الجزائر: الطبيب جمال ولد عباس محتاج الى طبيب!

الطبيب جمال ولد عباس محتاج الى طبيب

كان أغلب الجزائريين قبل أن يصل ولد عباس وغيره من الوصوليين إلى رتبة طبيب وأمين عام للحزب، "كما يصرح بذلك" ، معروفون بأنفتهم وشهامتهم... يأكلون الشعير الآتي من الحقول، ويشربون الماء من معدنه الأصيل والرأس مرفوع في السماء.... لا يعرفون العلاج في المستشفيات سواء في الداخل أو في الخارج .

وقتها كان الطبيب طبيب، والفلاّح فلاح، والسقيم سقيم، والدّواء دواء. قبل أن تحلّ الكارثة ويصبح الطبيب يحتاج الى من يعالجه ويُغذّيه بمادة السيروم، والدواء يحتاج الى من يداويه، و الإمام يحتاج إلى من يرشده ويوجهه، والشرطي يحتاج الى من يحرسه ويحميه، والقاضي يحتاج الى من ينصفه، والاعلامي يحتاج الى من يرفع انشغالاته، والأستاذ يحتاج الى يعلمه والأم تحتاج الى من يُربيها ...

كانت الأرض أرض والسماء سماء والبحر بحر. الأرض تنتج القمح والفواكه والحبوب تصدر الى فرنسا وحليفاتها... كانت الجزائر ورشة مفتوحة باختصار في كل المجالات، قبل أن تصبح الجزائر تستورد منظف المواخير. وقتها لم يكن الجزائريون يحلمون بالهجرة بقدر ما كان المهاجرون يحلمون بالعودة.

الآن وقد سقطت ورقة التوت التي كانت تغطي السوءات، من خلال الأنترنت، ومعها تهاوت الأقنعة، ولم يعد التخفي وراء تاريخ الثورة المجيد يجدي نفعا... ولا احتكار المعلومات والنشر، خاصة ممن استفادوا من الثروة وصنعوا خدودا وأكتافا ... مادام بعض أبناء الحركى قد استوزروا واغتيال قادة الثورة أصبح على المكشوف سواء أكان ذلك بالتصفية الجسدية كما حصل مع بوضياف... أو بالتجاهل...

بعدما خرج آلاف الشباب في الجزائر العاصمة، متجهين الى المركز الثقافي الفرنسي، وعشية ذكرى أول نوفمبر المجيدة، لنيل شهادة اعتراف تمكنهم من هجرة الجزائر والتحليق في سماء أخرى. عليك أن تسأل أيها المجاهد المحكوم عليه "بالاعدام ": عن أي سيادة وعن أي تحرير تتحدث ؟

ألهذه الدرجة يا جمال ولد عباس أصبحت تستهتر بالشعب؟ ففي وقت غير بعيد، أعلنت أن بوتفليقة سيقف على رجليه خلال مدة ، وأنك المخول للحديث عن صحته بحكم أنك طبيب... وها هي الأيام تجري، فلا بوتفليقة وقف على رجليه ومشى، ولا هو تحدث مع الشعب ولو بعبارة عيدكم مبارك كما يفعل بالميكروفون مع الأجانب.

وعوض أن تخجل، واصلت استفزازك للشعب الجزائري بقولك : جبهة التحرير هي الوحيدة التي تعرف هوية الرئيس القادم، وكأن الشعب قاصر ولا يحسن الاختيار؟ ورحت تربط تحرير الشعب الجزائري من الاستعمار بجبهة التحرير، وكأنك من طينة سي العربي بن مهيدي أو سي عميروش أو أحمد زبانة... الذين قدموا أنفسهم الزكية في سبيل الله والوطن؟ والخاص والعام يعلم أن بوتفليقة في الكثير من المرات يأت للعلاج في فال دوغراس وما أدراك مافال دوغراس، ويسمع الناس بخبر تنقله الى العلاج من خلال تسريبات.

لو كنت يا ولد عباس حقا طبيبا، والجزائر تمتلك مستشفيات بمقاييس دولية كما صرح من قبل وزير الصحة عبد المالك بوضياف...ما خرج أبناء المسؤولين ولا أقاربهم للعلاج في الخارج ... ولما رأيت قوافل الحراقة تتضاعف، وهجرة الأدمغة تتفاقم ...كان الأجدر بكم أن تتحدثوا حديثا موضوعيا، وتنسحبوا من الحياة السياسية التي شوهتموها، ودفعتم الشباب للعزوف واللامبالاة... وكان عليكم أن تورثوا ثقافة التداول والإستخلاف... ولكنكم للأسف أسأتم للشهداء ولجيل الثورة.

إنّ جيل الثورة جاهد من أجل استرجاع السيادة الوطنية، ومن أجل العدالة الاجتماعية، وبسط الحريات، وتحرير شمال افريقيا.
حالك يا ولد عباس اليوم وغيرك ممن لازالوا يعتقدون أن بوتفليقة سيكون رئيسا في عهدة خامسة، يحتاجون الى أطباء في الأمراض العقلية، ويحتاجون الى الصعق بالكهرباء على الألسنة والركل على الدبر...

أي منطق تفكرون به والكفاءات معطلة، والاطارات مهمشة، والعقول تطير الى الخارج؟ إذا كانت البرامج تحتاج الى تحديثات لمواكبة العصر، فكيف بنظام عاجزٍ عجزَ من يُمثله في كرسي لا يتحرك الا بمهماز وصورته تدعو للشفقة والرأفة ؟

نورالدين خبابه 05 نوفمبر 2017

إرسال تعليق

[facebook]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget