شبهتك بالطفل الرضيع، لأن كلامي لن تستوعبه الا بعد أن تصل الى مرحلة الرشد. "أي بعد عشرين عاما من الآن".
يا ولدي: لو كانت الأمور تقاس بأن صاحب الأغلبية هو الذي يسير في الطريق الصحيح، ما قال الله تعالى في محكم تنزيليه: "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله". ولما قال: "وكثير منهم فاسقون"...وقال: "وأغلبهم لا يعلمون"...وقال: تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى...الخ.
يا بني: لو كانت الأمور تقاس بأن الأغلبية هي التي تسير في الطريق الصحيح، لما خرج رجال معدودون على الأصابع وأعلنوا الثورة...
يا بني: لو كانت الأمور تقاس بالأغلبية ...فالذين تراهم اليوم لا يساوون شيئا مما كنا نراه ونعيشه في التسعينيات، لما كانت كلمة واحدة من علي بن حاج أو عباسي مدني كافية أن تملأ ملعب 5 جويلية...انظر أين تلك الأغلبية ...حتى ناس بكري قالوا: كمشة نحل خير من شواري ذبان.
يا ولد الناس: لما كان العبد الضعيف يتحدث عن الفساد وعن الاجرام وعن كبار الطغاة في الجزائر في الأنترنت ...لم يكن أحد من الذين تراهم اليوم يحتضنون الشاشات، ولهم ملايين المتابعين في الفاسبوك...وغيره من المواقع. لم يكن أحد منهم يعرف الأنترنت أصلا...أغلبهم ظهروا بعدما هرب بن علي وكثير منهم مخبرين في ثوب معارضين ومحاربين للفساد.
أنا لم أفشل يا ولدي ولست مسئولا أبدا عن النتائج. أنا مطالب بالسعي للمشروع والله الموفق. ابن باديس لم يحضر الثورة. مالك بن نبي كان يؤلف كتبا ويقول: أعلم أنه لايقرأ لي أحد...ولكن سيأتي جيل وسيفهم كم كنت أعاني مع هؤلاء القوم.
مشروع المصالحة يتطلب رجالا صادقين ومخلصين وليس بلطجية ورعاع ووووووو. نحن ورثنا وضعا كارثيا. ولنا الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في ايقاظ الكثير من النيام، وكل المنصفين يشهدون بذلك.
نحن من تعدى الخطوط الحمراء لما كان من بين هؤلاء يخدم في السلطة...نحن من فتح باب التحقيقات في المجازر، وباب الشهادات في حوارات مباشرة لم يعهدها الاعلام من قبل...لما كان من يتحدثون اليوم لا يعرف كيف يشغل الهاتف إن كان لديه هاتف أصلا...
العبد الضعيف هو من شرع في ازالة اللثام ومعي الأخ أحمد شوشان....وكل ما جاء بعد الذي قمنا به من نقاشات وحوارات وتوجيه ... هي ردود أفعال هدفها هو ابعاد الناس عن الحقيقة...مع ما يحسب لأصحابه من مساهمات....نحن من أزال اللبس وساهم في رفع درجة الوعي فيما تعلق بالمأساة وجذورها ...ونحن من هدم الأصنام...ونحن من كسر الطابوهات.
يا ولدي: نحن لانبحث عن الكثرة بقدر ما نبحث عن النوعية والقلة الواعية النافعة.كنت أردد دائما اضمنوا لي 12 رجلا أضمن لكم التغيير...منذ شروعي في النشاط لم أجد 12 رجلا من الذين أبحث عنهم. لما تعرف قيمة الرجال ساعتها تستوعب ما أقول.
لو كنت أريد الشهرة، لدي أشرطة بالصوت والصورة ، مجرد نشر شريط يخلط الأنترنت.يلزمك عملية الفطام وبعدها أبدأ تحبو ولما تصل مرحلة الرشد ستذكر كلامي ... نورالدين خبابه 03. أكتوبر 2018
إرسال تعليق