الرؤوس المقفلة في الجزائر والمكلفون بمهمة !

عشية غلق البرلمان الجزائري بالأقفال وتنحية بوحجة وتعين معاذ بوشارب

هناك صنف من الناس لا يفقهون ما تقوم به من نقاشات وتعليقات... ولا ما تقوله، ويطلقون أحكاما جائرة وظالمة ضدك، بحيث يؤولون كلامك في غير محله ...ويتهمونك ... دون أن يحدثوك دقيقة في حياتهم أو يعرفوا أصلك وأهدافك...بسبب جهلهم ومحدودية فكرهم، وضيق أفقهم، ورعونة طبعهم، وانحراف سلوكهم...وقصر نظرهم وانحيازهم للغريزة والحسد والحقد والانتقام. ويلزمهم الأمر تجارب وسنوات حتى يستطيعوا استيعاب ما تفكر فيه.

عاد الحديث هذه الأيام عن الأقفال، لاسيما أقفال الحب التي كانت ولاتزال توضع في بعض العواصم الغربية على الجسور، تعبيرا عن الوفاء للحبيبة أو المحبوب...بعد أن قام


نواب في الجزائر لا يمثلون ارادة الشعب...وأغلقوا باب مدخل المجلس الشعبي الوطني بالقفل. تم ربط القفل بالأقفال ... و نزلت تعليقات مختلفة، ناقمة وساخرة ونادبة  ومنها المؤيدة والمعارضة. منهم من يطالب رئيس الدولة الجزائرية الذي يحتاج هو نفسه الى من يرأف به...الى حل البرلمان، وانهاء هذه المهزلة على حد تعبيرهم، وكأن البرلمان ليس صنيعة هذا النظام؟ ومنهم من يطالب الجيش بالتدخل لإنهاء هذه المسخرة في البرلمان وفي الرئاسة... وكأن قيادة الجيش لا مسؤولية لها فيما يحدث وليست هي من جاء ببوتفليقة وساعدته في التخلص من خصومه؟

بدأت طرح الأسئلة ، مستغربا سلوكيات هؤلاء الذين يخدمون السلطة ويزعمون معارضتها، ويعملون على تمديد الوضع ويزعمون أنهم مع التغيير ... ويطبقون حرفيا ما تريده السلطة ويتظاهرون في وسائل الاعلام المختلفة بالوعي والثقافة ومنهم من يصنف نفسه من النخب.

إذا تمت اقالة الشاذلي بالهاتف، وتم الاتيان ببوضياف بالهاتف، وجيئ بزروال بالهاتف، و بوتفليقة بالهاتف ...وتم تعيين ولد عباس بالهاتف، وتم تعين عمار سعداني خلفا لعبد العزيز بلخادم، الذي خلف بن فليس الذي خلف بن حمودة الذي خلف مهري ... بالهاتف ... وتم تعيين السعيد بوحجة بالهاتف . وتم سجن واعتقال عشرات الآلاف بالهاتف...وذهبت مشاريع وجاءت أخرى بالهاتف...

يا ترى يا صاحب الرأس المقفل: من أوعز لولد عباس أو أويحيى أو غيرهما أن يطلب من السعيد بوحجة تقديم الاستقالة؟ ولماذا هذا القرار والانتخابات الرئاسية على الأبواب كما تنص القوانين التي صاغها هؤلاء أنفسهم؟ آ حترتم من القفل الذي وضع على باب البرلمان من طرف البلطجية... ولم تحتاروا للأقفال الموضوعة على الأفكار والمشاريع...؟
آ حترتم للأقفال التي وضعت على جسر ولم تحتاروا للقفل الذي وضع على الجزائر برمتها؟ ولم تحتاروا للقفل الذي ضُرب على تاريخها وحاضرها ومستقبلها...؟

لم تحتاروا للأقفال التي تكبل شبابنا وشاباتنا وتكبح طموحاتهم؟ لم تحتاروا للأقفال التي وضعت لمواهبنا، لفلاحتنا وسياحتنا وفي المدرسة والصحة والعدالة والجامعة والجيش والرياضة والعمران ... و على طاقاتنا المختلفة وكفاءاتنا؟ لم تحتاروا للأقفال التي وضعت على الأسرة الجزائرية؟ لم تحتاروا من الأقفال التي توضع بين الأزواج، والأولاد، والآباء والأمهات...؟ لما تحتاروا للأقفال التي وضعت للعوانس؟ لم تحتاروا للأقفال التي وضعت في الحدود بين المغرب والجزائر لمنع الشعوب من الوحدة والتنمية؟ وبين أبناء الوطن العربي؟ وبين أبناء الملة الواحدة؟ لم تحتاروا للأقفال التي وضعت بين الدعاة والسياسيين و تمنعهم من الالتقاء والتعاون؟

الجزائر كلها أقفال في أقفال بسبب أصحاب الرؤوس المقفلة والمكلفون بمهمة سواء كانوا في السلطة أو خارجها. يتم كل مرة استدراج أصحاب الرؤوس المقفلة لمعارك هامشية، كاللحية، النقاب، أثداء عين الفوارة، شرب حليب التيس...وتصطنع قضايا...لتلهية الشعب...لفك الخناق على الذين يرتزقون بآهات الشعب... ويتم تكليف أناس بقضايا محددة للطعن والتشويه والاستفزاز ونشر الاشاعة والأحقاد ...لمنع الشعب من الالتقاء، وزرع الريبة والاحباط في النفوس...

فهل حان الوقت لفتح هذه الأقفال التي وضعت على الرؤوس، بالمفاتيح التي تحتاجها ، حتى ينهض الوطن؟ وتوضع الأقفال في المقابل على الجهل والتخلف والجهوية والعنصرية والمحاباة والظلم...؟

نورالدين خبابه 19 أكتوبر 2018

إرسال تعليق

[facebook]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget