تحديثات لموضوع الدولة العميقة في الجزائر!

تحديثات لموضوع الدولة العميقة في الجزائر!


كنت تحدثت عدّة مرات عن الدولة العميقة، قبل استئناف الحراك الشعبي في الجزائر  المعنون ب 22 فيفري 2019، بسنوات. وتحدثت بعد  التاريخ  المذكور الذي رسمته سلطة  الأمر الواقع  كيوم وطني ولقبته بالمبارك،  في عدة مناسبات لها علاقة بالموضوع.  ولا أريد اليوم  تكرار ما قلته حتى لا يكون حديثي مجترا...وحتى لايمل القارئ... ولمن أراد أن يستمع لمداخلاتي أو يقرأ ما كتبته من مقالات  فما عليه الاّ التوجه لقناتي في اليتيوب أو موقعي الخاص...
وأود هذه المرة أن  أقوم بتحديثات للموضوع وأنبه بعض الاخوة الذين لايزالون يقومون بخدمة هاته الدولة العميقة بالمجان... لاسيما بعض الاسلاميين المتعصبين وبعض أصحاب الرؤوس المقفلة من الذين يتم توظيف جهلهم وسذاجتهم وتحريكهم مثلما تم تحريك أشباههم  في التسعينيات لشرعنة المحرقة.
سبق لي وأن قلت أن الدولة العميقة لها أذرع مختلفة ومنها: استخدام الاعلام، القانون، المال، الدعوة، الدعاية، الحرب النفسية ...الخ...ولها جهات خارجية تحتمي بها...وقد اتضح ذلك عدة مرات... وحتى من خلال خطاب رئيس الدولة عبد المجيد تبون نفسه الذي قال: "لقد أعطينا تعليمات ووجدنا عرقلة في التجسيد" ...وهاهو يطلب مجددا من خلال ما نطالعه عبر البيانات  بفتح تحقيقات في قضايا مختلفة تخص السيولة، الفيضانات،قطع المياه، منحة المساعدة لضحايا كورونا...الخ.

 قلت: هاته الدولة العميقة توظف ملفات وتستعملها   وهي دولة داخل دولة ... ويوجد عناصرها في الداخل والخارج وفي كل المؤسسات والأسلاك ...ومن بين ما تستغله  ملفات الفساد ...لأنها الجهة الوحيدة المطلعة على الملفات،  وكيف لا وهي من يديرها؟  كابتزاز لشخصيات تلتقط صورهم من خلال الاستدراج في وضعيات مُخلة، ومناطق بعينها قصد ابعادها عن زمام المبادرة ... لخدمة مناطق أخرى ودفع جهة ما للتسليم بأمرها تحت التهديد والوعيد...حتى تعود المبادرة إلى هاته الجهات بعدما كادت تفلت زمامها أيام قايد صالح ...

وقد أشرت لامكانية سحب المبادرة من البرايجية الذين صنعوا الحدث لأسابيع، وأعطوا مفهوما آخر للحراك من خلال  وطنية لاغبار عليها واستغلال أفكار مطروحة وتوظيفها ضد هاته الدولة العميقة وجيوبها عبر التيفو... وإعطاء المبادرة لجهات تسير في فلك الدولة العميقة...قصد منع الوعي العام...وقصد إحداث الشرخ...وإحداث بلبلة وزرع الاحباط... قد تكون تمهيدا للقضاء على الحراك...لأن هاته الجهة لايخدمها الأمن ولا يخدمها الاستقرار ولا تخدمها الوحدة...فهي لا تريد أن يستعيد الشعب سيادته...لأن ثروات وخيرات البلاد تحت رحمتها...فهي من يعطي وهي من يحرم من العطاء...وهذا بالتعامل مع جهات أجنبية.

وقد نبهت لاستغلال ملف الحراقة في بث مباشر...  وقلت أنه تم ابتعاث أناس الى الخارج للقيام بلعب دور ما وسيأتي اليوم الذي ستكتشفون فيه ذلك. إن ابتعاث جزء من الحراقة للخارج عبر قوارب من 5 نجوم، ليس الحراقة المساكين الذي قهرتهم الظروف... ومنهم من مات غرقا  واستغلت معاناته... هو لتوجيه الرأي العام من الخارج ومنها المشاركة في المسيرات  في مجموعات وتصدر وسائل الاعلام ... وارسال تقارير  وكذا اخراج صور وفيديوهات لشخصيات معينة  لاسيما تصفية الحسابات...وتحريكهم في الوقت المناسب  للتشويش... وتضليل الرأي العام.  ومخادعة الشعب ببعض الحراقة على أساس أنهم من الجالية في الخارج أو من المعارضة..وكذا استغلالهم في قضايا أخرى...

ومن خلال متابعتي للأحداث،  لاحظت  اعتقال أشخاص من فصيل معين في عدة ولايات من الوطن ...وهذا  قصد  إبرازهم للرأي العام في وسائل الاعلام التي يحركونها ومن خلال أعوانهم على أنهم مضطهدون ...ونفخهم في وسائل اعلام دولية لابتزاز الدولة الجزائرية  وتجاهل آخرين في المقابل  يعتقلونهم قصد التغطية على مخططاتهم الدنيئة ... لجعل من يصنعونهم في الاعلام قيادات للحراك...قصد الاستحواذ عليه ... وقد أشرت الى ذلك في وقت سابق وأعطيت بعض الأسماء...

وعندما أتحدث في هاته النقطة،  يكفي أن أضرب مثالا عن ولايتي برج بوعرريج التي أنحدر منها...فهناك جهة  بعينها  يعرفها أهل الولاية، بعض سكانها من يقف وراء بعض الأشخاص ويحركونهم  وينتمون لنفس الفصيل...يتخفون وراء محاربة الفساد وحقوق الانسان ...ولو أجريت تحقيقات معمقة لوجدنا بعض أرباب الفساد  من نفس الجهة... يهاجمون شخصيات ويحاولون تحطيمها لخدمة أرباب آخرين. ومن بين الناشطين  من شارك سنة 2001 في قضية العروش...وكذا سنة 2011...في المسيرات التي أريد تأطيرها لفائدة الجنرال توفيق.

 إن التركيز والاكتفاء  في التعديل الدستوري على قضية الأمازيغية يدخل في إطار لعبة الدولة العميقة التي لاتزال تتاجر بالقضية و تدفع الى فرض أمر واقع في منطقة القبائل... وهي تستعمل هذا الملف الثقافي الهوياتي  لصب الزيت على النار متى ماسمحت لها الظروف بذلك...قصد إخراج بعض أربابها من السجن والسماح للفارين بالعودة.

وقد حذرنا من ذلك مرارا وقلنا أنه لابد من حوار صريح وشفاف ومسئول و مؤتمر جامع يحمل إسم الجزائر  للنهوض بها  بدل القفز الى المجهول...لأن عدم التأطير وعدم التوافق حول خطوط عريضة غير محل نزاع  وميثاق ... سيخدم هاته الدولة العميقة ...فيجب عدم السقوط في فخاخ هاته الأخيرة  مرة أخرى بالتخندق وراء من يختارونهم لقيادة الحراك ...فيدخلونهم متى شاؤوا ويخرجونهم متى شاؤوا ...قصد تحريك الرأي العام...وتوجييه عن طريقهم.

 إن العمل الجماعي الواعي الذي يمثل حقيقة أمل الشعب هو وحده القادر على وضع حد لهذه الدولة العميقة التي تشبه ثعبانا بسبع رؤوس...كلما قطعت له رأسا خرج بآخر.

وفي الأخير: أرى أن تأجيل موعد الاستفتاء  الى يوم 22 فيفيري 2021  سيكون مناسبة وطنية تتناغم مع حراك الشعب، وسيفوت فرصة أخرى على  الدولة العميقة التي تسعى الى تأجيج الأوضاع من خلال تعديل الدستور. كما أن الحوار الصريح والصادق واتخاذ إجراءات تطمينية هي الكفيل بنزع بعض الألغام التي زرعتها هاته الدولة العميقة وهي التي تبين مدى جدية مسعى السلطة في السير نحو جزائر جديدة.نورالدين خبابه 11 سبمتبر 2020


إرسال تعليق

[facebook]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget