رسالة من جزائري الى الأشقاء في اليمن الجريح !

رسالة من جزائري الى الاشقاء في اليمن الجريج

كنا نقرأ منذ الصغر عن اليمن السعيد وعن الحكمة اليمانية و الركن اليماني...وكنا نقرأ قصة الملكة بلقيس...اليوم صرنا نقرأ عن اليمن الحزين واليمن الجريح !

استيقظنا اليوم على خبر إعدام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ، ويا له من خبر، جاء بعد الاحتفال بمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي جاء نورا  ...ومتمّما لمكارم الأخلاق ورحمة للعالمين...وفي آخر وصاياه أوصانا عن حرمة الدماء.

مهما كانت خلفية قاتل علي عبد الله صالح، ومهما كانت خلفية المستفيد من إعدامه... فالقاتل الحقيقي يريد أن يحكم اليمن باختصار. لأنه لم يستهدف مواطنا بسيطا بل استهدف رأس الدولة اليمنية حتى ولو أنه متنحيا.

أعذرونا أيها الاخوة في اليمن الجريح عن تقصيرنا تجاهكم، ليس نسيانا لقضيتكم ولا تجاهلا لها، بل جراحنا في الجزائر لم نعالجها بعد ولم نلملها ...ولازلنا نحاول أن نتعافى منها نهائيا ... وها هي سوريا وليبيا والعراق ومصر... ينزفون جميعا...ولسنا ندري من سيلتحق بالركب مادامت الآذان صماء والعيون عمياء.

كنا نظن أن ما وقع في الجزائر من تقتيل، سيكون درسا للجميع، كي لا يعيدوا مأساة الجزائر في أوطانهم ويخدموا بذلك أعداءهم...وكنا نعتقد أن ما حصل في العراق،سيسرع بوحدة الشعوب حتى لا تسقط في يد الغزاة الجدد ... وكنا نعتقد أن إعدام القذافي سيكون الدرس الأخير لحكام العرب والمسلمين...بعد إعدام صدام حسين.
وكنا نعتقد أن دماء الجزائريين هي آخر الدماء التي تسيل في الوطن العربي الكبير ... ولكن ماذا عسانا أن نفعل اليوم بعد إعدام علي عبد الله صالح؟

إنّ توقيت إعدامه لم يأت بالصدفة ولا بالعفوية، بل جاء ضمن سلسلة التصفيات...وهو نتيجة لمواقف بعض الرؤساء من قضية فلسطين تحديدا....حتى ولو كان منفذ الاعدام عربيا.

فقضية فلسطين هي التي كانت سبب مقتل هواري بومدين وجمال عبد الناصر والملك فيصل ، وصدام حسين وياسر عرفات ومعمر القذافي...

لم أكن شخصيا أخوض في القضية اليمنية، بل كنت ولا أزال أتمنى أن يتعظ الاخوة في اليمن بما جرى في الجزائر والعراق، وأن لا ينخدعوا بالديمقراطيات المزيفة...لأن الانتصار لطرف ضد الآخر سيزيد من تعميق الجراح ومن استمرار النزيف الدموي...ويعطي الفرصة لهواة  الفتن والمرتزقة   لنفخ لهيبها.

ها أنتم تسقطون أيها الاخوة في وحل الطائفية في اليمن الشقيق، هذه الطائفية لم تسقط عليكم من السماء، بل جاءت وفق مخطط لتقسيم اليمن وإدخاله في صراعات لتمزيق الممزق وتشتيت المشتت... حتى يستمر الشرخ العربي و يكون اليمن بوابة لفعل الأفاعيل بالسعودية.

كان بالأمس بعض الدعاة يضربون بكم المثل في السلم فماذا تركتم لهم اليوم أن يخطبوا فوق المنابر  بعد الاقتتال الدائر هناك؟
ان من استهدف وحدتكم، أراد أن يحول اليمن السعيد الى اليمن الحزين...حتى يشكك في عقيدتكم، ويفتنكم في دينكم، ويبدل حكمتكم الى تهور وجنون...وقد أفلح في مخططاته الى حد الساعة...فهل أنتم منتهون؟

أيها الاخوة اليمنيون: إن الحلّ يكمن في تحكيم العقول وفي  رأب الصدع وتحقيق المصالحة الحقيقية بين أبناء اليمن الواحد، المصالحة هي التي تضمن وحدتكم وتحميكم من الاندثار...فسارعوا اليها قبل أن تجدوا أنفسكم لاجئين مشردين في أوطان الناس...

نورالدين خبابه 04 ديسمبر 2017

إرسال تعليق

[facebook]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget