الزواف الجدد وأحداث أكتوبر1988 في الجزائر.

الزواف في الجزائر وأحداث أكتوبر1988


الزواف لمن لا يعرفهم: جيش أنشأته "سلطات فرنسا المحتلة" واستخدمته في احتلالها للجزائر ولبسط نفوذها... وعرقه دساس لايزال ينشط الى اليوم بأقنعة جديدة ومختلفة... مرتبط أساسا بالعمالة للأجنبي والخيانة للوطن ، ومحاربة اللغة العربية والاسلام والتاريخ والمقدسات، ومهاجمة الرموز الوطنية.

من يعتقد أن أحداث أكتوبر التي وقعت في الجزائر العاصمة وفي عدد من الولايات ...كانت عفوية، وهي التي جاءت بالحريات... فقد أخطأ التشخيص.

من خلال تتبع كرونولوجيا الأحداث، التي جرت في الجزائر وفي العالم ...ابتداء من سقوط الدولة العثمانية على الأٌقل، واتفاقيات سايكس بيكو... مرورا بالحرب العالمية...نلاحظ أن هناك صراعات لاتزال تلقي بظلالها الى اليوم...فما يحدث اليوم في سوريا وليبيا  واليمن ... ما هو الا حلقة من مسلسل طويل وامتداد لتلك الحروب.

فالحديث اليوم عن مصالي الحاج و  جمعية العلماء مثلا، و عن هواري بومدين ... وربطهم بالخيانة... وعن العروبة... وربط ذلك بجمال عبد الناصر وبفلسطين...الى درجة أن وصل الاستثمار في مقابلة كرة القدم بين الفريق المصري والجزائري، وفريق عراقي وفريق جزائري ... لم يأت اعتباطا وإنما لأصحابه خلفيات...وهذه الخليفات هي التي تحركهم وهي التي توجه هذا الصراع ...سواء أكان المجسدون له في الميدان مقتنعون بذلك، أو يأخذون الأثمان في المقابل...أو جهلة يخدمون بغبائهم أجندة دولية.

أحداث أكتوبر: جاءت كمحطة من المحطات التي أوصلت هذا التيار الخائن للوطن ...الى السلطة، ويبسط نفوذه  بعدما هيئت له الظروف، لكي يخترق أركان الدولة الجزائرية الفتية بعد وفاة هواري بومدين مباشرة.بعد وصول الشاذلي بن جديد الى السلطة، والذي لانشك في إخلاصه. هذا الأخير جاء بالعربي بلخير...كون أنه طائع وخدوم ...ومن عادة الرؤساء والملوك... أن يقربوا منهم هذا النوع.

وجد العربي بلخير الفرصة السانحة، وكان هو همزة الوصل، وعن طريقه تغلغل هذا التيار في أجهزة الدولة لاسيما داخل مؤسسة الجيش، بعد أن أصبح خالد نزار يحكم بأحكامه...وفي قطاعات أخرى  كالثقافة والسياحة والنقل والادارة والمحروقات...الخ.
وهذا التيار هو من أشعل فتيل الفتنة وكان وراء محرقة التسعينيات، باستخدام الاسلاميين كقناع لإخفاء عمالته وجرمه.

الخدمة العسكرية التي أديتها في منتصف الثمانينيات، وكشاهد عيان على استقدام ضباط من خارج الثكنة، "منهم من يعمل في الأمن العسكري"... جاءوا الينا حيث كنا نقوم بحراسة السواحل...وقاموا بإبلاغنا بمعلومات تتعلق بزوجة الشاذلي بن جديد والجنرال مصطفى بلوصيف... وحذرونا من التعامل مع الشاذلي ومن المدنيين...تجعلني اليوم أربط حادثة ازاحة مصطفي بلوصيف من وزارة الدفاع بما حدث بعده. لأن ازاحة مصطفى بلوصيف من قيادة الاركان في وزارة الدفاع مهما كانت التهمة، ووضعه في السجن وقتها، واغتيال مصطفى بويعلي ...كان مقدمة لما عشناه في التسعينيات...تزامنا مع الذي جرى في أفغانستان والعراق ....لأن كاتب السيناريو واحد.

لقد تم تحريك عناصر في الجزائر، للقيام بإضرابات داخل بعض المؤسسات الوطنية ...وحرق منشآت اقتصادية لتهيئة الأوضاع... ومن ثمة إقحام الجيش في الصراع للسماح لهذا التيار بتصفية الضباط الوطنيين من وزارة الدفاع، وأعضاء اللجنة المركزية، باسم الانفتاح السياسي...لاشك أن هناك جزء عفوي في الأحداث  ناتج عن الأزمة الاقتصادية ـ لكن هذا الجزء العفوي أستعمل كقناع... وما الحديث عن علي بن حاج في باب الوادي الا دليل على ما أقول.

كان الهدف هو : التمهيد للمرحلة القادمة لبسط نفوذ العربي بلخير وجوقته...واقالة الشاذلي بن جديد باستخدام علي بن حاج وعباسي مدني ...في اضراب ماي وجوان 1991."التفاصيل تحتاج الى مجلدات".

نورالدين خبابه 09 أكتوبر 2018

إرسال تعليق

[facebook]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget