نعيمة صالحي توقظ عشّ الزواف الجدد في الجزائر!

نعيمة صالحي و الزواف في الجزائر

قبل أن أتحدث حول موضوع ـ القبائلية "المفرنسة" بتعبير نعيمة صالحي والذي كان وراء تهديد ها الافتراضي لابنتها بالقتل ...يجب أن يعلم من لا يعرفني، أنني أعيش في أوربا، ولا أحتاج لا من السيدة نعيمة صالحي ولا من يؤيدها ، لا منصبا ولا شهرة ولا جاها...أو حتى مجرد تفاعل افتراضي أو كلمة شكر.
فما أقوم به، هو نضال متواصل أخوضه منذ سنوات، يتعلق بتحديد أماكن الخلل، ويتجدد بتجدد الأحداث والمواضيع. أختار له الكيفية والتوقيت الملائمين للواقع مع الوقائع... وما على السائل  المتثبت  أن يسأل لمعرفة من أكون وماذا أريد.
تعرضت شخصيا الى حملة تشويه سنة 2008 على موقع اليتيوب،  قبل أن تنشئ نعيمة صالحي حزبها إذا تذكرون يا مناضلي الأنترنت، وقبل أن تصبح نائبة في البرلمان...وقبل أن تظهر معارضة بن علي هرب، من طرف عنصريين حاقدين على اللغة والدين والوطن.
 وقد لاقيت ما لاقيت من سبّ وتشويه وتهديد...  بل وصل الأمر حتى ابلاغ السلطات الأمنية بوشايات كاذبة ... و السبب هو أنني كنت أول الجزائريين الذين يتحدثون عن التغيير في موقع اليتيوب بلسان عربي ولا فخر، وأحاول قدر المستطاع  توعية من ضلت بهم السبل.
في مواضيع تتعلق بالمأساة الجزائرية، والفساد...  وأحاول وضع النقاط على الحروف  ... والتسجيلات لاتزال موثقة، والشهود لايزالون أحياء لمن أراد المراجعة.

وقد نجح العنصريون في اغلاق عدة قنوات لي وهدفهم الأساس كان منع انتشار تلك الحقائق المرة...
وقد لاقى غيري من الشخصيات السياسية والدعوية نفس التشويه عبر الأزمنة، ولايزالون الى اليوم يتعرضون الى القذف حتى ومنهم  من في القبور...ونذكر على سبيل المثال لا الحصر: الأمير عبد القادر، ابن باديس، الابراهيمي، هواري بومدين، مصالي الحاج، أحمد بن بلة... وغيرهم من الوطنيين.
هذا التشويه الأرعن والأهبل... كان ولايزال هدفه الأساس هو محاولة فرض الأمر الواقع على أغلب الجزائريين باستعمال عامل الوقت ، ومحاولة تحريف التاريخ والجغرافيا... ورفض الانتماء العربي للجزائر الولادة، ومحاولة عزلها عربيا ... خدمة لمخطط الشرق الأوسط الجديد... تقف وراءه جهات معلومة.
كنا في البداية نقول أن هناك عنصريون لهم عقدة تجاه الاسلام والعروبة...ويجب تجاهلهم .
لكن الأحداث أكدت كذا مرة  أن القضية لم تعد  تكمن فقط في مجموعة، بل تعدت ذلك بكثير ووصل الأمر الآن الى مستوى من التنسيق في المغرب وليبيا  وتونس وحتى مصر...وأصبحنا نرى مايجري في العراق  والسودان من تقسيم  رأي العين .... و لم يعد السكوت من الحكمة، بل يجب فقء هذا الجرح المليئ بالقيح حتى تستريح الجزائر ومن حولها.
الذي يعتقد أن السيدة نعيمة صالحي قامت بتصريح طائش، وهو كذلك، وردة الفعل حول تصريحها ...كان لابد منه  ويجب توبيخها وحتى معاقبتها...هؤلاء:  إما أنهم  لم يفهموا المعضلة الجزائرية  وما يحيط بها، أو يحاولون استحمار الشعب، ولفت الأنظار عن الداء الحقيقي.
دعونا نسأل: ما علاقة نعيمة صالحي بالفتوحات الاسلامية، التي يسمونها بالاحتلال الى اليوم؟  ومنهم من يرفض تواجد العرب في الجزائر بل في شمال افريقيا؟
لعلكم سمعتم بعض المصطلحات المستعملة تردد: العربي كحل الرأس، العروبية، عروبي، إذا عربت خربت، أخطونا يالعرب...؟ ولعلكم الآن فهمتم ما جرى من تحريش بين مصر والجزائر حول كرة القدم؟ ما علاقة نعيمة صالحي بإنشاء جيش الزواف الذي ساهم في احتلال الجزائر؟ ما علاقة نعيمة صالحي بحزب القبائل الذي أريد له أن ينشأ أثناء الحركة الوطنية "في الأربعينيات"  قبل أن يظهر فرحات مهني؟  والصراع الذي عرفته اللجنة المركزية تحت قيادة مصالي الحاج آنذاك، وساهم في سحب المبادرة منه؟
ما علاقة نعيمة صالحي  بمؤتمر الصومام، ومقتل عبان رمضان، ومجيئ ضباط فرنسا عن طريق ألمانيا يوم أن كان كريم بلقاسم قائدا للحربية؟

ما علاقة نعيمة صالحي بالحرب التي اندلعت في منطقة القبائل مباشرة بعد الاستقلال؟ ما علاقة نعيمة صالحي بأحداث 1980 بجامعة تيزي وزو؟ ماعلاقة نعيمة صالحي بأحداث 2001؟

كل مافي الأمر هو أن هذه الطائفة   وأنا لا أعني الشرفاء والأحرار من الإخوة في منطقة القبائل، حاشاهم  فهم مني وأنا منهم، والمشكلة لم ولن تكون معهم...لأنهم إخواني مدافعون عن اللغة والدين والجزائر.... ولا يحتاجون موعظة ولا تنبيها...في القضية.
بل حديثي عن طائفة الزواف الجدد...هذا العرق الخبيث الدساس...الذي لا يفرق في الطعن بين عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ونعيمة صالحي... ولا يفرق في الطعن بين أبابكر الصديق وابن باديس والابراهيمي وعبد الرزاق قسوم...وبومدين والامير عبد القادر، ولا يفرق بين علي بن حاج وعبد العزيز بلخادم، و لا بين أبوجرة سلطاني وعمار سعداني.

فأكل رمضان بالنسبة لهم حرية شخصية، وشرب المسكرات وبيعها  رومانسية، والاستيلاء على السياحة، وسوناطراك، والموانئ  وكبرى الشركات ....ومنع أهل الصحراء  "العرب " من أبسط الحقوق ،  فروسية ... وقتل الأئمة التقاة حماية للديمقراطية، ومحاربة للقاعدة.
 أما المطالبة بحقيقة ماجرى  في الجزائر من جرائم ارتكبتها الطائفة أيام المحرقة...بمشاركة المخدوعين بالوطنية الزائفة، فتنة كبرى  يجب ترويع الناس بها، حتى لا يعرفوا مكرهم وخبثهم...ودسائسهم ومؤامراتهم الشيطانية.

إنّ ماقامت به نعيمة صالحي من تهديد لابنتها، مع مافيه من أذى لفظي وسياسي واعلامي... لشخصها،  أحيى الكثير من الضمائر، التي كانت تقوم بمهمة بالمجان ، وأزال الغبار على كثير من الملفات المنسية، وأبان رؤوس الثعابين في جحورها ...
وأظهر صور الجيش التي كانت تسرب من طرف طائفة الزواف، وترسل  لبعض المرتزقة،  محاولة منهم لشق صفوف مؤسسة الجيش...وارباك الوطنيين  من الإقدام على تطهير نجاستهم.
وأبرز بوضوح بعض الحركات الاحتجاجية التي ظهرت بعد هروب بن علي والتي كانت تتخفى وراء مطالب اجتماعية، محاولة للانقضاض على الجزائر ومعها المغرب الكبير.
وعليه: ما قامت به السيدة صالحي ، حتى وإن كان تصريحها مرفوضا، وفلتة كان يجب تفاديها خاصة في الحوارات المباشرة ... هو  شماعة يتخفى بها من لا يؤمنون بأن الجزائر تنتمي الى الجسد العربي...ويكفي أن تذكر أمامهم  كلمة العربي لمعرفة ماذا تكنه صدورهم من حقد وكراهية. لكن لابأس أن تذكر انتماءها للمتوسطي...أو ماقبل الميلاد.

ولهذا: كنت ولاأزال أؤمن بأن المصالحة الحقيقية في الجزائر وفي المغرب الكبير تقتضي أن يكون هناك حوار صريح وشفاف...يقودنا الى تشخيص دقيق تأت بعده الحلول الواقعية. وإن أي قفز على الحقائق هو دوران في حلقة مفرغة وتضييع للفرص والأوقات....وإن أي انتفاضة لم تسبقها المبررات الكبرى المتوافق حولها ...هي تقديم الجزائر على طبق من ذهب لأعدائها.

الهوية: هي مجموعة عناصر، وليست عنصرا واحدا. والهوية ليست كتلة واحدة تنزل مع المولد... بل تنمو وتتطور.  ومهما تعددت اللهجات واللغات في بلد واحد، فمجموع هذه اللهجات واللغات يشكل هوية البلد.

كيف لمن يرفض الانتماء العربي لبلد لغته الرسمية العربية أن يعطينا الدروس في الهوية؟ كم قتلت نعيمة صالحي مقارنة بالسفاحين الذين كانوا يخرجون الناس من بيوتهم حفاة عراة  ويسوقونهم الى المسالخ والمذابح؟ كم سرقت نعيمة صالحي من أموال  وكم أخذت من هكتارات أثناء المحرقة ؟

لماذا خرصت ألسنتهم وعلم الجزائر يداس، والعربية تمحى ، والمقدسات تهان؟ هل غضبوا لابنة نعيمة صالحي خوفا على قتلها؟
إنّ الجزائر تحتاج منا اليوم، أن نعالج جراحها من الجذور ...وأن نؤسس لدولة الجميع ،دولة  يعلو فيها القانون على الجميع ....لا الدولة التي تطبق القانون على المستضعفين فيما كبار الخونة والمجرمين فوق القانون.

دولة  لا فرق فيها الا بما يخدم الجزائر. التركيز على تهديد نعيمة صالحي لابنتها بالقتل ،وترك تهديدات التقسيم الذي بلغ مداه ... هو عمل لا يقوم به الا الزواف الجدد...

فرق أيها الناس بين من يكفر سفهًا  وبين من يكفر اعتقادًا... وفرق بين من يهدد افتراضا بالقتل، وبين من حصد الرؤوس حصدًا وأحرقها ويهدد من يحاول كشف حقيقة القتلة والسفاحين.

نورالدين خبابه 13 فيفري2018

Libellés :

إرسال تعليق

[facebook]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget