عذرا نحناح !

اعتذار الى محفوظ نحناح في قبره


لم أكن يوما من المنخرطين في حركة حماس عندما كانت مرفوعة بالألف،  ولا حتى من المتعاطفين معها،  وقد دُعيت الى الانخراط في صفوفها  من طرف رئيس مكتبها الولائي ورفضت ذلك .
 كانت نظرتي إليهم  لا تختلف عن نظرتي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، وكنت أنظر اليهم بأنهم مجرد انتهازيين ركبوا الأمواج واستغلوا الفرص، ولا علاقة لهم بالدعوة  والفكر والسياسة ولا  بمصلحة الوطن.

لم أكن أنظر الى نحناح رحمه الله على أساس أنه سياسي ، بل كنت أراه على النقيض، وكنت أعتقد  بأنه يقدم الخدمات الجليلة للنظام، بضرب اخوانه من المسلمين وكان عليه أن يدعمهم ...
وأن ما فعله  فعله عندما قلاه الشعب في الانتخابات، لأنه لم يكن ليتحصل على تلك النتائج لولا دعم النظام له.

لم أكن لأعرف نحناح رحمه الله لو بقيت قرنا آخر في الجزائر. لأنني لن أفهم  نحناح ولن أعرف ما كان يريده  وما كان يعرفه... وهذا راجع  للفكر المتحجر الإقصائي السائد آنذاك في الجزائربشكل ناعم  وجذاب .

لم أصل الى ما وصلت اليه في فرنسا ، من خلال ابتعادي عن الضغط الاجتماعي والاعلامي والسياسي ....الذي كنا نتجرّعه.
بعد مُلاقاتي بقيادات في الخارج،  وحديثي مع رؤساء أحزاب  واعلاميين ،  ومن خلال الكمّ الهائل الذي بحوزتي من معلومات حول العمل المسلح في الجزائر، ومن خلال عيشي في فرنسا بعيدا عن الأهل والوطن لسنوات ، ومن خلال اتصالاتي بالداخل والخارج ، ومن خلال عدة تجارب مررت بها .

ومن خلال القناعات التي أراها بدأت تتغير لدى   رؤساء الأحزاب و شخصيات كانوا موظفين عند النظام  وأصبحوا بقدرة قادر معارضين ويلقون الترحاب  حتى عند من كانوا يرون في نحناح العدو اللدود ...
ومن خلال الوزراء الذين كانوا بالأمس أعداء وأصبح اليوم من يتفاخر  بالحديث وبالتنسيق معهم...ومن خلال الانقسام الذي حصل ....الخ

توصلت الى قناعة راسخة لا يستطيع أحد أن يغيرها .أنّ الجزائر حرّرها الجميع وأخطأ في حقها الجميع ويبنيها الجميع .
عذرا نحناح على كلّ كلمة قلتها في حقك، لأنني ببساطة  وقفت على أشياء كنت أنت حذرت منها ، وهذا لأنك كنت تتحدث من باب معلومات ومن باب المعرفة، أما نحن فكانت العاطفة الجياشة  وقتذاك  تسُوقنا.
عذرا نحناح فمن كانوا يجلدونك لم يكونوا سياسيين أكثر منك ولا  دعاة أكثر منك ولا وطنيين أكثر منك ولا محنكين في السياسة أكثر منك .

عذرا نحناح، فمن كان بالأمس يتهمك بالمخابرات أصبح  منهم من يتفاخر  بأنه تحدث مع رقيب  أو عريف، ومنهم من يؤسس حزبا وحركة بضباط في الجيش ...ومنهم من لا يتحرك الا بمشاورتهم
عذرا نحناح فمن كانوا بالأمس يكفرونك هاهم اليوم يقومون بأقل ماكنت تقوم به.

نورالدين خبابه 26/11/2013

إرسال تعليق

[facebook]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget