Articles by "غمزات"


بدأت حملة شعواء ضد المقاومة الفلسطينية من طرف الغرب المتصهين، إذ يُعمل على قدم وساق لربطها بالإرهاب كما فعلوا من قبل معها ومع حركات أخرى، مع أنّ ثمّة فارقاً شاسعاً بين المقاومة والإرهاب، حيث لم نر (على سبيل المثال) حركة حماس تقوم بهجومات وعمليات قتل في أميركا أو فرنسا أو بريطانيا أو ألمانيا أو إيطاليا أو في السعودية والإمارات...
وساندت هذه الدعاية بعض الأنظمة المدعومة من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، وبعض الحركات التي تلبس عباءة الدين تاريخيًا وحاضرًا. وسقط في الفخ (مع الأسف) من انطلت عليهم العاطفة والجهل بالتاريخ والدين في البداية، حيث ربطوا قتل الأطفال الفلسطينيين وتدمير البيوت والمساجد بفعل حركة حماس يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، ومنهم من حملهم تداعيات الهجوم لتحميل حماس المسؤولية، بل وصل بعض مشايخهم إلى إصدار فتاوى تحرّم الخروج عن الحكّام، مع أنّ تأسيس أنظمتهم بدأ بالخروج على من سبقوهم، ومنهم من قتل بعض أفراد عائلته وانقلب عليهم.


المتابع اليوم، لما يجري في غزة هاشم من جرائم إنسانية يرتكبها الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني كلّ يوم وليلة، وبحماية أميركية وغربية، ويرى آلة الدمار والعنجهية التي حلّت، ومستوى القسوة والحقد والطغيان الذي وصل إليه المحتل الغاشم ضد شعب احتُلت أرضه، وانتُهكت مقدساته، ويرى في المقابل موقف الأنظمة العربية والإسلامية الخانعة أمام الغطرسة الصهيونية المتعاظمة والمتراكمة، ويرى الخدم والمتخاذلين من بعض العرب، يدرك بما لا يدع مجالاً للشك، أنّ الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، المكلّف إدارة جزء

الجزائر والقوة الهاربة!

استمعت إلى مقطع فيديو على الفيسبوك،  يوم أن خطب رئيس الدولة الجزائرية عبد المجيد تبون في الولاة ، حيث وصف الجزائر بالقوة الضاربة. وهو في ذلك يتفاخر أمام الشعوب بالوضع الذي يحياه البلد الذي تهابه الدول العظمى وتضع له ألف حساب...ولكنه يتناقض بعد سطرين فينسى  فيقول: ليس لنا اقتصاد، والحمد لله اقتصادنا 85 بالمائة اقتصاد الخواص ولكن 85 بالمائة تمونه الدولة... وعاب على المعارضين انتقاصهم  لبلدهم على حد قوله.

تابعت المقطع على الفيسبوك كما أسلفت،  لأنني نادرا ما أرى القنوات...لأسباب ليس المجال لذكرها. ووضعت صورة على  صفحة المصالحة الجزائرية التي أديرها، لشباب في مقتبل العمر، غادروا الحياة الدنيا  بعد أن قلبت الأمواج العاتية الزورق الذي كانوا يمتطونه وهم يحاولون العبور الى الضفة الأخرى - علهم يجدون مستقبلا زاهرا يحققون فيه أمانيهم...وعنونت الصورة بالقوة الهاربة!


المعارضة ليست مهنة بالصياح ولا شهادة تُمنح في الفضائيات بالتبراح، والمعارضة ليست شارة تمنحها مدرسة بن عكنون عبر صحفها على بعض الضبّاط الذين لازالوا يعملون لمصالح استخباراتية وخرجوا للطعن في شهادات بعض الضباط الذين أنّبتهم ضمائرهم ووقفوا إلى جانب شعبهم لامع الجلاّدين، أو لضرب مصداقية بعض الإعلاميين الساطع نجمهم أو بعض المعارضين الذين يزعجون النظام بخرجاتهم، إنّما بديل مُتمثل في برنامج سياسي واقتصادي وثقافي واجتماعي... يحلّ محلّ برنامج من بيدهم الحكم، فتجد المعارض، يعارض النظام ويسعى لتطبيق البرنامج الذي يناضل من أجله، فيستعمل الكياسة والفراسة والأخذ بالممكن.


كم هو مؤلم أن تقرأ أو تسمع أو تشاهد  شعارا  يرفعه جزائريون ينادون بالاستقلال،  في ذكرى عيد النصر19 مارس...
لقد حلّ مصطلح  الاستقلال في الحراك محل الاحتلال فياله من اختلال كبير و من صدمة نفسية لها تداعياتها ومفارقة عجيبة... في ظل هذا النظام ! 

 سلطة؛ يشبهها جزائريون بسلطة احتلال ثانية- سرقت استقلال الجزائر وأصبحت تعبث بخيرات وثروات البلاد...فيما جزائريون وجزائريات يتوددون على مواقع التواصل  لشراء علبة دواء أو لجمع مبلغ من المال للقيام بعملية جراحية في بلد جار ليست له إمكانيات الجزائر بكل تواضع.

عاد عبد المجيد تبون من ألمانيا فهل سيعود  الشعب الجزائري للحراك ؟

خرج ملايين الجزائريين والجزائريات في حراك سلمي يوم 22 فبراير 2019، يطالبون بحقوقهم المشروعة، بعدما أصبح كثير منهم يشعر بالغربة داخل وطنه، ويرى بأم عينيه كيف تسرق خيرات الجزائر وتبذر. ولو أن التاريخ المحدد لايزال يطرح علامات استفهام، لاسيما ونحن بعد عامين من انطلاقه لم يحقق الشعب الجزائري أهدافه التي خرج من أجلها.

وبدأ الضباب ينقشع منذ الإعلان عن وفاة قائد الأركان قايد صالح مباشرة بعد الانتخابات التي قررت يوم 12 ديسمبر 2019، دون رضى الحراك الشعبي، ولحق به ذراعه الأيمن الجنرال حسن علا يمية وكذا الجنرال صواب، وتمت تنحية الجنرال بوسيس المكلف بما كان يجرى في أروقة المحكمة العسكرية بسجن بعض الجنرالات ومنهم طرطاق وتوفيق على وجه التحديد وكذا ادانة وزير الدفاع خالد نزار.

عند اتساع رقعة الحراك، بدأ سقف المطالب يرتفع ولم يعد مقتصرا على حاشية سعيد بوتفليقة وأويحيى وحداد. كما كانت تنوي بعض الجهات حصره فيه، بل أصبح المطلب رحيل النظام باسره. وبدى المكلفون بمهمة في تهييج الشارع يختفون عن الأنظار ويعودون الى الصفوف الخلفية لاسيما بعد أن حققوا بعض أهدافهم.

كانت تطلعات الشعب نحو آفاق جديدة آخذة في الاتساع وبشكل تصاعدي، والأغلبية أصبحت مؤمنة بجزائر جديدة تسع الجميع، ولو أن أساليب التعبير والشعارات مختلفة.

إلا أن جهات في الدولة العميقة من خلال شبكتها العنكبوتية في الداخل كما في الخارج كانت تدفع إلى تعفين الأوضاع من خلال عامل تقسيم الحراك، وعملية الابتزاز التي ظهرت ملامحها في مواقع التواصل بعد التسريبات والتهديديات التي مست ضباطا ومسئُولين كبارا، حتى تمسك بمقاليد السلطة من جديد- لاسيما وأنها بدأت تخسر بعض المواقع من خلال تمرد قائد الأركان أحمد قايد صالح.

بدأ قايد صالح بمغازلة الحراك حتى يعطي مسحة شعبية لقراراته، ووجد تجاوبا كبيرا داخل الحراك في الأسابيع الأولى منه، باستخدام المادة 7 و8 من الدستور الذي عدل سنة 2016. وهكذا استطاع أن يتغطى بالشارع ليفرض الأمر الواقع على خصومه الذين حاولوا الإطاحة به وأُعلن خلع بوتفليقة يوم 2 أبريل 2019.

بدأ الحديث عن المرحلة الانتقالية كأمر واقع، وبما أنه إذا ما كان المقصد هو التأسيس لجمهورية جديدة، فإنها كانت ستؤدي ليس فقط الى فقدان سيطرة حاشية الرئيس المخلوع بل ستعصف برؤوس الدولة العميقة وتسحب المبادرة منها، وتعود السلطة تدريجيا الى الشعب.

وبدأ أبواقها ودجاجلة السياسة معهم في عملية شيطنة خيار المرحلة الانتقالية والحراك...والدفع الى انتخابات مغلقة معروفة النتائج. وقد اتضح ذاك منذ الوهلة الأولى بتعيين شخصيات للأشراف عن الحوار الموجه والانتخابات المحسومة بفرض قائمة مديرها واحد.

بعد تأجيل موعد الانتخابات مرتين، فرض قايد صالح موعد انتخابات 12 ديسمبر 2019 على الجميع بالقوة.

لم تنتخب غالبية الشعب الجزائري الرئيس عبد المجيد تبون يوم 12 ديسمبر 2019 بل قاطعت الأغلبية الانتخابات الرئاسية كما تؤكد الأرقام الرسمية، ايمانا منها بأن النظام يجدد نفسه من خلال واجهات جديدة.

أعلنت وفاة أحمد قايد صالح بعد تمرير الانتخابات بأيام في ظروف جد غامضة، وتم تجميد الحراك بسبب وباء كورونا بعدها في شهر مارس سنة 2020. واستغلت الدولة العميقة غياب الحراك الشعبي وشرعت في استعادة ما ضاع منها.

نقل عبدالمجيد تبون الى ألمانيا للعلاج شهر أكتوبر 2020 بعد اصابته التي فاجأت الكثيرين. وفي هذه الفترة عاد الجنرال خالد نزار من إسبانيا دون الإعلان عن عودته، مع أنه كان محكوم عليه بالسجن، وقد توعد في تسجيل مصور ومنشور على الانترنت خصمه قايد صالح. وأعيدت محاكمة بعض الجنرالات ومنهم الجنرال توفيق، وتمت تبرئة ما أطلق عليه قايد صالح العصابة من تهمة المؤامرة.

طرحت خرجة تبون على موقع تويتر العديد من التساؤلات لاسيما وأنه عند عودته في طائرة لم يصرح بتاريخ العودة وظهر مباشرة في تسجيل على القناة الرسمية.

لقد عاد عبر مطار بوفاريك العسكري وليس عبر مطار هواري بومدين المدني. ومخافة أن يعيدوا للأذهان صورة بوتفليقة وهو على كرسي متحرك، اكتفوا بإظهاره جالسا على أريكة. غير ان جلوسه وظهور جبيرة على رجله طرح علامات استفهام لاسيما وأنهم أذاعوا بأن اصابته كانت بسبب فيروس كورونا.

عاد تبون الى ألمانيا مرة أخرى لأجراء عملية على رجله كما أذاعت صحيفة الخبر في شهر جانفي 2021 وها هو بعد شهر من إجراء تلك العملية الجراحية، لم يعد ماشيا على قدميه ولا عاد عبر مطار هواري بومدين. وبدى في تسجيل بتاريخ 12 فبراير 2121 بثه التلفزيون الرسمي بأنه لايزال عاجزا عن المشي، بل على الوقوف لمدة ساعة.

إن الوضع الذي تمر به الجزائر سواء من الناحية الاقتصادية أو من الناحية الاجتماعية أو السياسية أو الأمنية، وحجم الأزمة المختلفة الجوانب والتراكمات السلبية المرتبطة بالمأساة وتداعيات احتلال دام أكثر من قرن، والحلول المؤجلة وغير الناجعة، والمؤامرات التي تستهدف الجزائر، يتطلب قرارات تاريخية تعيد الثقة المهزوزة لدى الشعب.

فهل يا ترى سيقدم فريق عبدالمجيد تبون بعد عودته من ألمانيا على تهدئة الأوضاع، أم سيعود الشعب الى الشارع لاستعادة سلطته؟

نورالدين خبابه 13 فيفري 2021

أيّها الفيروس الفتّاك: مهما كان منبتك ومشربك، ومهما كانت غايتك ووسيلتك، ومهما كان حجمُ اختراقك  وشرّك، ومهما كانت دائرة نفوذك وسعة انتشارك، ومهما كانت قساوتك وحدّتك، ومهما كانت حيلتك ودهاؤك...ومهما كان مستوى التدمير الذي تقوم به على كل المستويات... حيث حطمت عائلات وعطلت اقتصادا، وأوقفت النقل برّا وجوّا وبحرًا...وجمّدت مشاريعًا، وأجّلت أعراسًا ونشاطات...وامتحانات،  وألغيت مواعيدًا وبرامج وزيارات...وقطعت التواصل وأغلقت الحدود والمدارس وكثير من المؤسسات.

اليوم يشتكيك الناس ومنهم من يسبّك ويلعنك،  ومنهم من يسعى لقتلك ومحوك من الوجود لو قدر على ذلك...ومنهم من يتهمك بأنك عديم الشخصية منافق ولئيم وغادر...

الديمضراطية: مصطلح جديد  ونسخة رديئة سوداء تقترب من الاحتراق  استنسخت من الديمقراطية إلى درجة  لم يعد يظهر  قافها، فاستبدل بحرف الضاء و أعطى هذا المفهوم السلبي للديمقراطية وها أنتم تشمئزون  من المصطلح الجديد  فكيف  إذا تغيير محتوى الديمقراطية كله يا ترى؟

 الديمقراطية الحقيقية التي قرأنا عنها في الكتب  والمجلات... ونعيش في بلدان يحتكم فيها مواطنوها فيما بينهم إلى نظامها الذي صنعوه بأيديهم وقطعوا أشواطا في التقدم على أصعدة مختلفة  وتكنولوجيا وصلت الى درجة تبنى فيها الجسور داخل البحار وتستخدم الطائرة في الحروب دون طيار ويسير الميترو في الأنفاق بلوحة التحكم... يعرفونها بأنها تعني  حكم الأغلبية، وتعني التداول السلمي على السلطة بطرق سلمية، وتعني احترام الرأي  وفق الاحترام المتبادل، وحرية التعبير...وتعني التنافس وتكافؤ الفرص، وتعني التشارك وتعني  التنوع والاختلاف، وتعني الشفافية وتعني  التعددية... وتعني الاقناع  وتعني احترام حقوق الانسان،  وتعني القبول بالنتائج المستحقة... الى غير ذلك من الأوصاف والصفات والمصطلحات...التي يطلقونها على الديمقراطية التي يطبقونها...طبعا فيما بينهم.

أول مرة التقيت فيها هشام عبود كان ذلك عن طريق الصدفة  يوم حضور محاكمة  الجنرال خالد نزار للملازم حبيب سوايدية بمحكمة باريس بتهمة التشهير. تقدم هشام عبود  نحوي ويطلب مني أن أعطيه عودا من الكبريت لإشعال سيجارة فقلت له: آسف لا أدخن.  تعجب وقال لي ساخرا:  سبحان الله هذه المحنة التي مرّت بها البلاد وأنت لا تدخن؟ ابتسمت  وقلت له:  هذا دليل على الصمود فضحك ...تحدثنا قليلا... ثم انصرف ؟ كنت أعتقد أنه جاء كشاهد  في القضية لاكتشفت بعدها أنه جاء للمتابعة وكان هذا قبل أن يصدر كتابه مافيا الجنرالات  وقبل أن يعود بصفقة. ويومها حضر المحاكمة عقيد آخر اسمه " ع ب " كان يحضر هو الآخر لنشر كتاب ... وعاد الى الجزائر بعد حصوله على صفقة" كما بلغني ".

لم أكن أريد العودة للحديث عن محمد الوالي رحمه الله، لولا استغلال منشوراته وتعديلها وحذف مناشير أخرى من طرف أناس لم يكن أحد منهم يعرف اسمه الحقيقي ولا صورته...

واستغلوا بعد موته الذي يبقى محل تحقيق عداءه للإخوة القبائل متخفين بقضية الزواف...ونسبوا له أعمالا لا علاقة له بها بل كان يجهلها ولا يعرف عنها شيئا ولمن أراد أن يتأكد فليسأل الأخ شوشان الذي كان على تواصل معه قبل أن يفترقا ويعلن عن وفاته... كل هذا للتخفي باسمه والصاق ما تقوم به هاته العصابات للمجهول ...

وكذا اعادة بعث منشورات كانت تنشر على صفحته ... للنفخ في فتنة بين العرب والقبائل من أجل خدمة جهات يخدمها التمزق. وكذا ابعاد عامة الناس من متابعة الشهادات التي تفضح العصابات وتمنع وحدة الجزائريين...

ولذا وجب توضيح بعض النقاط وسأعود الى الموضوع ربما لاحقا وأنشر بعض التسجيلات التي تؤكد كلامي حتى أدحض الكثير من الاكاذيب والاغاليط التي نسجت حول محمد الوالي.

قبل أن أتحدث عن إثراء الحراك في الجزائر، لابدّ من مقدّمة حتى ولو كانت مؤلمة لبعض الانتهازيين وراكبي الأمواج،  لاسيما وأنها تذكرهم بماضي قريب،  كانوا فيه  أداة  للقتل، وتشريد أسر ومناطق بأكملها،  ومنهم من حقق أموالا على حساب آهات الآخرين، وأي مهنة  وأيّ شرف لمن يتغذى من الدّماء والدّموع!

كنت ولا فخر من الداعين لتبني المصطلح الجديد "الحْـــَراكْ" ، وهي كلمة تم اشتقاقها من الحركة... في الندوات المتعلقة بالتغيير في الجزائر، التي كنت أديرها ، بدل مصطلح الثورة،  وفي كتاباتي وتعلقياتي...

 وهذا لتفويت فرصة شيطنة الاحتجاجات التي استأنفت  في جانفي 2011.
وكان جزء من تلك الاحتجاجات مفتعل لخدمة  الدولة العميقة وأهدافها، كافتعال جزء من أحداث أكتوبر 1988...للتحكم في مسار الاحتجاجات، والقيام بتغييرات لا تُلبّي في الأصل طموحات الشعب، بل تهدف لمنع التغيير وتنفير الشعب من خلال التخويف النفسي باستعمال المأساة، واستبدال الواجهة.


مع اختلافي مع محمد مقدم المدعو "أنيس رحماني" ...وانتقادي له  يوم كان صحفيا يعمل في الخبر، ثم الشروق...حول حربه ضد التوجه الاسلامي  ...ووقوفه إلى جانب الجناح الاستئصالي في جهاز المخابرات في التسعينيات ...من خلال التقارير الأمنية التي كان ينشرها، وصبّه البنزين في الفتنة المشتعلة    !
ومع تشكيكي في الثروة التي كونها منذ اعتلاء بوتفليقة الحكم...وقد هجوته مرتين... الأولى بين 2006-2008 حول علي بن حاج  من خلال منتدى بلاحدود،  والمقال لايزال منشورا في بعض المواقع  بعنوان: إبليس أنت أم أنيس؟
 والمرة الثانية سنة 2018 عند نشره رسالة عقيد المخابرات  اسماعيل وهو يهدد من خلاله  بشير طرطاق،  بأمر من قيادات عسكرية عليا... وكانت قناته استضافت العميل مراد بوعكاز في قضية ما أطلق عليه شبكة أمير ديزاد... والذي تحدث عن منظمة في تولوز  تتطرق لقضية المختطفين...عناصرها يهود ...

لا أخفي سرًّا إذا قلت أنّ من أنصار أحمد طالب الابراهيمي سنة 1999 أثناء جمع التوقيعات وأثناء الحملة الانتخابية...  مناضلون في الجبهة الاسلامية للإنقاذ وقيادات كذلك.

عندما أعلن أحمد طالب الابراهيمي عن رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية سنة 1999 ...تقدمت بمفردي  لمساعدته في جمع التوقيعات على مستوى ولاية برج بوعرريج ولم أكن أبدًا أفكر أن أكون رئيسا للجنة لا على مستوى البلدية ولا على مستوى الولاية... أو أطمح لتقلد منصب حال فوزه أو أتطلع لأن أكون عنصرا في حركته أو أبحث عن موقع أو مكانة...

الشخص الوحيد الذي دار بيني وبينه نقاش حول موضوع  دعم أحمد طالب الابراهيمي  وقتها قبل إقدامي على جمع التوقيعات هو أخي الأكبر الذي كان منتميا الى حزب جبهة التحرير الوطني وكان ممتعضا  حينها  من اختطاف الحزب من طرف أشخاص غرباء عن الخط الأصيل للجبهة لاسيما بعد الذي جرى للدكتور عبد الحميد مهري رحمه الله في المؤامرة الأمنية المشهورة ...وكانت استقالته  من الحزب جاهزة.

لست عائدا للجزائر بعد عامي هذا 19 من الهجرة المحتومة ... لتأسيس حزب أو حركة أو لاقامة ندوة صحفية أتباهى بها أمام الصحافة … فقد كفرت بالتحزب منذ تجربتي مع أحمد طالب الابراهيمي سنة 1999.

ولست عائدا لمنافستكم على السلطة فإني أعلم يقينا أنك خارج منها وأن الوصول اليها لا يتم الا عبر حماية الدبابة والبارجة والصاروخ... وإني أخاف من حملي الثقيل يوم أن أقف وحيدا عاريا أمام الله فكيف بمن يحمل عبء أمة ؟

ياقايد صالح: ليست لي بنوك في سويسرا ولا قصور في الامارات ولا فضائيات ولا جاه ... بل لا أمتلك الا قلما وصوتا مبحوحا ولا أزال أمشي راجلا .

قبل أن يخرج المتظاهرون فرادى وجماعات يوم 22 فيفري 2019، كان معظم الجزائريين ساخطين من الوضع المتردّي الذي أصبحت تعيشه الجزائر لاسيما بعد إصابة الرئيس بوتفليقة سنة 2013 بجلطة دماغية ...وصراع العصب الذي لم يعد خافيا... وكانت صورة الجزائر في العالم المسوقة مع الأسف الشديد في وسائل الاعلام المحلية والدولية  مختصرة في وضع بوتفليقة وهو على كرسي متحرك...

لقد تعاظم الفساد في فترة مرضه، وتضاربت المصالح، واحتار المواطن في تلك القرارات التي كانت تصدر من حين لآخر...ولم يجد تفسيرا شافيا لها وبقي يطرح السؤال بإصرار: من يعين ومن يقيل في الجزائر ومالذي يجري؟ 

وصدم الجزائريون والجزائريات من تعيين شخص على رأس وزارة السياحة وإقالته في مدة لا تزيد عن 48 ساعة...اضافة الى تعيين عبد المجيد تبون على رأس الحكومة. هذا الأخير أعلن أنه سيحارب الفساد فإذا بإقالته تنزل كالصاعقة في أقل من شهرين...ناهيك عن اعطاء المشاريع والصفقات هنا وهناك...وآخرتها تصريح  مدير الأمن عبد الغني هامل، "من يريد محاربة الفساد عليه أن يكون نظيفا"...قبل أن يقيل بساعة أو ساعتين.

في كل مناسبة من المناسبات التي  مرت بها الجزائر وتمر بها...لا يخلو حديث بعض الساسة والاعلاميين ومتناولي الشأن العام  عن هواري بومدين، والصاق تهمة الاغتيالات والانقلابات السياسية به وتبرئة خصومه في المقابل... ونظريتهم كانت ولاتزال مبنية على أنه لو طبقت مقررات الصومام التي تعطي الأولوية للسياسي على العسكري والداخل على الخارج  ...وجسدت على أرض الميدان لما وصلت الجزائر الى هذا المستوى من الفساد والانحراف.

لم يجف تراب قبر عياش محجوبي، الذي توفي في قرية أم الشمل بولاية المسيلة في ظروف غامضة داخل أنبوب. وظل معظم الجزائريين صغارا وكبارا يترقبون انقاذه...علهم يستعيدون بصيصا من الأمل الضائع في ظل الاحباط المستشري وتفاقم اليأس وانسداد الأفق... ففارق الحياة.
و لحقه أحد الشيوخ من نفس الولاية...وقد سقط في بئر...و من بعدهما شباب في مقتبل العمر ابتلعتهم حفرة في ولاية الأغواط...

وها نحن نستيقظ هذا الأسبوع على خبر فقدان محمد عاشور، أحد أعوان الحماية المدنية بولاية البويرة وهو في العشرينات من عمره، كان يسهر على فك الاحتقان وتسريح المياه التي تجمعت ... فجرفته المياه ورمت به الى المجهول.

ولاتزال الى حد كتابة هذه الأسطر فرق الانقاذ مجندة تبحث عنه ومنهم غطاسون، وكلاب مدربة مساعدة للبحث، ولسنا ندري ماذا تحمل الأيام القادمة من مفاجئات، لاسيما وأن أمواج البحر العاتية أصبحت تخرج لنا مرة وأخرى شبابا أرادوا الهجرة الى الضفة الأخرى بحثا عن أمل، وتلقي بهم الى الشواطئ...

أي وضع هذا الذي نحياه؟ إذا كان الطبيب في الجزائر الذي هُشم رأسه يا سادة، بعدما خرج يطالب بحقوقه ... يبحث عن طبيب يداويه ويشدّ من أزره ويخيط جراجه الغائرة، ويمده بمادة السيروم ليتغذى بها ويواجه تلك الصدمات...
وإذا كان القاضي في الجزائر يبحث عمن ينصفه، والاعلامي الذي يخرج لتغطية حدث، ويرفع انشغالات أصحابه الذين يحتجون عن أوضاعهم...يجد نفسه مقيدا بالسلاسل والأغلال ويساق الى الزنازين...ومن ثمة يخوض اضرابا عن الطعام كي يرفع انشغالاته...


الاحتفال بيناير وذكرى الإنقلاب في الجزائر !

ارتبط الاحتفال بيوم يناير  هذه السنة،   بذكرى الانقلاب  على الارادة الشعبية سنة 1992  في الجزائر. وكأن من اختار  تاريخ اعلان استقالة  الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد عبر التلفزة،  في نشرة الثامنة مساء،  أراد أن يكون يوم 12 جانفي، يوما للإحتفال والبهجة والسرور والعطلة...؟

ياله من تشابه بين ذكرى الانقلاب في الجزائر،  ونحر صدام حسين فجرا يوم عيد  الأضحى في العراق !
لا تقولوا لي أن  ذكرى الانقلاب في الجزائر وتزامنها بالاحتفال بيناير مجرد صدفة...فالذين اختاروا هذا التاريخ وترسيمه يوم ذكرى وفاة هواري بومدين أيضا ...وفي  ذكرى  اعدام  عبان رمضان... لم يكن صدفة !
وذكرى  الانقلاب في الجزائر  تزامنت مع  ما كان يجري في العراق في حرب الخليج وارتباطها بالسعودية وبما يجري في الشرق الأوسط ليس صدفة !
لا تقولوا لي أن ذهاب علي بن حاج وعباسي مدني الى العربية السعودية ولقاء الملك فهد، والى العراق ولقاء صدام حسين أيضا كان مجرد صدفة ! لا تقولوا لي أن عباسي مدني عندما صاح في العاصمة: أين أنت يا مجلس الأمن، مجرد صدفة ! لا تقولوا لي أن الذين بدأوا التدريبات القتالية وتحضير قوائم من المتطوعين في ملعب 5 جويلية بحضور أحد أقارب خالد الاسلامبولي  للذهاب الى العراق...كان مجرد صدفة... !  لاتقولوا لي أن مايحدث في سورية والجزائر ومصر وليبيا مجرد صدفة ! لا تقولوا لي أن علي بن حاج ذهب الى وزارة الدفاع بالبذلة العسكرية مجرد صدفة !

في الوقت الذي نسمع فيه تحريفا للحقائق التي يراها الناس بالعين المجردة في وضح النهار، وكتابة أساطير وخزعبلات لأشباه الكتاب، والترويح لها عبر وسائل الإعلام المختلفة "سيما الفضائيات والصحف ودور النشر" والجعل من مجاهيل ومن وشاة  ظاهرة اعلامية ...نسمع خبر رحيل واحد من أعلام الجزائر في العصر الحديث- المؤرخ الدكتور أبو القاسم سعد الله.ربما منكم من لايعرفه سيما من شباب ناس ملاح سيتي  ودزاير ميوزيك ولذلك  يمكن لأحدكم أن يستعين بمحركات البحث للإطلالة على سجله والدراسات والأبحاث التي قدمها والمجلدات التي كتبها سواء عن تاريخ الجزائر والحركة الوطنية أو عن الثقافة والشعر أو حتى ترجمات لكتاب مشاهير.

كان الراحل أبو القاسم سعد الله رحمه الله  يعمل بعيدا  عن وسائل الإعلام  وترك من ورائه كتبا  ومراجع ستتناقلها الأجيال  الواعية  وستذكره في المناسبات والمحافل بلاريب.لقد رفض المسؤولية والاستوزار وفضل أن يبقى أستاذا في الجامعة ومؤرخا وباحثا ... لأن هدفه لم يكن الشهرة ولا البحث عن  الأضواء والريع المنته ، بل كان رجلا يحمل قضية وطنية و  يعمل لها من خلال تربية النشء ، وهو موقن بأن مايزرعه سيتم قطافه ولو بعد حين.

كان الرئيس الرّاحل هواري بومدين رحمه الله عندما يتحدث في خطاباته، بلغته البسيطة التي يفهمها أغلب الشعب الجزائري بل شعوب مجاورة، يسبق فعله قوله، وعندما يريد الإعلان عن شيء ينفذه ويعطيه بعد ذلك الصبغة الرسمية على مستوى الإعلام. 

ذهب بومدين وأعيى من بعده بقراراته الجريئة ومواقفه البطولية، التي سجلها التاريخ في كثير من القضايا العربية والإسلامية بل حتى العالمية، ويكفي أن نضرب مثالا واحدا وهو "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة" جاء من بعده رؤساء حكموا الشعب لا بإرادته ولا بإرادتهم، وأوصلوا البلاد والعباد إلى وضع كارثي، وأصبح الرئيس وكأنه يعيش في قارة أخرى ولا علاقة له بالشعب وبما يجري حوله.

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget