اكتشافات في الجزائر !

اكتشافات في الجزائر

لعل القارئ أو المشاهد للعنوان سيسارع هو أيضا لاكتشاف سر قد غاب عنه أو للفضول الذي دعاه، ما أتمناه فقط هو أن لا يخيب ظنه فينا في النهاية وأن لا يصطدم بالحقيقة المرة التي نود إيرادها له من خلال بعض الرسائل غير المشفرة هذه المرة.
كما نطلب منه إحضار الأسبرين أو كأس من الليمون قبالة الجهاز حتى لا يصاب بالصداع ونتسبب له في أزمة جراء ما يقرأه ويطالعه ويشاهده.

لو أردنا شرحا لمفردة الاكتشاف لوجدنا بأنها تعني كل ما هو جديد، وكل ما هو مُتوصل إليه من خلال الأبحاث والنظريات... فالمركبات الفضائية، والقمر، والمريخ، والطب، والحياة وتحت الأعماق ... الخ.

ويتعدى مفهوم الاكتشاف ويتنوع شرحه تنوع ما توصل إليه العلم من حقائق ومسلمات، والمؤكد أن الغالبية عندما يتداعى إلى مسامعهم الاكتشاف فإنهم يذهبون مباشرة إلى العلوم والتكنولوجيا وكل ما يتعلق بالعلم والتطور والحداثة.

والمؤسف له أنني أريد أن أحدثكم اليوم في هذا الموضوع الشائك وربما أياما ولا أنتهي عن الاكتشافات التي تظهر كل يوم عبر الجرائد في الجزائر، وأسوق لكم الأخبار بالتفصيل من مصادرها يرويها لكم أصحابها أو المتاجرون بها وبمأساة الشعب.
تعدّت الاكتشافات المألوف وأصبحت لا تعني التطور ولا التكنولوجيا ولا العلم،  فحكامنا ومادحوهم غير مهتمين بذلك، ما دامت الخزائن مملوءة والهواتف شغالة.

 و أصبح مفهوم الاكتشاف في بلداننا هو اكتشاف مجموعة أشرار، اكتشاف حقل من المخدرات، اكتشاف محل لتزوير الشهادات، اكتشاف جثث جاءت بها الأمواج ورمتها على الشواطئ، اكتشاف طفل مشنوق أو مُرمي داخل بئر، اكتشاف مجموعة مختصة في تهريب وبيع الآثار، اكتشاف لقيط في كيس بلاستيكي داخل القمامة ،اكتشاف زوجة مقطعة مرماة في مكان تأكل منه الثعالب والضفادع والعقارب والفئران،  اكتشاف شيخ مسن مُرمى على الأرض ويبيت تحت الصقيع، اكتشاف بنت لا تتعدى العشر حامل، اكتشاف مقابر جماعية، اكتشاف مواد سامة وملوثة، اكتشاف، اكتشاف، اكتشاف، اكتشاف، اكتشاف... الخ.

  لست أدري هل نحن خلق وبشر مثل كافة الخلق والبشر الذين بدأوا يفكرون في الهجرة إلى كواكب أخرى أم نحن  خلق آخر؟
متى تصل حكوماتنا الى اكتشاف علم يساعدها في تنظيم القمامة وآخر في توزيع المياه الصالحة للشرب وتعميم الغاز وتحقيق الأمن، وتوزيع الثروة بالعدل، ووقف النزيف الذي يكاد يأتي على الأخضر واليابس، أم ستظل حكوماتنا عاطلة عن الاكتشافات العلمية وتكتفي فقط باكتشاف الجرائم حين وقوعها، و التي هي أصلها ومنبعها !


نورالدين خبابه 2007

إرسال تعليق

[facebook]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget