أيّام الشّخير!

مقالة تصف الوضع في الجزائر وحالة التيهان التي تعيشها فئات من الشعب


إنّها أيام نام فيها العبد الذي تعرفه يا صديقي، بمجرّد الاشارة لك ، بحيث تعطلت وظائفه ليس بالمطلق ، وغاب وعيه، وتجمّدت حركاته وأحاسيسه ، لسنا ندر هل تناول المسكرات أو المهلوسات... من عند سيده، أم من كثرة التعب وطول مدة الأزمة، لم يعد ينام كما ينام الآمنون في أوطانهم وفي أرزاقهم، فانقلبت حياته الى كوابيس أفقدته لذة العيش... وبمجرد أن وجد أيّاما للراحة بعد طول معاناة ... نام هذه النومة المهينة...حيث علا شخيره وأصبح يُسمع من بعيد...كما ترى.

يا صديقي : لا تخف، فالشخير لا يعني الموت، إنّه حالة تُصيب الانسان لأسباب مختلفة، ولكن تأكد أنه ليس حالة دائمة كما شرح الأطباء...فالا نسان مهما نام لابد أن يستيقظ...وحالة التخدير لابد أنها زائلة كما علمتنا التجارب والنوم ليس شرّ كله، بل هو راحة للإنسان.

يا صديقي: إنّ الشعور بالجوع والعطش... مهما تقلب النائم في سريره الذهبي ومهما حلم من أحلام عسلية...سيجعلانه يستيقظ...وحالة الخوف والكوابيس المزعجة كذلك...فبمجرد بزوغ الشمس أو إشعال الضوء ، أو مرور هبة ريح...أو بمجرد لمس النائم...سيتوقف شخيره.

إنها أيام منتهية يا صديقي...ومن تراهم من العبيد، سيصبحون يوما أسيادا ومن علية القوم...لقد علمنا التاريخ أن كبار القوم ممن كانوا أربابا في الأرض كأبي جهل ذهبوا....وقد علمنا التاريخ أن بلال الحبشي أصبح من السادة ... إن لكلّ فرعون موسى...فلا تخف ولا تحزن... يا صديقي ...وهل يخيفك من هو محتاج الى الرأفة ؟

يا صديقي: النائم ينام أحيانا دون رغبة ووعي منه، وفي بعض الأحيان لا يختار حتى المكان والزمان...فكم من نائم نام وفي يده قطعة خبز...كما أن المرض ليس إرادة من الانسان، ولو كان كذلك ما تعذب الطغاة من المرض الى درجة أن صار منهم من يتمنى الموت.

آه يا صديقي: أعتقد أنك فهمت الرسالة...دعه ينام دعه يشخر دعه يتقلب...فالشخير متوقف لا محالة.

نورالدين خبابة 26 ماي 2016
Libellés :

إرسال تعليق

[facebook]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget