الفتنة في الجزائر والفطنة في السويد !
ما أجمل اللغة العربية وما أبلغ سحر بيانها، فبمجرد حرفين التصقا "كن" هناك قدرة خارقة تسير الأكوان، لا يعرف مدلولها الا من وُهب الحكمة ونزعت على عينيه الغشاوة.
لو أردنا أن نخط تمهيدا قبل أن نتطرق الى موضوعنا ، لقلنا أن العجائب والغرائب في اللغة العربية تكمن بين حرف وآخر وقصص وحكايات يمكن سردها.
فلو أراد عارف باللغة والتاريخ شرح كلمة العرب، لألف كتبا حولها وظل يدرسها للأجيال في الأطوار المختلفة... ولو أضاف آخر نقطة فوق العين لألف مجلدات ومسرحيات عن الغرب، ولو أراد ثالث الحديث من خلال تقديم الباء على الراء "العبرية" لألف أفلاما ومسلسلات تاريخية وظلت تلهج بها الألسن وتقام حولها المهرجانات.
فلا شكّ أنّ هناك سرّ عجيب يقف وراء هذه اللغة العربية، لا يعرفه الاّ من عشقها، وأصابته سهام حبّها وجعلته يتغزل بالكلمات ويصنع منها الأدب، ويعزف عن أوتارها ويستخرج منها المقامات وينثر بها القصائد والحكم.
اليوم حديثي حول الفتنة في الجزائر والفطنة في السويد... وبين الكلمتين علم وجهل، وتقدم وتخلف، وفطنة وفتنة باختصار.
لعلكم تابعتم ما يجري من مهازل في الجزائر قبل أيام، ولاحظتم كيفية التخبط وتضارب التصريحات، فقد أعلن أحدهم أن "الجزائر أحسن من نيويورك" وآخر "الجزائر خير من السويد" ولوكانا ممن يدفعون من قوت أولادهم لإطعام الفقراء، ويساهمون من بنات أفكارهم في رفع الغبن على الشعب لكان كلامهم جائز.