لو لم أعش في الغرب لسنين طويلة، لبقيت محدود الفكر والمدارك ولما تعرّفت على أبجديات حضارات وتفكير الآخرين.
قبل أن تستويا قدماي في فرنسا...كنت عرضة لخلفيات وأحكام مسبقة، وهذا ليس لنقص في التربية ولا في التعليم ، وإنمّا للحشو الذي تعرّضنا له من بعض من ثقنا فيهم ثقة عمياء ...حيث كنا نبتلع مايأتينا من أفكار دون أن نعرف منبع المدارس والخلفيات التي ينطلق منها هؤلاء.
ومن غرائب الصدف هو أن يعرف الانسان المسلم ماذا كان ينقصه ، في بلد غير مسلم ، والأغرب هو أن يسمع ويرى العجائب من المعتنقين الجدد.
مسيحي اعتنق الاسلام بسبب افطاره في المسجد:
في يوم من الأيام كانت احدى الفتيات الشقراوات ترقب حركاتي ولم أكن أعلم ماذا تريد مني بالضبط ؟ نظرا لفارق السنّ بيني وبينها...وبعد مدّة قصيرة أدركت سرّ متابعتها لي.
بادرتني بالحديث وسألتني: هل أنت مسلم؟ قلت نعم. فقالت: لماذا تختلف عن الآخرين ؟ فقلت لها كيف وماذا تعنين ؟ قالت: لاحظت ابتعادك عن بعض الحفلات والرقص ...كما أنك لاتدخّن ولاتشرب الخمور و و....فقلت لها: نحن في فرنسا ياسيدتي وممّا تعلمته في هذه السنوات أن هذه من بين الأمور الشخصية. فهل سبق لي وأن طلبت منك أن تدليني عن بعض من خصوصياتك ؟...فقالت : عدني أن لاتذكر اسمي،فقلت لها لم أفهم.
قالت: ليس فضولا لمعرفة خصوصياتك بل أنا في طريقي للاسلام، وهذا سرّ أبوح به لك لاخفف عنك من أوجاع الغربة، فأنا أتألم لهذا الوضع الذي تعيشه بعيدا عن أهلك وعن وطنك ... وزوجي أسلم منذ مدة قصيرة، وأحببت أن أتعرف على بعض الامور منك قبل أن أعلن اسلامي...
فأدركت سرّ متابعتها لي. ونحن كذلك أتى زوجها فعرفتني به ...فسلّم علي وبدأنا نتبادل أطراف الحديث...سألته: مالذي جعلك تعتنق الاسلام ؟ قال: كنت مُدمنا على المخدّرات، ضيعت سكني ووظيفتي وأصبحت متسكّعا في الطرقات...وذات يوم كنت أمشي في الطريق أبحث عن بقايا السجائر لاطفئ بها لهيبي وأسخن معدّتي وصادف ذلك شهر رمضان. كنت مارّاً أمام المسجد ولاأعرفه وقتذاك، فرأيت أشخاصا يخرجون ويدخلون فاقتربت علي أجد مكانا يأويني ... واذا بشخص يعزمني على الافطار...
دخلت المسجد ولم أكن أعرف أنه يتم نزع الحذاء قبل الدخول...نزعت الحذاء مثلما كان بعضهم يفعل، فأحسست بشيء غريب بداخلي... أفطرت وبدأت أراقب حركات الداخلين والخارجين والراكعين والساجدين ... وعند انتهائي من الافطار، طلبت من الرجل الذي دعاني، هل يمكن لي أن أفطر ثانية ؟ فقال الرجل :تعال كل يوم واعزم من معك ...
قال: فداومت على المجيئ للمسجد أفطر ثم أنصرف لمدة ثلاثة أو أربعة أيام ...وفي اليوم الثالث أو الرابع صلّيت كما اعتدت أن أصلي بالمسيحية في بيتي، وطلبت من الله أن يهديني الى الصراط المستقيم ان كان دين الاسلام هو الحق...قال: دعوت الله أن يوجهني بعلامة أو رؤيا...وبعد يومين أو يزيد، وصلتني رسالة تخبرني بالعثور على شغل...ومن ثم تحصلت على السكن ومن ثم رأيت من العيب ومن النكران أن لا أفي بوعدي ...دخلت الاسلام بعدها عن قناعة فهو دين الحق وتزوجت وهاهي زوجتي في طريقها الى الاسلام .
مسيحي اعتنق الاسلام بسبب أحداث سبتمبر:
في يوم من الأيام احتجت الى تقني...فذهبت أبحث عن رجل أمين لان الامر يتعلق بالبيت ...فعرفني شخص على معتنق جديد.
كان متأدبا جدا فاصطحبته الى بيتي وقبل أن يفعل أي شيء كان يستشيرني ويطلب اذني ...وصل وقت صلاة العشاء وبينما كنا منهمكين في البحث عن الخلل، طلب مني أن يتوضأ وقال لي أنه وقت صلاة العشاء،طلبت منه أن يصلي هو اماما حتى أتأكد من معرفته ... صلى بي وهو يتتأتئ في القراءة فتملكني شعور غريب وأحسست بأن الدنيا تهتز تحت قدماي، أكملنا الصلاة وعند الانتهاء من المسألة التي جاء من أجلها، قال لي أخي نورالدين ، الاسلام شيء والمسلمون شيء آخر .
حدثني عن صورة المسلمين كيف يراها فذكرته بقصة محمد الغزالي ومحمد عبده رحمهما الله فحرك رأسه وقال هذه هي الحقيقة المرّة عن واقع المسلمين. طلبت منه أن يشرح لي قصّة اسلامه فقال : بينما كنت في البيت أنوي الذهاب الى العمل وكنت خارجا من الحمام واذا بي اسمع صفارات الانذار تنبعث في التلفاز فنظرت واذا بأمريكا تهتز على وقع تفجيرات 11 سبتمبر 2001 ومالفت انتباهي تعليق الصحفي وهو يروي بأن المفجر كان يردّد عبارة الله أكبر .
قال: قلت في نفسي من المحال أن يكون هذا مسلما، واذا كان كذلك، فلاشك أنّ في الامر سرّا، فهل يعقل أن ماسمعته من جهل ومن تخلف عن المسلمين أن يقود طيار مسلم الطائرة ويضرب بهذه الدقة العالية؟ ذهبت بعد انتهائي من العمل لشراء نسخة من المصحف ،وكنت أعتقد أنني سأجد شرحا لكلمة الله أكبر حتى أعرف سرّ هذه الكلمة وماذا تفعل بالانسان حتى يقدم على الموت وهو لايهاب، وعندما اشتريت نسخة من المصحف، وجدت في أوّل صفحة أنه علي أن أتوضأ. بحثت في الفهرس لاجد كلمة الله أكبر ماذا تعني فلم أجدها، لفتت انتباهي كلمة مريم ، وكانت شكوك بداخلي وتساؤلات منذ ميلادي لم أجد لها اجابات مقنعة.
أقلبت الصفحة وبدأت أقرأ قصّة مريم وعيسى عليهما السلام، كان جسمي يرتعد وجلدي يتشوّك ،وبعدما أكملت القراءة وجدت نفسي مسلما، فقلت له: ان ماقرأته ليس قرآنا بل هو ترجمة للمعاني فقط وماقرأته ليس كتاب الله وانما هو كتاب لمترجم ترجم معاني القرآن. فالقرآن نزل باللغة العربية وليس لاحد في العالم القدرة على ترجمته حرفيا كما نزل، ولو قرأته بالعربية وأتقنتها لكان لك ذوق آخر. أحسست بأنه يجد صعوبة في فهم ماأقوله لانه جديد عهد بالاسلام.
هذه رسالة الى الدعاة والعاملين لنشر الاسلام وصحفيينا، أردت أن أبعثها لهم من خلال هذا المنبر .الدعوة ليست أقوالا فقط، فكثير من المعاملات والمواقف كسّرت أحجارا وأذابت حديدا.
الجزائري في الخارج ياأيها الجزائريون صورته مشوهة تماما بسبب اعلامنا الخبيث، الذي ومنذ التسعينات وهو يقوم بتسويد صورة الجزائر واظهارها للعالم من حيث يدري أو لايدري، بأنها وحش كاسر ومركز للعنف وكلّ التوترات والفتن ومرجع للارهاب والتطرّف والاجرام ...
لولا لطف الله ورؤية العالم أجمع عبر الفضائيات ومواقع التفاعل الاجتماعي عبر الانترنت ،ماذا يحدث في ليبيا وسوريا... لظن العالم أن الارهابي هو الجزائري . فعوض تصوير الجزائري من طرف اعلامنا على أنه رجل شهم وكريم حتى تثبت ادانته ، وأن الجزائر كذا وكذا .. أصبح الجزائري من خلال الصورة السوداء، ارهابي عند البعض حتى تثبت برائته .
نورالدين خبابه 10/10/2012
إرسال تعليق