Articles by "المنظار"

اللغة العربية في الجزائر بين الرفض والفرض

نشأتُ في عائلة مُحافظةٍ ولم يكن ذلك اختياري، كماهي طبيعة الانسان...عندما يولد. ومن حظي أن جدّتي قبائلية، ولسوء حظي أنها توفيت قبل أن أرها مثلها مثل جدي العربي...رحمهما الله.

ما حفظته من والدي الذي تربى يتيما رحمه الله، هو أنه عندما يذكرها يبكي...ولا أزال أحتفظ بعقد زواجها من جدي رحمهما الله، مخطوط بالعربية، جدّي  أحمد الذي كان ينتمي الى عائلة عريقة في المنطقة، حيث كان أبوه قاضيا مشهورا ومن عائلة العلم والفقه، ولها ارتباط وثيق بجمعية العلماء المسلمين... وأحد أفراد العائلة كان مفتيا في ولاية سطيف وفي الشرق الجزائري وكل السطايفية يعرفونه ..."الشيخ الطاهر"  توفي في الثمانينيات فقط ...ولا فخر.

فزواج جدتي بجدي لم يكن اعتباطيا، بل كانت له حسابات وله جذور ، لأن جدتي أيضا رحمها الله "حفصة"، كانت من عائلة مقاومة ولكن ليست بمفهوم مقاومة اليوم.

ما ذنبي وأنا لم أختر جدّي وجدّتي، ولم أختر أبي وأمي، ولم أختر تربيتي ولا إسمي، ولا المكان الذي ولدت فيه، ولم أختر لون بشرتي ولا لغتي ولا إخواني ولا أخوالي... بل فرضوا علي فرضا ، هل أرفضهم ؟

تربيت في بيئة كان الحياء فيها طاغيا، فلم أسمع أحد من الجيل الذي لحقت به ينادي زوجته باسمها... وكان كلهم وبدون استثناء في القرية التي أنحدر منها، إما ينادون زوجاتهم بالمكان الذي ينحدرون منه...فيقال مثلا: المنصورية، الزبيرية، القبائلية، الميساوية، العلوية...الغيلاسية...المخلوفية...السعيدية...الحسناوية...  أو ينادونهم بأسماء آبائهم ، ابنة العربي، ابنة سالم ... الخ.


كمواطن جزائري، أود أن أدلي برأيي في موضوع الأمازيغية، التي تم ترسيمها في الدستور واقرارها كلغة وطنية وتعميمها في الجزائر دون استفتاء، وكذا اقرار يناير كيوم وطني للاحتفال برأس السنة الأمازيغية كما جاء في وسائل الاعلام اليوم، ونسب المرسوم الى بوتفليقة... الذي لم نسمع صوته منذ 2012. صادف هذا القرار الارتجالي يوم وفاة هواري بومدين. ويبقى السؤال مطروحا لماذا أختير هذا القرار في هذا اليوم طالما أن بوتفليقة محسوب على بومدين؟

مبدئيا ليست لدي أية عقدة من تعلم أية لغة في العالم، وليست لدي أية عقدة للتعرف على ثقافات الآخرين، بل بالعكس أرى في ذلك ثراء ثقافيا ولغويا، يفتح عيناك على كثير من الموضوعات لكي تراها من زوايا مختلفة وبنظارات مختلفة وبألوان مختلفة وتتذوقها بألسنة مختلفة.

كنا نقرأ منذ الصغر عن اليمن السعيد وعن الحكمة اليمانية و الركن اليماني...وكنا نقرأ قصة الملكة بلقيس...اليوم صرنا نقرأ عن اليمن الحزين واليمن الجريح !

استيقظنا اليوم على خبر إعدام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ، ويا له من خبر، جاء بعد الاحتفال بمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي جاء نورا  ...ومتمّما لمكارم الأخلاق ورحمة للعالمين...وفي آخر وصاياه أوصانا عن حرمة الدماء.

مهما كانت خلفية قاتل علي عبد الله صالح، ومهما كانت خلفية المستفيد من إعدامه... فالقاتل الحقيقي يريد أن يحكم اليمن باختصار. لأنه لم يستهدف مواطنا بسيطا بل استهدف رأس الدولة اليمنية حتى ولو أنه متنحيا.

أعذرونا أيها الاخوة في اليمن الجريح عن تقصيرنا تجاهكم، ليس نسيانا لقضيتكم ولا تجاهلا لها، بل جراحنا في الجزائر لم نعالجها بعد ولم نلملها ...ولازلنا نحاول أن نتعافى منها نهائيا ... وها هي سوريا وليبيا والعراق ومصر... ينزفون جميعا...ولسنا ندري من سيلتحق بالركب مادامت الآذان صماء والعيون عمياء.

لا أعتقد أن جزائريًا عاقلاً أمينًا... لا يستطيع التفريق بين المراحل الثلاثة التي عنونت بها مقالي.

وأنت تقرأ أو تسمع  بعض المدعين لمعرفة تاريخ الجزائر من عدة نواحي، وهم يضللون شبابا  تائها "وأنا هنا لا أعني البتة المؤرخين ولا العارفين بالتاريخ"،  بل أعني فئة من المدعين لمعرفة التاريخ...تصل الى قناعة بأن هؤلاء المرضى وكأنهم يعيشون كوكبا آخر.

عدد لا يستهان به من الجزائريين والجزائريات، يقرأون الكتب أو ربما يؤلفونها، ويقومون بالتحليلات  بوسائل مختلفة، والنظريات، وينشطون الملتقيات والمؤتمرات والموائد المستديرة... ويحضرون الخطب والمواعظ ... ومنهم من يحدثك عن الاستشراف والمستقبليات  وكأنه عالم بما سيحدث... ويهملون في المقابل  قراءة الواقع الذي يحياه الناس !

فيما مضى، كان المغتربون الجزائريون يعملون بشكل عام في فرنسا، قبل أن يلجئوا الى دول أخرى، وطيلة العام  يجمعون ما استطاعوا،  وعند عودتهم الى الجزائر  يشرعون في تشييد البناءات المختلفة، ومنهم من يعود الى حياة الصغر حيث الطبيعة وحياة البدو والريف، ومنهم من يشيد القصور في بعض الولايات ...بمعنى أن عيشهم في فرنسا وعيونهم تُحدّق في الجزائر، أو بعبارة أخرى، أجسامهم في فرنسا وقلوبهم تسوح في الجزائر.

لعل القارئ أو المشاهد للعنوان سيسارع هو أيضا لاكتشاف سر قد غاب عنه أو للفضول الذي دعاه، ما أتمناه فقط هو أن لا يخيب ظنه فينا في النهاية وأن لا يصطدم بالحقيقة المرة التي نود إيرادها له من خلال بعض الرسائل غير المشفرة هذه المرة.
كما نطلب منه إحضار الأسبرين أو كأس من الليمون قبالة الجهاز حتى لا يصاب بالصداع ونتسبب له في أزمة جراء ما يقرأه ويطالعه ويشاهده.

لو أردنا شرحا لمفردة الاكتشاف لوجدنا بأنها تعني كل ما هو جديد، وكل ما هو مُتوصل إليه من خلال الأبحاث والنظريات... فالمركبات الفضائية، والقمر، والمريخ، والطب، والحياة وتحت الأعماق ... الخ.


حسب المعلومات المتوفرة والمتاحة لكلّ إنسان أنار الله بصيرته وأراد البحث أو الاطلاع، فإنه لايزال البحث عن ايجاد علاج لداء السرطان القاتل جاري الى حد كتابة هذه الخربشات...

ومن الواضح بالعين المجردة والعقل الرصين، أن المصابون بداء السرطان يستعملون كل السبل لايجاد دواء يمكنهم من محاربة السرطان، والبقاء أطول مدة على قيد الحياة... فيستعملون الأشعة والمواد الكيميائية  ويبحثون عن أي خيط أمل يقيهم من الآلآم...وقد خصصت جمعيات للتضامن معهم ...


رشيد نكاز: الجايح تليق بك !

في بداية مقالي : كلمة جايح أنت من أطلقها على نفسك وكلامك موثق بالصوت والصورة  وبالتالي، لا تلمني أيها الجايح إن عنونت مقالي   بذلك، فكما يقال : الاعتراف سيد الأدلة.

أيها النقاز الجايح: كيف لانسان تهشم أنفه، وصمّت أذنه، وأخذ الركل على الدبر حتى ثمل، كما اعترف بذلك وهو يعد عدد الضربات واللكمات، أمام مرأى مئات الآلاف من الجزائريين ومن غير الجزائريين.... ولم يستطع أن يدافع عن نفسه ولو بعضة جزائرية...تعبر عن الأنفة الجزائرية...
 ويأتي اليوم هذا الجايح يرفع شعار الدفاع عن الجزائريين والجزائريات ويحاول أن يخرجهم الى الشارع ... ويتهجم عنهم بقوله: الشعب جايح  وحقير؟
صدقت يانقاز الجايح وأنت الكذوب. صدقت عندما لقبت نفسك بالجايح فأنت فعلا جايح وجبان كمان كما يقول الاخوة المصريون...
أما الشعب الجزائري فهو شعب صبور ولكن عندما يثور لا أحد يمكنه أن يوقفه ،والدليل في ذلك ما يعترف به الأعداء. الشعب الذي أخرج الحلف الأطلسي لايخشى الجثث المحنطة.

تعلّمنا من أساتذتنا "أنّه من لم يمت بالسيف مات بغيره، تعدّدت الأسباب والموت واحد".

هاهم بعض جنرالات الجزائر الذين كانوا يُصدّرون الرّعب، وكانوا أربابا فوق الأرض ،ترتعد لهم الفرائس وينحني لهم الخدم ،وهم الذين فعلوا بالشعب الجزائري ما فعله فرعون بشعب مصر، يغادرون القصور الفاخرة واحدا تلو الآخر مثل السلسلة التي تفكّكت، وينتقلون إلى القبور المظلمة واللّعنات تلاحقهم في كل مكان، ولسان حال الكثيرين مناّ يقول:

أراحنا الله منكم ومن تبعكم وإلى اللقاء بعد حين أمام المحكمة التي لا تغادر كبيرة ولا صغيرة" وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ ،ويقول يا ليتني ..."

يقال "أن الشيء إذا زاد عن حدّه انقلب إلى ضدّه".لقد تلازم لدى المواطن الجزائري اسم الجنرالات بالمافيا والسرقة والرشوة والفساد والقتل والاضطهاد والتعذيب والتنكيل... وكل الأشياء السلبية الموجودة فوق الأرض، حتى التصق في ذهنية الجزائري أنك عندما تذكر اسم جنرال، فيجب عليك أن تتعوذ بالله وكأنك تتحدث عن شيطان رجيم وليس على إنسان في قلبه الرحمة.


بفطرتي ودون تكوين سياسي، وجدت نفسي معارضا لهذا النظام القائم، لأنه ليس في مستوى تطلعات الشعب الجزائري، الذي قدّم تضحيات كبرى من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية، ولأنّ الظلم ترفضه الطبيعة الإنسانية. أحببت أن أطلب منك أيها القارئ أن تظلم أيّ شيء تريد، حتى ولو كان جمادا، أمام طفل رضيع أو حتى حيوان، وسترى النتيجة ماثلة أمامك.

كنت في صغري أطرح الكثير من التساؤلات، غير أنّني لم أكن أجد لها أجوبة شافية، إلاّ عندما تعلّمت وكبرت وتزوجت وأنجبت وسافرت وهاجرت وعاشرت... وأتذكر يوما وأنا في السنة الرابعة من التعليم الابتدائي، كان أحد معلميّ ممّن درسوا في جامع الزيتونة بتونس أيام زمان، توفي رحمه الله، وكان الدرس في التربية الإسلامية حول الصحابي الجليل عمر الفاروق رضي الله عنه، وما كنت أعرفه عن الإسلام وقتها هو حفظ القرآن بدون تفسير والصلاة دون فقه بعينه.

أتذكر أنني سألت معلمي سي عبد الله رحمه الله، وقلت له لماذا نقرأ عن عدالة عمر ولا نراها مُجسّدة في واقعنا؟ فتنهّد هنيهة وتحسّر وتوقف عن الدرس، وجاءني إلى مقعدي وقال لي: من علمك هذا السؤال؟

الوجوه الممسوخة: هي الوجوه التي ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن أصحابها انقلبوا 360 درجة، دون الاعلان للرأي العام أنهم أخطأوا وضلّوا الطريق.

نفس الوجوه التي كانت بالأمس القريب، تلفق التهم للأبرياء وتكيل لهم العداء، وتنشر الاشاعات والأباطيل... وتضع السمّ الزعاف في المناسبات المختلفة... وأوصلت أبناء الجزائر وأبناء العائلات الى المشانق والإعدامات، والموت البطيء في السجون والمعتقلات، وفي أحسن الأحوال اللجوء أو الأمراض المختلفة...

نفس الوجوه التي فكّكت الأسرة بإثارة الشحناء والبغضاء بين أبناء العائلة الواحدة... وساهمت في الطلاق وفي العنوسة، والتسرب المدرسي، والمخدرات...


نفس الوجوه : هي من شوهت المسجد الذي كان يعتبر المدرسة ، وحطمت المدرسة بالميوعة، وحطمت الاقتصاد  بالفساد، وحطمت الروح بالشعوذة، وحطمت الثقافة بالانحراف...

في فرنسا عام 2002، تعرّضت إلى امتحان وابتلاء كبيرين، وكِدْت أن أرسب فيهما لولا عناية إلَهية أمدّتني بالصّبر والاحتساب...

التقيت شيخاً رثّ الثياب يحمل عصا... تعرّفت عليه من خلال الإقامة التي كانت تجمعنا. كان يراقب حركاتي وسكناتي بدقة المجرّب والخبير...وذات يوم دخلت المطبخ المشترك لأحضّر وجبة الغداء، وعند جلوسي لتناول الغداء في نفس القاعة، أي مطعم ومطبخ، جاءني شخص من مدينة بالغرب الجزائري يقطن في نفس المكان. فاجئني بحديث لم أسمعه في حياتي...لم أكن أعرف  سبب مجيئه إلى قاعة المطعم ومخاطبتي بذلك المستوى المتدني... قال لي: انهض، اندهشت من تصرّفه وحدّقت فيه، فكرّرها صارخا:قلت لك: انهض... فقلت له: لماذا؟  لم أكن أفهم ما يريد، لأنه لم يسبق وأن تناقشت معه..كأنه أصيب بالجنون، قال: هذا مكاني، فقلت له يا رجل: هل تعي ما تقول؟ فقال: نعم ،قلت لك انهض ولا أريد أن أطيل معك، انهض وانتهى الأمر... فقلت له أريد أن أفهم منك، هل أنا في مسكنك أو في مطعمك لا قدّر الله، وهل اعتديت عليك؟ فقال: هذا كرسي أجلس عليه منذ عشرين سنة ولا أريد أن أراك جالساً عليه...

الاستيقاظ الممنوع هو ليس الاستيقاظ الطبيعي من النوم، وإنما الاستيقاظ من السكرة الدائمة، والتضليل والتخلّف والإلهاء والعاطفة و...

ومن يمنعون الناس من الاستيقاظ هم من يقومون بحشو العقول سواء بالمذهبية الضيقة أو الطائفية الممقوتة أو الحزبية التي تخدم العصبيات، والأهواء باسم الإسلام أو باسم الديمقراطية، أو بالوطنية الزائفة التي تدغدغ العواطف وتخدم المصالح والفئات والاشخاص، أو باسم الحضارة والتمدّن...

لقد أرادت الأنظمة الفاسدة المفسدة لشعوبها، أن تظل هائمة نائمة وأن لا تستيقظ أبدا من سباتها، وكلّما حاولت أن تستيقظ وأن تصحو وتنهض، سارعت هذه الأنظمة لإبقائها في حالة النوم، وكل من صحا وأراد إيقاظ صاحبه من نومه اتّهم بالإرهاب وبالتحريض والزندقة والتخلّف والرجعية و... وحيكت ضدّه كل أنواع التهم حتى يُمنع من الحديث والتواصل مع من يعتبرهم نيام...


وأنا أتابع التحرّكات البهلوانية،  والشطحات الإعلامية... التي يقوم بها بعض المكلّفين بمهمة، والمهرجين،  والباحثين عن الأضواء... لتحركات شكيب خليل...هنا وهناك...
اصطدمت بالواقع التعيس الذي نحياه اليوم، والرداءة التي وصلنا اليها ...  ومن عدم النضج لدى الكثير من شبابنا... الذين يصطفون  وراء النطيحة والمتردية، ومن تدنّ للأخلاق وغياب الضمير ...

تجد بعضًا من الانتهازيين يرقبون تحرّكات شكيب خليل أينما حلّ وارتحل، ويرقبون كل تجمع وكلّ احتجاج... لاختلاق رقصة ما والظهور من خلالها في وسائل الاعلام...وليس خدمة للحقيقة ولا  لقضايا الأمة..

أسمع وأقرأ من حين لآخر، حديثا يتفطر له القلب وتذرف له العيون ، من جزائريين  بسطاء  ،يكيلون لإخوانهم  سيلا من الاتهامات ، ولا يعرفون أنّ منهم من يحترق شوقا للجزائر ، وقد ترك الأهل والأصدقاء ، وفقد أقاربه  وذويه ، وربّما منهم من يعاني من أمراض خطيرة ومنهم من مات وحسرة الجزائر في قلبه ....

يدافعون عن النظام  بشراسة ، ويخوفون باق الجزائريين بالفوضى ، وكأننا ندعو  اليها؟   فيا سبحان الله ألهذه الدرجة يستخفون بالعقول؟.... منهم من لا يفرق حتى بين الأحياء والأموات وأضع نقطة.

ففي تعليق أحدهم كتابة حول مداخلتي المقتطفة ، بقناة البي بي سي المنشورة بموقع اليتيوب على حسابي ...علق أحدهم  : تعال وعارض، فهاهو أحمد سحنون يعارض من الداخل وعلي بن حاج  وأحمد طالب وبن فليس....وأثناء مداخلتي علّق آخر صوتا، يزعم أنه من جيجل أننا نعارض من فنادق خمسة نجوم ...

الإخوة الأكارم؛ الأخوات الكريمات... ها هي سورية تُذبَحُ وتُبَادُ كُلَّ يوم، وأصبح الصّمت جريمة لا تغتفرُ في هذا الوقت، سيما أنّ القاتل مُسْلِمٌ سوري والمقتول كذلك.
ولهذا أردت أن أقوم بواجبي كمواطن جزائري اكتوى بنار الفتنة، وأبعث لكم هذه الرسالة، ولا أبتغي من ورائها إلاّ رِضَى الله.

إنّ ما يقع في سورية من جرائم ومن تخوين وتكفير وتصفية حسابات، وقتل عشوائي من الطرفين - حسب وجهة نظري -، وقع في الجزائر أثناء التسعينيات مع الفارق طبعا، لأنَّ ما وقع في الجزائر كان بعد مصادرة اختيار الغالبية من الشعب، الذين انتخبوا بحرية آنذاك الجبهة الإسلامية للإنقاذ وأنا واحد منهم.


طوال الأزمة التي عصفت بالبلاد ورغم الأحداث المُروعة، ظللتُ صامداً وثابتاً في الجزائر ولم أهجر، حتى جاء عهد يزيد زرهوني وعهد الحشو والتدليس وفخامة الرئيس... فأرغمتُ على الخروج لأنجو بنفسي وعائلتي.

الأبكم يزيد زرهوني، المكلف بتكميم أفواه الشعب في الدّاخل ،  الذي لايعرف التحدث  ولو باللهجة الدارجة ...دفعني لتلقيببه بالأبكم .
لايعرف لغة الحوارمع الشعب فيلجأ إلى الكذب والسفسطة في وضح النهاردون حياء ولاحشمة،وكأنه يتحدث مع أطفال رُضّع وليس مع شعب راشد!

كيف لأبكم مثل يزيد زرهوني أن يتحدث عن الإجرام وأن يصفه وعيناه مدرسة في الإجرام لمن أراد أن يقرأ ؟
عندما أقول هذا الكلام فهو ليس تهمة جزافا أطلقها على الهواء ولا بدعة إبتدعها الهواة في عصر النكتة ، بل وصف مجرم ووضعه أمام المرآة ليرى نفسه. مجرم محترف للإجرام من خلال تصريحاته التي تدفع إلى إجرام أكثر في كل حادثة ،وتزيد من سرعة اللّهيب الذي بدأ يمشي كالنار في الهشيم ،وكأن هذا الأبكم مُكلّف بالفتنة لأطالة عمر النظام والبحث له عن المبررات.

دموع انهمرت  وإحباط  عمّ العائلة، بعد أن صرخت طالبة بأعلى صوتها وأبكت من حولها ومن تأثر لوجعها  قائلة: لماذا حطموا لي مستقبلي؟

منعها الحارس من الدخول بعد أن تأخرت بدقائق تطبيقا لتعليمات رئيس مركز الامتحان ، وخوفا على مستقبله هو أيضا...
حدثٌ كهذا في بلاد تحترم المواعيد، شيء مألوف لا يتلفت اليه أحد، لأن القانون يعلو على الجميع.

حَزنت يومًا كما حزن أب الطالبة، قبل اعلان النتائج ، حيث منع إبني من اجراء إمتحان مادة الأنجليزية كمادة ثانوية  في القسم النهائي ، بسبب مرور الحافلة  بدقيقة وتأخر بذلك عن موعد الامتحان بدقائق،  ولكن الفرق أن ابني مع منعه لمدة ساعتين، تدارك ذلك بسبب وقوف أستاذته معه وتحصل على شهادة البكالوريا بمعدل جيد  وهو الان يكمل دراسته بالماجيستير والحمد لله.

مهلاً أيّها الحرّ، مهلاً أيّتها الحرّة، مهلاً أيّها الأصيل، مهلا أيّتها الأصيلة، مهلاً أيّها الأسد الهصور، مهلاً أيّتها اللّبؤة...مهلاً أيّها الفارس الغيور ، مهلاً أيتها الفارسة الأبية، مهلاً أيها الشرفاء... وإلى اللقاء بعد حين !

تكاد تتوقف السّاعة ومعها دقات القلب...وتكاد تخرّ الجبال وتتفجر الأنهار والبراكين وتختفي الشمس وتموج الأعاصير... وأنت تسمع بأذنك وترى بعينك أناسًا في مقتبل الشباب  قدموا من أماكن مختلفة من أرض الجزائر الشاسعة في 2016... لحضور تجمّع في الجزائر العاصمة  مقابل نزهة ومعها قطعة خبز محشوة بلحم مجهول  وبعص التوابل تغطيها، ومشروب مستورد يجهل شاربه ما فيه...أوقضاء ليلة في فندق مهترئ ...والجزائر تسيل الى المجهول !


لست أوّل من كتب في موضوع اللغة العربية، فما أنا الاّ نقطة حِبْرٍ في بحر من مداد الكلمات، ولكن سأحاول قدر المستطاع أن لا أجترّ ما قاله غيري...حتى لا أقطع شهيتكم وأفسد نهمكم...

أخاطبكم من فرنسا التي تُعتبر لكثيرين مهد الحضارة والنهضة والتقدّم... وان شئتم؛ فمن يتكلم بالعربية هو رجعيّ مُتخلّف حسب مُنفصمي الشخصية أومن المصابين بالعربوفوبيا."مصطلح جديد"

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget