علّمني شيخ جاهل!
في فرنسا عام 2002، تعرّضت إلى امتحان وابتلاء كبيرين، وكِدْت أن أرسب فيهما لولا عناية إلَهية أمدّتني بالصّبر والاحتساب...
التقيت شيخاً رثّ الثياب يحمل عصا... تعرّفت عليه من خلال الإقامة التي كانت تجمعنا. كان يراقب حركاتي وسكناتي بدقة المجرّب والخبير...وذات يوم دخلت المطبخ المشترك لأحضّر وجبة الغداء، وعند جلوسي لتناول الغداء في نفس القاعة، أي مطعم ومطبخ، جاءني شخص من مدينة بالغرب الجزائري يقطن في نفس المكان. فاجئني بحديث لم أسمعه في حياتي...لم أكن أعرف سبب مجيئه إلى قاعة المطعم ومخاطبتي بذلك المستوى المتدني... قال لي: انهض، اندهشت من تصرّفه وحدّقت فيه، فكرّرها صارخا:قلت لك: انهض... فقلت له: لماذا؟ لم أكن أفهم ما يريد، لأنه لم يسبق وأن تناقشت معه..كأنه أصيب بالجنون، قال: هذا مكاني، فقلت له يا رجل: هل تعي ما تقول؟ فقال: نعم ،قلت لك انهض ولا أريد أن أطيل معك، انهض وانتهى الأمر... فقلت له أريد أن أفهم منك، هل أنا في مسكنك أو في مطعمك لا قدّر الله، وهل اعتديت عليك؟ فقال: هذا كرسي أجلس عليه منذ عشرين سنة ولا أريد أن أراك جالساً عليه...