Articles by "صرخة"


ليعذرني القارئ مرة أخرى لنبل مشاعره تجاه الجزائر، ولقساوة العنوان عليه، هذا الذي يصف حال فئتين من الناس تقاطعت تحركاتهما، وليعتبره صرخة أو وخزة إبرة أو لسعة نحلة لإيقاظ النائمين،  وأعده أن الغرابة ستزول بعد حين عندما يتضح المشهد، وليعذرني معه شرفاء الحراك من الجزائريين والجزائريات الذين كانوا ولايزالون ينشدون التقدم والازدهار وجزائر جديدة بالأفعال وليست بالأقوال وكل الغيورين عن الوطن المفدى والشرفاء والأحرار في كل موقع إن كنت سببت لهم إزعاجا في هذه الأوقات.

لست هنا لأسرد عليكم محاور عن الصهيونية وطرقها ولا عن برتوكولات حكماء صهيون، ولا لأضع لكم ملخصا عن كتاب الأعمدة السبعة  الذي يروي تفاصيل عن لورانس وكيف اخترق الجزيرة العربية أو أعطيكم نبذة عن كتاب الصحفي البريطاني جيمس بار "خط في الرمال" الذي  كشف الستار عن المؤامرات التي استهدفت العرب في الشرق الأوسط وقسمته الى جهتين وأعطت فلسطين للصهاينة واستخدمت الهاغانا في حربها...ولازلنا نتجرع علقم تلك المخططات الجهنمية الى تاريخ اليوم، وإنما لأحذركم من صهاينة الحراك الشعبي في الجزائر فهم أعين صهيون الساهرة لضرب الجزائر و خدمه المصون لاسيما وأن للجزائر قصة مع فلسطين لاتمحى.


لم تعد الثورات في عالم اليوم تحدث كما كانت في السابق، بسبب احتلال الأوطان بالجنود والعتاد والسلاح لاستغلال الثروات... بل أصبحت ثورات من نوع آخر، والاحتلال أضحى عبر احتلال العقول عن طريق الذكاء الاصطناعي.

 

الجزائر: تجدّد الصراع على السلطة

أطلّ الحراك الشعبي في الجزائر في فبراير/ شباط 2019، كنتيجة منطقية لتراكمات سلبية وترسبّات على أصعدة مختلفة، منها التسيّب والتردّد والتناقض في أجهزة الدولة. وهو أمر بدا واضحاً من خلال عدّة قرارات اتخذتها السلطة، وأدّت في مجملها إلى الانفجار الشعبي الذي كان مطلبه بدايةً، توقيف العهدة الخامسة للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، قبل أن يرتفع سقف المطالب بمجرّد إعلان "استقالته".

كان الحراك سلمياً ونموذجياً، وثمّن المخلصون في الجزائر، وكلّ المحبين لشعبها، الموقف الذي اتخذه قائد الأركان الراحل أحمد قايد صالح، والذي صرّح وقتها، بأنّه لن تسيل قطرة دم واحدة ما دام هو من يقرّر، ما شجّع الكثيرين على الالتحاق بالحراك، وطمأن عامة الشعب، بأنّ قيادة الجيش  حامية الحراك ومواكبة لمطالب الشعب.

ازداد زخم الحراك، وتوّسعت دائرة النقاش في الساحات العامة، وتراجعت الهجرة غير النظامية التي كانت قد تسارعت قبل تلك السنوات، وبدأ الشباب يستعيدون الأمل وظهرت مبادرات مختلفة، فيما كلّ الصادقين ينشدون جزائر النهضة، جزائر الجميع.

لكن ثمة صراعات ظهرت، من خلال الأدلجة التي استُعملت في الحراك، لها خلفيات تمتدّ إلى ما قبل ثورة التحرير، وتمثّلت باجترار شعارات تطعن في هوية الشعب المشتركة، وتثير مواضيع ليست من أولويات الشعب، وتمّ استخدام رايات ساهمت في الاحتقان، وبرزت شعارات معادية للجيش، لها علاقة بأرضية مؤتمر الصومام الذي انعقد أثناء الثورة سنة 1956 بخصوص ما جاء به، المناضل والناشط السياسي عبان رمضان، حول أولوية السياسي على العسكري، والتي كانت سبباً في إعدامه بالمغرب من طرف الباءات الثلاث، كريم بلقاسم، بوصوف، بن طوبال.

وكنّا قد نشرنا في كتابنا "المصالحة الجزائرية" في سنة 2014، وثائق سرّية للغاية تابعة للمخابرات السويسرية، تفيد بأنّ المخابرات الأميركية، ومعها الفرنسية، كانتا تسعيان لإيصال شخصيات إلى سدّة الحكم، لها توجه غربي، أو في خدمة الغرب، وفي أحسن الظروف شخصيات ذات توّجه إسلامي، لا تقدّم ولا تؤّخر.

وأدّت تلك الصراعات حول السلطة إلى إصدار قرار بإقالة هيئة الأركان للتحكّم في مسار الثورة، مما دفع بهواري بومدين وأحمد بن بلة إلى مواجهة تلك المجموعة، وتأسّست بناء على ذلك، جمهورية لم تلب طموحات الشعب، لتبقى الصراعات متجذرة حتى تاريخ هذا اليوم. وتكفي الإشارة إلى استقدام محمد بوضياف وعلي هارون في التسعينيات، بكلّ ما لهما من علاقة بالصراعات القديمة تلك.

واليوم، ومع إيصال الرئيس، عبد المجيد تبّون، إلى سدّة الحكم، ووفاة قائد الأركان في ظروف غامضة طَرحت العديد من الاستفهامات، وعودة وزير الدفاع السابق، خالد نزار، الذي كان هارباً في إسبانيا بعد الحكم عليه بـ 20 سنة، لاسيما وأنّه أطلق تصريحات هدّد فيها قائد الأركان وأخرج قائد المخابرات من السجن محمد مدين، المدعو توفيق، مقابل إدخال جنرالات آخرين إلى الزنازين، ممن كانوا محسوبين على جناح قائد الأركان السابق أحمد قايد صالح... ليتصدّع الحراك الشعبي في النهاية ويخيب أمل الكثيرين.

الآن، وبعد بروز تسريبات جديدة صوتية، ومنها ما يخصّ رئيسة الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، سعيدة نغزة، حول تقرير قدّمته لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبّون، حول الوضع الاجتماعي في الجزائر، ونشر مقالة على وكالة الأنباء الجزائرية تهجوها وتشير إلى أيادٍ تقف خلفها... ها نحن نعود إلى نقطة الصفر، لاسيما، وأنّ التسريب الصوتي الذي نُشِرَ يهدّد المدير العام لوكالة الأنباء الجزائرية، ويتوّعده بخلع ملابسه في ساحة الشهداء، بالاستناد إلى قبعة الجيش.

كلّما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية في الجزائر، طفت إلى السطح تلك الصراعات القديمة حول هوية الشعب والثورة والفساد والابتزاز... وها هي مواقع التواصل تُستخدم الآن في الحرب القذرة لتُساق فئات من الشعب لمساندة هذا والهجوم على ذاك، بعيداً عن النقاش الجاد بخصوص مشروع مجتمع ينهض بالجزائر، ويقضي نهائياً على تلك الصراعات التي عطلت البلاد.
نورالدين خبابه 23 سبتمبر 2023

تملكني شعور رهيب قبل أن أخطّ هاته الكلمات، وقبل أن تخرج لويزة حنون من سجن البليدة العسكري  بساعات، وشعرت بغيظ كبير يكاد يخنقني...

وازدادت حدّة الغيظ بعد خروج لويزة حنون من السجن وأنا أراها محاطة بمناضلي حزبها في مكتبها، وهي تحمل هاتفها وتبتسم ابتسامة عريضة يمينا وشمالا وتتواصل مع زهرة ظريف التي ساندتها في محنتها ومن وقفوا معها.

 تساءلت مع نفسي: أين الرجال من حولي؟ أم ينتظرون حتى أعود  إلى الجزائر بعد هاته السنوات ... وأحضر لهم زردة كبيرة يأتون يأكلون فيها المشوي ويشربون ويرقصون...

لا أحد من الجزائريين العاقلين قال أن الرئيس الأول "للجمهورية الجزائرية الناشئة سنة 1962 " أحمد بن بلة تم انتخابه بطريقة نزيهة وشفافة وفي ظل تنافس شريف مع منافسيه...وفي المقابل: لا يُنكر أحد ممن عايشوا بداية الاستقلال أن فرحات عباس هو أول من فاز بالانتخابات في المجلس التأسيسي الأول قبل أن يُدفع الى الاستقالة.

لا أحد من العارفين والعارفات بتاريخ الجزائر ومن عايش الستينيات...يُنكر أن الرئيس "هواري بومدين" لم يصل الى السلطة سنة 1965 بانقلاب عكسري...

لا أحد من الجزائريين يُنكر أن الرئيس الشاذلي بن جديد لم يتم اختياره سنة 1979 من قبل قيادة الجيش لحسابات سياسية وعلى رأس من اختاروه مدير المخابرات آنذاك" قاصدي مرباح"...

لا أحد من قادة الأحزاب والمسئولين المتعاقبين أنكر بالأدلة أن الجبهة الاسلامية لللإنقاذ لم تفز بالانتخابات البلدية سنة 1990 والانتخابات التشريعية سنة 1991...

كنت أودّ التطرّق لهذا الموضوع الشائك في الأيام الأولى من الحراك الذي جاء كنتيجة... ولكن ارتأيت أن أترك عامل الوقت ليبث في بعض القضايا ويعرّي الانتهازيين والوصوليين والمتلوّنين وبائعي الأوهام على حقيقتهم، ويظهر في المقابل أصحاب الرأي الثاقب والرؤية السديدة، وأصحاب المبدأ وأصحاب القضية، ومن يضعون المصلحة العليا فوق كل الاعتبارات مهما كانت الاختلافات.

كذب من يقول أن الحراك في الجزائر انتهى بمجرّد تدخّل قيادة الجيش وفرض الأمر الواقع وذلك بتحديد موعد الانتخابات وتهيئة الظروف لمرشح بعينه... أو سينته بمجرّد انتخاب رئيس أو برلمان.

لم يجف تراب قبر عياش محجوبي، الذي توفي في قرية أم الشمل بولاية المسيلة في ظروف غامضة داخل أنبوب. وظل معظم الجزائريين صغارا وكبارا يترقبون انقاذه...علهم يستعيدون بصيصا من الأمل الضائع في ظل الاحباط المستشري وتفاقم اليأس وانسداد الأفق... ففارق الحياة.
و لحقه أحد الشيوخ من نفس الولاية...وقد سقط في بئر...و من بعدهما شباب في مقتبل العمر ابتلعتهم حفرة في ولاية الأغواط...

وها نحن نستيقظ هذا الأسبوع على خبر فقدان محمد عاشور، أحد أعوان الحماية المدنية بولاية البويرة وهو في العشرينات من عمره، كان يسهر على فك الاحتقان وتسريح المياه التي تجمعت ... فجرفته المياه ورمت به الى المجهول.

ولاتزال الى حد كتابة هذه الأسطر فرق الانقاذ مجندة تبحث عنه ومنهم غطاسون، وكلاب مدربة مساعدة للبحث، ولسنا ندري ماذا تحمل الأيام القادمة من مفاجئات، لاسيما وأن أمواج البحر العاتية أصبحت تخرج لنا مرة وأخرى شبابا أرادوا الهجرة الى الضفة الأخرى بحثا عن أمل، وتلقي بهم الى الشواطئ...

أي وضع هذا الذي نحياه؟ إذا كان الطبيب في الجزائر الذي هُشم رأسه يا سادة، بعدما خرج يطالب بحقوقه ... يبحث عن طبيب يداويه ويشدّ من أزره ويخيط جراجه الغائرة، ويمده بمادة السيروم ليتغذى بها ويواجه تلك الصدمات...
وإذا كان القاضي في الجزائر يبحث عمن ينصفه، والاعلامي الذي يخرج لتغطية حدث، ويرفع انشغالات أصحابه الذين يحتجون عن أوضاعهم...يجد نفسه مقيدا بالسلاسل والأغلال ويساق الى الزنازين...ومن ثمة يخوض اضرابا عن الطعام كي يرفع انشغالاته...


من مؤتمر الصومام الى مؤتمر الجزائر !

قام بعض الشباب الجزائري من المتحمسين، وأخذوا  زمام المبادرة من  يد الزعيم الجزائري مصالي الحاج، وفجروا الثورة في أول نوفمبر سنة 1954 .
هاته الثورة، أربكت فرنسا ومن سار معها، بعنصر المفاجأة... وجعلها تعمل ما في وسعها لوأد الثورة في مهدها، أو على الأقل تحريفها عن مسارها أو اختراقها وشيطنتها كما تبين ذلك في محطات عديدة...ويكفي الاشارة لقضية لابلويت.

بعد عامين من اندلاع ثورة التحرير ... عاشت الجزائر بعد انعقاد مؤتمر الصومام  في 20 أوت 1956 منعرجا خطيرا... ترتبت عنه نتائج وخيمة كما سيأتي بعد حين.
وكاد أن يؤدي هذا المنعرج  ...الى رهن الجزائر الى  أجل غير مسمى، لو لا تفطن  بعض المخلصين من أبناء الجزائر، وانقاذ الثورة من مخالب المستعمر الذي لم يفوت فرصة الا ووضع بصماته فيها، من خلال التضليل والاختراق والاغراء وشراء الذمم.

أقول: المنعرج الخطير... لأن بعض ماجاء في قرارات المؤتمر منافي  للنهج الثوري المعلن آنذاك،  وأعني تحديدا ..."اعطاء الأولوية للسياسي على العسكري"...

انكسار أمّة وتضميدها بين سقطة المصري محمد صلاح وصعود المالي مامادو غاساما !
كم كانت صدمتي كبيرة وأنا أتابع تعليقات مختلفة ، حول ردة فعل الجمهور العريض في الوطن العربي  الكبير ، بعد اصابة  اللاعب المصري محمد صلاح...شفاه الله، والذي يلعب لفائدة فريق ليفاربول ....وكذا التأثر البالغ  لانهزام فريقه وفوز ريال مادريد بالكأس...وعدم الاكتراث في المقابل  لما يجري في الأمة من كوارث  تشيب لها الولدان...وكأن كسر لاعب يفوق عند هؤلاء القوم  انكسار أمة؟

احترت في البداية لاختيار عنوان المقال، كيف سأخطه، هل لكسر محمد صلاح...؟ أم لانكسار الأمة التي تترنح تحت ضربات الجهل والتخلف واللامبالاة والتبذير والظلم...؟
وبينما كنت أجمع شتات ألفاظي وألملمها من التيهان ،شاع فيديو في الأنترنت  بفرنسا  لأخ مالي يدعى  مامادو غاساما...والذي جعلني أعيد لكلماتي وعباراتي  ألف حساب.

فبعدما كان مقالي يتجه الى العتاب  عما يجري في الأمة من كوارث، والى اين وصلت الرداءة في أمة اقرأ...
سمعت صحفيا وعلى قناة فضائية مصرية ، وعوض أن يكتم غيظه راح يدعو المصلين في رمضان أن يدعو في صلاة الفجر أن ينتقم الله من لاعب في ريال مادريد الذي تسبب في كسر المصري محمد صلاح...وكأن هذا اللاعب لو فاز بالكأس كما فاز بها زين الدين زيدان وبن زيمة...كان سيجلب الكأس لمصر مثلما جلبها زيدان وبن زيمة للجزائر؟

أيتها التلفزة: عودي بنا الى جزائر الأمس فلعلّ وعسى !

كيفما أردتم تسمية شعوري هنا، وكيفما استقرأتم واستنبطتم  الأحكام من خلال مفرداتي وعباراتي ... صدقوني ودون لف أو دوران:  لم تعد القنوات الفضائية مجتمعة   تغريني لمشاهدتها، منذ سنوات،  مهما قدمت من برامج ومهما بلغت استوديوهاتها من شساعة ومن وسائل ومهما نوعت من صحفييها...ومهما حاولت رفع شعار التنوع  والحريات...ليس لأني أحن الى عهد الحزب الواحد والرأي الأوحد ، بل هناك فروقات كبيرة لا يفي الموضوع لحصرها.

 لقد انخدعنا ببعض القنوات الفضائية في البداية، ولكن ما يجري في الوطن العربي من مآسي ودموع،جعلني شخصيا أمقت هذه القنوات وأغير رأيي فيها الى أن تغير خطها.


يعلم الله أنني كنت ضدّ تعيينك كرئيس للمجلس الأعلى للدولة السابق رفقة خالد نزار ومساعديه في وقتها، سواء الذين ظهروا في وسائل الإعلام أم الذين اختاروا العمل وراء الستار، وكنت من بين المواطنين غير المُعترفين بحكمك، وكنت على يقين أنك ستوضع في الأرشيف أو يكون مصيرك مثل بوضياف…

إنّ بعض الجهلة اتهموني وقتها بأنني ضد العائلة الثورية، ومن المُشوّشين، بل من المُحرّضين على الفوضى، ومنهم من أراد إدخالي السجن بوشايات كاذبة لدى مصالح الأمن…



ما سأرويه لكم في هذا المقال المختصر، ليس من نسج الخيال، ولا محاولة  مني لتشويه صورة فرنسا، ولا سردًا لقصص عن حقبتها الاستعمارية المسعورة، وما فعلته في الجزائر، وافريقيا، في القرن الماضي ...

بل هو  واقع معاش في فرنسا الحالية، حيث الحضارة  والمدنية،  والعدل والمساواة، والأخوة والتسامح...وحقوق الإنسان.

عندما ترى دولا كيف كانت الى وقت قريب وكيف أصبحت،  مثل سنغافورة وماليزيا ....وتقارن بينها وبين الجزائر، وتسأل نفسك في حيرة : هل تمتلك  هذه الدول الإمكانيات التي بحوزة الجزائر سواء ما تعلق الأمر بشساعة الأراضي أو بخصوبتها، أو بالمياه الجوفية، أو الطقس، أو المعادن، أو الإمكانيات البشرية و المادية ... ؟ترى بأن هذه الدول لا تمتلك ربع ما تمتلكه الجزائر .
 وعندما تراها قطعت أشواطا في مجالات عديدة، سواء تعلق الأمر بالعمران أو بالعدالة الاجتماعية، أو في الصحة والتعليم أو الاتصالات أو النقل  أو في البيئة ...الخ ....




 ينتابك الحزن والأسى لما وصلت اليه الجزائر ، وما وصل اليه أبناؤها من يأس واحباط  ...حتى وصل الأمر بشباب في مقتبل العمر، يحرقون أنفسهم أو يقطعون البحار طمعا في لقمة العيش...

بعد شرب (حليب) التيس في الجزائر، ترقبوا شرب بول الكلاب والحمير !
يقول المثل الجزائري: همّ يضحك وهم يبكي !

عشية 2018، حيث تحتفل بعض الأمم التي تعرف قيمة مواطنيها، بما توصلت اليه من تكنولوجيا في مجالات مختلفة، ومن إنجازات في عدة تخصصات...وتعتزم استقبال السنة الجديدة بمشاريع مغرية...تطلّ علينا قناة النهار...في واحدة؛ تحدثنا عن اكتشاف (حليب) التيس لمعالجة العقم، والسرطان، والأخرى، عن اكتشاف دجاج أسود...لعلاج عدة أمراض مستعصية، عجز العلم حتى الآن أن يجد لها علاجا...ووصل سعر الدجاجة الى سعر سيارة !وبيضها الى سعر كبش العيد... ! وفي وقت يتحدث الناس عن التقشف وعن الأزمة المالية...وعن العلم والتطور !



لو أجرى استفتاء شعبي في شمال الجزائر أو جنوبها وفي شرقها أو غربها حول وحدة الشعب ومقدساته، وحول تصالح الجزائريين فيما بينهم، بل لو أجرى الاستفتاء في الأماكن التي يزعم دعاة الانفصال أنهم يمثلونها، ما اختار الشعب الجزائري طريقا غير طريق الوحدة.
فوحدة الوطن والتعايش السلمي هما بمثابة عيش السمكة في الماء بالنسبة للشعب الجزائري.
إنّ المواطن الجزائري بفطرته يكره الظلم ويكره الاحتقار، ويُحب اللحمة ويحب الألفة والعدل والأخوّة والتسامح...
شعب عجز المُستعمر عن تقسيمه ، فاستعمل معه كل الوسائل الشيطانية لإبعاده عن معتقداته، وحاول تنصيره وقطع لسانه بقوة الترهيب والترغيب، لكن المستعمر خرج صاغرا في النهاية تاركا عملاءه يقومون بمهمة التقسيم.


إبليس معروف كما عرفه القرآن ولا نضيع أوقاتنا للتعريف به فيكفي الإشارة للبيب يفهم، إنما حديثي عن أنيس. فالأنيس كلمة تدعو إلى الأنس والى الأمان واللطف، وقد تأنسه وتأمنه عندما يكون الإسم مطابق للمسمى.
لقد تسمى أنيس الذي نريد أن نتحدث عنه في موضوعنا هذا، ونريد في النهاية أن نطرح هذا التساؤل المنطقي بعد أن نعطي أمثلة ونترك الحكم في النهاية للقارئ أن يحكم بنفسه، من خلال ما يقرأه كل يوم لأنيس ، وبدون إطالة نتعوذ بادئ ذي بدء بالله من إبليس وشره ومكره ونفثه وهيا بنا لإعطاء لمحة عن أنيس فلعل من هم على شاكلته يبلغونه هذه الكلمات.

هو إذن أنيس رحماني مدير جريدة الشروق الحالي ، عرفنا جريدته الآن في وقت ما بخطها الوطني وهاهي تتحول إلى جريدة استئصاليه كباقي الجرائد المعروفة بخطها منذ أن وصل إلى قيادتها أنيس الذي كان يعمل في جريدة الخبر كصحفي وهو المعروف بأخباره الأمنية وتعليقاته الصحفية ومصادره المقربة والموثوقة والمؤكدة.


حسب المعلومات المتوفرة والمتاحة لكلّ إنسان أنار الله بصيرته وأراد البحث أو الاطلاع، فإنه لايزال البحث عن ايجاد علاج لداء السرطان القاتل جاري الى حد كتابة هذه الخربشات...

ومن الواضح بالعين المجردة والعقل الرصين، أن المصابون بداء السرطان يستعملون كل السبل لايجاد دواء يمكنهم من محاربة السرطان، والبقاء أطول مدة على قيد الحياة... فيستعملون الأشعة والمواد الكيميائية  ويبحثون عن أي خيط أمل يقيهم من الآلآم...وقد خصصت جمعيات للتضامن معهم ...



كغيري من الجزائريين، طالعتُ الرسالة المفتوحة التي وجّهها إخواننا في أغريب الجزائرية المسلمة، إلى أعلى سلطة من المفترض في البلاد، يطلبون فيها النجدة والتدخل السريع. شعرتُ بالألم والحسرة وتساءلت كغيري من الجزائريين، أين  الدولة؟

ذهبتُ للبحث في بعض المواقع الحرّة فعثرت على بعض التسجيلات يعود تاريخها إلى شهر جانفي 2009 وآخر لشهر فيفري، لم تطاوعني نفسي في البداية للتصديق لما شاهدته من تدمير وحرق لبيت من بيوت الله، وأين؟ في جزائر العزة والكرامة وارفع راسك يابّا؟ جزائر عميروش، جزائر لالة فاطمة نسومر، جزائر المقراني، جزائر الورتلاني.

الله الله عليك يا جزائر، يُدشّن مسجد في فرنسا وآخر في أمريكا، وآخر في أستراليا، اختلط عليّ المشهد وظننتُ أنّ ما حدث ليس في جزائر ابن باديس والإبراهيمي وإنما في فلسطين الجريحة المحتلة أو في العراق المغتصب، بدأت الأصوات تقرع رأسي كأنها طبول، بتر النشيد الوطني، نزع كلمة شعب الجزائر مسلم، حرق العلم، تدنيس المصاحف، قتل عائلة بأكملها، بقر حامل، سحل شيخ عجوز، قطع رأس جنين في بطن أمّه، قتل طفل وحشوه بالمخدرات...


الحديث ليس عن اللاجئين الفلسطينيين الذين أرغمهم الاحتلال الصهيوني الغاشم على الهجرة، ولا الحديث عن الشيشان الذين طردهم الروس من ديارهم وأُخرجوا بغير حق، ولا عن الأفغان والعراقيين الذين اغتصبت أراضيهم من طرف الأمريكان الغزاة الذين نكّلوا بجثثهم...
وإنّما عن جزائريين مجاهدين وأبناء مجاهدين وأبناء شهداء، أرغمتهم الظروف ليفرّوا بجلودهم من الجحيم الذي عاشته الجزائر، بعد الانقلاب على الإرادة الشعبية.

ذلك الانقلاب الذي لازلنا لم نتخلص من تداعياته إلى اليوم، ولعلّنا نعيش هذه الأيام ذكرى اغتيال سي الطيب الوطني، الذي عاد من اللجوء بالمغرب بعد غياب دام طيلة 27 سنة، ليجد نفسه أمام عصابة مجرمة اغتالته على الهواء وأمام أعين الشعب، ولازال ملفّه أحد الطابوهات، لم يفتح إلى اليوم.


ينطبق ما نقوله في هذا المقال على كثير من الدول سيما منها التي  تُلقّب بدول العالم الثالث، ولكن طالما قرّرت أن أخصّص جُلّ جهدي نحو بلدي الجزائر، فسأكتفي بضرب أمثلة واسمعي يا جارة.

منذ أن فتحت عيناي وتعرّفت على معنى الاستثمار، أسمع الكثير من الناس يتحدّثون عن الاستثمار ودائما ما يقرنون الاستثمار في كلامهم بجانبه المادي، وإذا أردت مناقشتهم في هذا الموضوع  الهام والإستراتيجي  تجدهم يعنون الاستثمار الأجنبي.

وكأنّ الاستثمار المحلّي لا مكان له من الإعراب. بمعنى: أن يُفتح المجال للشركات الأجنبية أن تلج أرض الجزائر وتعطى لها جميع التسهيلات، فتُباع لها الأراضي بدنانير رمزية، أو تُمنح لها بالمجّان، مقابل أن تمضي عقودا حتى ولو كانت هذه العقود كاذبة.وقد يتفاجأ القارئ غير العارف بما يجري ويعتبر حديثي تحاملا أو مبالغة، والعارفون بخبايا الأمور يدركون بأنّ إمضاء بعض الصفقات هو للاستهلاك الإعلامي ليس إلّا.

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget