وطني الجريح !

الوصاية على الجزائر والخونة الذين باعوا الوطن

وطني : ها أنذا أرقن حروفي بدموع كانت محبوسة،  وأحاسيس كانت مكبوتة  ، وأفكار كانت تهتز داخل كياني ولم  تجد الفضاء الذي تُنثر فيه .

وطني : كنت تئن و تشكو  من عقوق أبنائك ، غير راض بالوحل الذي  ساقنا الأنذال اليه  ـ فها أنذا أحاول أن أميط اللثام  وأسدل ستار الغيوم التي كانت تغطيك ، وأذيب الدماء الجامدة ، لأستريح من عبء الآهات  التي كانت  تؤرقني ، وصدمات كرصاص غُرست بين أضلعي،  أقتلعها من خلال هذه العبارات  ، لأمحو جذور الوصاية التي أريد لها أن تسود في سمائك .

 وطني : ها أنذا أتمتم لك عبر هذه الفقرات وأهمس بعضا من حبك الذي  ارتويت به من خلال الفطرة السليمة . وطني: أنا بعيد عن أرضك المحفورة في ذاكرتي ، أقر  بأنك تسيح كل يوم في خيالي ، ولا أستح ان قلت لك أنا خجول أمام مقامك البهي.


وطني : باعك الخونة للأعداء مُقابل أن يتم توظيفهم كحرّاس أمناء لخزائن المستعمر، فتمتلئ بثرواتك  ومن عرق أبنائك، وتعود بالنفع على آخر جندي في أدغال الأمازون .تنزل المطر في صحاريك الواسعة، لكنها تسقي ضيعات في أوربا، وتحلب أبقارك الحليب في بساتينك الخضراء فتطلق الجُبن في المرادية ،والزبدة في البيت الأبيض والاليزي.

وطني: انهم مجرد عبيد لا يمثلون ارادة الشعب، بل يمثلون جهات أنت أعلم بها مني .يأكلون فضلاتهم التي لفضتها أقدارك فوق ترابك الذهبي ، وأبو  أن يتسابقوا لخدمتهم ، مُصطفين خاشعين مُنكسرين ،ويا ليتهم اكتفوا بدناءتهم ، فهاهم يورثون قابليتهم للاستعباد لأجيال  عبر تخدير وعيهم بالوطنية الزائفة ، والدين المُشوه ، وبطولات مصنوعة من الخيبة والاستلاب.

 كم كنت مُنخدعا يا وطني ،عندما ظننت أنك مُجرد جماد لا ينطق، وجغرافيا وحدود صنعها المستعمر ، كم كنت أعتقد أن الوطنية فيك شرك أكبر، وكم كنت أتوجع ولاأزال وأنت تُذبح في سكون.لقد سرقوا منك  كل شيء ولم ينتجوا الا الرداءة واليأس ،وهاهم يحاولون أن يعيدوك الى سنوات الدم والدموع.أبكيك  شوقا، وأتنهد عبر الكلمات من العذاب الذي تركه لي فراقك، ورجائي أن تكون هذه الكلمات مفتاحا للرؤوس الصدئة التي عشعش فيها الجهل، فتصحي السكارى وتوقظ النائمين...

آه ياوطني  كم خانوك، وكم  غدروك، كم تاجروا بك و تغنوا  بالحان أخذوا بها أثمانا، وبقيت أنت بقلب واسع  تصفحُ  وتحتضن.حاولوا تدميرك ولكنهم ماتوا وبقيت أنت ، حاولوا قتل أبنائك بأفكار سرطانية ولكنك قابلتهم بمزيد من الانجاب ،حتى احتار فلاسفة الاحصاء أن يعدّوا نسلك. وطني ، كم أنت مُحتاج لأبنائك الأصلاء الذين لم تتلوث ضمائرهم بالتشوه الفكري، ولم تتلطخ أيديهم بسفك الدماء ، وأجسادهم بالفساد الأخلاقي فيرفعون رايتك ويعيدون لك مجدك التليد.

نورالدين خبابه 06/02/2014

إرسال تعليق

[facebook]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget