اختلاط الذكريات في الجزائر !
كنا نحتفل في الجزائر ونحن تلاميذ صغار، في المداس الابتدائية، وفي المتوسطات... أيام أن كان رئيس الجزائر الوحيد هو: هواري بومدين رحمه الله...فهو من يحكم وهو من يقرّر وهو من يدشن وهو من يمضي... ونقطة.
كان أغلبية من عرفنا في المنطقة يتحدثون عن خطاب الرئيس قبل أن يُذاع...ومع أننا كنا بلا تلفاز ولا كهرباء...كان آباؤنا يشترون بطاريات لاستعمالها في المذياع وتتبع ذبذبات مفردات الرئيس التي كانت تقرع الأسماع...ولا تنمحي آثار خطاباته بمجرد الانتهاء منها، بل يتبعها التجسيد في الميدان...وأحيانا تكون بعض الخطابات ترجمة لعمل أنجز...
فكنا ونحن صغارا مع أننا لا نفقه في السياسة شيئا، نتفاعل على أرض الواقع، مع المهرجانات والتظاهرات المختلفة... وكنا نتذوق طعم النصر ونرتشف حلاوة العزّ مع أن أغلبنا كان سرواله مثقوبا ويداه تحملان آثار الصقيع...