معارضة حفيظ دراجي

معارضة التعليقات والتفرج على الأحداث في الجزائر


لم يعد يخفى على المناضلين للقضية الجزائرية، لاسيما الشرفاء منهم ..ما يجري على أرض الواقع، من فساد ورداءة... في شتى المجالات...
ولم تعد تخفى عليهم الأخطار التي باتت تواجهها الجزائر وطنا وشعبا، وحالة الاختراق الحاصلة في كل مؤسسات الدولة...
ولم تعد تخفى على المستشرفين للمستقبل ...المؤشرات الصفراء والحمراء التي تدق كل يوم...

وأصبح لزاما على كلّ الخيرين، التحرك فورا لسدّ النزيف الذي ينخر جسم الوطن ويكاد يقتله، وطرح بديل يرقى الى طموحات الشعب... والاّ سيجدون أنفسهم هذه المرة في وضع، مآلاته مجهولة وصعبة التحكم.

كنت في السابق أطلقت مصطلح معارضة بن علي هرب...على المكلفين بمهمة اختراق الحراك الشعبي... قصد اجهاض عملية التغيير...وتوجيه الشعب الى وجهة خاطئة. وها أنذا اليوم أطلق لقب معارضة حفيظ دراجي ...على من يستحقون هذا اللقب بجدارة.

وجب على الجزائريين والجزائريات من الناشطين والناشطات و المهتمين بالشأن السياسي، ويتلهفون بشوق كبير الى احداث تغيير حقيقي في الجزائر...من هنا فصاعدا: اطلاق لقب معارضة حفيظ دراجي، على جميع الأحزاب والحركات والشخصيات... التي أصبحت تمدد النظام بالأوكسيجين متى ما شعر بالاختناق...

فعوض أن تنتقل هذه الأحزاب الى دور الأفعال، التي يلمسها المواطن على أرض الواقع...وتخفف من معاناته ...وتشرع في تجسيد التغيير الذي تنادي به ...بقيت هذه الأحزاب تدور في حلقة مفرغة، وتقوم بدور التعليق على الأحداث... وردود الأفعال ... الى درجة أن طغت في البلاد وخارجها صورة نمطية من خلال هذا السلوك ...وأصبح المواطن ينتظر ردود الأفعال بدل الأفعال على أرض الميدان.

فمثلا: عند تعيين حكومة، أو اقالة أخرى ... أو تعين مسؤول أو اقالة آخر...أو حدوث أي طارئ يمس الوطن ...أو أي حدث يستوجب حلا ...أصبح الجميع ينتظر ردود الأفعال... وانتقلت الأحزاب والشخصيات... من مهمة الفعل الذي يفترض أن يكون، وقوة الاقتراح التي يجب أن تكون، الى التعليق والانتقاد الهدّام، ونشر بيا نات ... وتعليقات للاستهلاك.

معارضة النظام بردود الأفعال، تشبه تعليقات حفيظ دراجي حول مباريات كرة القدم... فاللاعبون في الميدان يراوغون ويسجلون الأهداف ويخترقون الشباك ويأخذون الأثمان .... وحفيظ دراجي يعلق على ركلاتهم وضرباتهم الرأسية والصاروخية وعلى حروبهم التي يخوضونها...

وفرق السماء على الأرض كما قلت في مقال سابق، بين أهداف العربي بن مهيدي وأهداف ميسي... معارضة حفيظ دراجي، هي: أحزاب وشخصيات لا أثر لها في واقع الناس... تفتقد الى قاعدة شعبية... وبدل أن تنزل الى الميدان لتكوين هذه القاعدة...من خلال الاقناع ...تكتفي بالتعليق على القنوات والصحف أو من خلال المواقع التفاعلية مؤخرا والتي أتاحت التعليق للجميع....

معارضة حفيظ دراجي مختصرة في هذا الموقف: حدث فيضان أو كارثة في مدينة ما، ومكان ما...بدل أن تنزل هذه الأحزاب والشخصيات الى أرض الميدان وتنحاز الى المواطن للتخفيف عنه، وتشمر على سواعدها لفك الخناق عليه...تكتفي بالتعليق، وانتقاد الوضع... وكأن المواطن الذي تزعم أنها تدافع عنه يعيش في قارة أخرى وليس فوق أرض الجزائر.
تكتفي بانتقاد السلطة و تنتظر أن يوصلها المواطن المختنق الى السلطة لتقوم بخدمته في المقابل...غوووووووووووووول !

نورالدين خبابه 20 سبتمبر 2018

إرسال تعليق

[facebook]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget