وداعا أصيل بلالطة يا ابن العائلة الأصيلة !
لم أكن أعرفك يا أصيل من قبل لسبب واحد وهو أنني منذ 18 سنة وأنا بالهجرة المحتومة...فقد تركتك وأنت لاتزال طفلا صغيرا.
عندما سمعت خبر الوفاة في وقت متأخر من اليل يوم 10 فيفري 2019 عبر موقع الفيسبوك ، لم أكن أعلم يا أصيل أنك أحد أفراد العائلة الكبيرة في ولاية برج بوعرريج.
وبعد أن تأكدت من خبر الوفاة، وتأكدت أن أصيل من عائلة بلالطة التي هي في الأصل مع عائلة خبابه عائلة واحدة متفرعة وجدنا واحد...
وتأكدت أن جداته من الأب والأم من عائلتي خبابة ...وأن الشيخ موسى، جد أبيه من أمه وجد أمه من أمها أيضا هو ابن عمة أبي رحمه الله. أعادت وفاة أصيل الى السطح بعض الصور المخزنة في ذاكرتي اللاشعورية المليئة بالأشجان ...وجاءت الصور الى الواجهة تطفو تباعا.
من وفاة الشيخ موسى الى وفاة أبي وأمي...الى وفاة أحمد خبابه الذي قتل غدرا سنة 2008. وثارت الجراح ...تذكرت ابتسامة الشيخ موسى الله يرحمه وزوجته الثانية، تذكرت بناته...تذكرت احتضانهن لي، فرحهن لي يوم زفافي، تذكرت حبهن لي ولوالدي وللعائلة بشكل عام ...في المواسم والأعراس والأعياد...وبدأت أفتش وأقلب ألبوم الصور...
لم تكن لي القدرة لأطير عبر الطائرة وأصل الى ولاية برج بوعرريج في ساعة، وأحضر مع الأقارب توديع أصيل، وأعانق الحضور وأعزي العائلة الكبيرة ... فأنا مكسور الجناحان...وقد سبق لي أن عشت أجواء الوفاة من الخارج وتجرعت علقم ألمها مرات ومرات ...
لم تكن لي القدرة لأكلم بعض الأقارب، لأنهم مشغولون بالوجع، وألم الغدر، ومشغولون بالمعزين... وهواتفهم لاتزال مغلقة من هول الفاجعة...لم تكن لي القدرة لأنتقل وأخفف من وجع العائلة المصدومة ولو بالحضور...والمواساة...
ومع شدة الوجع ...لم أجد من يخفف عني شدة الضغط والحسرة والألم ... الا الأنترنت والتي من خلالها استطعت أن أرى بعض الوجوه التي لم أرها منذ أكثر من 18 عاما...وكم كانت صدمتي وأنا أتعرف على بعض الوجوه التي تركتها في ريعان شبابها وقد شاخت...وقد تغيرت ملامحها...
أما الغادرون... والشامتون والهازئون...فأمركم لله المطلع على ماتخفي الصدور. رحمك الله يا أصيل، يا ابن العائلة الأصيلة وألهم أمك وأباك وأخوالك وأعمامك وجداتك وكل أفراد العائلة صغيرهم وكبيرهم والمحبين.. الصبر والسلوان ورزقك الجنان وجعلك من الشهداء والسعداء ولا أرى الله لعائلتك أي مكروه بعدك. إنا لله وإنا اليه راجعون.
نورالدين خبابه 12 فيفري 2018
إرسال تعليق