الخشقجة في الجزائر قديمة !

الاغتيالات في الجزائر قديمة

أطلب من عائلة الصحفي السعودي جمال خاشقجي بداية أن تسمح لي  لعدم استشارتها في استعارة لقب العائلة  في موضوع سياسي يخص الجزائر. وهذا الموضوع هو ليس اساءة للعائلة كما ربما يٌفهم   ولا للصحفي...

لست مع تصفية الصحفي جمال خاشقجي بالطريقة التي تمت بها تصفيته، وقطع لحمه وعظمه بالمنشار. هاته الطريقة  التي تعبر عن مدى الحقد والضغينة التي وصل اليها قاتلوه... ولست مع قتله بأي طريقة أخرى حتى ولو كانت بالعطور والورود...

وأعتقد من خلال متابعتي لعدة مداخلات وتحليلات وآراء كان يقوم بها جمال خاشقجي،  وهي منشورة ومتاحة للجميع في مواقع الآنترنت لاسيما موقع اليتيوب ...أن  كلامه كلام موضوعي وعقلاني...ولا يستدعي قتله بتلك الطريقة الجنونية. و إن أعمت سكرة الغضب قاتليه عاجلا  فإنهم سيعودون لنصائحه آجلا  أو سيحل بهم ما حذره منهم الصحفي جمال خاشقجي.


أطلقت هذا المصطلح الجديد: الخشقجة في الجزائر، عن القتل الذي تعرض له الجزائريون والجزائريات عبر تاريخهم، بسبب آرائهم وقناعاتهم السياسية والفكرية، وأنا هنا لا  أقوم بحملة لشخص،  ولا  لمجموعة  من الناس، ولا لحزب ولا لأي فصيل ... بل أقصد جميع الجزائريين والجزائريات الذين تمت تصفيتهم بسبب آرائهم السياسية والفكرية مهما كانت خلفياتهم... من غير الجواسيس والعملاء والمجرمين.

علت صيحات في مواقع التواصل،  لاسيما بعد اعلان بعض وسائل الاعلام عن زيارة ولي العهد السعودي الى الجزائر. حيث تخوض هذه المجموعات دعاية لأفشال الزيارة، وتحرض الشباب الذي يجهل مكرها وخبثها، للتظاهر...كي تتقدم في ضغطها من أجل فرض شروطها وتحقيق أهدافها وتمهد الطريق لتجسيد مخططاتها... وتتخذ لذلك ذريعة قتل الصحفي جمال خاشقجي لإخفاء خداعها.

لو دققت في هوية هؤلاء  الذين يخوضون هذه الدعاية لوجدت أنهم يمقتون كلمة العربية والاسلام...فهم يطعنون في محمد بن عبد الله وفي دينه وعروبته ...ولا يستشنون الا من إتبع ملتهم ...أما المغفلون والسذج  الذين ينوبون عنهم لا يعنيهم كلامي. وأنا هنا لست مع النظام السعودي ولا أعمل لتبييضه أو أدعو الناس للسير خلفه...بل كما دائما أردد بالجزائرية  المثل الذي يقول: سكران ويعرف باب داره.

 لقد ساهموا في قتل عشرات الآلاف في الجزائر  بسبب هويتهم العربية والاسلامية عبر التاريخ وحاولوا تحريف الهوية والتاريخ... ولايزالون الى اليوم يشككون في كل المقدسات...وأعرف من خلال متابعتي طريقة خبثهم فهم الآن من خلال هاته العبارة يشيرون الى احتلال  الجزائر من طرف العرب. فهناك فرق بين من حارب الرومان والبيزنطيين وأخرج الناس من عبادة الأوثان وبين من لايزال الى اليوم يعتبر أن العرب والمسلمين هم من يحتل الجزائر وليس غيرهم...مع أنهم يعيشون الفقر والحرمان مثل غيرهم من إخوانهم في الجزائر.

لقد أحرقوا جزائريين في الأفران  بعدما اغتصبوهم، ومنهم من قتلوهم أحياء ورموهم في حفر وأبيار...أثناء فترة الاحتلال وحتى في فترة التسعينيات ...  ومنهم من لاتزال عائلاتهم الى اليوم تجهل مصيرهم، ومنهم من يتموا أطفالهم ورملوا نساءهم ...ومنهم من دخل عالم الهلوسة ومنهم...الخ.

إن الخشقجة في الجزائر بدأت قبل نشر جمال خاشقجي بالمنشار ... فقد قتل بوضياف أمام أعين الكاميرات في مسرح بعنابة، وقتل عبد القادر حشاني وهو عند طبيب الأسنان، وذبح محمد بوسليماني  ودفنوه في قبر مع ضابط في الجيش...وقتل معطوب الوناس، وعبد القادر علولة واسماعيل يفصح، والجيلالي اليابس... وقاصدي مرباح ، و المئات والآلاف ...ويكفي أن نتذكر ماحدث في بن طلحة والرمكة...

وذهب خالد نزار للسعودية، وليس ولي العهد السعودي من جاء الى الجزائر...ومع ذلك استقبلوه وكرموه ...ووجد التصفيق والتهليل والترحيب في عدة عواصم  من طرف من يتخفون اليوم بقضية الصحفي جمال خاشقجي...ويحاولون تعليمنا الحروف الهجائية في حقوق الانسان. فالخشجقة في الجزائر قديمة، قبل أن يولد جمال جاشقجي...فقد خشقج شعب الجزائر برمته طيلة قرن ويزيد، ومع ذلك  يتعامى الكتاب المرتزقة عن هاته الخشجقة ويحاولون  التخفي وراء قصة الصحفي جمال خاشقجي.

لقد هاجموا مصر وحاولوا بكل مكر قطع صلة الجزائر بمصر على خلفية مقابلة في كرة القدم، وحاولوا نفس الشيء مع العراق، ولا زالوا يحاولون منع أي تقدم مع المغرب وتونس وليبيا وموريتانيا لنفس الغرض...ويحاولون بناء كيان جديد في المنطقة تحت علم واحد...وكلما سمعوا كلمة عرب قالوا: إحذروا هذا الجرب...يستعلمون التفرقة لتفريق العرب فيما يعلمون لرص صفوفهم. ولذلك: ننصح الشباب بعدم ترديد ما يقرأونه وما يسمعونه من طرف أعداء العرب والاسلام ...فالخشقجة في الجزائر قديمة !

نورالدين خبابه 27 نوفمبر 2018

إرسال تعليق

[facebook]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget