Articles by "نظرات"

الاستيقاظ الممنوع هو ليس الاستيقاظ الطبيعي من النوم، وإنما الاستيقاظ من السكرة الدائمة، والتضليل والتخلّف والإلهاء والعاطفة و...

ومن يمنعون الناس من الاستيقاظ هم من يقومون بحشو العقول سواء بالمذهبية الضيقة أو الطائفية الممقوتة أو الحزبية التي تخدم العصبيات، والأهواء باسم الإسلام أو باسم الديمقراطية، أو بالوطنية الزائفة التي تدغدغ العواطف وتخدم المصالح والفئات والاشخاص، أو باسم الحضارة والتمدّن...

لقد أرادت الأنظمة الفاسدة المفسدة لشعوبها، أن تظل هائمة نائمة وأن لا تستيقظ أبدا من سباتها، وكلّما حاولت أن تستيقظ وأن تصحو وتنهض، سارعت هذه الأنظمة لإبقائها في حالة النوم، وكل من صحا وأراد إيقاظ صاحبه من نومه اتّهم بالإرهاب وبالتحريض والزندقة والتخلّف والرجعية و... وحيكت ضدّه كل أنواع التهم حتى يُمنع من الحديث والتواصل مع من يعتبرهم نيام...

لو كانت محاربة الغش لخمسة أيام فقط في الجزائر علامة للصدق والأمانة والصرامة والحزم والتضييق على الغشاشين... والضرب بيد من حديد على أياديهم... لاحتلت الجزائر المرتبة الأولى في مكافحة الفساد عالميا ولنال مسؤولوها جائزة دولية، ولأصبحت مرجعًا في الأخلاق... ولكن ماذا عسانا أن نقول عندما يدّعى الغشاش محاربة الغش؟

وأنا أتابع ما يحدث في بلادي، عن طريق موقع الفسبوك، من تعليقات ساخرة وردود فعل متباينة حول حجب بعض المواقع بسبب منع انتشار الغش فسبوكيا... تألمت للوضع المتردّي الذي آلت اليه الجزائر، ومستوى الغش الذي وصلت اليه على كلّ الأصعدة...

لم أتفاجأ بداية بكسر الحواجز التي أقامتها الحكومة لمنع الجزائريين من الولوج الى موقع الفسبوك و بعض المواقع التفاعلية لعدة أيام ، كما لم أتفاجأ بردّة فعل الجزائريين بمجاهرة العصيان والتحدي الذي رفعوه، فالقطيعة بين المواطن ومن يحكمونه ليست وليدة أسئلة البكالوريا، بل تمتد الى أمدٍ بعيد ، لكن ثمة أسئلة تطرح نفسها.

لا أحتاج الى مقدّمات، ولا إلى تهيئة نفسية حتى أحضّركم لقبول ما سيأتي من مفردات وعبارات، ولا إلى كلام معسولٍ، حتى أغري أعينكم وأطرب أسماعكم... ولا إلى غمزٍ أو لمزٍ ... فاللّبيب بالإشارة يفهم.إلى كلّ الذين يحاولون الاستثمار في مآسينا وفي صراعاتنا، وفي أفراحنا وأتراحنا، وانتصاراتنا وهزائمنا، وصعودنا ونزولنا...وصحوتنا وغفوتنا....من أعدائنا أو من أشقائنا أو من جيراننا أو المحسوبين علينا... واستغلال ذلك من أجل ضرب وحدتنا وتمزيق صفوفنا... إلى كلّ اللذين يحزنهم فرحنا ويسرّهم إحباطنا ويأسنا وبكاؤنا...الى كلّ الذين ينتشون فرحًا عندما تحلّ مصيبة بنا...

الإخوة الأكارم؛ الأخوات الكريمات... ها هي سورية تُذبَحُ وتُبَادُ كُلَّ يوم، وأصبح الصّمت جريمة لا تغتفرُ في هذا الوقت، سيما أنّ القاتل مُسْلِمٌ سوري والمقتول كذلك.
ولهذا أردت أن أقوم بواجبي كمواطن جزائري اكتوى بنار الفتنة، وأبعث لكم هذه الرسالة، ولا أبتغي من ورائها إلاّ رِضَى الله.

إنّ ما يقع في سورية من جرائم ومن تخوين وتكفير وتصفية حسابات، وقتل عشوائي من الطرفين - حسب وجهة نظري -، وقع في الجزائر أثناء التسعينيات مع الفارق طبعا، لأنَّ ما وقع في الجزائر كان بعد مصادرة اختيار الغالبية من الشعب، الذين انتخبوا بحرية آنذاك الجبهة الإسلامية للإنقاذ وأنا واحد منهم.


كنا صغارا نلعب في الوديان... وعند عودتنا، نصادف في الطريق أحيانا بعض أشياخ المنطقة ببرانيسهم البيضاء الساطعة، ونحاول أن نتخفى عنهم  من الحياء، فيسأل بعضهم عنا والابتسامة تعلو محياهم، ويطرحون بعض الأسئلة عنا لمعرفة قدرة ذكائنا واستيعابنا للأشياء ،وشطارتنا... وعند الإجابات الصحيحة المتتالية، التي تكون عادة حول حفظ بعض سور القرآن الكريم، يقول لك الشيخ: زيد يا بوزيد، أي هات ما عندك من زاد.

حديثي هذه المرة عن ظاهرة في الجزائر قلّ نظيرها، وتتعلق بـــــ بوبكر بن بوزديد، هذا الوزير فوق العادة، الذي لم تؤثر فيه استقالات الحكومات أو إقالاتها، ولا ذهاب الرؤساء المعينين، ولا الاغتيالات، وظل صامدا صمود الجبال الرواسي التي لا تحركها الرياح العاتيات، حتى أصبح يلقّب عند البعض بأنه هو الحاكم الفعلي في البلاد.


لم أكن يوما من المنخرطين في حركة حماس عندما كانت مرفوعة بالألف،  ولا حتى من المتعاطفين معها،  وقد دُعيت الى الانخراط في صفوفها  من طرف رئيس مكتبها الولائي ورفضت ذلك .
 كانت نظرتي إليهم  لا تختلف عن نظرتي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، وكنت أنظر اليهم بأنهم مجرد انتهازيين ركبوا الأمواج واستغلوا الفرص، ولا علاقة لهم بالدعوة  والفكر والسياسة ولا  بمصلحة الوطن.

لم أكن أنظر الى نحناح رحمه الله على أساس أنه سياسي ، بل كنت أراه على النقيض، وكنت أعتقد  بأنه يقدم الخدمات الجليلة للنظام، بضرب اخوانه من المسلمين وكان عليه أن يدعمهم ...
وأن ما فعله  فعله عندما قلاه الشعب في الانتخابات، لأنه لم يكن ليتحصل على تلك النتائج لولا دعم النظام له.

لم أكن لأعرف نحناح رحمه الله لو بقيت قرنا آخر في الجزائر. لأنني لن أفهم  نحناح ولن أعرف ما كان يريده  وما كان يعرفه... وهذا راجع  للفكر المتحجر الإقصائي السائد آنذاك في الجزائربشكل ناعم  وجذاب .


كلّما وقعت جريمة كبرى في الجزائر؛ نُسبت الى فعل معزول، أو مجهول، أو الى مختلّ عقليا، أو شخص تناول المهلوسات، أو تناول دواء غيره، أو من أهل السوابق العدلية، وإذا تعقد الأمر ولم يعد بالإمكان إخفاء الجريمة نظرا لكذا وكذا...... أحيلت القضية  برمتها الى لجنة،  يتم تصفية بعض أعضائها فيما بعد...  كما حصل في قضية محمد بوضياف...واكتب على الجدار كما يقول المثل الشعبي في الجزائر...

وأنا أتابع أخبار الفايسبوك؛ الذي أصبح ينافس القنوات بدون استثناء، في نقل الأخبار على المباشر...

عندما أطلقت مصطلح "الشهيلي العربي" على ما سمي حينذاك "الربيع العربي"، كنت أدرك أن الاتجاه الذي يسير فيه الحراك، لا يخدم الشعوب ولا يؤدي الى التغيير المنشود، بقدر ماهو إجهاض لعملية التغيير نفسها... وسيقودنا التصادم الى تحطيم الأوطان بلدًا بعد آخر، إذا لم تكن هناك استفاقة وتأطير صحيح وعمل جماعي منظم.

وقتها، لم يستوعب الكثير من المتابعين لنشاطاتي ماكنت أرمي له، وكان من بينهم من ساروا في طريق المواجهة... وكنت أعلم أن الأمر يحتاج الى وقت...لأن الغضب سيتم امتصاصه مع مرور الأيام، وشعاري : الأيام بيننا.

بعد أن تمّ الانقلاب على الرئيس المصري محمد مرسي، وحدث ما حدث في مصر من قتل وتشريد واعتداء وسجن وتهجير....وبعد إخراج المرزوقي في تونس من قصر الرئاسة ووضع القايد السبسي الذي بلغ من العمر عتيا مكانه ... هناك من بدأ يستفيق من نومه ويعض على أصابعه...

منذ القدم، تداعت الى مسامعنا ونحن صغارا عبارة تقول: جوّع كلبك يتبعك....وهي طريقة لترويض الكلب وإذلاله... لطاعة سيده ، يستخدمها من لا يعرفون قيمة للحيوان،  ولا يحملون في قلوبهم رأفة ولا رحمة... وقلوبهم أشد يبوسة من الصخر، و سياستهم هي البطش والطغيان والعنجهية...مع أن الكلب يشهد له الانسان بالوفاء...والتجارب تثبت كل يوم ...أن التجويع يٌستخدم لقهر الأعداء وليس لجلب الأحبة والأصدقاء....ولا خير فيمن يجوع شعبه.

عرفت بعضًا من مشايخ القرية التي أنحدر منها، وبعض الأمهات...وكأنهم مصابيح انطفأت وحلّ بعدها الظلام...وجوههم تضيء نورًا من كثرة الورع والوقار...

لا يتحدثون في الدين ولا في الدنيا بأقوالهم... فالدين الذي قرأنا عنه في الكتب وتعلمنا بعضًا منه في المدارس... كان يسري  في أفعالهم اليومية، سواء تعلق الأمر  بالعبادات أو بالمعاملات...

قليلوا  الكلام ، كثيروا  الأفعال...لم يكن أحد  منهم يوصينا أو يأمرنا بشيء  ويفعل النقيض... أو كان يحتم علينا شيئا من الفضائل عن طريق القوة...

كنا نتأسى بأفعالهم التي نلمسها في ملبسهم ومأكلهم ومشربهم وفي تعاملاتهم المختلفة...ومع كلّ الذي كنا ولا نزال نقوم به ، لم  نطبق عشر ما كانوا يقومون به.

لعلّ منكم من  استفزه  السؤال عند قراءة عنوان المقال، وقال: الأصح هو: متى يعود الجزائريون إلى الجزائر؟  ومن يطرح هذا السؤال في الحقيقة هو أيضا محق... ولكن السؤال الأخير، سؤال أقلّ واقعية  وأقل وقعًا على النفس من عنوان المقال...

لأنه سؤال عادي ينقل معاناة جزائريين هَجروا طواعية أو هُجّروا،  همّشوا، أبعدوا، ساقتهم الظروف والأقدار الى الهجرة...الخ. وعودتهم  الى الجزائر هي عودة ضرورية  متى ما سمحت الظروف الموضوعية بذلك.

ولكن؛ من غير الطبيعي أن يطالب الجزائريون بعودة الجزائر اليهم، وهم يعيشون داخل ترابها وضمن حدودها وفوق سهولها وصحاريها... إلى درجة أن هناك من بات يردّد: أحموا الجيش ...أحموا الشرطة، أحموا الرئيس، أحموا الوزير ... و هذا ما أريد أن أتطرق اليه.


لقد أثبت التاريخ بما لا يدع مجالا للشك من خلال ما عاشته الجزائر من أزمات ونكبات، سواء كانت من طرف الاحتلال أو بسبب الهزّات السياسية والاجتماعية المتعاقبة أو من خلال الكوارث الطبيعية... أنه على الجزائريين إذا ما أرادوا أن يقهروا عدوهم ويكون لهم شأن في العالم، أن يتّحدوا.

 فهناك الكثير من القواسم المشتركة التي تجمعهم من تاريخ ودين ولغة، وأن يتواضع بعضهم لبعض وأن يقدموا المصلحة العامة على المصلحة الحزبية الضيقة أو الجهوية أو الفئوية أو حتى الخاصة، وأنه لابد في النهاية من تعايش سلمي ومن توافق حول كبريات الأمور.


لا يمكن أن يتحقق مشروع المصالحة ولا التغيير المنشود إلا إذا كانت هناك قوة إعلامية مستقلة عن كل التأثيرات والتجاذبات، متمثلة في قناة فضائية وبعض الصحف معها على الخط، وقوة شعبية منظمة لها إستراتيجية واضحة المعالم، تؤطرها نخبة من الحكماء ويشارك في تجسيدها الشجعان والمخلصون للقضية من أصحاب الإرادات والعزائم، وبهما فقط نستطيع أن نُحدث التغيير. 

ولإعداد البرامج والعمل الميداني الدؤوب والطرح الراقي، الذي تُشارك فيه كل الكفاءات العلمية الخيّرة التي من شأنها أن تُساهم في نهضة فكرية، وعلمية، وصناعية، يكون الشباب هو عمودها، لا بد أن نجمع كل الأفكار والتصورات من الآن، وأن نستفيد من كل القدرات والتجارب والخبرات، وأن نفتح الآفاق، وأن نعيد الأمل إلى الشباب الذين دخلوا خط اليأس، بسبب البطالة والتهميش، والظلم الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي، ونشرك كل الأدمغة والعقول التي هاجرت اختيارا أو قسراً.

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget