدرات...


نفس الوجوه : هي من شوهت المسجد الذي كان يعتبر المدرسة ، وحطمت المدرسة بالميوعة، وحطمت الاقتصاد  بالفساد، وحطمت الروح بالشعوذة، وحطمت الثقافة بالانحراف...

نفس الوجوه التي حملت السلاح بحجة الدفاع عن الوطن وساهمت في الاختطافات والجرائم المختلفة...

نفس الوجوه من كانت  تدافع عن عصابة فلان وعلان... وكانت تعذب وتقتل وتسجن...

نفس  الوجوه الممسوخة والمحروقة: هي اليوم من يدافع عن فلان وعلان، ويردّدون أن جهاز المخابرات كان وراء التلفيقات ووراء الملفات... ووراء طرد الإطارات، ووراء تهجير العقول والحرقة...  ووراء كل المصائب التي حلت بالبلاد

نفس الوجوه اليوم: هي من كانت بالأمس تمنع المسيرات وتمنع إعتماد الأحزاب...نفس الوجوه هي من كانت تمّد النظام عندما كان يتهاوى... تمده بالسيروم... هي اليوم من تنادي بتغيير النظام... ولكن أي تغيير...؟

نفس الوجوه : هي من كانت تحرّم بالأمس على الناس أشياء، هي من يحلّلها  اليوم...

وحتى تنجلي الحقيقة للرأي العام...أعلنوها صراحة للشعب الجزائري إن كنتم صادقين في مسعاكم، وقولوها بصوت عال... أيها الشعب: كنا عبارة عن بيادق وعرائس قراقوز... ننفذ سياسة مجرمين امتهنوا مصّ دماء الشعب، كنا جبناء لا نقوى على قول الحقيقة... وردّدوها عالية في كل الأماكن التي كنتم تروجون فيها للأباطيل... سواء في الصحف أو في القنوات أو في المجالس أو المساجد وحتى في المآتم والأعراس...

وقولوا: نطلب العفو والصفح من كل الضحايا، وسموهم بالأسماء كما كنتم تفعلون... وانحازوا بعدها الى من كانوا ضحايا هذه العصابات، واعملوا من أجل ردم الأحقاد والضغائن... وساهموا في رأب الصدع ولم الشمل   لتجسيد  مصالحة حقيقية...

لا أن تمثلوا دور الضحايا من جديد للتلاعب بعواطف أبناء الشعب لأنه لا مصداقية لكم، بل بالعكس، أنتم اليوم تقومون بمنع التغيير... وتطيلون في عمر النظام، لأنكم نفرتم الشعب بانقلابكم حتى على أنفسكم ولم تتبعوا السّنن المعروفة، وهي الاعلان عن التوبة...

فهل ستفعلونها وتغسلون وجوهكم  من النفاق أم ترضون بأن تبقى وجوهكم ممسوخة؟

نورالدين خبابة 19 مارس 2016

إرسال تعليق

[facebook]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget