أنا الرئيس لا هو !

خاطرة عن الانتخابات البلدية في الجزائر

أبناء عشيرتي ودوّاري... أيّها المدمنون على حبّ الزعامة والمشيخة والظهور في المواسم والمناسبات ... أصهاري، بني عمومتي ومن تحرّككم العصبيات  والمصالح  والعنتريات، على حساب المصالح العليا للوطن... أعلن لكم اليوم عن ترشحي بشكل رسمي،  وقبل أن أشرع وإياكم في الحملة الدعائية  لصالحنا، و التي سنحطم بها خصومنا لعهود، ونشفي بها غليلنا لعقود... سأشرح لكم أسباب ترشحي.

نظرا لإلحاحكم الشديد، المبني على العصبية والرجعية والتفاخر بالأموال والأنساب، وتجسيدا لمبدأ الرياء وانفصام الشخصية الذي يحكمكم... ونزولا عند رغبة أعيان عرشنا الكبير،  هذا العرش الذي لن يتنازل عن سيادته  وريادته... مادامت رؤوسكم خاوية...  واستجابة لنداء الجهل والتخلف...   الذي ارتوت به الأرض  الجزائرية  المسكينة  سيما في السنوات الأخيرة.
أنتم المزلوطون والمزلوطات، المرحيون والمرحيات من أبناء الشعب: أنتم الراغبون في الحرقة...المشجعون للحسد ،المحبون للخصومة والبغض والانتقام ... أنتن اللائي يقضين أوقاتهن في الحمامات وعند العودة في المسلسلات المدبلجة ويرقصن على أنغام الكبت، أنتم الذين تقضون أوقاتكم في المقاهي والملاهي... هذه فرصتكم.


 لا تتركوها تذهب،  ولا تتركوا العرش الذي  يزاحمنا على الريادة  يضحك علينا باستمرار.
قبل أن نخوض المعارك  الخفية والعلنية ، يجب علينا  أن نكون أسخياء وأتقياء أكثر منهم ...وعليه: لابد من احضار مجموعة من الكباش والخراف الأصيلة،  نقدمها للوالي وقت الحاجة. وسيارة من نوع مرسيدس تأتي كهدية من الخارج لرئيس الدائرة، يجلبها له أحد المهاجرين هناك. كما لا ننسى رئيس فرقة الدرك...بقطعة أرض زراعية...لصهره.. وتأثيث بيته بكل ما تحمله الكلمة من معاني...وكذا رؤوس المصالح الذين تتوافق مصالحهم معنا.

إنها قضية مصيرية يا أبناء العرش  لتولي الرئاسة...فلا يمكن أن نوزع العقارات دون رئاسة.
عليكم أن تطبقوا سياسة عريوات  حفظه الله من الفقر ورعاه، وتضعوا الصور في الأشجار وفي الحفر وتحت الحجر...بل حتى فوق المجاري ...ولا تتركوا شبرا دون ملصقات ...حتى نربك خصومنا.

لا تتركوا مسجدا ولا حماما ولا مقهى ولاعرسا ولا جنازة ولا ادارة  ولا مقبرة...ركزوا ليلا ونهارا على الحملة والتشهير، واستعملوا كل الوسائل ولا يهمكم أهي حلال أم حرام، فشيوخنا قادرون على الفتوى ...
إنها قضية أيام لكي يُسمع صوت عرشكم ليس في البلدية فحسب بل في العالم ،تماشيا مع موضة الفاسبوك،  واليوتيوب الذي يفضح الأستار .

أهجموا فرادى وجماعات في الفاسبوك على العرش الفلاني، وأكثروا التعليقات وافتحوا حسابات باسم جداتكم وخالاتكم ...
ابدأوا من الآن في شراء أعوان الادارة... ورؤوس المصالح ...ويوم الاعلان عن النتائج ...حضروا السيارات والشاحنات والحافلات  واشحنوا البطاقات والهواتف، وهيا بنا نغني ونرقص لنغيظ عرشهم... وفي الأخير رددوا معي: أنا الرئيس لا هو.

نورالدين خبابه 07 نوفمبر 2017

إرسال تعليق

[facebook]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget